يعطيك العافيه على مجهودك الرائع

اﻷخت ميشا
انتقادي لعلم النفس المرضي وليس لكل علم النفس، ثم من الخطأ نقضه كله، فهناك مسائل مقبولة من جانب وغير مقبولة من جانب آخر، ومهمتي هنا نقض الجانب غير المقبول وإحلال بديل عن المنقوض، بحيث يكون التفسير وحدة متكاملة.
والحقيقة يكاد لا يوجد موضوع في علم النفس المرضي لا يحتاج نقض، إما من جانب واحد، أو أكثر من جانب، والذي فَهِمَ كتابي فلا شك قد عَلِمَ هذا.

إذا انتقدتُ المتخصصين في علم النفس المرضي، فهو من باب أنَّهم معاندون، فليس بيني وبينهم شيء، والعلم لا يبالِ باﻷشخاص بل بما يقولونه، وإنْ تجاوزوا قولهم إلى أنفسهم فمن باب عِنادهم لا أكثر، وانظري إلى اختيارهم الاحتمال الثاني وترك الثالث رغم أنَّه لا يقل عنه قوة، وإنْ نقدنا ميلهم إلى الاحتمال الثاني دون الثالث وبقوا على الاحتمال الثاني فهم معاندون ولا شك.

نقدنا يختلف من فئة إلى أخرى، فعلماء وظائف اﻷعضاء يعتقدون أنَّ الأمراض كلها في الجسد، واﻷمراض التي نتناولها في هذا المنتدى سببها خلل في المِهَاد والمُهَيْد، أي أنَّ الخلل في التفكير، وهم بهذا قد تقدموا خطوة عن المتخصصين في علم النفس المرضي، ورغم تقدمهم هذا إلا أنَّهم على خطأ كبير، فهم يُسَلِّمُون للآلة قدرتها على الكشف التام، فإذا لم تُظْهِر المرض الذي يعاني منه المريض؛ فإنَّهم ينسبونه إلى الوهم، ونحن نراهم يتوهمون وهم المريض للمرض، وهذا يُسَمَّى إنزالا أو اسقاطا، ولا بد من رد إنزالهم بكشف حقيقة المرض، وهذا الكشف قائم في كتابي.

بشأن تقليل قيمة وصف المرض دون إيجاد علاج له، فهذا مجانبة للصواب، فالعلاج لا يمكن أنْ يُكْشَف قبل وصف المرض، فهو فرع عن وصف المرض، ووصف المرض أصلا لكشف دواء، واﻷصل أشرف من الفرع، ﻷنَّ الفرع لا يقوم بذاته بل باﻷصل، ومشكلة الناس أنَّهم لا يسبرون غور اﻷشياء بل يكتفوا بالظاهر، وانظري إلى نظرة الناس لمغنٍ ما، فهم يختزلون اﻷغاني في شخص المغني رغم أنَّ المغني مسبوق بكاتب أغنية ومن ثم ملحن، ومن ثم موزع موسيقي، ومهندس صوت، كما تري لا بد من سبر غور اﻷشياء لئلا ينوقع اﻹنسان في القشور.

شكرا