نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   الملتقى الإسلامي (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   حدائق المعروف (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=76746)

واثقة بالله 06-06-2012 11:35 AM

الحديقة الثانية عشر
أن تجهز غازيًا أو تخلفه في أهله




يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا ) رواه البخاري .


إنك تكسب بهذا المعروف أجر المجاهد وأنت بين أهليك وذويك ، فقط لتردَّ على أهل هذا المجاهد في سبيل الله أبوة والدهم ، وعطفه عليهم ، وتقوم على حاجتهم .


واثقة بالله 09-06-2012 11:03 AM


الحديقة الثالثة عشر
إماطة الأذى عن الطريق




يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه .



إن هذا العمل ليس في الأصل موجه لعمّال النظافة أعانهم الله ، وإنما هو من أعمالنا نحن ، وما احتجنا إليهم إلا لتقصيرنا في هذا المعروف ، الذي وإن استحقر بعض الناس فعله ، وترفعوا عن القيام به ، إلا أن له عند الله منزلة عظيمة ، وجائزة ثمينة ،


استمع لهذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم .



غصن شجرة ترفعه عن الطريق جزاؤك فيه جنة عرضها السموات والأرض ، إنها حدائق المعروف ، ورب كريم رؤوف .


عازفة الأمل 13-06-2012 09:36 PM

جزاك الله كل خير اختي أم عمر ..

واثقة بالله 14-06-2012 11:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس ^ (المشاركة 788936)
جزاك الله كل خير اختي أم عمر ..

واياكم أختي شمس بارك الله فيك .

واثقة بالله 18-06-2012 11:10 AM

الحديقة الرابعة عشر

الكلمة الطيبة


أخي الحبيب : إذا لم تستطع أن تمد يدك بكريم النفقات ، واستعظمت أن تبذل من وقتك أو جاهك أو قوتك في عون المسلمين ، أو لم تستطع ذلك لأي حال ، فلا أقل من تبذل لأخيك الكلمة الطيبة ، وإنها لعظيمة ، ترضي بها ربك ، وتؤنس بها أخاك ، وتنال بذلك الأجر الوفير ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ) رواه البخاري .

واثقة بالله 24-06-2012 02:52 PM

الحديقة الخامسة عشر والأخيرة في هذه السطور
كَفُّ الأذى عن الناس


كثيرة هي حدائق المعروف ، وفضل الله فيها كثير ، وسبل الخير فيها عديدة ، فلا المقام يكفي ، ولا الزمان يفي ، غير أنها دلالة فحسب ، وإلا ففي كتاب الله تعالى وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ما يشفي ، غير أن نفوسًا قد تضن على نفسها ، وتبخل على صفحاتها ، وتمسك عن إخوانها ، حتى بالكلمة الطيبة التي لا يتحرك فيها من أجسادهم إلا اللسان ، فلا هم في عمل خير باذلون ، ولا هم بالكلمة الطيبة متحدثون ،


فما بقي إلا أن نقول لهم : اصنعوا في أنفسكم معروفًا ، فكفوا أذاكم عن الناس ، فلا تؤذوهم عملاً وقولا ، فإن أبا ذر رضي الله عنه قال : ( سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ : الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، قُلْتُ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ أَعْلَاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ تُعِينُ ضَايِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ : قَالَ : تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ ) رواه البخاري.


واثقة بالله 24-06-2012 02:53 PM

خمس وصايا في طريقك إلى حدائق المعروف

إنها وصايا موجزة تأمن بها على نفسك ومعروفك من الضياع بإذن الله تعالى :



أولها : اقصد بعملك وجه الله تعالى ، واتبع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه لا يصلح العمل إلا بهذين الشرطين ، { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ، 110 الكهف

ثانيها : لا تتأخر في الاستجابة لنداء المعروف ، بل سارع فيه بنفس طيبة راضية سعيدة ، فإن ذلك من التقوى ، فإن الله يقول : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } .

واستمع إلى نادرة من نوادر المعروف ، وهي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي نفلاً ، وكان مولاه نافع جالسًا بقربه ينتظر منه أي أمر يحتاج إليه ليؤديه ، ولا يخفى أن نافعًا كان من كبار العلماء ، وأنه من رواة موطأ الإمام مالك رحمه الله ، وقد أحبه عبد الله بن عمر حبًا شديدًا لما وجد من صفات عالية ، وفي أثناء قراءة عبد الله بن عمر _ في صلاته وصل إلى قوله سبحانه وتعالى : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم } . فأشار عبد الله بن عمر رضي الله عنه بيده فلم يفهم نافع لم يشير مع شديد حرصه على تنفيذ ذلك ، فبقي ينتظر تسليمه ليسأله : إلى ماذا يشير ؟ فقال عبد الله رضي الله عنه : تأملت فيما أملك فما وجدت أعزّ لي منك ، فأحببت أن أشير إليك بالعتق وأنا في الصلاة ؛ خوفًا أن تغلبني نفسي فأعدل عن ذلك بعد الصلاة ، فلذلك أشرت ، فبادر نافع ـ رحمه الله ـ وقال : إذًا الصحبة ، فقال ابن عمر _ : لك ذلك .

ثالثها : إذا وفقك الله لصنع المعروف فأحسن فيه واجتهد ، فإن الله يقول : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (26) يونس .

واحرص على عمل المعروف مجتهدًا *** فإن ذلك أرجى كلَّ منتظرِ
وضع نفسك في حال أخيك الذي احتاج إليك ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه .

رابعها : لا تذكّر نفسك بمعروفك ، ولا تمنَّ به على من تكرمت به عليه ، ولا تحدِّث به أحدًا من الناس إلا إذا رأيت مصلحة في ذلك ، فإن الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } ، واعلم يقينًا أنه قد وضع في ميزانك عند الله الكريم ولو أنكره أهله :

ولا يضيع وإن طال الزمان به *** معروفُ مستبصرٍ أنثى أو الذكر
إن لم تصادف له أهلاً فأنت إذًا *** كن أهله واصطنعه غير مقتصرِ
أغث بإمكانك الملهوف حيث أتى *** بالكسر فالله يرعى حال منكسر

خامسها : كافئ من صنع لك معروفًا ولو بكلمة طيبة ، فإن ذلك يساعدك بعد الله على صنع المعروف : فإن الله يقول : { ولا تنسوا الفضل بينكم } .
وكافئن ذوي المعروفِ ما صنعوا *** إن الصنائعَ بالأحرار كالمطر
ولا تكن سَبِخًا لم يجدِ ماطرُه *** وكن كروض أتى بالزهر والثمر
واذكر صنيعة حرٍ حاز عنك غنى *** وقد تقاضيتَه في زي مفتقِرِ


وختامًا
هذه بعض حدائق المعروف ، وهذه بعضًا من رياضها ، ميسّرة السبل ، مفتحة الأبواب ، طيبة الثمر ، كريمة الأجور والأثر ، فاللهم لك الحمد على عطائك ، وكرم فضلك ، اللهم إنا نسألك التوفيق إلى ما تحبه وترضاه ، ونسألك أن ترزقنا الجنة وتقينا النار ، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك ، اللهم سدد رميهم ، وبارك لهم في عتادهم ، وضاعف قوتهم ، واشف مريضهم وتقبل شهيدهم ، وكن لضعفائهم خير نصير ، اللهم حرر المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاصبين ، اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم يومًا أسودا ، مزق صفوفهم ، وخالف بين كلمتهم ، واجعلهم غنيمة للإسلام والمسلمين ، اللهم منَّ على بلادنا خاصة وبلاد المسلمين عامة بالأمن والاستقرار والاستقامة والأمان ، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا من الأزواج والذرية والأموال ، واجعل ذلك قرة عين لنا في الدنيا والآخرة ، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ، ولجميع المسلمين ، إنك سميع مجيب .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


كتبه الفقير إلى عفو ربه : فيصل بن سعود الحليبي
وحرر في يوم السبت 29/6/1423هـ

------------------------
(1) وهو صديقي العزيز فضيلة الشيخ : إبراهيم بن صالح التنم الداعية والمحاضر بقسم الشريعة بكلية الشريعة بالأحساء .
(2) وهو أخي الدكتور خالد بن سعود الحليبي وفقه الله تعالى .
(3) هو الشيخ المحسن الكبير : عبد الله بن عبد العزيز النعيم ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ الذي كانت له أيادي بيضاء على العمل الخيري في محافظة الأحساء وخارجها .


المصدر: صيد الفوائد.


الساعة الآن 08:59 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا