السلام عليكم ، ، ،

(ابن آدم طماع ) .....
مثل نسمعه دائماً ، ولكن ربما نفهمه على أنه الطمع في المال . ولكن بعض خلق الله لا يكتفون بالطمع في المال ، بل يتجاوز لك إلى الطمع في كل شيئ .

رجل ممن آتاه الله مال الدنيا مما لا يحصى بعد أن كان بسيطاً ، وبعد الضعة أصبح حديث المجالس والصحف والمجلات ، وامتلك الشركات والأراضي والعقارات . ولكن طبع (الطمع) - وهو طبع كامن في كل نفس بشرية - تجاوز عنده الطمع فيما يقدر على الحصول عليه ، إلى ما لم يعطه الله له وأعطاه لغيره .
إنه حبه لأن يشتهر في .............. الشعر والقصيد .
يكتب له القصائد بعض الشعراء ويقبضون منه ، ثم يقوم بنشرها في المجلات والصحف باسمه ليشتهر بأنه (شاعر) وممن يعرفونه يعرفون أنه لم يعرف الشعر في حياته.
والظاهر أنه يفعل ذلك ليتميز عن غيره من الأغنياء ، فهؤلاء أغنياء فقط ، أما هو فغني (شاعر) .

مثال آخر ، لرجل أعطاه الله المال والإسم والشهرة وهو يمتلك ما لا يقل عن 13 شركة تملاً كل وقته .... إلا أنه أراد أن يتميز عن غيره من الأغنياء بشيئ لا يتقنه وليس له فيه أي خبرة .. إنه (التدريس) .
فقد قام بفتح فرع للدراسات (العليا) الإدارية مرتبط بجامعة أوروبية (مقابل مبالغ تدفع للجامعة) ، ثم قام بتدريس مادة من المواد فيها دون أي سابق خبرة في هذا المجال ، وعن طريق سكرتيره تم إعداد المادة الدراسية (وقرائتها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) للطلاب . طبعاً ليس المهم هنا (الطلاب) فقد أثبت فشله في المادة الدراسية ، بل المهم لديه أن يقال في الصحف أن (الغني الفلاني) يُـــحاضر في مواد الدراسات العليا (الماجستير) في فرع للجامعة الأوروبية الفلانية .
طبعاً هذا يميزه عن الكثير من الأغنياء ، فهؤلاء أغنياء فقط ، أما هو فغني (يُــحاضر) في جامعة .

ليس من العيب أو العار أو الخطأ أن يكون الإنسان غنياً وشاعراً أو عالماً ، ولكن العيب في أن يكون ابن آدم يطمع فيما لا يقدر عليه . فالشعر والتعليم ليسا من المهارات التي تشترى لأجل الشهرة ، إنها مهارات تكتسب عن طريق الخبرة الطويلة والتكرار والمحاولات وتبدأ علاماتها منذ الشباب .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول (ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب)

الأستاذ الفاضل الحوراني

وكل عام وأنت بخير .

أسعدني مرورك الكريم

______________________________

الأخت الفاضلة فاتن عسيري

ولك من الله العافية ، وشكراً لمرورك الكريم

_____________________________

الأخ الكريم يتيم الحظ

شكراً لمداخلتك ، لكن ليس الجميع عندهم مثل هذه الحالات من الطمع . فهذا النوع من الطمع قد يكون مرض نفسي ، يلجأ المريض به إلى ترقيع اسمه بأكبر عدد من النياشين الكاذبة والخادعة والمسروقة . لو كان الطمع في مزيد من المال فربما يكون الوضع طبيعي كما ذكرت أنت ، أما أن يصل الطمع إلى الرغبة بالتميز الكاذب ، فهذا مرض لا يصاب به إلا بعض الأغنياء .

وهناك شخصية وزارية عربية عالمية شهيرة جداً في السبعينات والثمانينات يطلق على نفسه مسمى (الدكتور) ، وهو لم يحصل على شهادة الدكتوراه ، بل يحمل فقط شهادة الماجستير ، ولكنه يحمل شهادات دكتوراه (فخرية) فقط . وحاملي شهادات الدكتوراه الفخرية لا يطلق عليهم لقب (الدكتور PHD ) . ومع ذلك يصر على أن يطلق عليه لقب الدكتور الفلاني في وسائل الإعلام ، برغم أنه ليس بحاجة لهذا المسمى ، لأن شهرته العالمية كانت من جراء أعماله وليس من جراء ألقابه .

