![]() |
طفل أكون بين يدي جدتي !!
سلام الله على الجميع ..
ومساءات الخيرررررر .. * مصافحــة : * تلك جدتي فليرني كل جدته . * أقرب الذوات لذاتي .. أكثر الذوات فهما لطفولتي ، وهمّي ، وأحلامي .. بين يديها أنسى هواجسي .. كل مخاوفي .. تهرب مني الحياة فتبقى هي لأنها حياتي .. أكون طفلا بين يديها .. قرب عينيها .. أحس بها كأني داخل أحشائها .. ومع أنفاسهـا .. أتأمل شفتيها وهي تحكي .. حركت يديها ، وهي تفصّل ، وتلّوح .. أضع كفها الرطب في كفي فيسري دفء حنانها في ذاتي القلقة .. فأشعر بأمن .. بخوف افتقادها .. أحاول قرأت تجاعيد خدّيها ، وجبينها .. أسمع آهاتها المفاجئة حين تثور عليها ذاكرتها .. تترحم .. وتدعوا الله أن ترى أطفالها .. تتأوه لثمانية من أخوالي طواهم الردى .. لحظتها أحس النار تغلي في كفها.. وعروقها تزداد نبضا ، والدمع يأبى التناثر من عينيها .. أدنو منها فأقبّل رأسها .. أنفها .. أحكي لها أن ذاتي تفديهـا .. أن وجودي من الله من أجلهـا لعلي أبرُ فيها .. أنصت لها .. أقول : يا أماهـ .. يا أعذب جدة .. أحكي لي من منهم تحبينه أكثر ؟! تتغيّر حبوتها .. تتنهد حرقة ، وحرائقا كأني أرى الدخان الكثيف يعتلج بين أضلعها ، وشرايينها .. تتبدّل أساريرها .. تبدأ قصة أمسها ، كأنها أول مرة تحكيهـا .. كل الأحداث .. كل التفاصيل .. كل المشاعر المتناقضة تسكبها .. مطرق رأسي أداري دمعتي أخشى عليها .. فأنا لا أتحمل بكائها فأبكيها ..!! هي دوما من يقول : لي من علم الدمع أن العين يؤذيها ؟! تلك أرث القبلة زورا ، وبهتانا تجذَّر فيهـا .. ما عرفوا عذوبة دمعة ، وأمام من … جدتك أو صنو الذات التي تحلم فيهـا ..!! حين تجف شفتيها .. تطلب رشفت من الماء .. فأعرف أنها أُجهدت .. باحت ، وتألمت .. وإذا بسؤالي دون جواب .. ثمانيتهم لهم نفس الخفق .. لهم نفس الوله .. لهم نفس الشوق .. إلا أنها تستثني ، وتقول أنت بينهم قمر .. أنت يوسفهم _ أتلومونني في حبهـا ..!! وإذا هذيت فيهـا _ أنت يعرف جرحي .. وسنيني التي اكتويت فيها . * جدتي ليست كجداتكم !! مختلفة .. رقيقة .. فواحة بحبها .. زهرة لا تنضب .. غيث لا يتوقف .. حنان منهمر .. كل النساء في عينيها .. كل الأنوثة في شفتيها .. تمنح وكأنها تأخذ .. صراخها في أذني نغم .. في تجاعيدها أرى فرحي .. أرسم حلمي .. أبني مدناً .. وحدائق رياحين .. وعلى كفها أسابق الريح .. وأردد أنشودتي .. جميل شعرها المحنى .. بلون شعاع الشمس .. له رائحة طفولتي .. كم مرة ما غفيت إلا ورأسي على فخذها .. تحكي لي حكاية العنزة ، والفّلاح .. تحلم بأن أكون شاباً.. أحضر لها الرغيف ، والخضار .. أصحبها إلى جارتها .. إلى بيتها الطيني القديم .. كبرتُ ، وشارفت كهولتي النفسية ، وما زالت تراني طفلاً .. تحكي لي نفس الحكايات .. تهرع إلى صندوقها الخشبي .. تخرج منه حلاوة .. تفتحها .. تمدها بيدها .. تأمرني أن أمصهـا .. لا أجرؤ على عصيانها ..أحس لحظتها أني للوراء أعود رضيع .. فأشتهي البكاء .. أتوق إلى أن تضعني على فخذها لتعيد لي حكاية العنزة ، والفّلاح .. ما أعذبك يا جدتي ..!! طاعنة بالسن .. واليوم ميلادها التاسع والثمنين .. ماذا أهديك .. عقدا من عروق عيناي .. لا يفيها .. فستانا أحمر من وريدي .. ربطة عنق من نياط قلبي .. أم خلخال من خفقي من خوفي عليها … ما أقسى إذا افترقت عيناي عن عينيها .. أخاف وربي عليها أخافُ !! ليست بيدي الأقدار ، وإلا منحتها إن كان لي عمرا لهـا ، لتكون نهايتي قبل فنائهـا .. لتُغسلني ، وتكفنني بيديهـا .. لتبكيني .. لأسمع حبها لي ، وأنا في لحدي أدعو لهـا إن يطيل الله في عمرهـا ، وإن يجمعني بها خالقي في فردوسه لتحكي لي حكاية دموعها التي كانت تداريهـا . |
أ القحطاني...
كلماتك..تقطر حنانا...ورقة... رائعة..تختطفك إلى أماكن لم تذهب لها سابقا ولم تتوقع أن تذهب لها.. ماذا أقول... أدامها الله وردة تنير حياتك... هل تعلم...تمنية أن يكون عندي جدة...لأنني إنولدت ولم أملك لا جدة ولاجد... أشكرك..على كلماتك.. أتمنى أن تتحفنى بكتاباتك..الرائعة ولاتحرمنى منهى... أختك... عاشقة الرياح..القاتلة.. |
أما جدتي فهي خير من جدتك وفي كلاهما خير أن شا الله
فجدتي عندما تصلي الفجر تدعو لجدتك . شفت شلون ياحفيدها . بالمناسبة نريد منك ان تحدثنا عن بقرة جدتك |
الوجه البشوش...
أعتقد أن أسلوبك..فيه شيء من السخريه... وأظن أنه من الأفضل لك..أن تكون أكثر إحتراما.. لغيرك.. فقد يكونوا أفضل منك... أوأعلم منك...أوأكبر منك... وأتمنى ألا تظل بهذا الأسلوب...السخيف..مع إحترامي..!!! مع أعضاء عائلتي نفساني... وأنت دخيل عليها..فيجب أن تفرض إحترامك أولا... وبعد ذلك...تتكلم... إتفقنى أيها الوجه البشوش...الذي أعتقده أنك تخفي خلفه..وجه.......... عاشقة الرياح...القاتلة... |
كل الشكر لك .... ودوما متألقة في حرفك .
أهــلا ...
أختي الفاضلــة ... asheqet_alryah صباحات الخيررررر .. أختي رحم الله جدتك ، وجدك ، وجمعك بهم إن شاء الله في فردسه .. أشكرك على كلماتك ، ومصافحتك لنصي عن جدتي ، وستقرئي هنـا حلقات عنها إن شاء اللــه .. وأشكرك ثانية على تعليقك ردا للأخ الوجــه البشوش ... فقد كفيتيني الرد عليه ... ولا عليك يا أختي فأنا أعرف أن هنا من يكتب بأكثر من أسم .ولكن الوجه واحد .. وهو يعرف أن بقرة جدتي جيدا ... ومتى ما وجدت لهـا أثوابا ملونــة ... سأحكي عنهــا .... هو يفهم هذا جيدا ... يحفظك الله . |
أخي الفاضل ..
الوجه البشوش .. جميلا أنك قرأت ، وهذا يكفيني ..... وجميلا أنك تتابع ، وهذا شيء رائع .. ما أختلف فيه معك ، واعتقد الكثيرين هو توقيعك ... فلك الحق أن تكون كما وضعت عبارتك ... أليس كذلك .. كل التحايا لك . |
بسم الله الرحمن الرحيم
جدتك
الحقيقة لك أيها الرحيم قلم رائع .. بل فيه من الإبداع الشيء الكثير .. كلماتك فعلا صادقة تحمل الخيال إلى مراتع جدتك .. وتجسدها وكأنها أمامك .. ما أجمل ذلك الود الذي بين أضلعك لها .. وما أرقاه من حب زرعته بين حناياك .. سأحدثك عن جدتي لاحقا .. وإن كنت أجزم أني لن أصل إلى جزء من حبك لجدتك و إبداع قلمك .. تحياتي لريشتك المليئة بالحب .. |
السلام عليكم
استاذي حفظ الله لك جدتك واطال في عمرها على طاعته ورضاه .. انا دوما اتمنى لويكون لي جده ...نزورها نهاية الاسبوع ...ادلع عليها .. اشكي لها من اهلي aaa::aaa12 ......... ويوم قريت كلامك حسيت فيه ... تمنيت فعلا ان عندي جده او جد "" وخصوصا اني احب الكبار في السن جدا واحب اسمع هرجهم وحكياتهم واهاتهم "" استاذي جزاك الله كل خير على برك لجدتك ودمتم سالمين |
اخي الوجة البشوش
جدتي وجدتك كلهم بشر وكلهم مختلف عن الاخر أ.القحطاني أحببت جدتك منذفترة ويعجبني برك لها اسأل الله ان يبرأك ابنائك |
أنتظر المزيد عنهى..
أ القحطاني.. عاشقة الرياح...القاتلة... |
رائع ما كتبته استاذي الفاضل/ القحطاني
شكر الله سعيك وغفر الله بجدتك واسكنها فسيح جناته البتار المحب لك |
أطال الله في عمر جدتنا الغالية على طاعته، ورحم جداتنا وجميع جدات المسلمين وأمهاتهم وآبائهم .
لاتنسنا يا أستاذي من مواضيعك ذات الإحساس المرهف والشفافية الصادقة . |
ماجملها من حكايات
مااجمل تلك الحكايات عن جدتك د القحطاني اطال الله بعمرها انها ذكريات تحرك المشاعر ومع اني لم اذق ذلك الطعم على حياة الواقع الا اني تذوقت تلك المشاعر معك وكاني اتحدث انا عن جدتي ، مع اني خرجت الى الحياة ولم اعرف للحب والحنان طعمى حيث لا ام ولا اب حنون ولا جد ولا جدة
كبرت وفي نفسي تعطش شديد وحبا الى ارى في عينية الحب الصادق وربمى كان الجد والجدة اكثر رقة وحبا من الاب والام وكمى يقال الجد والد . ما اقساها من حياة ان يعيش طفل وعمرة تسعة اشهر عند زوجة أب واب نسي او تناسى انك ابنه اين انتي ياجدتي ولعلي اقول من باب اولى اين انت ياجدي تمنيت وجودك معي في هذه الحياة وكاني بك تسخط على إبنك الذي هو ابي لانة لم يشفق على ابنه فتكون انت املي في الحياة ويالعجب البشر منهم ذئاب متوحشة لاتعرف الرقة الى قلوبهم مكانا والى هرر وديعة تحبك ولو لم يكونو جدا ولا اما ولا ابا ولكنها كمى ذكر الدكتور تعطي وكانها تاخذ ، وهذا يذكرني بزوج امي والذي اسمع منة كلامات وافعال لم اسمعها من اقرب الناس الي اتمنى د القحطاني ان تضع لنا جميع الروابط المتعلقة بحكايات جدتك اطال الله بعمرها سؤال د القحطاني ممعنى ماجستير نفسي عيادي والسلام ختام |
أختـي / حرة ...
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته .. ومساءات الخير رررر ..... كلماتك يا أختي حرة لطيفة وصادقــة ، وانا في أنتظار أن تحمليني إلى مراتع جدتك ... وذكرياتك معها .. دوما يحفظك الله . |
أخــي الكريم ..
