المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التحدي الصعب (المشاركة 1400609)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدركت أخيرا أن الرهاب الإجتماعي و الخوف و الإكتئاب و الوساوس وحش عملاق، كائن ذو أنياب و مخالب تقطع إربا إربا، دوامة و متاهة عظيمة لامتناهية، سجن أسود قاتم لا نرى فيه شيئا و لا خروج منه أبدا
قررت الوحدة و العزلة لكي أكتفي بالآلام الحالية و لا أستقبل المزيد، قررت الابتعاد عن الناس، قررت عدم النظر إلى أعينهم مهما حدث (إلا بعض أفراد عائلتي، و بعض الأشخاص الذين أعرفهم و الذين يعدون على أطراف الأصابع، قررت عندما أمشي في الطريق و يكون فيه أناس أو أكون في مكان عام أن أمشي أو أكون مطأطأ الرأس أو أنظر إلى هاتفي و لا أنظر إليهم، لأن قلبي تقطع من تصرفاتهم و من تحقيرهم لي و من ازدرائهم لي و ضحكهم و تنمرهم علي و لأنهم هم أيضا لا يرغبون في رؤية وجهي و ينزلون رؤوسهم للأرض
أصبحت حساسا جدا و لأقصى درجة لكل شيء و أصبح عقلي يحلل كل شيء يشكل خطرا لي لكي يتجنبه في لحظتها أو المرة القادمة، أصبحت أمشي بسلوكيات الأمان و حفظت كل مصادر و تصرفات و أماكن و مواقف المزعجة لي
يئست من الشفاء لأنه لا وجود له أصلا، قررت الفرار إلى الله و العيش بأمراضي التي لا مفر منها، و سأعبده و لو بوساوسي و فصامي و خوفي و اكتئابي و تشتتي و ضياعي فربما سأنال مكانا صغيرا في الجنة و سأرتاح من جحيم الدنيا