الأخت الفاضلة Daisy

أشكر لك مداخلتك وإضافتك الرائعة ، ، ،

وللأسف فإن عقدة النقص لدى البعض تدفعهم لمثل هذا السلوك . تذكرت الآن موظفاً في أحد الشركات التي سبق وتعاملت معها ، وهو خريج كلية العلوم - حاسب آلي . وبالتالي فإن مسماه الوظيفي سيكون مبرمج أو محلل نظم ..... الخ . عندما اطلعت على بطاقته وجدت عليها مكتوب (مهندس حاسب آلي) !!!!! وعندما أخبرته أن هناك خطأ في بطاقته ، أخبرني أنه هو من قام بكتابة (مسماه الوظيفي) في عقد العمل كـ (مهندس حاسب آلي) لأن ذلك أفضل !!!

إن الفرق بين مسمى (مهندس حاسب آلي) وبين (مبرمج) هو كالفرق بين الطبيب وعالم البحار ، فلماذا يكذب هؤلاء في مسمياتهم الوظيفية ؟
إنها عقدة النقص المتأثرة بالمجتمع والتي تجعله يظن أن مسمى (مبرمج) أدنى من مسمى (مهندس) ، فيحاول تصحيح هذا النقص بالإدعاء أنه (مهندس) !!

هل سبق أن قابلتم أو تعرفتم إلى أناس بمثل هذه العقدة النقصوية ؟
هل تعرفتم إلى خريج بكالوريوس وهو يدعي أنه يحمل ماجستير ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤتمن اخ هاني شكرا على طرحك القيم لا حرمنا الله منك،،،و صدقت فالطمع آفة و قد افلح من زكى نفسه و تغلب على عيوبها "وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول (ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب) " كثيرا ما اتسائل عن المعنى الحرفي لهذه الجملة ....هل هي حقيقة علمية مثلا ام هو مجرد تشبيه ؟ احب اسمع تحليلك الفلسفي او ربما لديك معلومات عن هذا الصدد تحياتي لك

صدقاً يا أخي أنني تفكرت في سؤالك ، لليومين الماضيين . وانا متأكد أن كلامه عليه الصلاة والسلام بسيط ، وحكمتها فاعلة وعميقة .
ربما القصد ان الإنسان إن مات ودفن فلن يملأ تجاويفه بعد أن يأكل الدود جسده إلا التراب . التراب الذي هو أرخص مادة على وجه الأرض ، بل أن لا قيمة له فنحن ندوسه .. هو ما سيملاً جوفه بعد موته ، وليس المال الذي يعيش طامعاً به جارياً ورائه لا يكتفي منه ...
والعاقبة من جنس العمل ، فما كان يملأ جوفه به كميات المال الثمين في الدنيا باستمرار ، سيبدل به بضع كيلو غرامات من تراب لا قيمة له بعد الموت ، ولمرة واحدة ....

والله أعلم ............

أخي هاني..

هذه السلوكيات، أقصد سلوكيات الإدعاء والشكليات، تصدر من أشخاص كما قلت يعانون من عقد نقصوية...

بل لا تستغرب عندما ترى شخصاً يحمل درجة الدكتوراه ولكنه خاو من الداخل أكبر همومه ألا تتسخ جزمته بالتراب

والآخر يغضب لعدم ذكر لفظ دكتور قبل ذكر اسمه!!

هؤلاء يعيشون حياة شكلية خالية من المعاني... لا تملك معهم إلا أن تقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به

أما القضية الأخرى، قضية لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب... فهو كلام من لا ينطق عن الهوى

وكل بني آدم معرضون لهذا إلا من رحم الله... فهي حقيقة صراع داخلي مع النفس قد تغلب أحياناً

أصحاب المال عادة يبحثون عن السعادة، ويحاولون شراءها بالمال.. لكن السعادة لا تشترى

ما المانع أخي من أن يكون الشخص صاحب شركات... ومحاضر في كلية إذا كان كفء لذلك!

ودافعه اشباع رغبته في التعليم وليس الظهور في الصحف والمجلات..

لا مانع لدي... والشخص لن يستمتع إلا بالعمل الذي يروقه!!

شكراً لك أخي هاني على الموضوع الجميل

شكراً أخي الفاضل محتار على إضافتك القيمة للموضوع

وربما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) إشارة إلى أن الطمع من صفة البشر ، ولكن بحدود المعقول وبما يكفي ليسد طمعه . ولكن هؤلاء الذين (طمعهم) لا نهاية له ، فالحديث يقرعهم بأن ما يشبعهم فقط هو المستحقر من المواد (التراب) ...

حكم النبي عليه الصلاة والسلام رائعة ولا عجب فهي من الوحي الإلهي ...

ولك خالص شكري لمداخلتك