المظلوم ...... سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته .. ومساءاتك كلها خيررررررر .. ليعوظك الله فتجد إن شاء الله جداتك في فردوسه العالي ... وهنا أتمنى أن تستمتع مع حديثنا عن جداتنــا .. كل التحايا لك . |
أختي الفاضلة ..
جروح تبتسم ..... جعل الله حياتك دوما باسمــة رغم الحزن ، ورغم الجروح ... أشكرك يا أختي على كلماتك الموغلــة في الصدق .. ورعاية الله تحفظك .. لك مني هذه عن الأم ... كتبتها هذا المساء ... * * * أماه أحبك مهما قيل .. أنتِ لا تظلمي .. أنتِ لا تهجري .. لو بيدكِ قطعـتي مني حبل الوريد .. لو بيدك سفكتي دمي ، ومزقتي لحمي أشلا .. وعلى النار جثتي ترمي عظامي لتتدفئين .. لو عصرتي ذاتي .. ومع إعصار ثائر نثرته .. لن أجزيكِ عن طلقة لحظة ولادتي .. لن أجزيك عن ساعة في أحشائك .. لن أجزيك عن رضعة من ثديكِ .. أماه لن أفي عُشر عُشر حقكِ .. ** سأختلق لك ألف ألف عذر .. وأقول أنا كل الخطأ .. أنا كل الجريمة .. وأنت الصح .. وأنت العطاء .. سأبحث عنك في كل المدائن ، والحقول .. في كل الجبال ، والسهول .. في أعشاش العصافير ، وأوكر الطيور .. أماه لو ينتهي الماء دمي أسقيك .. لو تشح السنابل لحمي لك رغيف .. أماه أموت ألف مرة ، ولا أراك تبكين .. أماه أقدامك طاهرة وجسدي أعتلي عليه .. ترابا لك فسيري فخورة أنا أفديكِ .. أماه أنت وطني ، وأنا الغريب !! أماه كيف مع نفسي أجرؤ وأقول أفُّ .. آه ! من أفِّ يا خوفي تؤذيكِ .. أماه أنت قيثارة الحياة ، ولحنها ، أماه مهما بقيت ، وعلى أكتافي أحملك .. أنتِ شامخة ، وأنا تحتك فخور أني ذليلِ .. أتعرفي يا أماه خطأ أسمعك ورأسي لك غير منحنية .. خطأ أنام وأنتِ لم تنامين .. خطأ أكل ، وأنت لم تشبعين .. خطأ أشرب ، وآنت لم ترتوين .. فضلة أكلك ، وشربك تكفيني .. ولك المنة ، ولك الشكر مليون مرة .. القيد منك يا أماه سوار فُل وياسمين .. الطعن منك يا أماه لمسة حنين .. أنـتِ ... أنتِ ... نغم .. دعاء .. سلام يوقف نزف الجريح .. |
ماهذا الإبداع....أستاذي...
لقد أبدعة بكلامك عن الأم... أجل الأم..مهما فعلة لن توفيها حقها... ولاتعرف قيمتها إلا إذا فقدتها...(جعلها الله على رؤوس أولادها زهرة تتلألأ) ولكن من يوفيها حقها....؟؟؟ أشكرك..أستاذي... وأنتظر المزيد.... عاشقة الرياح...القاتلة... |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... كلماتك يا سيدي هيّضت كل حنين و أشعلت كل شوق.... طول قراءتي لرائعتك جعلتني اتصور تلك اللوحة الجميله المعلقه على جدران فكري... ولكن ليس لجدتي بل...( توقيعي)... لا اعلم لماذا؟؟؟ ولكن اعتقد للشفافيه والحنان.... وصفك ينم عن حس قوي في التعبير.... كلماتك ...؟؟؟ والله احترت ماذا اكتب الله يسعدك بجدتك ويسعدها بك عادة انا لا أقرأ الموضوع الذي ليس بين سطوره مسافه ولكن رائعتك تشد القاريء من اولها.... مني لك درجة الماجستير في الحس التعبيري... ولك مني أطيب المـــنــــى..... بصراحه غطيت علينا... "moon light ضوء القمر |
اهــلا ......
بك أختي الفاضلــة / عاشقــة الريح ..... مرة أخرى عاجزا عن شكر ك لمتابعــة الموضوع ، وعن لطف عباراتك ... فألا بك ألف هنــا بين جدتــي ، وأمـــي ... وحروف نستنزفهـا لِم نشعر بــه .. يحفظك الله أخيتي أينما تكوني . |
أخــي الكريــم ..
البتار ... مساءاتك جميلة ، وندية .... رائع أيها الأخ الصادق ، والوافي لمنتداه ... ولكل أعضاءه .. عباراتك دوما مورقة بالدعاء الصادق ، وبالحــب الخالص .. أنا من يزهو بحرفك هنا .. أنا من تشعرني كلماتك الطيبة بالخجل ، والعجز عن شكركِ .. دوما رعاية الله تحفظك . |
مصافحــة :
باي عين أبكي جدتـي ؟! ( 2 ) جدتي قصيرة القامة ، ولحمهــا الكاسي لعظامهـا قليل .. ذات وجه دائري ، وعينين واسعتين .. أجهدت من وجع السنين .. والحمل ، والولادة .. والضنى .. فقد تحرك ، وتقلّب في أحشائهـا ستة عشر جنيناً .. أخذ المعطي نصفهم ، وأبقى نصفهم الأخر .. فرضت .. وشكرت .. ورجائهـا .. يكونون حجاباً لهـا يوم يفر المرء من أقرب الناس له .. قبل ثمانين عام .. كانت بعمر الزهور في التاسعة ربيعاً .. في قرية تحيط بهـا بعض بساتين النخيل .. وفي المساء ، والشفق ما زل في حمرته .. وتباشير الليل مقبلة .. تمتلئ الممررات الضيقة بين المساكن .. بأغنام وخراف القرية .. آيبة إلى مهاجعهـا داخل الدور الطينة كأن تلك الحيوانات الأليفة جزء بل كل من كل أسرة .. فيكون للمساء رائحته .. ونغمــه الممتزج مع صراخ الأطفال ، وكأنهم يستقبلون زائرا عزيزاً ، غائبا له كل الوله ، والشوق .. تعود تلك الأغنام .. وملامح التعب قد بانت ، والإجهاد قد أضناها ، بعضاً منهن فراق صغاره فتشعر بشوقها ، و أمومتها الحيوانية ، وفطرتـها من مشيتها .. من ثغائهـا .. من تسارع خطاهـا كلما دنت من الدار .. يا لروعة الموقف ، وأثره المبكي حين تهرع صغارهـا ترتمي تحتها ، تمص بشغف ثدي أمهم .. ليس عطشاً ، وإنما حنانا افتقدوه لغيابهـا .. لشعور الخوف أن لا تعود .. رحماك يا خالقي .. كم هي ذنوبنا ، وكم هي معاصينــا .. بمثل تلك الأغنام ، ، ومن أجلهــا تمنحنـا القطر !! تلك صورة ماثلة في ذاكرة جدتي مئات المرات حكتهـا .. ومئات المرات سرحــت لتعود مع صداها إلى مرا تعها ، وأيام طفولتـها .. * ذات يوم .. ذات صباح .. قادة الأقدار جدي لشراء أغنام من تلك القرية .. فكان قدره لتكون جدتي زوجته ، وأم أطفاله .. كان في شبابه ، وزهوه .. حين كان ينتعل الممرات الضيقــة حافي القدم .. فيصده في منتصفها أطفالا يعبثون بالتراب منهن جدتي حين كانت طفلة .. كانت زهرة جوري فواحة .. يرسمون حلماً ، وعصفور بحبات الرمل .. ويحكون قصصاً ، ويبنون قصوراً .. وبحرا يتخيلونه .. لا يعرفوا ما تضمه شواطئه ؟! .. ويحمله قاعه .. يبحرون فيه على بقايا سعف النخيل كأنهم طيور نورس يخفق بجناحيه يعانق عباب البحر في مده ، وجزره .. بسيطين في كل شيء إلا برأتهم صادقة لا تعرف الزيف ؟! يشتركون في الفقر ، ونوع اللبس ، والمأكل .. كل له عنزته كطفل ، وطفلة تبناهـا ، و وسمّها باسم .. ليبوحوا لهـا ، ويناجونهـا .. يودعونهـا ، ويستقبلونهـا ، ومن ثديهـا يكون شرابهم .. وغبوطهم .. تداعيات لا حصر لهــا تتراءى ما ثلة باللون والحركة والصوت من ذاكرة جدتي التي شارفت نهاية كهولتها ..!! لم يطل جدي وقوفاً .. فقد انحنى على طفلة انتقتها عينيهـا -- نعم الانتقاء كان خياره -- سألهـا عن اسمها .. فزعــت .. تلعثمت .. رفعت رأسهـا ، وراحتيها الصغيرتين ملأى بالرمل الممزوج بأحلامها ، وعرق كفيهـا فتناثر ما فيها على وجه جدي .. الذي أدمت عينيه دموعاً للسع حبيبات الرمل جفونه .. هربت كالفراشة من سربها إلى دارهـم .. تعدو وضفائرها تتراقص على كتفيها النحيلين ، وجدي خلفها يخطو على إيقاع أنفاسها ، وصوت هامس لضفائرها له نغم .. له خوف لِم يجول في رأسه .. ولجت دارهم أقفلت دونها الباب المكسور .. العاري ، والكاشف لبهو البيت .. طرق الباب .. لم يتردد .. لم يتلعثم .. لم يخشى الموقف .. أتخذ القرار .. كان أبوها كريما .. وأكثر ثقة .. لم يطل بهم الحديث .. بدأ بما أتى من أجله .. شراء أغنام .. وأنتهي بخطبته بجدتي .. عاد في الغد بالأغنام ، وجدتي زوجة .. لا تعرف إلا أنها انتزعت من جذورهـا ، وعنزتها ، ومع منْ شاب ملئت عينيه تراب ، لا تجرؤ إلى النظر في وجهــه .. بقيت ثلاثة أعوام طفلة مع أم جدي وبناتها .. لا تعي ما حدث ؟! لا تفهــم ما حصل ..؟! بعدها أقيم عرسهـا لتكون أماً وما بعد تجاوزت طفولتهـا .. هنا تتوقف جدتي عن بوحها لتبكي طفلهـا ، وهي طفلة لافتقادها إياه .. وهنا أشعر أنا برغبتي في البكاء .. !!. |
ما أجمل حيثك عن جدتك...
مع بساطته... وبرائته... إلا أنه مليئ بالعبرات...والأحاسيس... وكيف هي حياتهم..المتواضعة...الجميلة... أجل جميلة...لأنها...حياة ليست كحياتنا... ياحبيبتي... هل فقدت أول جنين لها.....!!! ما أصعبه من موقف... ما أصعبه من تحمل... ما أصعبه...من فراق...سريع...لحبيب...لم تشبع من النظر إليه... أكمل يا أستاذي... حدثني...ماذا حدث...ماذا فعل جدي...عند هذا الحدث...؟؟؟ أعذرني... لقد جعلتني كلماتك..أعيش معهم..أتخيل حركاتهم...ونظراتهم... فشعرت بأنها جدتي...وجدي.... عاشقة الرياح...القاتلة... |
أستاذ القحطاني
غبت طويلا لظروف و عدت لاجد اسمك منور المنتدى و هو منور اصلا باحبابي عايلة نفساني كم انتظرتك لابشرك عني منذ اول مرة اسمع فيها نصيحة من جدتك كم دعوت لها لانها عاشت طهر الماضي حملت الامه و اماله و انت لم تكن الا حلما من احلام جدتك مشى على الارض رجلا تفخر به و تبكي بين يديه جدتك كما جدتي عالم من الحكمة و الذكريات لله هي جدتي لو احكي عنها لملأت الصفحات نورا عاشت مميزة يقف لكلمتها الرجال و هي اليوم تنوء بثمانين حولا من التجارب لكن هل انحنى ظهرها ؟ ابدا و لن لانها تدعو الله ليل نهار ان تموت واقفة و قد ورثت عنها امي هذا الشموخ فماتت واقفة في ليلة عرس ثلاثة من ابنائها ماتت و فنجان قهوة في يدها سقط قبل ان تتسلمه كف احدى الضيفات عظمتها كانت نسخة طبق الاصل عن عظمة جدتي يومها لمحنا لوهلة انحناءة خفيفة اصابت كتفي جدتي لكنها سرعان ما رفعت هامتها تجهز مساحة لاحتضان احدى عشرة رأسا مثقلة بالصدمة اه لو انثر هنا خوفي من فقد دفء صدرها لله جدتي و لله كل صدر اثقلته التجارب ففاض حنانا ممتزجا بالحكمة لك قلم جميل استاذي و انايعلم عني الاعضاء أني أبحث عن الاقلام المميزة دعوت بعضهم لمنتدى ادبي ذي اتجاه محافظ و لبوا الدعوة و كذلك انت مدعو الى منتدى الزهور / زهور البيلسان و لا اظن اني بحاجة لتكرار قولي ان المنتدى ادبي بحت فليس في دعوتي اي لبس نحن بانتظار قلمك الجميل ان سمح الوقت لك و كلي اامتنان لجدتك الملهمة |
أ/القحطاني00
اسم يحمل التفاؤل والنقاء00جزل العطاء00 أستاذي القحطاني00تبقى هرماً شامخاً 000 أليس قلمك 00هو الذي يهدهد حروفنا اليتيمه00 ! أليس قلمك هو كل الجمال الذي أرتقى بفكرنا00! سيدي00 سأضل معجبة بحروفك ومنتظرة عطائك بلا حدود000 تعلم لماذا00 ؟!00 لإنها تنعش القلب المنهك00 ***حفظ الله جدتك وأطال الله في عمرها على طاعته00 حقاً إنها نادره00 دانة ثمينه ليس لها مثيل في كل المحّار00 أدام الله عليك عبيرها00وحنان أنفاسها00 **يختلج في النفس رغبه00 أتدري ماهي00؟! إنه ضم تلك النادره00 وتذوق عذوبتها 00 تحياتي لك00 ولجدتك00 قطرالندى**** |
لم تجب علي
د القحطاني لم تجب على سؤالي ولا على طلبي
|
أخي الكريــم الحزين ..
مساءات الخيرررررر .. وسلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته .. أخي لم أتجاهل سؤالك ، ولكن نسيت ن وأنشغلت بتوقيعك الرائع ، والمعبّر عن واقع ... بالنسبة يا أخي " ماجستير هي درجــة علمية بعد حصول الطالب على درجة البكالوريس أو الليسنس حسب التخصص ، وبعدها تكون درجــة الدكتوارة .. بعد ذلك تكون درجات تعتمد على أبحاث تقدم من الباحث أبحاثا محكمــة ليحصل على أستاذ مشارك ثم أستاذا .. أما عن الروابط عن جدتي ... فليس هناك نصوصا مستقلــة ، وأنما عبارات أو مواقف ضمن بعض الردود مبثوثة في نفساني ... حاولت من خلال البحـتث ، ولم أعثر على شيء إلا أن هناك مقالــة كتبتهــا منذ أكثر من عامين لجدتي ... * جـــدّتـي .. فيها من ذكـاء شراني ، وكبرياء ، واهـمـة إذا تكـهربـت ( أعضاء كانوا رموزا هنــا ... لعل العفو يشملهــم فيعودون كما كانون ...) * غــضــب .. غـضـب يا درة .. ( إحدى بنات نفساني ) * كـيـف أكـره النـساء وجــدّتـي امـرأة .. * هي الأصل .. وفي أحـشائـها كـانت الحـياة .. * هي اللـبن عـاميـن ، ومـعـها مليـون قبلـة ، وإذا بكـيت غـفوة في بين ذراعيهــا .. لتحكي لي قصة الفلاح ، والعنزة ، وأنشودة المطر .. · *هـي .. رغـيـف الخـبز .. هــي : سحــابــة .. تـمـر .. طـائـرة .. قـطـار .. مـاء عــذب في منتـصـف البحـار .. هـي : زيـتون .. عـسـل .. فـطـر .. قــلــم .. ورق .. عــود ثـقــاب .. هـي : بيـكـومـن .. سـاعــة .. صــوت .. جــرس .. فــرس .. رداء ألـتفُ بــه في الشـتاء .. هـي : نـار .. شـمـس .. قــمــر .. مـطــر .. شـجــر .. طـفـل .. قـطـعــة لحــم إذا توحـشــت تمــلأ مـعـدتـي فأنـسـى أنـي نـباتـي حـتى المـسـاء .. هــي : مـلـك .. قـصـر .. فقـير .. نـظـام .. قـانـون .. جـامـعــة .. عـرس زفـاف .. حـلـوى " فِــليـك : أقـضـمـهـا إذا أجـهـدتُ ، ونـفسي غير راغـبـة في الزاد .. فـيـهـا من جــدّت وســن إذا تبـســمــت 0 عضوة غائبة .. فهي تحب جدتها كثيراً ) .. هــي ذاتـي ، وذاتـهـا ذاتـي إلى أن نـغـرس في التـراب !! * فـيـهـا من ذكـاء شـرانـي ، وكـبريـاء واهـمـة إذا تكـهـربــت ، وطـاهـرة غـادة ، وليـانـة ، 0 أختين تسحي منهما ، ومن حروفهم الصادقة ، والمؤثرة إذا كتبوا .. ) وعـمـق تفكـير مـوجـة البحـر ، ولمـياء ( عضوتين يجهدك تساؤلاتهم ، وعمق تفكيرهــم مشكلتهما أنهما ذكيتين ..) .. فيـهـا مـن ثـقـافــة المـرشــدة ( موسعــة إذا كتبت ، ومنطقية وواقعية إذا تحاورت ) ، ومشـاكـســة فـاطـمــة ( اختا لنــا رغم عمرهـا 15 سنــة إلا أنك تقف امام فتاة بضعف عمرهـا ) ، و صــدق أخويتي روز إذا أزهــرت ( أختاً عانت ما عانت رغم ذلك تنزف ، ومن حولها يتدفا على نزفهـا ..) .. مـوطنـهـا أي جدتي عـذراء شــقــراء ( عضوة جاءات ، كانت ثائرة ، ومشاكسة بحرفهـا ، ونقدها اللاذع ، والهادف .. ) ..فــسـألـوهــا لتـقـول : لـكــم الشـمـس هـنـاك تشــرق إذا أظـلـمـت !!.. * هـذه حـكـايـة جـــدّتـي امــرأة .. لـو طــلـبـت عـروق عـيـونـي لنـسـجـتهـا عـباءة مخـمـليـة تتبخـتر إذا هي ارتدت .. لـو امـرة سـلـخ جـلــدي نـقابـاً لهـا لمـا ترددت ، وهـرولــت نـازفـاً فخـوراً بمـا فـعـلــت !! . . كـل هـذا صـعـب أن أفـعـلـه لها ... لأسـهـل أن تـصــنـع من حبي لها خـنـجـراً ، وتـغـرســه في خـاصــرتـي إذا سجــدت !! |
أطال الله في عمر جدتك . . اخي ؛
احرف تستحق القراءة فعلا . . |
أنتظر المزيد...
فكلماتك...جعلتني..أريد المزيد...من صفاتها...من نقائها...من أنوثتها... ورقتها...من حياتها...من كل شيء عاشة معه ولأجله... أسلوبك جميل... وبسيط...ومعبر....في نظري...فأنا لا أعرف الكثير.... أختك.. عاشقة الرياح...القاتلة... |
مصافحـــة :
موجع أن لا تدرك ما تخافه ..؟!! ( 3 ) * نورة ... اسم له بريقه .. له دفئه .. وشم في عضدي .. لونه خضّب جلدي .. من الضوء احتوت صفائه .. من الشمس أخذت شعاعها .. تلك اسم جدتي .. حين أناديها به أشعر أنها تعود للوراء ثمانين سنة .. كأني بهـا تريد القفز .. تتوق إلى الصراخ .. إلى رمي عباءتها ، وخمارهـا .. إلى الجري دون حذاء .. في فمها تتزاحم الكلمات .. تود أن تقول : ، ولا تقول : ..؟!! اقرأ في عينها مئات الذكريات لقريتها إلى رفيقات طفولتها ، وعنزتهـا .. أبقى حائرا ماذا أفعل ..؟! وأسأل نفسي أفتحتُ جرحا ؟!! وأنا كذلك إذا بدمعـة كحبة لؤلؤة تتلألأ بين جفنيها .. تداريهـا .. تخشى سقوطهـا .. انحنيتُ .. وشحتُ بوجهي عنها .. كي أبقي لهـا ما لا ترغب الإفصاح عنه .. أفيق بعد أن تضع يدهـا على كتفي لتقول لي أنا لستُ إلا جدتك .. بل أمك .. !! من لحظتهـا ما تفوهت باسمها إلا مع نفسي متمتماً . * في الخامسة من عمري شعرت بجدتي أكثر .. تعلقت بهـا .. ذاك اليوم كان معلما في حياتي حين حملني والدي مع أمي المثقلة بحمل أخي لتلد في دار جدتي .. كُنت خلفهم حافي القدمين .. أتذكر ثوبي القطني القديم .. الوحيد المصفّر عمرا ، وغبرة .. كلما غُسل زادت كدرته ، ألبسه دون شيء تحته يستره .. لا يضم إلا جيبا واحداً مخروقا .. من كثرة ما أعبث فيه .. أنام فيه وحين أصحو إذا به ألف كسرة ، ودوائر ، وتموّجات ، وخطوط من أثر ما كُنـت أعانيه من تبول لا إرادي أستمر معي حتى التاسعة من عمري .. طوال الدرب الذي نسير فيه كُنت أبكي ، وأطلب أن يبتاع لي أبي ثوبا أزرق رأيته على أبن جيراننــا .. أبي كان صامتاً .. وصراخي يزداد كلما أوشكنا للدار .. قبيل أن يطرق باب جدتي الشبه مشرعا .. قال : أصمـت ، وفي العيد أبتاع لك الثوب . * أول من ولج الدار أنا ، وارتميت في حضن جدتي .. شعرت بالأمن .. تساءلت جدتي عن سبب بكائي الذي سمعته بقرب الدار .. لم يخبرها أبي .. ما أذكره أن يديه تحمل شيء منحه لجدتي .. ثم خرج من الدار .. كانت أمي مجهدة من الطريق .. جلست على عتبة السلم المؤدي إلى الأعلى .. تلتقطُ أنفاسهـا ، ويدها تحوم على بطنها كأني بها تتلمس شيء موجعا تريد انتزاعه .. ضللت متشبثا بيدي بين أرجل جدتي .. ووالدتي قد أغلقت صعودنا إلى الأعلى حيث غرف الدار .. كان مدخل الدار بسعــة ثلاثة أمتار في أربعة ، هي حظيرة الغنم ليلاً إذا عادت من المرعى مساء .. وفي الركن الأيسر زاوية مظلمة عبارة عن دورة مياه مكشوفة للوضوء " صهروج " أما دورة المياه دون مياه " البرج " فكانت في سطح بيت الطين .. وهو برج يمتد من أعلى السطح إلى أسفل الدار له باب صغير خارج الدار .. ُيحمل منه ما فيه من تراكمات الآدميين ، وما يغطى به من بقاياء رماد النار ليطفئ الروائح ، ويحمي الدار من التلوث .. ويحيله إلى روث يابس يسهل حمله لمن أعتاد ذلك بشكل دوري مقابل أجرة رمزية .. داخل البرج المشرع بابه لا ماء ، ولا محارم أوراق .. لكن هناك حس مشترك بمعرفة انشغاله بأحد أفراد الأسرة .. كعادة تجذرت كــ سلوكاً للصغار قبل الكبار هي التنحنح بصوت عالِ بمجرد الرغبة في استخدامه .. عن يمين بهو الدار ممر صغير ينتهي بغرفة سداسية أو سباعية الأركان تمضي فيها جدتي معظم ساعات الصباح والعصر مع جارتها " الكفيفة " المشهورة " بالممرضة " أو المولدة ، وعلى يديها كانت ولادتي .. ، كلا جدتي والكفيفة شريكتين في طحن القمح دقيقا لأهل القرية بالطريقة التقليدية " الرحـى " حجرين مدورين أحدهما ثابت ، والآخر مخروقا من منتصفة ، وفي أحد أطرافه ، مقبضة خشبية بحجم الكف لتحريكه ، بعد وضع حبات القمح من خلال الفتحـة ، كُنت كثيرا أتسلل خلسة إلى تلك الغرفة ، وخلف الكفيفة املأ كفي الصغير من القمح ثم أنثره على الرحى .. أحاول أن أفعل مثلهما ، لكن الحبوب تتناثر يمينا وشمالاً .. بعد أن تتساقط تلك الحبوب على كف جدتي تعرف بوجودي ، فتتلفت .. بعد أن تمد ذراعها لتمسك بساقي ، وتسحبني برفق ، وتقبلني ، وتهمس في أذني وتعدني أن ذهبت إلى الأعلى بحلاوة ، و" قريض " تجلب مع الحجيج إذا عادوا .. حلوى أشكالها غريبة لا شكل لهـا .. ألوانها مختلفة قاسية كالحصى إلا أنها عذبة تبقى لساعات في فيك قبل أن تذوب .. فرق شاسع بينها ، وإصبع شي كولا " فليك .. الذي يذوب على شفتيك قبل أن تبتلعـه !! .. عن يسار باب الدار مباشرة بداية الدرج الملتوي ليس وفقا لرسم هندسي ، وإنما لبناء تلقائي ، وفق مزاج من شيّده .. استدارت والدتي ، وأنا ، وجدتي خلفهـا .. كانت تتكئ بأحد يديها على الجار ، والأخرى محتوية بطنها .. .على إيقاع أنفاسها اللاهثة ، وزفراتها المتعبة .. كنت أضع قدمي على عتبة ، وانقلها إلى عتبة أخرى ، وفي الآن نفسه أعدُّ العتبات فكنت أحفظ العد حتى العشرين دون أخطأ .. كُنـت أمارس العد كلما صعدت الدرج أو نزلت .. حتى بقيتُ .... سنوات ، وكأني مصابا بطقوس العد للدرج .. أعرف إذا وصلت في العد إلى الرقم خمسة عشر أكون قد شارفت نهاية الدرج فألتفت يميناً .. لأعدو إلى غرفة الجلوس كعادتي .. تفاجأت بالكفيفة العجوز بعد أن اصطدمت بها .. تسبح ، وتهلل ، وأمامها حوض بحجمي مملوء ماء ... ما إن دخلت بعدي أمي وجدتي الغرفة إلا وبجدتي تسحبني بعنف ما توقعته منها إلى خارج الغرفة .. وجدتني منكباً في زاوية خلف الغرفة ، وأذني لا تسمع إلا تسبيحا ، وآهات من والدتي تزداد ارتفاعا ... لا أعرف ماذا يجري ..؟! لحظتها انتابني خوف ، ورعبِ استبدا بي فشغلني عما أنا أتسأل عنه !! بقيتُ أتأمل داخلي ، وأرقب أحاسيساً غريبة مخيفة تنتشرُ من كل زوايا جسدي ، وحرارة تلفح داخلي ، وتخنُـقـني .. سقطتُ جالساً ، وضممتُ ركبتي مطوقا ساعدي عليها ، كأني أخبأ نفسي داخل نفسي .. اشعر بالعرق يغمرني ، ويتصبب مني فأخافني كثيراً .. شعرت أن ثوبي مبللاً ... تخنقني رطوبته أكثر ، وتكتم أنفاسي ، أحاول استجدا الهواء إلى رئتي .. تلك الخبرة أذكرها أشبه " بنوبة الهلع " لمن تنتابهم أول مرة !! أفقتُ من تلك الدائرة القاتلة بصراخ أمي .. صراخ أعرف أنه لا يصدر إلا من يقع له ضربا أو وجع موجع !! لم تطل بي الإفاقة فقد غفيتُ قسرا عني ... لم أصحو إلا يدا جدتي تلامس شعر رأسي بلطف ، وهي توقظني قُـم .. قُـم !!! أصبح لك أخاً .. كانت مبتسمــة .... في كلا كفيّها حلاوة ، ولعبة صغيرة .. أخذتُ ما منحتني لكن نبأ مجيء أخي ، وحاجتي لأرى أمي ... أنساني ما في يدي فتناثر كل شيء في كفّيَّ ، وأنا أعدو ، وأعدو إلى أمي .. انكببتُ عليهـا ، وأنا أبكي ، وأسأل سؤالا ، خلفه سؤال .. لماذا طردتني جدتي ؟ لماذا أنتِ تصرخين ؟! هل سيشتري أبي لي ثوبا أزرق .. أغلقت فمي بضمها لي على صدرهــا .. لحظتها كما أنا الآن أبكي !! . |
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرى
أعود .. فأنعت قلمك بالمبدع .. وموطن إبداعه ذاك الوصف الدقيق جدا لما تختزنه ذاكرتك من سابق عهودك .. وأعود .. فأنعتك بالرحيم .. ذاك أن السواد الأعظم من رجالنا لا يملكون حسا رحيما .. ولا حسا رقيقا لذكرياتهم .. فدموعهم ( وربما لأسباب أنت رسمتها في جراحات نسائك ) لا تهرق لذكرى .. وحنين إلى الماضي .. والذي يبدو أنه ـ وكما وصفت أنت ـ وشم في عضدك ( أعلم أنك كنت تقصد اسم جدتك .. ولكن لم يكن الوشم للاسم فقط .. بل لكل حياتك معها .. ) حملتني كلماتك .. وكما المعتاد .. إلى مراتع جدتك .. وصفحات طفولتي .. ربما لم أذق هلع الخوف على أمي وهي تصرخ .. فما أذكر إلا أبي يمسك بيدها يسوقها إلى المشفى .. ثم تعود بعد مدة وهي تحمل فردا صغيرا وجديدا .. وكلنا سعادة به .. الأجمل في حروفك .. أنها ورغم ما ترسمه من أسى لبعض صور حياتك ( ثوبك المعصفر ـ خوفك على أمك ـ طرد جدتك لك ) إلا أنها تبقى أمامي صورة بهية جميلة .. تشع بالسعادة والهناء .. وهذا إبداع ليس في رسم الحروف بقدر ما هو إبداع في أظهار مشاعر نفسك الراضية والسعيدة .. نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها .. و هو أيضا مهارة في تحويل لحظات الأسى في حياتك ( وربما توافقني على أن ذكريات الطفولة المؤلمة تبقى في النفس وشما .. ) إلى لحظات تحمل في نفسك الحنين والفرح ..رغم دموعك التي سكبتها في أخر سطورك .. |
وصف..يفوق الوصف...
وذكريات...تأخذك...إلى أماكن...أحببتها...بكل أحاسيسك...وكيانك... أشعر بأني عشت معك..كل لحظاتك...الجميلة...لحنان جدتك...والمؤلمة..لقسوتها عليك...وقت ولادة...أخيك... وتكورت معك..من الخوف... وأحسست بعطف أمك..عليك... ما أجملها من أحاسيس... استاذي... أحي...فيك....ذاكرتك الجميلة... وأقبل رأس جدتك..الفاضلة.... أختك.. عاشقة الرياح..القاتلة... |
استاذنا المبدع القحطاني ...
اشعر احيانا وكاني في حالة توارد خواطر مع اعضاء هذا المنتدى .. فمنذ يومين فقط كنت أحدث امي عن جدتي وانها ( ليست كباقي الجدات ) وياليتها كذلك .. اتمنى ان اراها عطوفة حنونة ..تحكي الحكايات ...تمضي عندنا الليالي دون الشعور انها في بيت غريب ... قلبت المواجع استاذنا .. حفظ الله لك جدتك ومتعها بالصحة والعافية جدتي : حفظك الله ومتعك بالصحة والعافية ... |
أستاذي...
لقد أطلت...وأنا أنتظر..المزيد.... فأنا أشعر بالنهم....لأسمع...عن جدتي... أرجو أن تكمل.... أتمنى ألا أكون أثقلت.... بس عن جد.....أحب أن أقرأ عن جدتك... فأنا لم أشعر بحنان الجدة.... أختك.. عاشقة الرياح...القاتلة... |
السلام عليكم
استاذنا الفاضل نحن جميعا ننتظر قصصك مع جدتك الحنون اطال الله في عمرها واضم نداءي الى نداء اختى عاشقة الرياح ودمتم سالمين |
أين أنت ؟
نحن بانتظار حكايتك مع جدتك خليتنا نتابعك ثم تركتناaaa::aaa12 |
من جد كلمات رائعه جدا جدا وكلمات ابكتني لين ملتني دموعي
كلمات حلوه بس انا عمري وحياتي ماتذوقت طعمها اكيد شعور جميل لاني مااعرف حاجه اسمها حنان كلمه اسمعها بس ماادري ايش هيه شكلها حلوه صح على فكره انا اغار جدتك مررررررره عسل تعال نتبادل ابعطيك جدتي واعطيني جدتك بس يومين والله يعينك على جدتي ياحظك .........الله يخليها لك يارب |
أخي الفاضل .......... الأستاذ القحطاني
الرجل لالالالالالالالا لايكون طفل إلي مع زجـــــــتة ولا يظهر لحظات الضعف إلا لزوجته لقد أسشفيت أن هذه المشاعر التي كتبتها أنها من حق الزوجه فقط فهل تفكيري بهذا الأسلوب صح أم خطاء لا أعرف؟؟؟ تحياتي لك ولقلمك الدئم العطاء هــــلين |
أشتقت لك.........
أ.القحطاني......... ماهي أخبارك وأخبار جدتك أتمنى أن لاتكون نسيتني أختك بسمة العمر |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ا.سليمان الله يحفظ جدتك ويطيل في عمرها كتابتك رائعة وصادقة اشعر كانك تتحدث عن جدتي فانا اعيش حاليا مع جدتي وهي حياتي وكل شيء عندي دائما تتكلم معي عن ذكرايتها وايام اول كيف كانت حياتهم تعب ومشقة وعن فقدها لابنائها الستة وماتنساهم ابدا وتكلمني عن كل شيءصار لهاوقصص ااستمتع وانا استمع لها جدتي بحر حب وحنان وطيبة وهي ايضا صديقتي نعم قد تستغرب لكن فعلا اشعر ذالك كل شيء يحدث معي اخبرها فيه وهي كذالك فيه اشياء كثيرة واسرار بيننا امي وخالاتي يتعجبون منا واذا ارادوا شيءما او امر جدتي رافضته يقولون مافيه احد يقنعها الا انت . اذا مرضت اتالم واتمنى ان المرض فيني ولافيها وابكي دائما وادعو الله ان يشفيها من مرضها .كل وقتي معها واذا كنت في الدوام في الصباح لابد اني ا اكلمها واشتاق لها حتى اذا كنت على النت تكون معي وتقول لي وش فيه من اخبار؟؟؟؟؟؟واقرا عليها ...... احب جدتي ومااتخيل حياتي من غيرها اسال الله العظيم ان يقبض روحي قبلها وان يطيل عمرها ويشفيها عذرا على ضعف اسلوبي في الكتابة لان تخصصي ادب انجليزي |
أ. سليمان القحطاني
تعبنا من الانتظار |
الساعة الآن 02:22 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا