![]() |
اقتباس:
ولكن للأسف في وقتنا الحالي زاد عدد المجرمين الذين ينسبون أنفسهم إلى الطب والذين يروجون لفكرة أن الأدوية مجرد كيميائيات ضارة تعبث بجسم الانسان وتدمره على حد قولهم أو أن شركات الأدوية تتآمر من أجل بيع الدواء.. والأمر هذا ليس مرتبط فقط بالأدوية النفسية بل بجميع الأدوية بدون استثناء على سبيل المثال خالتي دائما ما تسمع من هؤلاء الدجالين أن الأدوية مجرد كيميائيات ضارة وقاتلة وتسبب الادمان وهي مصابة بالهشاشة ولا تستخدم الأدوية الخاصة بالهشاشة بسبب ما تسمعه من هؤلاء المروجين لنظريات المؤامرة والنتيجة أصيبت بتقوس في الظهر ووصلت الهشاشة فيها لدرجة أن عظامها أصبحت كالزجاج وأصبحت لا تستطيع النوم في بعض الأيام بسبب الألم الناتج عن عدم استخدامها للدواء الخاص بالهشاشة ولا زالت تصر إلى الآن للأسف على عدم استخدام الدواء لأنها تعتقد أن تلك النظريات فعلا صحيحة.. خذ عندك ايضا جدتي رحمها الله ارتفع عندها السكري في الدم ووصل إلى ارتفاعات قياسية وذهبت إلى المستشفى وقالوا لها لابد من اعطائك ابرة انسولين لخفض السكري ثم سمعت امرأة تنصحها بعدم اخذ الابرة وقالت لها ان احد قريباتها أخذت الابرة وسببت لها المرض.. ورفضت جدتي أخذ الابرة وحتى الاطباء حاولوا اقناعها ولكنها رفضت رفضا قاطعا والنتيجة اصيبت بجلطة وتوفيت بسبب الارتفاع الشديد للسكري هذا فقط ما عاينته أنا عن قرب فما بالك بما لم أعاينه أنا.. صحيح أنني استخدمت أسلوب فج في التعامل مع صاحب الموضوع في بعض ردودي ولكن كنت متعمدا أن استخدم هذا الاسلوب معه لعله يدرك حقيقة الوهم الذي يعيش فيه ويتوقف عن أذى نفسه وأذى غيره بكتابة تلك المواضيع ولكنه لازال للأسف مصر على رأيه ولم يتوقف عن أفعاله وأنا لست غاضبا أبدا مما يكتبه من مواضيع غير صحيحة ولا أهتم أبدا بما يكتبه لأنني على وعي من التمييز ما بين الغث والسمين وإثمه على نفسه ولكن أريد تحذيره فقط من كتابة أو نقل بعض الموضوعات التي لا يدري هو أصلا عن مدى صحتها من عدمه ثم إن نقل أي معلومة أو نصيحة طبية قد يترتب عليها ازهاق أرواح أو الإصابة بإعاقة دائمة فهل يستطيع هو أو غيره أو حتى أنا وأنت أن نتحمل اثم نقل تلك المعلومات الخاطئة يوم الحساب؟! فالرسالة التي أريد إيصالها لصاحب الموضوع ولك ولنفسي أيضا هي ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) فالواجب علينا إذا أردنا نقل أي معلومة طبية أن ننقلها من مصدرها الموثوق والصحيح حتى لا نضر غيرنا لا أن أفكر في نظريات خيالية أو أسمع كلام المشهور الفلاني التكتوكر الفلاني أو اليوتيوبر الفلاني ثم أقوم بنشره بين الناس دون أدنى مسؤولية فكل ما ننشره على وسائل التواصل إما سيكون شاهداً معك أو ضدك يوم الحساب ونسأل الله السلامة وحسن الختام |
اقتباس:
سأعطيك مثالاً بسيطاً لتفهم الأمر أكثر ، لو تصورنا أن عندك بناية ضخمة مكونة من عشرة طوابق بها عشرين شقة وكانت إحدى هذه الشقق بها تسرب للمياه وهذا التسرب يهدد البناية كلها بالسقوط بسبب أن التسرب يؤدي لتأكل الخرسانة الداخلية فماذا ستفعل ؟ أبسط شيء ستعالج تسرب المياه أو ستغلق محبس المياه الخاص بالشقة لو لم تستطع الدخول إليها ، فما رأيك في شخص يقوم بغلق محبس المياه العمومي للبناية ككل ويترك كل سكان العمارة يعانون من نقص المياه ماذا ستسمي هذا الحل ؟ لتطبيق هذا الأمر على مرض نفسي كالفصام مثلاً فمن المعروف نظرياً أن زيادة الدوبامين في بعض مناطق الدماغ يؤدي لأعراض الفصام - وبالطبع هي نظرية مشكوك في صحتها بعد ترخيص دواء كوبينفي الجديد لعلاج الفصام والذي يؤثر على المستقبلات المسكارينية فقط ولا علاقة له بالدوبامين ولكن لو سلمنا بصحة نظرية الدوبامين - فما الحل في رأيك ؟ بالطبع معالجة هذا الخلل بمضادات الذهان ، ولكن في الواقع كيف تعمل مضادات الذهان ؟ مضادات الذهان سواء النمطية أو غير النمطية تؤثر على مسارات الدوبامين الأربعة بلا استثناء وهي : 1- المسار الوسطي الطرفي : ويتحكم في الشعور بالمتعة ، وزيادة الدوبامين فيه تؤدي لأعراض الفصام الموجبة من الهلاوس والضلالات بينما نقص الدوبامين فيه يؤدي لأعراض الفصام السالبة مثل نقص التمتع وانعدام الحافز وغيرها . 2- المسار الوسطي القشري : وهو خاص بالوظائف المعرفية ، ونقص الدوبامين فيه يؤدي لأعراض الفصام السالبة ونقص التركيز وغيرها . 3- المسار السوداوي المخططي : ويتحكم في الحركة والعضلات ، ونقص الدوبامين فيه يؤدي لأعراض شبيهة بمرض شلل الرعاش مثل الرعشة وبطء الحركة وتيبس العضلات . 4- المسار الأحدوبي القمعي : وهو يتحكم في إفراز البرولاكتين . ونقص الدوبامين فيه يؤدي لارتفاع البرولاكتين . إذاً بحسب نظرية الدوبامين فمن المفترض أن علاج الفصام سيكون بموازنة الدوبامين في المسار الوسطي الطرفي والمسار الوسطي القشري للقضاء على الأعراض الموجبة والسالبة على حد سواء ، ولكن في الحقيقة ماذا تفعل مضادات الذهان ؟ تقوم مضادات الذهان النمطية وأغلب مضادات الذهان الغير نمطية بتقليل الدوبامين في جميع المسارات الأربعة حتى التي ليس لها علاقة بالفصام ، أي بشكل آخر تقوم بقطع المياه عن كافة البناية وحرمان كل السكان من المياه ويا ليتها تقوم بموازنة الدوبامين حتى في مسارات الدوبامين المسئولة عن الفصام ، بل للأسف تقوم بتقليله بشكل أعمى حتى تختفى الأعراض الموجبة ويتسبب الدواء نفسه في أعراض الفصام السالبة في بعض الحالات هذا بجانب الأعراض الجانبية السيئة الناتجة عن كبح الدوبامين في باقي المسارات والتي قد يكون لها تأثيرات سلبية طويلة الأمد على حياة المريض . في رأيك هل هذا يصلح بتسميته علاجاً فعالاً ؟ أعلم أنه للأسف هو المتوافر حالياً ولكن أظنك الآن تعرف سبب قولهم أن الأدوية النفسية مجرد كيميائيات ضارة تعبث بجسم الانسان وتدمره . وإليك بعض المعلومات بخصوص شركات الأدوية : 1- في عام 2010 تم تغريم شركة أسترازينيكا AstraZeneca مبلغ 520 مليون دولار لترويجها لعقار سيروكويل لاستخدامات غير مرخص بها . https://www.justice.gov/archives/opa...drug-marketing 2- في عام 2009 تم تغريم شركة إيلي ليلي Eli Lilly مبلغ 1.415 مليار دولار لترويجها لعقار زيبركسا لاستخدامات غير مرخص بها . https://www.justice.gov/archive/opa/...9-civ-038.html 3- في عام 2013 تم تغريم شركة جونسون آند جونسون Johnson & Johnson أكثر من 2.2 مليار دولار لترويجها لعقار ريسبريدال لاستخدامات غير مرخص بها . https://www.justice.gov/archives/opa...investigations 4- في عام 2012 تم تغريم شركة جلاكسو سميثكلاين GlaxoSmithKline مبلغ 3 مليار دولار بسبب ترويجها لعقار سيروكسات لاستخدامات غير مرخص بها ولإخفاء بعض الآثار الجانبية . https://www.justice.gov/archives/opa...failure-report هذا بخلاف انتهاكات الشركات الأخرى المعروفة مثل دفع الرشاوي للأطباء النفسيين وتوفير رحلات لهم لحضور مؤتمرات طبية وغيرها حتى يقوموا بوصف الأدوية النفسية الخاصة بتلك الشركات للحالات التي تم ترخيص الدواء لها والتي لم يتم ترخيص الدواء لها ، وأيضاً ما تفعله بعض الشركات من تجديد براءة اختراع الأدوية Drug evergreening عن طريق تعديل بسيط لمكونات الدواء أو إضافة دواء آخر له دون إضافة حقيقية لفعالية الدواء مثل ما فعلته الشركة المنتجة لدواء ليبالفي الجديد بإضافة ساميدروفان لإنقاص وزن مستعملي أولانزبين بهدف تجديد براءة اختراع أولانزبين وبيعه بسعر باهظ دون تقديم فائدة حقيقية للمرضى بل وفائدة أدنى من لو استعمل المريض أولانزبين التجاري مع ميتفورمين التجاري . أظنك الآن تعرف لماذا يزعمون أن شركات الأدوية تتآمر من أجل بيع الدواء . وفي جعبتي الكثير من هذه الأشياء ولكن سأكتفي بهذا لئلا تظن خطئاً أنني ضد استعمال الأدوية النفسية لمن يحتاجها أو أدعو لمقاطعة شركات الأدوية أو أنني أعمم هذه الأخطاء على كافة القطاع الطبي ولكن فقط أرفض إخفاء عيوب بعض من ينتسبون إلى هذه القطاعات وليس كلهم بالطبع لأن هذا حتى ولو لم يضر بالمريض فسيؤدي للتقاعس عن إنتاج أدوية أفضل لتحسين جودة حياته ، والله أعلم . |
الساعة الآن 08:11 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا