![]() |
((..قصص..واقعية..عن السحر والعين والصرع..))
قصص واقعية..من شريط للشيخ ابو البراء..
من حياة الشيخ العلمية..لبعض المرضى.. الذين تم علاجهم علي يده.. **************************************** نبداء....بالقصة الاولى..(( ( && الماجدة العراقية ... وأحجار السحر && ) !!! |
نبداء....بالقصة الاولى..(( ( && الماجدة العراقية ... وأحجار السحر && ) !!! كان ذلك يوم عزائي في موت عمتي - رحمها الله تعالى - وكنت آنذاك في صالة العزاء حيث جاءني اتصال هاتفي التقال ، صوت امرأة تطلب المجئ لحالة طارئة ، بينت لها الموضوع فأصرت وقالت بأن الحالة مستعجلة جداً ... كان ذلك يوم عزائي في موت عمتي - رحمها الله تعالى - وكنت آنذاك في صالة العزاء حيث جاءني اتصال على هاتفي النقال ، وكان صوت امرأة تطلب المجئ لحالة طارئة ، بينت لها الوضع الذي أعيشه فأصرت وقالت بأن الحالة مستعجلة جداً ، فأعطيتها موعد في تمام الساعة العاشرة مساءاً 0 وفي الموعد المحدد قدم لي ثلاث نساء الأولى في عقدها الرابع والثانية كذلك في نفس عمر الأولى ، والثالثة ابنة إحداهن في عقدها الثاني 0 فقالت لي الأخت الفاضلة : ذهب زوجي إلى أحد المشعوذين وأحضر منه أحجار وما كنت أعلم أنها تحتوي على ما تحتويه من السحر والعياذ بالله ، وكانت قريبتي عندي في المنزل ( تشير إلى الأخت الثانية المرافقة لها ) ، قالت فأخذتها وحملتها وما أن وضعتها بين يديها وإذا بها تشعر بثقل غريب في الأكتاف 0 ثم شعرت بتعب عام ، تقول وأصبح شي يحدثني عند أذني ، وعندما نمت قام بالاعتداء عليَّ ، وفي صباح اليوم الثاني ازداد التعب لدي ، وعصر ذلك اليوم اتصلت بك لمعاينة الحالة 0 حمدت الله وأثنيت عليه وبدأت بالدعاء والرقية ، حصلت تغيرات شديدة حيث أصبحت تعاني الأخت الفاضلة من آلام في منطقة الكتف وتغيرت تعابير وجهها وكأنها رجل بلغ من العمر ما بلغ ، ينظر إلي بطرف عينه ، فاستنطقته فتكلم على لسانها فقلت ما جاء بك إلى هذه المرأة ، قال : الأحجار التي حملتها ، قلت له : ما ديانتك ، قال أنا من الصابئة ، فدعوته إلى الإسلام وقد بينت له التوحيد وتحدثت له عن الجنة والنار بأسلوب دعوي مؤثر فأسلم بفضل الله ومنه وكرمه ، فقلت له تعاهدني على الخروج من هذه المرأة قال نعم ، فعاهدني ثم خرج ، حيث وقد رأيت تعابير تحمعه في الأكتاب حتى ينسل رويداً رويداً إلى البطن ثم إلى منطقة الأقدام ثم يخرج منها بفضل الله سبحانه وتعالى ، فقرأت حتى أتـاكد من الأمر فاتضح لي صدقه ، سألتها هل تشعر براحة فقالت نعم 0 أعطيت الأخت الفاضلة موعداً في اليوم التالي ، فعادت في نفس الموعد فحمدت الله وأثنيت عليه ، وبدأت بالدعاء فشعرت تغير على الأخت الفاضلة ، ثم سلم علي فرددت عليه السلام ، وقلت له : ألم تعاهدني بأن لا تعود إلى هذه المرأة ، قال وأنا عند وعدي فأنا الآن لست فيها إنما أمسك العصب السادس لديها حتى أتكام معك بكلام مهم نسيت أن أخبرك به البارحه ، قلت : وما ذاك ، قال عندما دخلت فيها حصل لها إيذاء في منطقة الكلى ولذلك عليها أن تكثر من قراءة القرآن ويخاصة سورة البقرة وأن تشرب من ذلك الماء ، وعليها أن تراجع طبيبة متخصصة ، وفعلاً انصرف دون أن تحصل تلك التأثيرات التي حصلت في اليوم السابق ، وسبحان الله كانت تلك المرة الأولى التي أعلم أن الجن يستطيعون التحدث على لسان المصروع دون أن يصرع بالكلية ، والله تعالى أعلم وأحكم ، ومنذ ذلك اليوم عادن أختنا الفاضلة إلى العراق وطلبت منها التواصل في حالة حصول أي أمر طائ 0 |
القصة الثانية..
( && الأم والفتاة والسحر ... والفأر && ) ****************************************** تاريخ القصة4/4/2006م قبل حوالي الأسبوعين جاءتني عائلة من المملكة العربية السعودية الحبيبة - مدينة تبوك - الزوج والزوجة وشاب في مقتبل العمر وفتاتان في عمر الزهور ، وكانت الأسرة تعاني من السحر من خلال الأعراض المذكورة من قبل العائلة الكريمة قبل حوالي الأسبوعين جاءتني عائلة من المملكة العربية السعودية الحبيبة - مدينة تبوك - الزوج والزوجة وشاب في مقتبل العمر وفتاتان في عمر الزهور ، وكانت الأسرة تعاني من السحر من خلال الأعراض المذكورة من قبل العائلة الكريمة ، وكان السحر من النوع المأكول أو المشروب 0 بدأت برقية الفتاة الكبيرة ، وقررت بعون الله سبحانه وتعالى أن تبدأ باستخدام خلطة استخراج مادة السحر المأكول أو المشؤوب ، وتفاصيل الخلطة على النحو التالي : لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يجوز استخدامها من الفئات التالية : أولاً : النساء الحوامل 0 ثانياً : أصحاب البنية الضعيفة من الرجال والنساء 0 ثالثاً : من تعدى عمره الخامسة والخمسين عاماً 0 وإليكم تفاصيل الطريقة : أولاُ : الكميات المستخدمة : * ستة ملاعق كبيرة من ( دم الأخوين ) المطحون 0 * ثلاثة ملاعق صغيرة من ( قصة الأخت ) أو ( الحديدية ) 0 * ثلاثة أكواب من عصير الليمون المحلي بالعسل الطبيعي 0 * ثلاثة أكواب صغيرة من زيت الزيتون 0 * كيلو عسل سدر أصلي 0 ثانياً : طريقة الاستخدام : 1)- الأولى أن تقرأ الرقية الشرعية كاملة على كافة المواد المستخدمة وتجدها في الموقع الرئيسي تحت عنوان ( && -- كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية -- && ) وكذلك قراءة سورة البقرة،لنفعها العظيم ضد السحر ومؤثراته0 2)- يتم خلط مادتين ( دم الأخوين + قصة الأخت ) ملعقتين كبيرتين من ( دم الأخوين ) + ملعقة صغيرة من ( قصة الأخت ) ( الحديدية ) في كوب عصير طبيعي أو في كوب حليب دافئ ، مع التنبه الى استخدام كامل الخلطة ولو حصل ترسبات فيتم زيادة الحليب أو العصير وتشرب حتى يكتمل شرب الخليط كاملاً ، ويستخدم ذلك لليوم الأول والثاني والثالث دون فاصل بينها 0 3)- يتم استخدام الخليط على معدة خاوية ( على جوع ) 0 4)- حاول قدر المستطاع إبقاء المادة في المعدة مدة ربع ساعة دون استفراغ 0 5)- بعد نصف ساعة من استخدام الخليط يتم شرب كوب عصير ليمون طبيعي محلى بعسل السدر الأصلي 0 6)- لا تأكل بعد استخدام الخليط لمدة ثلاثة ساعات ، وأكثر من شرب الماء والسوائل والشوربات 0 7)- تقوم بفعل ذلك لمدة ثلاثة أيام متتابعة لا فاصل بينها 0 8)- في اليوم الرابع ويفضل على الريق استخدام شرب كأس زيت الزيتون 0 9)- في اليوم الخامس ولمدة أسبوعين متتاليين تحافظ على أخذ ثلاثة ملاعق من عسل السدر الطبيعي 0 10)- خلال الفترة السابقة يكثر المريض من شرب الماء المقروء عليه وبخاصة سورة البقرة والرقية المذكورة آنفاً ، وكذلك يتم الاستحمام يومياً ثلاث مرات بالماء والسدر والملح الخشن ( ملح القصب ) 0 ثالثاً : الأعراض والنتائج : ملاحظة نزول مواد مختلفة في الأيام الثلاث الأولى من مواد بيضاء كالجبنة و حمراء وخضراء وصفراء وقطع بنية كالبن و حب صغير كالسمسم الاسود ... والكثير من المواد المخاطية ..... وعند نزول مادة كثيفة سوداء برائحة كريهة جدا في اليوم الثالث ... فهذا يعني أن السحر نزل بإذن الله .... وفي آخر الامر ينزل الإخراج كهيئة بعر العنز فضلات صغيرة يصحبه ريح شديد ( غازات ) ... فهذا معناه أن السحر استوفى نزوله بالكامل بإذن الله .... 0 رابعاً : كيفية وقف الاستفراغ : لإيقاف الاستفراغ يت تشرب اللبن ... حيث أن الاستفراغ يكون شديدا جدا وقد ولا يطيقه كل شخص ..... وفعلاً باشرنا العلاج وطلبت من الأخت الفاضلة الالتزام الحرفي بالطريقة ، وفي اليوم الأول شعرت الفتاة بتعب لا يعلمه إلا الله ، وفي حقيقة الأمر فقد خفت عليها ، وقمت بإجراء الاتصال بالأخ الذ وصف في الأساس الخلطة المذكورة للإستفسار عن بعض الأمور المتعلقة بالعلاج ، وبخاصة أنها المرة الأولى التي أجرب الخلطة بالكمية الكبيرة 0 ومرت الأمور بسلام لليوم الأول وفي اليوم الثاني وبعد استخدام الفتاة للعلاج وكانت الأم تعينها على ذلك أقسمت الأم بأنها قد رأت فأراً كبيراً ( جرذ ) ولم يره غيرها ، وشعرت بضربة قوية على رأسها ، والتزمت الفتاة بالطريقة على مضض ، حيث انها كانت تعاني منذ فترة طويلة من الأسقام والآلام ، وكانت في حالة لا يعلمها إلا الله ، وبعد استخدام العلاج على النحو المذكور شفيت الفتاة تماماً بفضل الله وكرمه ومنه ، وبقيت آثار بسيطة تتمثل في سرعة ضربات القلب ، مع بعض النغزات السيطة في منطقة الصدر ، فلله الحمد والمنة والفضل 0 |
صراحة ما قرأته اصابني بالذهول والغموض ...
ثلاثة ملاعق صغيرة من ( قصة الأخت ) أو ( الحديدية ) 0 ما هذا؟؟؟!!! وهل لنا ان تعرفنا بالشيخ ابو البراء ومكانته العلميه؟؟؟؟ تقبل مروري.... |
( &&& 000 طالبة العلم والصرع 000 &&& )
قبل أسبوع جاءتني فتاة في بداية العقد الثالث من العمر مع أختها التي تكبرها سناً ، وهي ممن يواظب على طلب العلم وحفظ كتاب الله عز وجل 0 تقول : منذ فترة أصبحت كلما أدخل الفصل يغمى علي لا شعورياً ، وتكرر معي هذا الأمر ، وأصبحت أكره الذهاب لطلب العلم خشية حصول هذا الشيء لي أمام الأخوات الفاضلات في نفس االفصل ، وبقيت فترة من الزمن أعيش في عذاب نتيجة لذلك حيث أنني أحب تعلم القرآن ، إلى أن سمعت عنك فطرقت بابك عسى الله أن يجعلك سبباً في شفائي 0 فهدأت من روعها وذكرتها بالله سبحانه وتعالى ، وبدأت برقيتها بالرقية الشرعية ، وما أن أكملت الدعاء ثم الفاتحة ، رأيت اهتزازاً في يدها اليمنى ، فعلمت أنه جني مسلم ، فذكرته بالله وأعطيته العغهد والأمان بأن لا يمس بسوء ، وبدأت في تقديم النصيحة له ، وذكرته بالله وبالحساب وبالجنة والنار إلى أن عاهد وخرج ، فقامت الفتاة ما بها قلبة ، فحمدت الله وأثنيت عليه ، وطلبت منها العودة بعد أسبوع ، وقدمت لها برنامجاً كي تسير عليه 0 حان وقت قدومها ، فدعوت الله ثم باشرت الرقية الشرعية حتى انتهيت تماماً ولن تحرك ساكناً ، فحمدت الله وذكرتها بفضله ومنه وكرمه ، وطلبت منها المعاودة لحضور الدروس كما كالن سابق عهدها ، وطلبت منها في حالة حصول أي أمر عارض أن تتصل بي ، فالحمد والثناء له سبحانه وتعالى أن فرج كربتها وأزال همها 0 12/1/2006 |
نار الحسد والضغينة اشتعلا في قلبها فسحرت أختها !!!
اتصلت بي أحدى الأخوات من احدى مناطق المملكة ، وقالت : قصتي مؤلمة فأنا فتاة في العقد الثالث من العمر ، ولي أخت تصغرني بسنوات ، وقد كان أبواي يوفران لها من العناية والاحترام والتقدير الشيء الكثير ، مما أوقد نار الحسد والضغينة في قلبي ، وفكرت وطال تفكيري إلى أن توصلت لعمل شيطاني حيث قادتني نفسي الأمارة بالسوء باللجوء لأحد رعايا الدول الإسلامية للقيام بعمل سحر كي أتخلص مما أنا فيه من حقد وكراهية لها ، وبالفعل اتصلت بهذا الرجل الذي طلب مني مبلغاً كبيراً من المال وبحدود خمسين ألف ريالاً سعودياً ، وأخذ الرجل المال ولم أسمع عنه منذ ذلك الوقت ، وبدأت أحوال أختي في التغير ، فعاشت في خلوة ، لا تحب الاجتماع بالآخرين وبدأت في الذبول والانطواء والعزلة ، واختلفت نظرة والديَّ لها ، وأصبحت ترفض أي شخص يتقدم لها ، وأصبحت تعاني معاناة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، عند ذلك بدأ الندم يدب إلى قلبي ويعتصر الألم قلبي وجوارحي وتبت إلى الله وعدت وأنبت ، ويقيني بالله وبعدله ورحمته أكبر من أي شيء في نفسي ، وأنا أنشد حلاً لهذه المشكلة ، هل أبوح بسري لأختي ووالديَّ عما اقترفت يداي في حق هذه المسكينة ، أم هل ألجأ لساحر يخلصني من هذا العذاب الذي أعيش فيه ، وكذلك يخلص أختي مما هيَّ فيه ، وأنا بالطبع سبب هذه المعاناة ، أو ماذا أفعل ؟ سمعت منها ما سمعت ، وشعرت بنفحات التوبة الصادقة من خلال كلامها ، فحمدت الله سبحانه وأثنيت عليه واستعنت به ، وبدأت أزرع اليقين في نفسها ، وأبين لها أن الله سبحانه وتعالى رحمان رحيم ، وكذلك أبين وأحدد لها شروط التوبة الصادقة ، وأكدت لها أن العلاج لمثل هذا الخطأ والذنب لا يكون بارتكاب خطأ آخر ، فإن هي صارحت أبويها بما فعلت عند ذلك سوف تكون هناك مفاسد شرعية عظيمة جداً ، وأهمها وأجلها المحافظة على أواصر التراحم والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة هذا من ناحية ، وأما من الناحية الأخرى فلا يجوز لكِ أن تذهبي للسحرة والمشعوذين للخلاص من هذه المعاناة ، لأن هذه الفئة الباغية قد باعت نفسها وكل ما تملك للشيطان ، وقد حدد الإسلام بتعاليمه النبيلة السامية حكم الساحر وحكم من يذهب إليه وبين أن ذلك يعد من الكفر البواح ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن نطرق أبوابهم في تحصيل المنافع أو دفع المضار ، والنشرة كما أخبر الصادق المصدوق هي من عمل الشيطان ، والسحر وأثره لا ينفذ إلا بقدر الله الكوني لا الشرعي ، وعلى ذلك فيجب أن تتبعي الطرق الشرعية المشروعة في العلاج ، ومن ذلك أن توجهي أختك للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة وتحري من يوثق في علمه ودينه هذا من ناحية ، أما من الناحية الأخرى فعليك أن تكثري من الاستغفار والدعاء لأختك وأن تقومي في الثلث الأخير من الليل تضرعاً ودعاءً للخالق سبحانه وتعالى لتفريج كربتها وإزالة معاناتها ، وكذلك حاولي قدر المستطاع أن تتصدقي نيابة عنها للفقراء والمساكين ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم 0 16/12/2005 |
عفواً خالد :
هل علىَّ من حرج إن قُلتُ لك أننى لا أعتقد بتلك ( الأفعال ) ولا أُعيرها أهميةً فى حياتى ؛ وأعتبرها من قبيل الدجل والشعوذه التى لا تنطلى إلا على السُذَّج والدهماء من العامه ؟؟؟ مره أُخرى : عفواً لو كان فى كلامى ( خروج على النص ) لكنه حقيقة ماأعتقده وأتيقنه !!!!!!!!! |
بالنسبة للسحر والعين والحسد والمس كلها أمور نعم
موجودة لكن نادرا جدا جدا ماتكون حقيقية .. والبقية ماهي إلا أوهام وتحتاج لطبيب .. |
اهلا وسهلا فيك اخي اسامة..
نورت صفحتي.. ****************** اهلا وسهلا فيك اختي الجريئة نورتي صفحتي |
الأخت ( أم محمد ) امرأة فاضلة قدمت من ( الضفة الغربية ) أرض الجهاد والاستشهاد ، قالت لي :
معاناتي لا يعلم بها إلا الله ، ذهبت ولم أدع طبيباً إلا وطرقت بابه من أجل العلاج والاستشفاء ، ولكن لا فائدة ، فأرجو منكم تقديم العون والمساعدة ؟؟؟ الأخت ( أم محمد ) امرأة فاضلة قدمت من ( الضفة الغربية ) أرض الجهاد والاستشهاد ، قالت لي : معاناتي لا يعلم بها إلا الله ، ذهبت ولم أدع طبيباً إلا وطرقت بابه من أجل العلاج والاستشفاء ، ولكن لا فائدة ، فأرجو منكم تقديم العون والمساعدة ؟؟؟ أبو البراء : لا بأس عليك طهور إن شاء الله ، ما المشكلة أخيتي الفاضلة 0 الأخت ( أم محمد ) : منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا لا أستطيع الأكل مطلقاً حتى كنت أتمنى وأنا أرى الطفل يشرب الماء أن أستطيع فعل ذلك ، ولكن للأسف ما كان يستقر شيء في معدتي 0 أبو البراء : هل هناك أعراض أخرى 0 الأخت ( أم محمد ) : بدأت تسترسل في بيان بعض الأعراض العضوية ، ومن أهمها أن المعدة عندها أصبح شكلها غريب للغاية وهي منكمشة على بعضها البعض حتى أن الأطباء قد استغربوا من ذلك الأمر 0 وما أن انتهت الأخت الفاضلة حتى غلب على ظني أنها تعاني من سحر مأكول أو مشروب 0 فسميت الله وحمدته وأثنيت عليه ، وبدأت رقيتها بالرقية الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واتضح لي بعد الرقية أن ما ذهبت إليه من حدس ظني هو ما تعاني منه الأخت الفاضلة 0 ومن فوري أعطيتها مادة لاستفراغ ما في المعدة تؤخذ مع لبن زبادي قبل النوم ، ووصفت لها برنامجاً للعلاج لمتابعته والاستمرار عليه ، وواعدتها بالعودة بعد أيام 0 في ظهر اليوم التالي : اتصل بي زوج أختها وقال لي : بأنها متعبة للغاية ، وأنها قد انهارت من استخدام ذلك الدواء 0 فقلت له : لا عليك ، ولكن حاولوا أن تتعاطى كثير من السوائل قدر المستطاع 0 وفي الموعد المحدد : ( أبو البراء ) : كيف حالكم أختي الفاضلة 0 الأخت ( أم محمد ) : بخير والحمد لله ، ولكني عند استخدام المادة كدت أن أموت 0 ( أبو البراء ) : لا بأس عليك ، ولا تثريب إن شاء الله تعالى 0 ( ام محمد ) : الغريب أنه نزل معي قطعة بقدر الكف تشبه ( الفسيخ ) ، وأقسم بالله لكً يا أخي أبو البراء أن رائحتها مثل ( الفطيس ) ، شيء لا يطاق 0 ( أبو البراء ) : الحمد لله على سلامتك وهذا فأل خير إن شاء الله تعالى 0 ( ام محمد ) : أحمد الله سبحانه وتعالى بدأت الآن القدرة على الأكل والشرب ، وقد يحصل لي استفراغ مرة واحدة في اليوم وليس كما كان يحصل معي سابقاً 0 ( أبو البراء ) : هذا فضل من الله ومنه وكرمه ، أسأله ان يتمم عليك الشفاء والعافية 0 وواعدتها أن تأتي بعد أيام ، وعند الموعد المحدد ، جاءت وبرفقتها زوجها من ( الضفة الغربية ) ، فقرأت عليه ولم يتضح لي شيئاً ، أما الأخت الفاضلة ( أم محمد ) فقد تحسن حالها بنسبة 95 % ، وطلبت أن تحضر بعد أيام 0 اتصل بي زوج الأخت يبين لي رفض الزوج أن تتابع زوجته العلاج ، وأخبرني بمسألة ثانية ، أنه تم فحصها طبياً بالمس فوجدوا شيئاً غريباً في المعدة ، ولم يستطيعوا إخراجه ، وعند عودتها إلى المنزل نزل معها ورقة ملفوفة 0000 ) وانقطعت أخبارها ، ولكني متيقن أن الله سبحانه وتعالى كتب لها الشفاء 000 أما الزوج فاعتقد أنه ممن لا يؤمنون بالسحر والصرع والعين ، فأسأل الله له الهداية والاستقامة على دينه 0 إنه سميع مجيب الدعاء 0 17/9/2005 |
فرح طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام وخلال خمسة سنوات تعبت من خلال رحلة العلاج والاستشفاء لدى الأطباء والمصحات والمستشفيات ، حتى وقف أبوها أمام الطبيب قائلاً له :
الأب : لقد تعبنا خلال خمس سنوات في علاج هذه الفتاة حتى أننا لم نعد نملك شيء من المال ، ولذلك قررنا الذهاب بها إلى شيخ يقرأ عليه القرآن عسى الله أن يشفيها 0 فرح طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام وخلال خمسة سنوات تعبت من خلال رحلة العلاج والاستشفاء لدى الأطباء والمصحات والمستشفيات ، حتى وقف أبوها أمام الطبيب قائلاً له : الأب : لقد تعبنا خلال خمس سنوات في علاج هذه الفتاة حتى أننا لم نعد نملك شيء من المال ، ولذلك قررنا الذهاب بها إلى شيخ يقرأ عليه القرآن عسى الله أن يشفيها 0 الطبيب : ماذا ، ما هذه الهرطقات تقرأ عليها القرآن 0 الأب : نعم ، ها نحن نكمل الخمس سنوات ولم نستفد منكم منكم ، وقراءة القرآن خير وشفاء ، ثم خرج الأب حاضناً ابنته والحسرة تملأ قلبه 0 ثم جاءني بها ، محمولة بين يديه لها أنين ، وحرارتها مرتفعة فاقت الأربعين 0 فحمدت الله وأثنيت عليه وبدأت برقيتها بالرقية الشرعية 0 فرح : آع 0000 أع 0000 أع 0 ( صوت غريب يصدر من الفتاة ) 0 بعد ذلك بقليل : فرح : ابعد عني 000 ابعد عني 000 ابعد عني 000 وبعدها بدقائق : فرح : بطلع 0000 بطلع 0000 بطلع 0 قلت : تعاهد أن لا تعود إليها 0 قال : نعم 0 قلت له : قل أعاهدك عهداً مغلظاً بيني وبينك 0 فقال 0 ثم قلت : أن لا أؤذيها وأن لا أوذي مسلماً ما حييت 0 فقال 0 ثم قلت : وأنا عند العهد والوعد 0 فقال 0 ثم فُتح ما بين الأصبع الكبير في قدمها ومما يلية إلى درجة الزاوية القائمة 0 ثم نهضت الطفلة ( فرح ) تلعب ، وفي اليوم الثاني جاءت وهيَّ تشرب الببسي ، وتأكل ( الشبس ) 0 فلله الحمد والمنة والفضل 0 |
اولا اشكرك على الموضوع الاكثر من رائع
ثانيا لي عودة لي التعليق لان مواضيع كهته لايجب المرور عليها مرور الكرام كل الشكر ابو الخلود على المواضيع الهادفة تحياتي |
اقتباس:
اهلا وسهلا فيك اختي ميشا نورتي صفحتي واسعدني تواجدك |
قصة فتاتنا الخليجية ؟!!! وأختم هذا الكتاب بقصة أقدمها للاخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي آملا أن تحضى بالدراسة والبحث للوقوف على حقيقة الأمراض الروحية وأثرها وتأثيراتها سائلاً المولى عز وجل أن يرزقنا الإخلاص في العمل والعمل الصالح وحسن الخاتمة 0 والقصة لفتاة خليجية في الثامنة عشر من عمرها ابتليت بمرض روحي وكانت تسكن في منزل الأسرة المكون من الأم والاخوة وزوجة الأخ مع أطفالهم ، وقد أشرفت زوجة الأخ - والتي تحضر الآن رسالة الدكتوراة في ( الفقه الإسلامي ) - محتسبة الأجر عند الله سبحانه وتعالى على علاج الفتاة ، وكتبت القصة التي تعبر عن وصف كامل ودقيق للمعاناة التي عاشتها ، وبودي أن توضع القصة تحت منظار البحث والدراسة العلمية من قبل الإخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي كي يعلموا حقيقة المرض الذي أصاب الفتاة ، ولنخرج بخلاصة تخدم الطب من جهة ويكون في نتيجتها فائدة ومصلحة للإسلام والمسلمين ، تقول الأخت الفاضلة : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه الطييبين الطاهرين وبعد : … فهذه قصة فتاة ابتليت بمس من الجن ، وقد عايشت القصة لحظة بلحظة، ولو نُقِلت ليَّ أحداث تلك القصة لكنت أول المكذبين بها ، ليس ذلك لأني أنكر صرع الجن للإنس ، حاشى لله أن أعتنق أو أفكر بذلك ، بل لأن الاعتقاد السائد عندي أن صرع الجن للإنس لا يتجاوز تخبط الإنسان وتغييبه عن الوعي ، أو إيذائه في جسده بالأمراض والأسقام التي لم ولن يجد لها الطب في القديم والحديث تفسيراً أو علاجاً في كثير من الأحيان ، أما التشكل والظهور والتحدث مع المصاب وتحريك الأشياء وغير ذلك من الأحداث التي رأيتها وعاينتها بنفسي لم أكن لأصدقها لو أنها نقلت ليَّ من الغير ، أو ربما لأحلتها إلى أسباب نفسية بحتة ، ولكن أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن أرى بعيني وأسمع بأذني ، وهذا ما زرع الإيمان في قلبي ، والتصديق في عقلي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله أولاً وأخيراً 0 كانت الفتاة في مقتبل العمر وتبلغ ثلاث سنوات ، وهيّ طفلة جميلة لطيفة وكان ترتيبها العاشرة بين اخوتها ، وأبوها شيخ كبير قد بلغ من الكبر عتياً ، أما الأم فقد تعبت من كثرة الأولاد وقد استعانت بالاخوة في تربية الفتاة التي لم يكن أحد يختص ويهتم بشؤونها 0 وذات يوم من أيام العيد ألبسوا الفتاة الصغيرة أحسن ثيابها وزينوها كي يذهبوا في زيارة إلى مدينة تبعد ساعة إلا ربع عن مدينتهم الأصلية ، وفي زحام فرحة العيد وكثرة الأولاد ركبوا السيارة وتركوها في البيت العربي القديم الذي كانوا يسكنونه 0 خافت الفتاة وبكت بكاءً شديدا ً وبقيت على هذه الحالة مدة من الزمن ، فقدر الله سبحانه وتعالى أن يدخل أخاها الأكبر إلى المنزل ويراها في حالة سيئة للغاية ، وأدرك الموقف فضمها إلى صدره الحاني ولحق بالركب وأدركهم في الطريق 0 ومنذ ذلك الوقت أصبح ينتابها حالة بكاء وتشنج ، بحيث تفتح فمها ويسودّ لونها دون أن تُصدِرَ أيَّ صوت يذكر ، وتبقى على هذه الحالة إلى أن يُرش عليها الماء البارد فتعود إلى وعيها وإدراكها 0 وحين بلغت سن الرابعة توفي أبوها ، وبقيت تأتيها الحالة السابقة إلى أن دخلت المدرسة في سن السادسة من عمرها ، وأصبحت الإصابة تراودها من فينة لأخرى إلى أن انقطعت في المرحلة المتوسطة 0 وكانت الفتاة في هذه المرحلة محل إعجاب وتقدير من قبل أهلها ومدرساتها وزميلاتها وكل من تعامل معها ومن كان حولها ، وكانت ذات خلق وأدب وحياء ، ولكنها كانت تميل إلى العزلة والانطواء على نفسها ، مع أنها كانت متفوقة في دراستها وتكره سفاسف الأمور ومنكرات الأخلاق والآداب ، وقد كان يَرى الجميع فيها كل ما يتمنى أن يراه في فتاة في مثل عمرها 0 وفي ذات يوم من شهر يونيو آخر يوم من أيام امتحانات المرحلة المتوسطة حيث كان الجو شديد الحرارة ، خرجت الفتاة من الامتحان مفعمة بالسعادة والفرح تنتظر الأهل ، وطال الانتظار ، ذهب الجميع ولم يبقى مع المشرفة إلا القليل من الطالبات ، فأصيبت بحزن شديد لم يلبث أن تحول مع الانتظار إلى غضب عارم أصيبت على أثره بحالة إغماء ونقلت إلى داخل المدرسة ظناً أنها قد أصيبت بضربة شمس 0 ومنذ ذلك اليوم أصبحت تنتابها حالات بكاء شديد مع صرع خفيف قد يسبق الحالة أو يعقبها ، وكان هذا البكاء غريباً نوعاً ما ، حيث أنها كانت تفتح فمها ، وتجحظ عيناها ، ويصدر منها صوت على نغمة واحدة طويلة متصلة آ آ آ آ آ آ ، ويستمر الأمر على هذا الحال مدة من الزمن ، وكان أكثر ما تصاب الفتاة به في هذه الحالة في مواقف الضيق والحزن والغضب ، وكنا في كثير من الأحيان أثناء إصابتها بالنوبة ننقلها إلى المستشفى ، فيخبرنا الأطباء بأن هذه الحالة تعرف من الناحية الطبية بما يسمى ( هايبر فينتليشن ) ( HYPR VENTALATION ) ، وأخبرونا كذلك بأن هذه الحالة تصيب الفتيات في مقتبل أعمارهن ولا داعي للخوف من ذلك ، ويكتفي الأطباء أثناء تلك النوبة بإعطائها إبر من نوع معين إضافة إلى استخدام المغذي ( الجلكوز )0 واستمر الحال على ذلك مع الفتاة طوال الأعوام الثلاث الأولى في المرحلة الثانوية ، ولوحظ خلال تلك الفترة أنها تكون متفوقة في النصف الأول من العام بحيث تحوز على درجات عالية تفوق نسبة 90 %، وفي نهاية العام يكون معدلها العام ما نسبته 70 % ، بمعنى أنها لم تحصل إلا على نسبة تقدر بـ 50 % ، وكان هذا الأمر بحد ذاته ملفت للنظر ، خاصة من قبل الأهل ، ولكن كما قلت لكم الأب قد توفاه الله سبحانه وتعالى ، والأم متعبة وتعاني ما تعاني من كثرة الأولاد والمشاغل والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقها ، إضافة أنه لم يكن أحد يهتم أو يختص بشؤون الفتاة الخاصة أو العامة ، إضافة إلى أن الجميع وكافة من حولها كانوا يفسرون تلك الحالة بالقلق والتوتر اللذين يصيبانها في نهاية العام ، وكذلك ما قدمه الأطباء من تفسير للحالة والتي يطلق عليها من الناحية الطبية ( الهيبر فنتليشن ) ( HYPR VENTALATION ) ، التي كانت تلازمها يومياً طوال فترة الاختبارات 0 وقد كان يتقدم لخطبة الفتاة بعض الأقارب وغيرهم ، وكانت ذات جمال وخلق وأدب جم ، إضافة إلى أنها كانت تتمتع بصفات خيرة بحدود لا يمكن أن توصف ، وكانت تنتسب إلى عائلة عريقة وهي تنحدر من أسرة فاضلة ، وكانت الأم تفضل التريث في زواج الفتاة لحين متابعة دراستها الثانوية 0 ولعل بلوغ الفتاة لهذا السن وتقدم العديد لخطبتها هو السبب الرئيسي في تفجير المشكلة ، وإظهار الكامن ، وما أن بلغت الفتاة في نهاية المرحلة الثانوية وذلك بتاريخ 15 / 9 / 2000م ، حتى بدأت الأحداث المتتابعة والمتلاحقة لقصتنا الغريبة ، وتتكشف الحقائق الكامنة لما يقارب أربعة عشر عاماً ، أي منذ أن كان عمرها يقارب ثلاثة أعوام ، حتى بلغت سن السابعة عشر 0 ومنذ تلك المرحلة أصاب الفتاة كره شديد ومفاجئ للمدرسة والمدرسات ، وغلب عليها البكاء والصراخ والارتعاش ، وأصابتها حالة هستيرية ، بحيث أنها ترغب في متابعة دراستها ولكنها لا تستطيع ذلك 0 فكرت ملياً في تطور حالة الفتاة وأصبحت أربط الأمور بعضها ببعض وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن الأمر لا يمكن أن يَتبَعَ الأمور الطبية سواء العضوية منها أو النفسية ، وقد أوعزت الأمر بعد تحليل وبحث وربط الأحداث بعضها ببعض لما يسمى بالأمراض الروحية خاصة أنني أملك كماً من العلم الشرعي وليَّ نظرة عامة في كافة الأمور والأحداث التي تتابعت من حولي وبخاصة أن الفتاة تسكن معنا في نفس المنزل كما أشرت آنفاً ، ومن هنا توصلت إلى نتيجة مفادها أن أبدأ برقية الفتاة بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وكان ذلك الأمر فاستفتحت قراءتي بسورة البقرة ، فازداد صراخها ، وانتفخت أوداجها ، واسود وجهها ، وحاولَت أثناء ذلك أن تُغلق أذنيها ، وقد منعتها من ذلك الأمر ، إلا أنها تحولت لتقطيع شعرها وتخميش وجهها ، وقد دخلت معها في صراع شديد مرير كانت تحاول من خلاله إيذائي بشتى الوسائل والطرق ، ولكنني استعنت بالله سبحانه وتعالى وصبرت واحتسبت واستمرت قراءتي لسورة البقرة حتى انهارت بين يديّ ، لتصحو بعد ذلك مستغربة للحالة التي هيَّ عليها ولا تذكر أي شيء مما حدث خلال ذلك الموقف 0 وتيقنت عند ذلك بأن الأمر خارج عن نطاق الطب العضوي والنفسي واستعنت بالله سبحانه وتعالى ، وأصبحت أرقيها وأكرر الرقية الشرعية عليها ، وكان حالها يزداد سوءاً ، فَتَرَكت الطعام والشراب ، ولم يعد بمقدورها النوم الهنيء الذي كانت تنعم به سابقاً ، إضافة إلى أنها كرهت الجميع بمن فيهم أمها واخوتها 0 وعلمت آنذاك أن الأمر يحتاج إلى رجل صاحب مراس وخبرة في هذا العلم ، حيث أنني لا أملك إلا القليل بخصوص هذا الأمر آنذاك والأمر يحتاج إلى وجود إنسان متخصص في الرقية يستطيع أن يوجهنا الوجهة الشرعية الصحيحة في العلاج والاستشفاء 0 وتوجهنا إلى أحد المعالجين بالرقية الشرعية ، ولم يكن الأمر بالسهولة التي نريدها ، حيث واجهتنا صعوبة بالغة سواء في الذهاب أو العودة ، وقد تم الأمر بصراخ وصراع ومقاومة شديدة 0 قرأ عليها هذا الأخ الكريم وحدد لنا برنامجاً أسبوعياً كي نسير عليه ، وفعلنا ذلك ولكن دون أي فائدة أو تحسن يذكر ، وخلال هذه الفترة تابعنا العلاج الطبي ولم نتركه حيث كنا نذهب بها إلى المستشفى للعلاج بمعدل مرة أو مرتين يومياً ، ولم يتغير في الأمر شيء ، وكان تشخيص الأطباء(حالة نفسية) أو (هايبر فنتليشن)(HYPR VENTALATION)، وكان العلاج المعهود إبر مهدئة بالإضافة إلى استخدام المغذي( الجلكوز ) ، وبعض الأطباء ممن عاين الحالة نصحنا بالذهاب إلى من يعالج بالرقية الشرعية حيث أفادوا بأن الحالة لا تعاني من أية أمراض عضوية أو نفسية ، ومع ذلك فلا ننكر مطلقاً أن الفتاة قد استفادت فائدة عظيمة جداً من مراجعة المستشفى بسبب إعطائها المغذي ( الجلكوز ) حيث أنها امتنعت مطلقاً عن الطعام والشراب كما أشرت آنفاً |
تابع
بعد ذلك اتصلنا بأحد الاخوة المعالجين بالقرآن وكانت تربطنا به علاقة صداقة قوية وقديمة ، وأردنا منه معاينة الحالة كي نقف على حقيقة المرض الذي تشكو منه ، فنحن إلى هذه اللحظة لا زلنا في دوامة لا نعرف أولها من آخرها ، وكان ذلك الأمر فحضر الأخ مشكوراً ومكث معها أربع ساعات متواصلة بوجودنا جميعاً ، وكانت خلال هذه المدة غائبة عن الوعي تماماً ، وكان يصدر منها صراخ شديد وتوسل ، وقد ضربها الشيخ ضرباً شديداً ، وعندما عادت لوعيها لم تشعر بكل ما دار حولها ولم تشعر بالضرب مطلقاً 0 وبدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم ، وبدأت الفتاة تشعر بأعراض جديدة ، حيث بدأت تشعر بآلام في منطقة الأرحام وتقلصات غير طبيعية ورافق ذلك خروج دم من نفس المنطقة ، وقد وَقَفتُ على ذلك الأمر بنفسي وشعرت بتلك التقلصات ولكني أوعزت الأمر إلى انقباضات عضلية عصبية ، وكل ذلك أدى إلى أصابتها بأزمة نفسية ، وحاولت أن أهدئ من روعها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى 0 وقمنا بتوجيه من الأخ المعالج باستخدام زيت الزيتون المقروء عليه ، ودهن جميع أنحاء جسم الفتاة وبخاصة منطقة الأرحام ، ويتحول الأمر من التقلصات إلى آلام شديدة جداً تكاد لا توصف ، بل أصبح الوضع وكأنها تعاني من أمر يشبه طعن السكاكين ، وازداد ألم الفتاة وأصبح ليلها في أوله وفي آخره ألم وعذاب ، وكانت تصرخ وتتألم ويأتيها ما يأتيها من تعب وإرهاق مما لا يعلم بحالها إلا الله ، ونحن برفقتها حتى يطلع الفجر 0 خلال هذه الفترة نقلت الفتاة من مدرستها إلى مدرسة أخرى ، وحاولت المسكينة أن تنتظم في الدراسة ولكن دون جدوى ، حيث كان الصرع يطرحها من فينة لأخرى ، وبالرغم من أن المدرسة جديدة عليها ، وكذلك قلة الساعات التي كانت تحضر بها إلى المدرسة ، وأحياناً قد لا تحضر مطلقاً ، بالرغم من كل ذلك فقد حازت على إعجاب مدرساتها وزميلاتها ، وكانت تحصل في الامتحانات القليلة التي تقدمت إليها على أعلى الدرجات بل قد يصل الأمر في أغلب الأحيان أن تحصل على الدرجات النهائية 0 استمر الأخ المعالج جزاه الله خيراً في متابعة الرقية الشرعية ، وكان يمكث بطرفنا الساعات الطوال ، وتتكرر الأحداث : ألم وصراخ وتوسل وبكاء والشعور بالاختناق ومن ثم الصرع ، وكان الأخ المعالج يلجأ إلى ضربها ضرباً شديداً في فترات وأوقات معينة تتخلل الرقية الشرعية 0 كانت الفتاة في هذه الفترة ترى شبحين : الأول صغير أحمر اللون تمزق وتلاشى بفضل الله سبحانه وتعالى ، أما الثاني أسود كبير الحجم كانت تراه يخنق نفسه بيديه ، ومع مرور الأيام أصبح يكلمها بحدة وعصبية وأخذ يهدد ويتوعد 0 وللإنصاف والعدل ولاتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية في علاج الفتاة ذهبنا بها إلى إحدى المستشفيات الخاصة بحثاً عن أسباب المعاناة والألم التي عادة ما تصيبها في منطقة الأرحام وكذلك خروج الدم من نفس المنطقة ، وقد كان الاعتقاد أن الأمر يتعلق بأسباب عضوية ، فعاينتها طبيبة متخصصة وقامت بإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة ، وكانت نتيجة الفحص أن الفتاة سليمة تماماً ولا تشتكي من أية أمراض عضوية ، وقد شَرَحتُ لها الموقف من أوله إلى آخره ، فقالت ليَّ بالحرف الواحد : لعل هذا الأمر من تعبث الجن ! 0 بدأت الأحداث تتلاحق بالنسبة للفتاة ، وبدأ يظهر على أجزاء متفرقة من جسدها طفح جلدي يشبه الحروق خاصة في منطقة الصدر والبطن والركبتين ، وقمنا باستخدام كثير من المستحضرات الطبية التي وصفها لنا الأطباء ولكن دون أية فائدة تذكر ، ولم تنفع كافة المستحضرات في إزالة هذا الأثر من على جسدها ، ومن هنا اكتفينا باستخدام الزيت المقروء عليه 0 وتتابع الأحداث عليها في المدرسة أيضاً حيث أصبحت وفي أثناء سيرها تسمع همساً وكأن أحداً يكلمها ، أو أنها تشعر بمن يمسكها من الخلف فتلتفت فلا ترى أحداً ، والغريب في الأمر أنها في بعض الأحيان كانت تذهب لتشرب الماء فتفتح الصنبور فكان يغلق في وجهها ، فتصاب بالخوف والرعب وتعود إلى فصلها مرة أخرى 0 وكانت تدرسها مادة التربية الدينية أخت فاضلة من حفظة كتاب الله وأثناء قراءة المدرسة لبعض السور والآيات خاصة التي ورد فيها ذكر الشياطين تصرع الفتاة على الفور 0 وتتطور الأحداث بصورة متلاحقة فأصبحت الفتاة ترى في اليقظة رجلاً كأنه من أصحاب القبور يحدق بها ، وأحياناً أخرى تراه بشكل مسخ لم تستطع من بشاعته أن تقوم بإعطاء وصف دقيق له ، فإذا دخلنا عليها اختفى كل ذلك من أمام عينيها 0 وبدأ يتأثر المحيطون بالفتاة بتلك الأحداث ، ومن ذلك أنني استيقظت في ليلة من ذات الليالي وإذا يدايّ مشلولتان أو أشعر فيهما بخدران شديد ، وذهبت من فوري لمراجعة المستشفى ، الذي أكد لي على سلامتي من الناحية العضوية وأني لا أعاني من أية أعراض طبية ، ابني الكبير ذو التسعة أعوام أصبح يسير وهو نائم على غير العادة ثم يرمي بنفسه على عمته ( الفتاة المصابة ) لتفزع مرعوبة وتصرخ صرخة عظيمة ، وكذلك الحال مع ابنتي ذات العشرة أشهر آنذاك ، كانت تستيقظ مرعوبة وتحدق في شيء نحن لا نراه ، ثم تخفي وجهها في ثنايا صدري من ذلك الشيء الذي تراه ، وتستغرق في بكاء شديد ، وأصبح الجميع يشعر بأن شيئاً ما يحاول التعدي على حياتنا الخاصة 0 وأصبح الشعور السائد بأن هناك محاولات مستميتة لإجبار المحيطين بالفتاة التخلي عنها ، وكان امتحاناً صعباً ، فالأم والاخوة أصابهم خوف شديد وآثروا الابتعاد ، ولم يبقى إلا أنا زوجة الأخ ، وتيقنت بأنني لو تخليت عنها في مثل هذه الظروف الصعبة لضاعت الفتاة إلا أن يشاء الله ، فعزمت أمري وعقدت العهد مع ربي أن لا أتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف ، فنقلتها إلى غرفتي لتنام معي كي أكون قريبة منها فأواسي ضعفها وأجبر كسرها وأحفظها بعد الله سبحانه وتعالى من أي مكروه قد يصيبها من ذلك الخبيث اللعين ، وكنت أسأل الله سبحانه وتعالى التثبيت والإخلاص في ذلك ، وكنت على يقين بأنني أقف أمام عدو ليس من عالمنا ويحتاج لسلاح قوي شديد للنيل منه والقضاء عليه ، وكان أنيسي في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم |
وقد ساعدنا في هذا الأمر ذلك الأخ المعالج الذي كان يقرأ على الفتاة ، وكان رفيقاً بنا وبحالنا ، ويقدر جهلنا في كثير من الأمور التي واجهتنا ، فكان يصارحنا تدريجياً بالأمور والأحداث ، وكان دائماً يوجهنا لما ينفعنا في الدنيا والآخرة 0
وسوف أقدم للقراء الأعزاء وصفاً مختصراً لبعض الجلسات التي كان يحضرها الشيخ مع الفتاة ، حيث كان يبدأ جلسته بموعظة وتذكير بالله ، وحث على الصبر ، وكانت موعظة معبرة ومؤثرة ، إلا أن الفتاة لم تستفد منها أي شيء يذكر ، حيث أن الخبيث كان يوحي إليها حقيقة بشم رائحة كريهة لا تطاق من هذا الأخ الكريم، لدرجة أنها تشعر أحياناً بالتقيأ، أما صوته بالنسبة لها فكان عالياً جداً ومزعجاً لدرجة أنها لا تستطيع أن تميز كلماته ، وكذلك تراه بشكل مفزع ، عيون جاحظة وأسنان طويلة حادة وغير ذلك من الأوصاف القبيحة 0 وقد كانت تسألنا بعد الجلسة عن حقيقة ما رأت ، فأبين لها أن ذلك غير صحيح على الاطلاق ، وقد كانت تصرع أثناء الرقية وتشعر باختناق وغير ذلك من الأحداث المعتادة في مثل تلك الحالات ، وفي بعض الأحيان ترى هذا المتمرد يقف خلف المعالج ليضحك منها ويستهزء بها ، وأحياناً أخرى تراه متشكلاً بالمعالج ليقف على بطنها أو يركلها ، أو يقوم بفعل أمور مستقبحة ، فكانت تستنجد بأخيها وبي وتلعن المعالج ظناً منها أنه هو الذي يفعل ذلك ، وقد احتجنا إلى وقت طويل ومجهود كبير حتى تصدق أنه هو الذي يفعل كل تلك الأمور 0 وبعد أن اتخذت قراري في الوقوف مع الفتاة ومساعدتها بكل ما أملك من قوة وبأس بدأت التهديدات توجه إليّ من كل حدب وصوب ، فأمي تسكن في مدينة أخرى غير التي أسكنها ، أصبحت ترى الشياطين تهاجمها في المنام ، ولم تكن لتتخلص منها إلا بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى وقراءة آية الكرسي ، وأثناء تلك الفترة كان يستيقظ من حولها على صراخها ، وبفضل الله سبحانه وتعالى توقف ذلك الأمر عليها ولم يتكرر ثانيةً 0 صديقتي التي تعتبر من أعز صديقاتي وأقربهن إلى نفسي ولا تعلم بهذا الموضوع شيء لا من قريب ولا من بعيد ، رأت في منامها مجموعة من الجن والشياطين قد احتوشتها وتطلب منها إنذاري بالابتعاد عن تلك الفتاة وإلا كنت أنا المقصودة بالإيذاء ، وطلبوا منها إبلاغي بتلك الرسالة وإعلامي بأن لهذا الخبيث أعوان من الجن والشياطين 0 جاءتني المسكينة وقد ارتعدت فرائضها ، وأخبرتني بالحالة التي رأتها ، فأخبرتها بالقصة كاملة ، وبينت لها بأني قد قطعت عهداً على نفسي مع خالقي سبحانه وتعالى على أن لا أتخلى عن هذه الفتاة المسكينة تحت أي ظرف من الظروف ، وبينت لها بأنه إن كان لهذا الخبيث المتمرد أعوان فإن معيني هو الله سبحانه وتعالى ، وكفى به معيناً ، وجددت أمامها العهد والموثق مع الله سبحانه وتعالى لأغلق الباب على نفسي أولاً وعلى هذا اللعين من الجانب الآخر 0 بعد ذلك توالت الأحداث وتتابعت الأمور وأصيبت الفتاة بكافة أنواع الإيذاء ، وتذكرت عندئذ ما قرأته في الكتاب الموسوم ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى – تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر ) للأخ الفاضل أبو البراء ، حيث ذكر جملة من أنواع الإيذاء التي يتعرض لها الإنس من قبل الجن والشياطين وكنت أقف حائرة بيني وبين نفسي وأتساءل في صمت خافت : أيعقل أن يحصل مثل ذلك الإيذاء من قبل هذه الفئة الباغية ؟ وهل يستطيع أن يصلوا إلى مثل ذلك حقاً وصدقاً ؟ وأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن أرى ذلك بنفسي ليكون عبرة وعظة لي ولكل من ينكر هذه المسألة العقدية 0 ويستمر الأمر في تزايد مطرد ، وتصاب الفتاة بصداع شديد للغاية ، مع الشعور بحركة غريبة في الرأس ، وقد شعر الجميع من حولها بتلك الحركة ، بل قد لمست بنفسي ذلك الأمر ، وشعرت وكأنها حركة طفل جنين في بطن أمه ، وتصاب الفتاة بعد ذلك بالعمى خاصة إذا أرادت أن تحفظ شيئاً من القرآن الكريم ، أو أثناء مذاكرة الدروس الخاصة بها ، وإذا أرادت القراءة تشعر بأن الصفحات التي أمامها خالية تماماً وكأنها صفحة بيضاء 0 ويتطور الأمر كي تصاب بالصمم خاصة إذا كلمها الأخ المعالج ، وكذلك يصاب فمها بالتشنج ولا تستطيع مطلقاً أن تتكلم أو تحاول رقية نفسها بالرقية الشرعية ، وأحياناً أخرى تراها تضع أصابعها في عينيها وبقوة شديدة ، وكنا نتدخل كي لا يحصل ما لا يحمد عقباه ، وكان الاعتقاد السائد عندي أن كل ذلك يحصل بتأثير خارج عن إرادتها وأن القصد والهدف والغاية من ذلك إيذاؤها بشتى الطرق والوسائل 0 وقد تعرضت الفتاة لاعتداءات قذرة ، وقد يتبادر لذهن البعض أن مثل تلك المواقف ربما تكون أمور نفسية ، ولكني عايشت الأمر عن قرب وأجزم بأن الأمر ليس كذلك ، ولقد كانت بعض الاعتداءات تحصل أمام أعيننا ، وكنا نوقضها بالرقية أحياناً ، وبالضرب أحياناً أخرى ، وقد حدث معها في المرة الأولى والكل نيام حيث شعرت بأن شخص يوقظها ، وعندما فتحت عينيها أغلقتهما مرة أخرى ، كي تجد شخصان يد الأول عند رأسها ، أما الثاني فأغلق فمها وقال لها : كنت أنوي الزواج منك ، أما الآن فسأنال ما أريد دون ذلك ، وحاول الاعتداء عليها ، ومنذ ذلك الوقت أقوم أنا وزوجي - أخوها - بالسهر عليها وحراستها من ذلك الأفاك اللعين ، وكنا نشعر في كثير من الأحيان بقرب الاعتداء ، حيث تهب في الغرفة نسمات باردة معطرة ، وأشعر في ذلك الوقت بأن أحداً معنا في الغرفة ، وأجد التعابير واضحة جلية على وجه الفتاة ، وقد كنت أتتبع المواضع بالزيت المقروء عليه ، وإذا تطور الأمر أحياناً ألجأ للرقية الشرعية ومن ثم للضرب الشديد ، ولم تكن تشعر بذلك مطلقاً ، وأحياناً قد تكون نائمة على الكنب فيعتدي عليها ويسحبها من قدميها حتى تسقط على رأسها ويرتطم بالأرض ، وهي تقاوم وتصيح وتدفع عن نفسها ، أما طريقة السحب التي رأيتها أنا والمعالج والمدرسة فكانت توحي تماماً بأنها تحدث بفعل فاعل ، مع أننا لم نرى ذلك في الواقع العملي ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحده استطعنا منع أغلب حالات الاعتداء ، ولقد كانت تحكي لي بعد إلحاح شديد تفاصيل ما حصل لها ، وكنت أعجب من الذي تذكره لي ، وأنا أعلم يقيناً من التي تقف أمامي فقد ذكرت لكم بأنها إنسانة ذات أدب وخلق ، فضلاً عن أنها فتاة صغيرة عفة السمع والبصر ، بحيث أنها لم تشاهد التلفاز ولم تهتم به قط ، وكذلك لم تكن لتهتم بالمجلات الساقطة ونحو ذلك من سفاسف الأمور ، وكنا نعرف يقيناً من هنّ صويحباتها ، ومع الاستمرار بالرقية الشرعية كنت أجلس معها جلسات قد تستغرق في بعض الأحيان الساعات الطوال لامتصاص آثار تلك المواقف المدمرة التي كانت تتعرض لها 0 وتتوالى الأحداث وتتعرض الفتاة لعمليات خنق من قبل هذا اللعين ، وكنت أراها وهي تحاول فك يديه من على رقبتها ولكن دون جدوى ، حيث كنت أرى يديها تطيران في الهواء ، وكانت عملية الخنق تصل إلى ذروتها في بعض الأحيان بحيث أن الفتاة كادت أن تموت بين أيدينا ولكن الله سبحانه وتعالى سلّم فله الحمد والمنة والفضل على ما أنعم به على عباده المؤمنين ، وكنا في مثل تلك المواقف نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وللرقية الشرعية ، وفي بعض الأحيان نلجأ للتوجيهات التي ذكرها الأخ أبو البراء في موسوعته ، أما في حالة وجود الأخ المعالج فكان يتصرف هو من تلقاء نفسه حسب خبرته ومعرفته ، حيث أن أغلب حالات الخنق التي كانت تعتري الفتاة تكون بوجوده وبين يديه 0 بعد ذلك اصطحبنا الفتاة إلى إحدى المستشفيات الخاصة – قسم الطب النفسي - وقد جلس مع الفتاة طبيب ومساعد له ، وقد سألا إن كنا قد عرضناها على بعض الاخوة المعالجين بالرقية الشرعية ، وأخبرونا بأن هؤلاء الاخوة المتخصصون يستطيعون الوقوف على حالة الفتاة فيما إذا كانت تعاني من صرع الأرواح الخبيثة أو أنها مصابة بحالة نفسية ، وقد أدهشني ذلك الأمر حيث أنهم لم ينكروا مطلقاً الإصابة بالمس الشيطاني ، مع أن بعض الأطباء عادة لا يقرون بمثل تلك الأمور ، وقد أثلج صدري مثل ذلك الأمر وعلمت يقيناً أن مثل هذا الالتقاء بين الطب والرقية سوف يصب حتماً في مصلحة المريض فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع 0 بعد تلك الأحداث المتلاحقة فقدت الفتاة شهيتها للأكل تماماً ، وأصبحت تأكل وتشرب رغماً عنها وبضغط منّا ، مما اضطرنا إلى أخذها مرة أخرى لذلك الأخ الذي يعالج بالرقية الشرعية ، فصعقها بالكهرباء ، وكان هذا الأخ الكريم يصرخ في وجه هذا اللعين ويقول له : أخرج من هذه الفتاة ، فسمعنا الخبيث يصرخ ويقول : سوف أخرج ، سوف أخرج، وأدعى أنه قد خرج ، وأعطانا هذا الأخ الكريم في ذلك الوقت جدولاً زمنياً للعلاج كي نسير عليه 0 عدنا في مساء ذلك اليوم للمنزل ، وصرعت الفتاة في نفس الليلة ، وقد رأته وهو مضرج بالدماء ينظر لها بحزن وغضب ، ثم أن الخبيث غير أسلوب تعامله معها من التعذيب والترهيب إلى الاستعطاف والترغيب ، إذ أصبح يتصور لها بصورة شاب وسيم جميل للغاية ، ويتوسل إليها أن تبادله الحب ، وأخبرها بأنه قد ضحى بالكثير من أجلها ، وأنه لن يتخلى عنها مهما كان الثمن لذلك 0 وصارحتني بتلك الحقيقة وأخبرتني بكل شيء ، فبينت لها أن لا تنخدع بقوله ، وكشفت لها الأساليب الخبيثة الماكرة التي يلجأ إليها الشياطين في سبيل تحقيق مآربهم الخاصة ، وبينت لها أنه شيطان خبيث ذميم الخلقة كما جاء ذلك في محكم التنزيل ، وكانت بين الفينة والأخرى تناقشني وتجادلني في ضرورة التفريق بين الجن والشياطين ، وكنت أشعر أن ذلك الأمر ملقى في روعها وليست هيّ التي تتحدث بذلك وتؤمن به 0 |
ومن خلال نقاشي لها وتذكيرها بالله فطنت لنفسها من تلك الأوهام التي كان يلقيها ذلك الخبيث في روعها وَفَوَضت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى وعملت بنصيحتي لها ، فأقسم الخبيث أن يُنغِصَ عليها حياتها ، وأن يحرمها من دراستها ، بل أنه قد هددها بالقتل 0
ومن هنا ومنذ ذلك الوقت بالذات بدأت أصعب مرحلة في مراحل هذه القصة العجيبة ، إذ بدأ الخبيث ينفذ تهديداته ، فكان يظهر لها في المدرسة تراه ولا يراه الطالبات أو المدرسات ويهددها بتعريتها من ملابسها أمام الجميع ، وقد لجأت مرات عدة إلى مدرسة التربية الدينية لرقيتها ، فما كان من الخبيث إلا أن صرعها ومزق ثيابها بيديها ، وحاول الاعتداء عليها فما كان من تلك المدرسة الفاضلة إلا أن ألقت بنفسها عليها وهي ترقيها بالرقية الشرعية ، ونتيجة لمثل ذلك التصرف أصبحت تلك المدرسة المسكينة تهاجم بالكوابيس في كل ليلة ، وابتليت بمرض أصابها في يديها ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى كشف كربتها وفرج عنها 0 ودخلت الفتاة في مرحلة جديدة نتيجة للظروف القاسية التي واكبتها خلال الفترة المنصرمة ، وأرادت أن تدخل في تحدي مع هذا الخبيث ، وأصرت على أن تتقدم للامتحان وكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً ، وكان التعاون ملحوظاً من قبل المدرسة ممثلة بالمديرة ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، حيث خصصت لها إدارة المدرسة غرفة الوكيلة لتقديم الامتحان ، وكان في الغرفة إضافة للفتاة أنا ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، وعند بدء الامتحان بدأت عيني الفتاة في وضع متقلب وهذا ما يسمى بـ ( الرأرأة ) ، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت عينيها بياض بالكامل ، ومن فوري قمت برقيتها بالرقية الشرعية وسرعان ما أصيبت بصداع شديد ثم صرعت ، فلما أفاقت أصرت على إكمال الامتحان ، وبدأت تكتب الإجابات المقررة وعلى الفور أصيبت يدها بالشلل ، بعد ذلك طلبت منها أن تمليني الإجابات بعد أخذ الإذن من الوكيلة ، ويفاجأ الجميع بأن الفتاة بدأت تضرب بطنها بشدة وقوة حتى صرعت ، أفاقت مرة أخرى وكلها إصرار وتحدي أن تتابع الامتحان المقرر ، فزعت الوكيلة والمساعدة فزعاً شديداً من كل ما حصل وهربتا معاً من الغرفة ، وبقيت أنا ومدرسة التربية الدينية التي أبت أن تتركني وحدي مع الفتاة رُغم إصراري عليها بمغادرة الغرفة ، وما أن بدأت في إجابة الأسئلة حتى رأيتها تطير من كرسيها التي تجلس عليه وكأن أحداً ما قد جاء مسرعاً ودفعها بقوة حتى وصلت إلى باب الغرفة على بعد متر ونصف من المكان الذي كانت تجلس فيه ، وأذكر أن مدرسة التربية الدينية قالت لي في ذلك الوقت : ما الذي يحدث من حولنا ؟ ، وما الذي يحصل لهذه الفتاة المسكينة ؟ ما أظن هذا الخبيث إلا أنه مارد ، ولكنها تساءلت ببراءة وقد كنا في ذلك الوقت في شهر رمضان المبارك ، أليست الشياطين تصفد في رمضان ؟ فكان ردي آنذاك آمنا بالله ورسله ، ولعلنا لم نفهم المعنى الحقيقي للحديث ، وكل ما حصل في ذلك الموقف يؤكد لنا جميعاً أن هذا الخبيث لم يكن يعمل لوحده إنما كان يعاونه أحد ما ، وقد رأينا كيف أن الفتاة تهاجم من عدة اتجاهات وفي آن واحد ، بعد كل ما حصل أفاقت الفتاة وقد أصرت على إكمال الامتحان ، عند ذلك شعرت باختناق شديد وجحظت عينيها ، وأصبحت ترى ذلك الأخ المعالج واخوتها يتعرضون لحوادث مروعة ويتقطعون أمام عينيها وهم يستنجدون بها ، فما كان مني إلا أن اتصلت بهم واحداً واحداً على الهاتف النقال لأبين لها كذب هذا الخبيث المتمرد لأن المسكينة كانت وكأنها تعيش الموقف على حقيقته 0 وقد استمر الوضع على ما هو عليه : صرع واختناق ورؤية الحوادث المروعة وغير ذلك من أمور أخرى ، وكان يرافق كل ذلك صراخ شديد ، ولم تستطع الفتاة الإجابة إلا على الورقة الأولى من الامتحان ، واستمر الوضع على ذلك منذ تمام الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً ، مما اضطر مديرة المدرسة إلى استدعائي والاعتذار عن استمرار هذه المأساة خوفاً منها على المدرسات والطالبات وكان لا بد لها من وقف قيد الطالبة ، فتمت موافقتي فوراً على ذلك الإجراء خوفاً على الطالبة من جهة ، وتقديراً لمصلحتها ومصلحة الجميع من الجهة الأخرى ، وحيث أننا لا نستطيع أن نستمر على هذا الحال والمأساة طيلة أيام الاختبارات ، علماً بأن ورقة الامتحان التي أجابت عليها الطالبة قد اختفت تماماً ، كما اختفت بطاقتها المدنية التي كان لا بد منها للحصول على عذر طبي ، ولم يُجدِّ البحث آنذاك لا عن هذه ولا تلك ، فآثرنا الانسحاب من موضوع الدراسة مؤقتاً 0 وتستمر المأساة والصراع مع هذا المتمرد الذي لم يرقب في مسلم إلا ولا ذمة ولكن يبقى عزائنا الوحيد بثقتنا المطلقة بالله سبحانه وتعالى ، ويتحول الخبيث كي يستخدم معها أسلوب خطير آخر وهو دفعها أينما كانت ، فتارة يدفعها من الأمام فتطير إلى الخلف مسافة متر أو أكثر ، وتارة أخرى يدفعها من الخلف فتطير إلى الأمام ، وتارة يدفعها من أحد الجانبين ، وكل ذلك يحدث معها سواء كانت تسير داخل المنزل أو على السلم ، وبالعموم فقد كان هذا العتل يتحين الفرصة التي يكون فيها الإيذاء أشد ، هذا وقد اضطرنا الأمر في الشتاء الماضي إلى الاستغناء عن المدفأة بسبب المحاولات المتعددة من قبل هذا الطاغية لإلقاء تلك الفتاة المسكينة عليها ، أما إن كانت المدفأة كهربائية فكان يحاول إلصاق يدها بها ، وكذلك الأمر بالنسبة للأشياء الحارة فكان يتعمد دائماً وأبداً أن يسكب الأشياء الحارة عليها ليحرقها ، بحيث يرى جلساؤها وكأن أحداً ما يضربها مما يؤدي إلى مثل تلك الوضعية ، وقد أدى ذلك إلى منعها من قبلنا من حمل الأشياء الحارة ، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فكان يحاول إيذاءها بأي شيء حاد تمر عليه ، بحيث يضرب يدها بشدة فتسيل دماؤها ، وكان معظم التركيز على الجانب الأيسر لهذه الفتاة المسكينة ، بل قد منعت من دخول المطبخ خوفاً عليها من إيذاء ذلك الطاغية 0 ويستمر اللعين في طغيانه وجبروته ويتحول لاستخدام أسلوب شديد القسوة حيث بدأ ينهال عليها بالرفس والركل أثناء فترة النوم ، ليس ذلك فحسب إنما يتطور الأمر تدريجياً كي يصدم رأسها في الأرض تارة ، وفي الجدار تارة أخرى ، وفي الأثاث تارة ثالثة ، وقد جعلني مثل ذلك الوضع ألازمها ملازمة تامة ، آخذ بيدها وأتأبط ذراعها أثناء يقظتها وفي سيرها وفي صلاتها ، حتى كنت أرافقها في دخولها للحمام سواء كان ذلك للاغتسال أو لقضاء الحاجة ، وأحياناً وفي غفلة مني كان يتربص بها السوء فيحاول إيذاءها والنيل منها ، وكنت على يقين تام وثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى أن هذا الوضع الصعب لن يستمر طويلاً، وأن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر 0 وأذكر في سياق هذه القصة بعض أشكال الإيذاء التي كان يقوم بها هذا اللعين ، فذات يوم كنا نصلي معاً ، وقد كان يشد عليها ويعذبها في الصلاة فيضربها في ثنيات قدميها خلف الركبتين لتقع على الأرض ، وكان يحصل مثل ذلك الأمر خاصة أثناء القنوت والدعاء عليه ، وكم من مرة كان يضربها على رأسها من الأمام أو من الخلف أو من كلا الجانبين ويصرعها ، وذات يوم صرعها بنفس الطريقة السابقة ، فنقلتها إلى فراشها، وأردت أن أتابع الصلاة ، وأقسم بالله العظيم أني رأيتها تطير من فراشها مسافة مترين تقريباً كي تستقر في منتصف الغرفة وفي نفس الوضع التي كانت نائمة عليه ، وأذكر من شدة الصدمة في ذلك الموقف جلسنا نضحك سوياً وقد لعنته ولعنت أباه ، فنهيتها عن ذلك ، إذ ليس لأبيه ذنب في كل ما يحصل 0 ومن الحوادث الغريبة التي حصلت لنا سوياً حيث أدخلتها ذات يوم إلى الحمام وسرعان ما رأيت مطارة الشامبو تطير في وجهها وتضرب الحائط بشدة ، فاستعذنا جميعاً بالله عز وجل ، وكذلك من الأمور الغريبة التي حصلت معنا أن فيشة الهاتف كانت تطير في وجهنا إذا أردنا أن نكلم الأخ المعالج الذي يقرأ عليها 0 بل اتبع أسلوباً جديداً في حربه لتلك الفتاة المسكينة ، حيث بدأ يزرع الشكوك في نفسيتها ويوهمها بأن المعالج لا يقرأ عليها خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى إنما له مآرب أخرى ، وأخذ يلقي تلك المعاني في عقلها وقلبها ، كل ذلك أدى بها إلى كره المعالج والشك به ، واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نزيل كافة تلك الوساوس عنها ، وأن نعيد لها الثقة بالمعالج ، فلما رأى منها ذلك ، ولمس من الفتاة تقدير المعالج لحرصه وشهامته وتضحيته من أجل إخوانه في الله ، أصبح يحاربها على نقيض ذلك التوجه ، بحيث أصبح يتشكل بصورة هذا الأخ الكريم ويحاول الاعتداء عليها بكافة الأشكال والسبل ، علَّ الفتاة تستجيب له في وده وحبه لها ، أو أنها ترفض وتكره ذلك الأخ الفاضل ، بل وصل به الأمر إلى درجة أن يتشكل لها بهيأة المعالج وبنفس الملابس التي يلبسها ، وذات يوم ذكرت لنا بأنها رأت الخبيث يتشكل بشكل المعالج ويلبس ثوباً بنّيَ اللون ، وقد استنتجت أنا وزوجي بأن المعالج سوف يحضر إلينا ذلك اليوم بمثل هذا الثوب ، وبالفعل حصل مثل ذلك الأمر ، ونحن نعلم قطعاً أن القضية ليست معرفة بعلم الغيب بقدر ما هو معرفة أمر بمقدور الجن معرفته بطرقهم الخاصة ، ولكن المؤكد في الأمر أن هذه المسألة لا يمكن تفسيرها أبداً من الناحية النفسية ، أو وصف هذه الحالة بالمرض النفسي 0 ومن الأمور التي كنا نستغرب منها جميعاً أن الفتاة أوتيت قدرة عجيبة على السمع ، فقد كانت تسمع الحديث الذي يدور في غرفة أخرى علماً بأن المسافة بين الغرفتين تكون بعيدة نوعاً ما وقد تفصل بينها غرف وأبواب ونحو ذلك من أمور أخرى ، ولعل أكثر ما كانت تسمعه تلك الأحاديث التي تؤذيها في مشاعرها وتسبب لها انتكاسات نفسية كالحديث عن حالتها وعن الخبيث وقوته ، وكذلك ما نخطط له وندبره مع الأخ المعالج في الأساليب والوسائل المتبعة في العلاج 0 وكذلك كنا نلاحظ عليها أمر ملفت للنظر حيث كانت تمتاز بعين حارة للغاية ، ومن ذلك أنها أعطت وصفاً جميلاً لفم وأسنان ولدي البالغ من العمر تسع سنوات ، وحصل بعد ذلك أن وقع على وجهه وتكسر أحد أسنانه ، وحصل أن تأذى في ذلك اليوم ثلاث مرات ، ومرة أخرى وصفت عيناه بالجمال فتعرض لحادث دخل على أثره برادة حديد في عينه وتلقى العلاج اللازم لإزالتها ، وكذلك حصل أن أصيب بحروق في عينية نتيجة تعرضه للماء الساخن ، ومن الحوادث التي تؤكد على هذا الأمر ما تعرضت له أبنتي الكبرى من إيذاء ، حيث كانت متفوقة في دراستها ومذاكرتها ، فَذَكرت فيها تلك الصفة بإطراء وإعجاب فأصبحت تعاني من عدم القدرة على التركيز ولا تستطيع أن تقرأ أكثر من سطر واحد في الكتاب المقرر 0 وقد كانت الفتاة تشعر بضيق شديد وخوف مؤلم في القلب صباح كل يوم سوف يأتي المعالج لرقيتها بالرقية الشرعية ، بالرغم من أننا كنا نخفي عليها قدر الإمكان موعد مجيئه في الأيام الأُول ، لدرجة أنه مع تكرار هذا الأمر أصبحت تعرف الموعد المحدد بالضبط الذي سوف يأتي به 0 |
واستمر جدول الرقية والعلاج ، وشعرنا بتحسن ملحوظ ، حيث كانت في بادئ الأمر لا تستطيع الصلاة ولا الذكر ولا الدعاء إلا بصعوبة بالغة ، وكان التركيز في هذا الأمر من قبلي أنا ، حيث كنت أقرأ عليها ، وأغسلها بالماء ، وكذلك أقوم بدهن كامل جسمها بالزيت المقروء عليه ، وقد كان يتم كل ذلك بصعوبة بالغة ومقاومة شديدة ، وبعد فترة من العلاج والاستشفاء بالرقية الشرعية واتخاذ الأسباب الحسية المباحة تحسن حالها وأصبحت لديها القدرة على الصلاة والذكر والدعاء ، وكانت تُعيننا في المحافظة على بعض الأوراد والأذكار ، وأصبحت تغتسل بالماء المقروء عليه من تلقاء نفسها ، ثم تحسن الحال معها حيث أصبحت لديها القدرة على أن تقرأ في الماء ، وقد حاول الخبيث منعها من ذلك بأن يصرعها أو يخنقها أو يجعلها تتقيأ باستمرار ، ولكنها كانت صابرة محتسبة مستعينة بالله سبحانه وتعالى وطبعاً كانت الغلبة من نصيبها 0
وقد تمت كافة الأحداث المشار إليها آنفاً قبل شهر سبتمبر 2000 م الموافق جمادى الأول 1421 هـ دون أن يتكلم الخبيث مع أحد قط ، وفي نهاية شهر رمضان من العام نفسه نطق على لسانها لأول مرة ، وقد حدث ذلك الموقف أمامي بعد إلحاح مني وعرض المساعدة عليه ، وادعى أن اسمه عليّ وأنه يحبها حباً شديداً ، وذكر لي مدة الثلاث سنوات ، ولا أدري إن كان يقصد بذلك أنه دخل بها وعمرها آنذاك ثلاثة أعوام ، أو أنه يُذكِّرُ بصرعه إياها للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات ، وإن كانت الأحداث ترجح لي المعنى الأول ، ومما ذكره لي أنه يعشقها ولا يستطيع التخلي عنها وأنه لن يقبل مطلقاً أن تكون لغيره ، وأنه يختار الموت على فراقها ، وقد سألته عن الشيء الذي أدّعى أنه ضحى به لأجلها ، فبين لي أنه قد تخلي عن أمه وأباه وأهله جميعاً من أجلها ، فبدأت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وذكرته بالله وباليوم الآخر وأوضحت له أن فعله لهذا الأمر حرام ولا يجوز في حق الله ولا في حقه ولا في حق غيره ، فقال لي : أريد أن أتزوجها ، فبينت له استحالة ذلك الأمر وأنه من عالم وأنها من عالم آخر يختلفان في الخلقة والطباع والتصرفات ، ويستمر ذلك الخبيث ليطل عليّ بوجهه الخبيث وأباطيلة التي كانت تدور على محور كلامه السابق ، وأعترف أنني كنت في بادئ الأمر أدعوه وأحاول معه بالحسنى ، وعرضت له مساعدتي للتوبة النصوح أولاً ، وللخروج من هذه المسكينة ثانياً ، فما زاده ذلك إلا طغياناً وكفراً وتجبراً ، ، فلجأت معه إلى استخدام أسلوب آخر يعتمد على الاستفزاز والتعذيب النفسي كقولي له : بأننا سوف نزوجها ، أو أن أقول له : زواجها قريب بإذن الله تعالى ، أو هي تكرهك ولا تحبك وغير ذلك من الأمور التي كانت تجعله يصيح بأعلى صوته حتى يختنق كما كانت تراه هيّ ، وقد أخبرتني عدة مرات بعد أن تصحو مما هيّ فيه – نوبة الصرع - بأنه عند سماعه مثل هذا الكلام كان يزيد في إيذائها ولم تكن تعلم سبب صياحه واختناقه ، إلا أنني بعد قراءتي لموسوعة الأخ أبو البراء علمت خطأ ذلك التصرف وأنه لا بد من الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده دون اللجوء إلى أساليب الاستهزاء والاستفزاز ، واكتفيت بالرقية الشرعية علماً بأن هذا الخبيث لم يتكلم مع أحد غيري ، حتى ذلك الأخ الذي يشرف على علاجها ، وقد قمت ذات يوم بتسجيل صوته إلا أن المعالج قام بإتلاف الشريط حرصاً على المصلحة الشرعية ، وقد كنت ألجأ في كثير من الأحيان إلى تشغيل المسجل في المنزل بسورة البقرة كاملة وأحياناً بكامل القرآن وقد كان يستمر هذا الأمر نهاراً وليلاً ، وقد كان الخبيث يتأذى كثيراً من الآيات التي يكثر فيها ذكر الزناة ، وكذلك الآيات التي تبين فضل الحافظين لفروجهم ، وقد كنت أحياناً ألجأ إلى إلصاق سماعة التسجيل في الأماكن التي تشعر فيها بألم في الجسد ، وقد أدى استخدام الأساليب والوسائل الشرعية والحسية إلى تطور حالة الفتاة إلى الأحسن وذلك فضل من الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً ، ويستمر الأمر في تحسن ملحوظ لدرجة أن الفتاة أصبحت تعتمد على نفسها في كثير من شؤون حياتها الخاصة والعامة ، واستغنت عن ملازمتي إياها ، وبدأت بعون الله سبحانه وتعالى بحفظ سورة البقرة وذلك في الأسبوع الأول من شوال الماضي ، وكانت تسمّع لي ما حفظته ثم تكمل الباقي قراءة تلاوة ، حيث أصبحت تحافظ على تلاوة سورة البقرة يومياً ، وبطبيعة الحال فإن ذلك لم يحدث بسهولة ، حيث أنها في بداية الأمر كانت تقرأ البقرة يومياً في أواخر شهر رمضان المبارك وكنت أجلس بجوارها أقرأها عليها ، وما أن تبدأ حتى ترى صفحات القرآن الكريم تتلاشى أمام ناظريها كي تصبح صفحات بيضاء ، ولكن ذلك لم يثن من عزيمتنا ، فأصبحتُ ألقنها ما تقرأ من القرآن ودخلنا معه في تحد بأنها سوف تحفظ سورة البقرة ولم نُعِد التحدي لقدرتنا نحن ، إنما نعلم يقيناً أن الله معنا وهو القادر على كل شيء ، ودخل الخبيث بضعفه وقلة حيلته يتحدى وقد نسي أن مقادير الأمور بيد الله سبحانه وتعالى وهو القائل " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " ، وبدأ الصراع ، صراع بين الحق والباطل ، حتى قلت حيلته بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه ولم يعد بمقدوره طمس صفحات القرآن الكريم أمام ناظريها ، ولم يعد كذلك باستطاعته أن يتهجم عليها ذلك الهجوم بصورته البشعة ، وعندما رأى الإصرار والعزيمة التي كنا نستمدها من كتاب ربنا وسنة نبينا لجأ هذا الطاغية إلى تمزيق المصحف بحقد وكراهية تبدو على وجهه حينما كان يتلبسها ، ومن رأى طهوره على محياها أيقن يقيناً لا يشوبه شك أن تكون تلك هيّ الفتاة الصغيرة الطيبة الوديعة ، وقد فعل ذلك الأمر مرتين في شهر رمضان المبارك ، وإحداها في المسجد بعد صلاة القيام وفي الثلث الأخير من الليل ، وقد احتفظت بالنسختين عندي ذكرى جريمة هذا الأفاك وطغيانه وعِتيه على ربه 0 والحاصل في الأمر أنه ما أن أهل علينا عيد الأضحى أو بعده بقليل إلا والفتاة تحفظ سورة البقرة وسورة آل عمران ، وتتلوهما : الأولى يومياً ، والثانية كل ثلاثة أيام بمعدل عشر صفحات يومياً على وجه التقريب ، ثم منّ الله سبحانه وتعالى عليها فاستطاعت حفظ سور : ياسين والصافات والدخان والحجر والمعارج ، ودخلت في برنامج تسميع يومي ، إضافة إلى برنامجها المعتاد : الرقية الشرعية ، والاغتسال بالماء المقروء عليه ، واستخدام زيت الزيتون لدهن جميع أنحاء الجسم ، واستخدام العسل الطبيعي ، والمحافظة بشكل عام على الصلوات والدعاء والأذكار ونحو ذلك مما ينبغي للمسلم أن يحافظ عليه 0 كل ذلك أدى بفضل الله سبحانه وتعالى لتحسن كبير عند الفتاة ، وانقطعت عنها الآلام ، وأصبحت متباعدة جداً ، وقلت عنها الاعتداءات من قبل هذا الخبيث ، وذات يوم صرعها في دورة المياة ومزق ثيابها وقد حاول الاقتراب منها إلا أنها رأته في حالة مزرية وهو يقول : نار 000 نار 000 أحرقتني 000 أحرقتني ، واستمر هذا الوضع ما يقارب النصف ساعة ، فعندما استبطأت خروجها ، دخلت عليها الحمام وأفاقت بطريقة كنت أعرفها خاصة عندما يفر هذا الخبيث سريعاً |
كل تلك الأحداث الأخيرة والمتلاحقة سراعاً أفرحتنا كثيراً ، وعلمنا يقيناً أن الله سبحانه وتعالى معنا ، كيف لا وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، بل وبشرنا الأخ المعالج الذي يشرف على علاجها ، فعاودها في اليوم الثاني بشكل هذا الأخ ليحاول أن يثبط من عزيمتها وإصرارها ، ويزرع في نفسيتها أمور مستقبحة كي تحمل انطباعاً بشعاً عن هذا الأخ الكريم ، وكادت الفتاة أن تتحطم نفسياً لولا رحمة الله سبحانه وتعالى ووقوفي معها في ذلك الوقت ، حيث كنت على اتصال بالأخ أبو البراء الذي كان يوجهنا فيما ينفع من استخدام الأمور الشرعية والحسية ، كاستخدام المسك الأبيض قبل النوم ، وكذلك استخدام الملح الصخري والزيت والماء ونحو ذلك من أمور أخرى ، وكنا نقرأ عليها الرقية الشرعية، وكذلك سورة البقرة كاملة وما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة الثابتة ، وقد عانت الفتاة في بداية الأمر من حرقة وحكة شديدتين ، إلا أنه بفضل من الله سبحانه وتعالى تلاشت كافة هذه الأمور ولم تتكرر عليها تلك الاعتداءات مطلقاً 0
واستمر الخبيث في محاولة إيذاء الفتاة بكل ما أوتي من حول وقوة ، وذات يوم كانت تحمل إبريق ماء ساخن فصرعها واندلق عليها الماء الساخن وتأذت من ذلك الأمر كثيراً ، علماً بأننا قد حذرناها جميعاً من الاقتراب من الأشياء الحارة أو لمسها ولكن الخبيث أحياناً كان يسيطر على تفكيرها فينسيها ذلك، ولكننا كنا نحتاط ونتنبه لهذا الأمر بحول الله وقوته0 وفي أحد المرات وكعادة الخبيث فقد سيطر على تفكيرها فحملت قدر ماء يغلي وحاول أن يصرعها في ذلك الموقف إلا أنه لم يستطع ذلك لضعفه وانهيار قوته ، وهذا فضل من الله سبحانه ، فما كان منه إلا أن دفعها للأمام بقوة شديدة ، فانسكب الماء بعيداً عنها بقدرة الواحد الأحد سبحانه وتعالى 0 ومن المحاولات المستميتة لهذا الطاغية للنيل من تلك الفتاة أن تعرض لها ذات يوم وقصده كتم أنفاسها بيديها ، وقد كنت جالسة آنذاك بجوارها منشغلة في الكتابة ، وانتبهت لها وهي ترفس بقدميها ، ولولا مشيئة الله وستره لربما قتلها الخبيث ، والأمر الملفت للنظر أنه كانت له القدره في التصرف بيديها سواء كانت نائمة أو مستيقظة ، ولكن هذا الأمر أصبح في تناقص مطرد ولله الحمد والمنة 0 ومن الأمور النافعة التي أدت إلى تحسن الفتاة تحسناً ملحوظاً استخدام جهاز كهربائي صغير ، وهذا الجهاز يستخدم استخداماً موضعياً ولا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى سريان تيار متردد في جميع أنحاء الجسم ، وقد عَلِمنا يقيناً كم يخاف هذا الخبيث من استخدام هذا الجهاز ، وقد استخدمته عدة مرات إلى أن استطاع التحايل عليّ والفرار من ضرب الكهرباء بسرعة البرق ، وأصبح يتحاشى صرعها في حال وجود الجهاز معي ، ويكتفي بإيلامها في مواضع متفرقة من الجسد ، وكلما حاولت مطاردته كان أسرع مني في الهروب ، أما في حالة عدم وجود الجهاز فكان يحاول صرعها وينجح في بعض الأحيان وإذا أتيت بالجهاز فر وولى هارباً ، وفي إحدى المرات حاولت إصابة الخبيث بالجهاز الكهربائي لمنعه من إيذائها فر وجعلها تشعر بسريان الكهرباء تجري في جسدها لمدة ربع ساعة على أقل تقدير وكان يلاحظ ذلك حتى على شفتيها ، واستمر الحال معنا على ذلك وقد اتصلنا بالأخ أبو البراء لنسترشد بنصحه في ذلك ، حيث أشار علينا أن تحاول الفتاة قيام الثلث الأخير من الليل بسورة البقرة ، وحاولنا ذلك ولكنها لم تنجح ، حيث كانت تشعر بآلام حادة توقعها أرضاً ، ويستمر العذاب والألم من منتصف الليل حتى بزوغ الفجر ، وكنت أراها وكأنها امرأة في حالة ولادة : انتفاخ البطن ، وتشنج وطلق حاد متقطع ، وقد استخدمت في ذلك الوقت الكهرباء الموضعية في مناطق متفرقة من الجسم كالبطن والظهر ، وجدير بالذكر أن هذه الآلام كانت مترافقة مع انقطاع الاعتداءات عليها خاصة بعد استخدام الأسباب الحسية المشار إليها آنفاً ، وقد استمر الوضع على ذلك كل ليلة ، وحاولنا أن نكرر قيام الليل مرة واثنتان ، ولكن الفتاة لم تستطع ذلك ولم تصمد أمام الآلام الحادة التي كانت تنتابها ، فأجلنا المحاولة إلى إشعار آخر ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه بدأت الآلام تقل تدريجياً ليلة بعد ليلة إلى أن تلاشت بالكلية0 وبدأ الخبيث باستخدام أسلوب آخر للنيل من عطف وحب الفتاة حيث أصبح يعمد كي يُريّ الفتاة شريط حياته ، فأصبحت تنام فجأة ، أو تصرع بين يديّ ، وكنت أنظر إليها فأراها وكأنها تعيش في عالم آخر ، وتخبرني بعد ذلك بأنها ترى فتاة صغيرة تعرفها جيداً ولكنها لا تدري من هيّ ، وحولها خلق كثيرون يشبهون البشر وليسوا كذلك ، وترى طفل صغير يبتعد عنهم ويلتحق بالفتاة فيبكون عليه ، وكان أشدهم بكاءً رجل وامرأة كبيران في السن فيدعوانه ليعود إليهم ولكنه لا يستجيب لهم ويلحق بالفتاة فيتركانه ويرتحلان 0 وذات يوم يريها ذلك الزنديق الفتاة الصغيرة وهيّ تبكي ، فيبكي الصبيّ لبكائها ببكاءٍ أشد ، وإن ضحكت ضحك بضحك أشد ، ويصور لها أيضاً أنهما يلعبان سوياً ، واستمرت تلك المشاهد تتكرر على الفتاة ، وأصبح يستغل أناشيد الإخاء والمحبة في الله التي كانت تسمعها ويحاول اقناعها بأن ذلك ينطبق على حاله وحالها ، وكنت أدخل معه في حوارات لإبطال مزاعمه تلك فكان يحاول إيذاءها ، وقد كان صرعه لها منذ بدايته يتخذ أشكالاً على النحو التالي : * تصرع فتراه وتسمعه دون أن نسمع نحن شيءُ على لسانها 0 * تصرع صرعاً كلياً فلا ترى ولا تسمع شيئاً 0 * تصرع ويتكلم على لسانها ، وتراه وهو يتكلم دون أن تسمع ردنا عليه 0 * تصرع فتراه وتكلمه وتردّ عليه بشدة ، ونحن نسمع ذلك ونعلم يقيناً أنها التي تتكلم ، ومما كانت تقوله لهذا الطاغية : - أعرف أنك قد عذبتني ولكنك في عذاب أشد 0 - وأعرف تماماً أنني بذلك أزداد حسنات بإذن الله تعالى ، وأنت على العكس من ذلك تماماً فتزداد إثماً وسيئات 0 وغير ذلك من كلام آخر نجزم أنه كلامها هيّ وأنها تخاطبه به ، وقد كانت تلك اللحظات أشد ما يكون في تعذيبه لها ، وكان يبكي لكلامها ويتسلط عليها بالتعذيب والآلام ، عند ذلك نصحتها ألا تكلمه أو ترد عليه وتكتفي باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعانة به وحده ، رغم أني أعلم أنها تكون غائبة تماماً عن عالمنا هذا 0 وقد استمر جدولنا في العلاج والاستشفاء بفضل الله ومنه وكرمه نزيد ولا ننقص منه شيئاً ، مع إضافة استخدام السدر والماء المقروء عليه ، ومن ثم عرض لي سفر لجمهورية مصر العربية لمناقشة بعض الأمور المتعلقة برسالة الدكتوراة التي أحضر لها ، فظهر الخبيث قبل سفري وهددها بأنه سوف يفعل الأفاعيل بها ، ولم تخبرنا المسكينة حتى لا تؤثر عليّ ولا على الهدف الذي ذهبت لأجله ، فلما سافرت مع زوجي بدأ يكيل عليها ألوان من العذاب والإيذاء طول تلك المدة ، وذات يوم اتصل الأهل بنا وكنت أسمع صراخها الشديد ، ورغم مرارة التجربة إلا أن ذلك كان درساً لها ولهذا الطاغية ، أما بالنسبة لها فحتى تتيقن أنه لا يملك أحد من الخلق النفع والضر وأن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى ، وأما بالنسبة لهذا الخبيث فقد رآها وهي الفتاة الضعيفة التي لا تملك حولاً ولا قوة كيف أنها لجأت إلى الله سبحانه وتعالى ثم الأسباب الشرعية والحسية كاستخدام الزيت والماء والملح ، وكيف أنها تقرأ وتستغيث بالله سبحانه وتعالى ، وتتحمل كافة الآلام والأسقام ولم تطاوعه في مطالبه الشيطانية ، ولم تستسلم له مطلقاً ، وتحتسب كل ذلك عند الله الواحد الأحد 0 عدت من مصر وحضر الخبيث بين يديّ وكان يبكي بحرقة شديدة وتحداها على الصبر والتحمل ، فأيقضتها من صرعها وأسمعته إياها وهيَّ تعاهد الله سبحانه وتعالى على الصبر والاحتساب وتطلب منه العون والمغفرة ، فحضر مرة أخرى يبكي ويصيح ويقول بأعلى صوته : لم أعد أقدر عليها ، سأحطمها ، أنا أكرهها ، فبينت له أنها تكرهه والأولى له أن يُخَلِصَ نفسه من هذا العذاب الذي يتعرض له ليلاً ونهاراً ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ، فصاح : أحبها 000 أحبها 000 ، فأنذرته وبينت له بأن الأيام القادمة سوف تكون أشد وأقسى ، فولّى مستكبراً 0 وعزمنا الأمر للتوجه إلى بيت الله الحرام أشرف وأطهر بقعة على وجه الأرض لأداء مناسك العمرة وكي نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخلصنا من هذا الطاغية ، توجهنا بالسيارة إلى مكة المكرمة وكانت الفتاة طوال الرحلة خائفة مرتعدة تشعر بالضيق والغثيان ، وكان يُداخِلُها أمر غريب وهو أن السيارة تعود للوراء ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وصلنا مكة ، وشعرت بانشراح في الصدر مع خوف يكاد يتفطر منه قلبها ، ولما انتهينا من الطواف شربت من ماء زمزم فزال عنها الخوف ، ومن ثم توجهنا للسعي بين الصفا والمروة ، وفي نهاية الشوط الثاني من السعي حذفها الخبيث على حجارة الصفا وأتممنا السعي والعمرة بفضل الله سبحانه وتعالى وحده ، وكانت الفتاة تبكي بكاءً شديداً طوال هذه المدة ، وقد أصبحت من خلال ملازمتي لها أملك الخبرة والمعرفة في التفريق بين بكائها وبكاء ذلك الخبيث 0 بعد ذلك أصبحنا نتردد على الحرم للصلاة والطواف ، وكان يغلب على الفتاة النرفزة الشديدة والغضب والعناد ، وكنت أسايرها أشد المسايرة حتى لا تفلت من يدي ، وقد كنت أجبرها على التضلع من ماء زمزم ، وألقنها بعض الأدعية والأوراد المأثورة في السنة المطهرة ، وكان يبدو على وجهها وهي تقول ذلك السرحان والكره والاشمئزاز ، خاصة عند الدعاء على هذا الخبيث والاستعانة بالله أن يخلصنا منه ومن شره وأن يحول بينه وبين هذه الفتاة المسكينة ، وقد كنت أجزم أن التعابير التي كانت تظهر على وجه الفتاة تعابيره هوّ ، فكنت أكثر من اختيار الأدعية التي أظن أن لها تأثيراً على هذا العُتل المتجبر 0 مكثنا في مكة ما يقارب العشرين يوماً ، وقد ختمت الفتاة القرآن في الحرم خلال هذه الفترة مرتين ، وكانت المرة الأولى في الثلث الأخير من الليل في الطواف ، وقد أوصلتها عند الملتزم فدعت بما قدرها الله سبحانه وتعالى ، وصلت ركعتين في حجر اسماعيل ، وكانت تبكي بكاءً عجيباً ، بعد ذلك ذهبت بها إلى ماء زمزم فاغتسلت وتضلعت منه 0 وفكرت في هذا الموقع بالذات أن أكرر المحاولة معها لقيام الثلث الأخير من الليل بسورة البقرة لقدسية المكان ، وكان ذلك ، وبدأت المحاولة ، وكان حدثاً مشهوداً ، وكان عزاؤنا بأننا متحجبات عن أعين الناس ولا يعرفنا أحد ، وبدأت الفتاة تتمايل يمنة ويسرة من جراء الآلام التي بدأت تهاجمها من رأسها إلى أخمص قدميها ، واشتد بكاؤها ومع ذلك تستمر في الصبر والقراءة ، وكنت أتتبع الخبيث من مكان لآخر بماء زمزم ، وكان يفر من ذلك الماء فراراً عجيباً ، مما جعلني استخدم ذلك الأمر معه لاحقاً ، وقد بدأت الفتاة القيام في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وختمت سورة البقرة في ركعتين في تمام الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، وكان بكاؤها خلال تلك الفترة بكاءً شديداً وعجيباً ، وكاد أن يحول بينها وبين الدعاء وخاصة في السجود ، وكنت أقوم على تلقينها ذلك في مرات عده، وعندما انتهت من قيامها فرحت فرحاً عظيماً ، وتوجهت إلى ماء زمزم وشربت وتضلعت ، وكانت تلك المرة الأولى التي تستطيع أن تقوم الليل بسورة البقرة كاملة 0 وقد تكرر ذلك الأمر إحدى عشر ليلة متتالية ، وكانت الآلام والمعاناة فيها تتناقص وتقل ، وكنت أرى الإصرار والعزيمة تزداد بشكل مطرد ، وكل ذلك بعون من الله سبحانه وتعالى ، حتى وصل بها الأمر إلى أن تبدأ القيام وتنتهي منه في ساعة واحدة فقط ، وكثر طوافها بعد أن كانت لا تستطيع ذلك في السابق إلا بصعوبة بالغة ، وبلغ من تحديها لهذا الخبيث مستعينة بالله سبحانه أنه في إحدى المرّات خنقها وجعلها تتقيأ وبشدة حتى سقطت على الأرض ، وكانت قد قطعت شوطاً كبيراً من القراءة ، فذهبت بها إلى ماء زمزم وغسّلت عباءتينا ، وأخبرتها أن تصلي جالسة ، فأبت ذلك وصلت واقفة وأعادت صلاتها منذ البداية ولم تصب بشيء بفضل الله عز وجل |
وفي الثلاث ليلالي الأخيرة من تواجدنا في الحرم المكي كانت تشعر أثناء الصلاة وكأن دبابيس محمأة بالنار توخز في جسدها ، وقد قاومت ذلك بفضل الله واستخدام ماء زمزم ، ولم يمنعها ذلك من الاستمرار في الجدول السابق الذي وضعته لنفسها ، ومما لفت نظري أثناء هذه الفترة أهمية ماء زمزم في العلاج والاستشفاء شرباً واغتسالاً ، مما جعلني في كثير من الأحيان وأثناء تواجدنا بالحرم من غسل كافة أنحاء جسدها بماء زمزم ، من خلال رشه على ثيابها ، وقد استخدمت مثل ذلك الأمر معها في الشقة التي نسكنها ، فجلست في حوض للماء وكنت أسكب عليها من ماء زمزم وأقرأ عليها الرقية الشرعية وكانت تتململ وتحاول الخروج من الماء وتستغيث ولم أكن أعر لكل ذلك أي اهتمام ، بل أواصل القراءة ، وقد حاول الخبيث ذات مرة أن يغرقها في الماء ولكنني كنت منتبهة بفضل الله سبحانه وتعالى ، خاصة أنني لم أنس تهديد هذا الطاغية بقتلها وقتل نفسه ، وقد استخدمت ذلك الأمر مدة تسعة أيام متتالية وفي كل مرة كانت الأحوال والظروف تتناقص عن الفتاة يوماً بعد يوم ، وبعد انتهاء رحلتنا أصبحت في حالة تحسن شديد للغاية من حيث زوال كافة أعراض المعاناة ، وكذلك فتح شهيتها للأكل والشرب 0
ومن ثم ذهبنا إلى المنطقة الشرقية وعرضنا الحالة على الأخ أبو البراء حيث عاينها وأعطانا تقييماً طيباً عن حالتها وأوصانا بالاستمرار فيما نحن فيه ، وأوصاها كذلك بالصبر والاحتساب واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وحثها على مواصلة الرقية الشرعية والاستعانة بالله الواحد الأحد 0 بعد ذلك عدنا إلى بلدنا واستمر الأمر معها طبيعي تماماً ، وكل من رآها في ذلك الوقت أقسم بأنها إنسانة طبيعية لا تعاني من أية أعراض تذكر وبقي الحال على ما هو عليه مدة عشرة أيام ، وخلال تلك الأيام حدث تقصير من قبل الفتاة في الجدول الذي تسير عليه ، فتحين الفرصة مرة أخرى ليصرعها ولكنه لم يكن قادراً بفضل الله سبحانه وتعالى على فعل أي شيء يذكر ، وأدّعى أن هذا بإرادته ، وكادت الفتاة أن تنهار ووقفت معها كي أشد من عزيمتها وإصرارها ، وعاودت التحدي مستعينة بالله سبحانه ، وعادت كي تقوم بسورة البقرة ، لكي يعود هذا الأفاك إلى مضايقتها ولكن بضعف ووهن شديدين 0 وها نحن اليوم ملتزمون بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه بجدول العلاج ، والفتاة الآن تقوم على ختم القرآن الكريم من ثلاثة إلى سبعة أيام نسأل الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق والسداد 0 تلك هي قصتنا التي حاولت أن اختصرها قدر المستطاع وهي تمثل معاناة عشرة أشهر بأيامها ولحظاتها وثوانيها ، أكتبها كي تكون عبرة وعظة لكل باحث عن الحق، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظنا بحفظه ، ويوفقنا بتوفيقه، كتب الله لنا ولكم الأجر ، ورفع درجاتنا بما أصابنا ، وحط من خظايانا ، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0 قلت : تلك هيّ قصة فتاتنا الخليجية التي ذكرتها بتفصيلاتها كي تكون فيها العبرة والعظة ، ومن تابع هذه السلسلة يجد أني لم أحاول مطلقاً أن أذكر قصصاً يميل أسلوب الرواية فيها إلى الخوف والرعب ، فقد كنت أذكر القصة في موضعها للعبرة والعظة دون الميل مطلقاً إلى استخدام أسلوب قد يدخل الخوف والرعب إلى مخيلة القارئ الكريم ، ولكني في هذه القصة أستسمح الجميع عذراً ، وقد كان الغاية والقصد من هذا العرض الدقيق والمفصل أن أثبت القصة كاملة وأقدمها للاخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي كي تولى مزيد من البحث والدراسة والتحليل، ونحن على يقين تام وثقة إن شاء الله تعالى بأن الهدف والغاية لأهل الطب الصادقين المخلصين تحري الحق واتباعه ، فنسال الله سبحانه وتعالى أن يهديّ الجميع لما يحب ويرضى 0 |
مشكورة دمعة خيانه الله يجزاج الخير يارب
الحقيقة هذي عبر و مواعظ يتعظ منها الانسان ولكن اذكري لي وللاخوان من يستحق الرقية الشرعية جميعهم؟ |
اقتباس:
اهلا وسهلا فيك اخي العزيزمبارك نورت صفتي واسعدني تواجدك |
دوم اقرى عنوان موضووعك ويكون خاطري ادخل واقرى بس آآخــاف !! =( حبيت اسلم .. واذا جاتني الشجاعه بكمـل99 انا قريت القصة الاولى ! ,, بس مافهمتها عدل ! تقبل مروري |
اقتباس:
اهلا وسهلا فيك اختي الدنيا حلوه اسعدني تواجدك والحمد الله علي السلامة وانا بعد ماني فاهم قصة 99 معك.. قوي قلبك..واقري..القصص بس بالنهار بالليل لا.. |
استخدم مع هذا الشيطان أسلوب الضرب !
وأذكر تحت هذا العنوان قصة حصلت منذ أمد بعيد مع إحدى الأخوات ممن ابتليت بـ ( صرع الأرواح الخبيثة ) ، حيث تسلط عليها شيطان بادعاء ... المحبة والعشق ، وبدأت مرحلة العلاج مع هذه الأخت ورقيت بالرقية الشرعية واستمر الأمر واستخدم مع هذا الشيطان أسلوب الضرب المنضبط على أسفل القدمين مع التزام الضوابط الشرعية في التعامل مع النساء ، وبفضل الله سبحانه وتعالى ومنة وكرمه خرج هذا الجني من هذه الأخت وكتب الله لها الشفاء بإذنه وحده ، وفي إحدى زياراتي لهذه الأخت دخل هذا الخبيث إلى غرفة النوم وكسر الزجاج الخاص بالدولاب، وسمعنا جميعاً الصوت وعند دخولنا إلى غرفة النوم وجدنا تناثر الزجاج على أرضية الغرفة ، والله تعالى أعلم 0 وهذا يدل على أن استخدام أسلوب الضرب المنضبط يفيد أيما فائدة إن أحسن المعالِج استغلاله على الوجه الذي يجب أن يكون عليه 0 |
أكتب لكم تلك الكلمات بناء على طلبكم ؟!!
راجعني أحد الإخوة الأفاضل ، وذكر لي قصته حيث أخبرني بأن زوجته كانت تشتكي في بداية الأمر من عدم حصول حمل ، ومن ثم تطور الأمر حيث أصبحت … تجهض في الأشهر الأولى ، فطرق بابي كي أوجهه في كيفية التصرف في مثل هذا الموقف ، فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنيت عليه وبدأت رحلة العلاج مع هذه الأخت الفاضلة إلى أن منّ الله سبحانه وتعالى عليها بمولود ذكر ، وقد طلبت منها ذكر قصتها كاملة لإضافتها إلى هذا الكتاب ، كي تكون على أقل تقدير نموذج يهتم به الأطباء من ناحية الدراسة والبحث العلمي كي يتوصلوا إلى حقيقة تلك الأمراض وتأثيراتها المتنوعة والتي تخفى على كثير منهم ، تقول هذه الأخت : ( أكتب لكم تلك الكلمات بناء على طلبكم ، فأنا امرأة في العقد الثالث من العمر ، رزقت بأربعة بنات ، ومن ثم حصلت لديّ مشكلة بحيث أدت إلى توقف الحمل دون أية أسباب طبية ، وقد راجعت الأطباء والمستشفيات في سبيل تحقيق هذا الهدف ، وقد استخدمت بعض الأدوية والمنشطات الخاصة بالحمل ولكن دون فائدة أو جدوى تذكر من ذلك ، وقد حصل أن حملت ثلاث مرات ، وكنت أسقط الحمل في الشهر الثاني والثالث ، ولم يكتب ليّ الله سبحانه وتعالى إتمام ذلك الأمر ، فله الحمد والمنة والفضل ، ثم راجعتكم للعلاج والاستشفاء بالرقية الشرعية لعلمي الأكيد أن القرآن شفاء ورحمة لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية، وبفضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه كتب الله لي الحمل ، وانتظمت معكم خلال هذه الفترة إلى أن منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بمولود ذكر وكان ذلك مع بداية الشهر الثامن وبتدخل طبي ، وأنا أشكر الله سبحانه وتعالى على فضله ومنه وكرمه ثم أتقدم لكم بالشكر على جهودكم وصبركم معيّ طوال هذه الفترة ، حفظكم الله ورعاكم ) 0 |
لن ينزل الحمل هذه المرة إلا في حالة واحدة ؟!
أكتب لكم قصتي بمداد من الدموع ، فأنا امرأة في العقد الثاني من العمر تزوجت في عقديَّ الأول ، ومنذ ذلك الوقت لم أذق طعماً للراحة أو الطمأنينة ، … ( قلت : لا بد للعبد المؤمن أن يتيقن أن حياته معرضة للإبتلاء ، ولا شك أن الإنسان يعيش حياته بين صفو وكدر وجملة من الأخطار والأمراض والحوادث ، وقد قرر الشاعر هذه الحقيقة حين قال : ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى من العيش مـا يصفو وما يتكدر والله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو ، وصارما لا ينبو ، وجندا لا يهزم ، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد 0 والمسلم يعيش في الحياة وتعترضه الأخطار والحوادث ، ولا يصيبه منها إلا ما كتب الله له ، وإذا أصابه ما يصيبه فإن ذلك قضاء الله وقدره ولحكمة ربانية اقتضتها الإرادة الإلهية المبنية على علم الله الواسع بأحوال عباده ، وما يقتضيه ذلك العلم من مصالح خاصة وعامة للعباد ، قد تعود المصلحة إلى المصاب نفسه وقد تعود إلى أهله وأوليائه وقد تعود إلى مجتمعه 0 ثم إن الأخطار المحيطة بالإنسان قد تصيبه فيكون ذلك نتيجة قضاء الله وقدره وقد تخطئه فيكون ذلك من دفع الله ولطفه بعبده ، قال تعالى في حق العبد : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ 000 ) ( سورة الرعد – الآية 11 ) 0 قال ابن القيم - رحمه الله - : ( قال بعض الصالحين : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك ، يا بني القدر سبع، والسبع لا يأكل الميتة ! ) ( زاد المعاد - 4 / 194 ) 0 وقد جاءت الأدلة النقلية الصريحة من الكتاب والسنة تبين الأجر الكبير والثواب العظيم ، الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) ( سورة البقرة - الآية 155 - 157 ) وكما ثبت من حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليودن أهل العافية يوم القيامة ، أن جلودهم قرضت بالمقاريض ( قال صاحب تحفة الأحوذي : أي قطعت في الدنيا بالمقارض - جمع المقراض ، ليجدوا ثوابا كما وجد أهل البلاء ) ، مما يرون من ثواب أهل البلاء ) ( أخرجه الترمذي في سننه - كتاب الزهد - ( 45 )- باب ما جاء في ذهاب البصر - برقم ( 2526 ) ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 5484 ، أنظر صحيح الترمذي 1960 ، السلسلة الصحيحة 2206 ) 0 = = وقد ثبت أيضا من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 450 ، والترمذي في سننه - كتاب الزهد ( 45 ) - برقم ( 2523 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 346 ، 4 / 314 ، وأبو نعيم في الحلية – 7 / 91 ، وابن أبي الدنيا في " الكفارات "- 69 / 1 - 2 ، وفي الصبر -50 / 1، والبزار - ( ص 82 - زوائده ) ، وأبو يعلى-4 / 1414 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 5815 ، السلسلة الصحيحة 2280 ) 0 فالرضى بقضاء الله وقدره يقرب إلى الله تعالى ، والصابرون المحتسبون ليس لهم جزاء إلا الجنة ، والتسخط من قضاء الله وقدره يوجب سخط الله وعقوبته ، فقد ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) ( أخرجه الترمذي في سننه- كتاب الزهد ( 45 ) - برقم ( 2520 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الفتن ( 23 ) - برقم ( 4031 ) ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 2110 ، أنظر صحيح الترمذي 1954 ، صحيح ابن ماجة 3256 – السلسلة الصحيحة 146 ) 0 وهكذا يجب أن يكون حال المسلم ، يصبر ويحتسب ولا يلجأ إلا لخالقه سبحانه ، فيسأله الشفاء ويرضى بالقضاء ويتذكر الموت والبعث والنشور وتطاير الصحف ، ثم هل إلى الجنة أم إلى النار ؟ إن تفكر في ذلك سيعلم آنذاك أن الابتلاء نعمة ، والصبر فوز وعافية ، والقنوط خسران ونقمة ) 0 حيث بدأ ينتابني تعب بدني ونفسي ، وكان ذلك أكثر ما يكون إذا حضر زوجي من العمل ، فقد كان يعمل في مدينة أخرى خارج المنطقة التي نقيم بها ، وكان يحدث معي أمر غريب خارج عن العادة المألوفة حيث أنه وقبل مجيئ زوجي بساعات قليلة تظهر على جسدي أعراض مرضية كاحمرار في بعض المناطق وكذلك حكة شديدة ، ويذهب الألم والاحمرار في الساعة التي يعود فيها إلى عمله 0 ( قلت : أ - لا بد للإنسان من أن يقف وقفة تأمل مع تلك الأعراض التي كانت تعاني منها هذه المرأة ، والمتعارف عليه من الناحية الطبية بأن حساسية الجلد ليست مرتبطة بزمن أو وقت محدد كما هو الحاصل في تلك الحادثة ، والسؤال الذي قد يتبادر للذهن هل من الممكن أن يعطي الأطباء العضويون أو النفسيون تحليلات أو تبريرات لكافة الأعراض التي عانت منها هذه الحالة ؟ وهل نستطيع فعلاً أن نؤكد ونثبت بأن الحالة المذكورة لها علاقة قوية بأعراض طبية بحتة ؟ قد يصل البعض إلى قناعة بأن المشكلة من أساسها مشكلة نفسية ، بل قد يصل الأمر بهذه الفئة إلى وصف الواقع الذي عايشته هذه الحالة بكل وقائعه وأحداثه بذلك ، خاصة ما ذكرته تحت هذه النقطة من ظهور أعراض الحساسية وبهذا الشكل المرتبط بقدوم أو انصراف الزوج 0 الحقيقة التي لا بد من الوقوف عندها ملياً أن تلك القصة تؤكد أن المعاناة التي تجسدت عند هذه المرأة هي معاناة روحية لعدة اعتبارات منها الطبية التي لم يستطع الطب بكافة مكتشفاته ومخترعاته أن يثبت بأن الخلل الذي تشكو منه هذه الحالة هو أمر طبي ، وكذلك الأعراض المرافقة للحالة سواء كان ذلك قبل الرقية أو معها أو بعدها ، كل ذلك يعطي تصور كبير بأن أصل المعاناة روحية بحتة ، والأمر الثالث والأخير أن الله سبحانه وتعالى كتب لها الشفاء بفضله وكرمه ومنه ، من خلال اللجوء إليه وإلى الرقية بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0 مثل هذا النقاش الذي أطرحه تحت هذه النقطة بالذات أهدف من ورائه إلى أمر في غاية الأهمية ، حيث أنني أطالب الإخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي من مراجعة القصة مراجعة دقيقة متأنية ووضعها تحت مجهر البحث والدراسة ، وكلي أمل أن يكون الهدف والغاية من وراء تلك الدراسة والبحث الوصول إلى الحق الذي ينشده كل مسلم ، لأن القضية خطيرة ، وأخطر مما قد يتصور كثير من الأطباء العضويين والنفسيين ، حيث أننا نسعى جميعاً إلى معرفة حقيقة الأمراض العضوية والنفسية والروحية وكذلك الطرق الشرعية والحسية في علاج تلك الأمراض ، لأنه قد فتح باب عظيم على مصراعيه ومن أوسع أبوابه أمام الأمة الإسلامية ، وهذا الباب هو باب السحر والشعوذة والدجل ، وهذا يحتم علينا جميعاً من تراص الصفوف لكافة فئات المسلمين ابتداء بولاة الأمر – وفقهم الله لكل خير– والعلماء وطلبة العلم والدعاة والأطباء بكافة= = تخصصاتهم للذود عن حمى العقيدة والدين ، والوقوف سداً منيعاً وحِصناً حَصيناً في وجه هذه الفئة الباغية الآثمة ، نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات في الدنيا وعند الممات 0 ب – الموقف المتزن الذي يجب على المعالج أن يسلكه في طريقته لتحديد المعاناة والألم للحالة المرضية هي الدراسة العلمية المستوفية لكافة الجوانب والظروف التي تحيط بكل حالة ، وهذا بخلاف ادعاء بعض الأطباء النفسيين الذين يرون أن التقييم من قبل المعالجين يتم بناء على دراسة الأسباب والمسببات فقط دون الإلمام التام بالحالة المرضية بكافة جوانبها وأبعادها المختلفة ) 0 وبعد الزواج بثلاثة أشهر كتب الله سبحانه وتعالى ليّ الحمل ، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى أن أصبت بنزيف متواصل لمدة شهر ، ومن ثم ذهبت للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة التي أكدت عدم استمرار الحمل ، فحمدت الله سبحانه وتعالى على ذلك 0 ذهبت بعدها إلى المملكة الأردنية الهاشمية لإجراء عملية تنظيف للرحم بعد أن أجهضت الحمل في هذه المرة ، وقد كانت تلازمني طيلة هذه الفترة الأحلام والكوابيس المزعجة 0 |
قلت : لا يجوز الاعتقاد مطلقاً بأن كافة الكوابيس والأحلام ناتجة بسبب الأمراض الروحية فقط ، فقد تكون الأسباب طبية بحتة ، فالأمر يحتاج للدراسة العلمية الموضوعية المتأنية للوصول إلى الحق المنشود ، أما بالنسبة للحالة آنفة الذكر فقد تم تحديد التشخيص بناء على كافة المعطيات والمؤشرات التي تعطي انطباع قوي بأن المعاناة ناتجة بسبب الأمراض الروحية ، وهذا يؤكد على أهمية الدراسة العلمية الجادة ، كما يؤكد على اهتمام المعالج بكافة الظروف والأحوال المحيطة بالحالة المرضية ، كي يستطيع الوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ) 0
وبعد عدة أشهر كتب الله سبحانه وتعالى ليَّ الحمل للمرة الثانية ، وقد استمر الحمل بفضل الله إلى حين فترة الولادة ، حيث أتممت التسعة أشهر ، ومع استمرار النوبات الخاصة بالألم وكذلك الشعور بالأحلام والكوابيس التي كانت كثيراً ما تراودني طيلة تلك الفترة ، علماً أنني لم أعر تلك الأحلام أي اهتمام يذكر ، إلا أن التعب والإرهاق قد ازداد في الشهر السابع ، ومن ثم ذهبت إلى مستشفى في دولة الكويت الشقيقة ( قلت : الملاحظ أن بعض الحالات المرضية قد تتنقل من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان طلباً للعلاج والاسنتشفاء ، ولا بد تحت هذا العنوان من الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية ألا وهو أن الشفاء والعافية من الله سبحانه وتعالى وحده ، وكون أن يطرق المريض أبواب الطب بكافة تخصصاته فإنما يتخذ بذلك سبباً حسياً للشفاء بإذن الله ، وخلاصة القول في هذه المسألة أن المملكة العربية السعودية فيها من المستشفيات والإمكانيات والتخصصات الطبية ما لا يوجد في كثير من بلدان العالم الإسلامي ، وأحياناً قد تكون وفرة في التخصصات المطلوبة بل وعلى مستوى عالي من الكفاءة والخبرة ، ومع ذلك يسعى البعض إلى السفر للخارج طلباً للعلاج ، وهذا قد يثقل كاهل الزوج أو المعيل ، بل قد يرى أحياناً أن مثل ذلك يؤثر على نفسية المريض وراحته ، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أننا بقول مثل هذا الكلام فإننا نقدح في دولة بعينها ، فكل الدول الإسلامية دول شقيقة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظها سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، إنما القصد من هذا الكلام أن يلجأ المسلم لعلاج نفسه في بلده ، وإذا اطّرته الحاجة لطلب العلاج في بلد مسلم أو غير مسلم لعدم توفر التخصص المطلوب أو لوجود الخبرات والامكانيات أو لضرورة ملحة فلا تثريب عليه، بل قد تجد البعض ممن يشد الرحال إلى بعض الدول الكافرة وقصده وهدفه المفاخرة والمباهاة، وهذا المرض من أشد أمراض القلوب ، نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة ) 0 وقمت بإجراء بعض التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة التي أكدت أن وضعي الطبي سليم تماماً ، بعد ذلك عدت من الكويت إلى بلدي وأهلي لأضع مولودي هناك 0 وقبل الولادة بيومين ذهبت للمستشفى للتأكد من صحة وسلامة الحمل والمولود ، حيث أكد لي المستشفى أن كل شيء على خير ما يرام ، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى أن يموت المولود في بطني في يوم ولادته ، فحمدت الله سبحانه وتعالى الذي لا يحمد على مكروه سواه 0 كان إيماني بالله قوي وثِقَتي به مطلقة ، ولكن أصبحت تراودني الوساوس والظنون ( قلت : لا بد أن يثق المؤمن ثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى ، وأن يكون قريباً منه ، وحقيقة الأمر فإني لم أجد أنفع ولا أنجح في علاج هذا الداء الخطير الذي تفشى كثيرا في المجتمعات الإسلامية ، من العودة الصادقة للكتاب والسنة ، وتأكيد التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى في القلوب ، والتوجه له بالدعاء والذكر، ومن جهة ثانية الاستعداد النفسي والبدني في محاربة الشيطان والتصدي له ، وهذا يعني أن لا يقف المؤمن موقف الاستسلام والانقياد لعدوه الذي يعتبر أصل هذا الداء ، وسلاحه الذي يحارب به المؤمنين ، فيشككهم في أمور دينهم ودنياهم ، ويوسوس لهم في عقائدهم ، فيهزم من لا سلاح ولا حصن له ، وأما المتسلح بالإيمان والعقيدة والذكر والدعاء فهو بعيد المنال عن مكائده ووسوسته 0 قال محمد بن مفلح - رحمه الله - :( وقال ابن عقيل ، وقد قيل له : رجل أنغمس في الماء مرارا وشك هل صح الغسل أم لا ، فما ترى في ذلك ؟ فقال له : اذهب فقد سقطت عنك الصلاة 0 قال: وكيف ؟ قال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق ) ( والحديث من طريق عائشة و علي وعمر رضي الله عنهم أجمعين وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 6 / 100 ، 101 ، 144 ، وأبو داوود في سننه - كتاب الحدود ( 17 ) - برقم ( 4398 ) والنسائي في سننه – كتاب الطلاق( 21 ) – وفي " السنن الكبرى " – 3 / 360 – كتاب الطلاق ( 22 ) - برقم ( 5625 ) ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 1496 ) ، والحاكم في المستدرك - 2 / 59 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3512 ، صحيح أبي داوود - الإرواء 297 ) ومن يغمس في الماء مرارا وشك هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون ) ( مصائب الإنسان - 135 ) 0 وقد بين علماء الأمة الطريقة والعلاج لهذا الداء ، وأذكر بعض أقوالهم في ذلك : - قال ابن الجوزي - رحمه الله - : ( حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : " ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا ؟ قال : أجاهده 0 قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده 0 قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده 0 قال : هذا يطول 0 أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من = = العبور ما تصنع ، قال : أكابده جهدي وأرده 0 هذا أمر يطول ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك ) ( تلبيس إبليس - ص 48 ) 0 - قال محمد بن مفلح - رحمه الله - : ( قال أحمد بن أبي الحواري : شكوت إلى أبي سليمان الداراني الوسوسة في الصلاة ، فقال : إذا أردت أن ينقطع عنك ، فإذا أحسست به فافرح ، فإنك إذا فرحت انقطع عنك لأنه لا شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن ، وإذا اغتممت به زادك 0 قال بعض العلماء : لأن الوسواس إنما يبتلى به من كمل إيمانه فإن اللص لا يقصد بيتا خربا ) ( مصائب الإنسان - 126 ) 0 أما كيفية علاج هذا الداء فقد ذكر العلماء جملة من الأمور النافعة والمفيدة في ذلك : * قال الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي - رحمه الله - في دواء الوسواس : ( ليس له دواء إلا سؤال الله العافية والاستعاذة من الشيطان الرجيم ، والاجتهاد في دفع الوساوس ، وأن يتلهى عنها ولا يجعلها تشغل فكره ، فإنه إذا تمادت فيه الوساوس ، اشتدت واستحكمت ، وإذا حرص على دفعها والتلهي عن الذي يقع في القلب ، اضمحلت شيئا فشيئا 0 والله أعلم ) ( الفتاوى السعدية- 126 ) 0 يقدم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - نصائح قيمة لعلاج هذا الداء تتلخص بالأمور التالية : ( 1- الاستعاذة بالله ، والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم 0 2- ذكر الله تعالى ، وضبط النفس عن الاستمرار في هذه الوساوس 0 3- الانهماك الجدي في العبادة والعمل امتثالاً لأمر الله ، وابتغاء لمرضاته ، فمتى التفت إلى العبادة التفاتاً كلياً وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس – إن شاء الله – 0 4- كثرة اللجوء إلى الله والدعاء ، بمعافاتك من الأمر ، وأسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه ) ( مرجع المعالجين من القرآن الكريم والحديث الشريف - ص 348 ) 0 * قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - عند سؤاله عن الأسباب والوسائل التي تعصم الإنسان وتحصنه من الوساوس والأوهام الشيطانية ، وتجعله سليما مستقيما في عقيدته وسلوكه :- ( عليه أولا : أن يكثر من الاستعاذة بالله من شر الشياطين وأوهامها ووساوسها ، ويعتقد أن ربه هو الذي يعيذه ويعصمه ويحميه ، ويحول بينه وبين تلك الأوهام والتخيلات 0 = = كما أن عليه ثانيا : أن يذهب من نفسه تلك التخيلات والواردات ، التي تشككه في عقيدته ودينه وطهارته وصلاته سواء في صحتها أو في أصلها ، بل يعتقد جازما أنها عين الصواب والحق ، وأن ما يجول في نفسه من الشك والريب في صحتها أو موافقتها كله من أوهام الشيطان ، ليوقعه في الحيرة وليكلفه ما لا يطيق ، حتى يمل العبادة أو يعتقد بطلانها ، وهذا ما يريده إبليس من المسلمين ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية – ص 34 – 35 – أنظر الكنز الثمين – 1/212 ) 0 بحيث أصبحت أعتقد أن الأمر برمته خارج عن نطاق الطب العضوي أو النفسي ، وأن الأمر يحتاج إلى العلاج والاستشفاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0 وفي ذلك الوقت علمت عن إمرأتان ، الأولى طبيبة تعالج المشاكل الخاصة بالحمل والإسقاط ، والثانية في دولة الكويت وهي تعالج بالقرآن ، ( قلت : ظاهرة انتشار شد الرحال إلى بعض الدول الإسلامية طلباً للرقية والعلاج أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل واسع وكبير ، وهذا الأمر فيه من المحاذير الكثيرة التي قد تقدح أحياناً في عقيدة صاحبه ، خاصة إذا اعتقد بفلان أو فلان وأنه ينفع في أمر من أمور الدنيا ، وسوف أشير تحت هذا العنوان إلى بعض المسائل الهامة وهي على النحو التالي : أ – لا بد من اليقين التام بأن الخير في هذه الأمة باقي إلى قيام الساعة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحفظه لهذا الدين تجد أن كافة بلدان العالم الإسلامي فيها من العلماء والدعاة والمخلصين ممن يصدعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم ، وكذلك تجد فيها بعض الإخوة المتخصصين في الرقية الشرعية أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة ، ومن هنا كان حريُ بالمريض أن يسأل العلماء وطلبة العلم والدعاة في بلده عن هؤلاء الأشخاص فيتحرى أصحاب المنهج الصحيح في الرقية والعلاج ويعلم أنهم أسباب يسرها الله سبحانه وتعالى لهذا الأمر 0 ب - والأمر اللافت للنظر في العصر الحالي رؤية انتشار تلك الظاهرة في المملكة العربية السعودية ، فتجد الكثير ممن ابتلي بمرض روحي من صرع أو سحر أو عين قد ساح في مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن معالج ليخلصه من معاناته وألمه ، وما علم أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، وقد رأيتم ذلك من سياق القصة المشار إليها آنفاً ، وهذه الحالة واحدة من آلاف = = الحالات التي عاشت على مثل ذلك الأمل فبحثت عن سراب زائل ، وفي نهاية المطاف تجد الكثير من هؤلاء يبتلى بمشعوذ أو دجال أو ساحر فيفقد دينه وماله 0 ج - وإذا دققت النظر تجد أن المملكة العربية السعودية فيها عدد لا بأس به من المعالجين بالرقية الشرعية المحتسبين أصحاب العقيدة والمنهج الصحيح ، وذلك فضل الله سبحانه وتعالى وحده ، وكذلك بتوفيق منه سبحانه وتعالى لولاة الأمر ، وحرص العلماء العابدين العاملين في هذا البلد الطيب على صحة وسلامة العقيدة والمنهج والدين ، مع أن الأمر لا زال يحتاج إلى مزيد من التوعية الدينية والسلوكية ، ولكن تجد بشكل عام أن الضوابط المتعلقة بالرقية الشرعية وما يدور في فلكها في هذا البلد الطيب أفضل بكثير مما هو موجود في كثير من بلدان العالم الإسلامي ، خاصة انتشار الدجل والسحر والشعوذة في تلك البلدان نتيجة لعدم ملاحقتهم وتطبيق الحدود الشرعية في حقهم ، ومن هنا كان حري بالمؤمن الصادق إذا دعته الحاجة للرقية الشرعية ومراجعة المعالج الحاذق صاحب العلم الشرعي الذي يمتلك الخبرة والدراية أن يستوضح الأمر من العلماء وطلبة العلم والدعاة دون أن يتخبط فيجوب البلاد شرقاً وغرباً بحثاً عن ذلك الأمر الذي قد يثقل كاهله بأعباء مالية ضخمة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع 0 |
د – وأود الإشارة إلى مسألة هامة تحت هذا العنوان حيث أنني قد تعرضت لحكم رقية المرأة للنساء في هذه السلسلة ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) ، تحت عنوان ( رقية المرأة للنساء ) ، وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى كلام موجز محدد بالنقاط الهامة التالية :
1)- يجوز للمرأة رقية زوجها أو أبنائها أو أحد محارمها ، كما ثبت ذلك من فعل عائشة - رضي الله عنها - ورقيتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته 0 2)- الأولى عدم تخصص المرأة في رقية النساء ، كما تم الإشارة لذلك في الكتاب المذكور آنفا ً، أما فيما يتعلق برقية المرأة للرجال الأجانب فإنه لا يجوز لها ذلك إلا للضرورة القصوى كما أشار لذلك المفهوم العلامة ابن حجر – رحمه الله - ، وفي حالة تعذر وجود أحد من الرجال ليقوم بذلك فتقوم بهذا الأمر تبعا للضرورة وفق القاعدة الفقهية الأصولية ( الضرورات تبيح المحظورات ) ، خاصة أن بعض الحالات التي تعاني من تلك الأمراض كالصرع والسحر وغيره ، قد تحتاج للتدخل الفوري في مثل تلك الظروف بسبب تعرضها لمرحلة الخطر ، وعدم تدارك ذلك قد يؤدي في بعض الأحيان لوفاة المريض ، ورقية المرأة للرجل الأجنبي لا بد أن تكون = = مشروطة بعدم وجود رجل ليقوم بتلك المهمة ، وفي هذه الحالة يكون القيام بهذا الأمر واجب شرعي عليها ، وفقا للقاعدة المشار اليها آنفا 0 والله تعالى أعلم 0 3)- إن الضرورة تقدر بقدرها ، فتحرص المرأة على أن تنضبط بالضوابط الشرعية ، بخصوص هذه القاعدة فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك مما قد تحتاج إليه 0 وقد تم الإشارة آنفا لبيان ضعف المرأة وتعرضها لما تتعرض له النساء من أحكام الحيض والنفاس ، وهذا يجعلها عرضة لتسلط الشيطان ومكره وإيذائه ) 0 وقد ذكر لي بأن تلك المرأة لها القدرة والاستطاعة على معرفة وتحديد المعاناة والألم من حيث الإصابة بالصرع أو السحر أو العين ، ( قلت : أ- وهذا الكلام يحتاج إلى تفصيل دقيق ، فإن كان القصد أن تلك المرأة لها القدرة في تحديد الداء بناء على الدراسة العلمية الموضوعية وكافة معطيات وأعراض الحالة المرضية ابتداء بالمعاناة وانتهاء بالرقية فهذا لا يقدح بعمل المرأة بأي حال من الأحوال ، بل على العكس من ذلك تماماً بشرط توفر كافة القواعد والمرتكزات الخاصة بالعلاج كعقيدة المرأة ومنهجها وطريقتها في العلاج 0 ب- أما إن كان الأمر يعتمد على تخرصات وهرطقات أو استعانة بالجن وطلب بعض الأمور التي قد توقع في الكفر أو الشرك أو المعصية بحسب حالها ، كل ذلك لا يجوز مطلقاً ، وقد أفردت كلاماً مطولاً حول موضوع الاستعانة بالجن في هذه السلسلة ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) ، تحت عنوان " الاستعانة بالجن " ) 0 وبدأت مرحلة العلاج ولكنها استمرت دون أية فائدة تذكر 0 وكتب الله سبحانه وتعالى ليَّّ الحمل للمرة الثالثة ، وتابعت العلاج هذه المرة بمستشفى أرامكو السعودية الذي يعتبر من المستشفيات التي تحظى بسمعة طيبة على مستوى العالم الإسلامي ، وكانت زياراتي دورية للإطمئنان على الحمل في مراحله المتنوعة ، وفي الشهر الخامس من الحمل تبين من الفحوصات الطبية والتحاليل أن الطفل يعاني من مشاكل في الكلى ، ( قلت : لا يجوز للمعالج أن يحكم بشكل عام على الحالة المرضية من خلال جزئية معينة ، فكون أن الطب يقرر أن الطفل يعاني من مشاكل في الكلى فهذا بحد ذاته لا يعتبر مسوغاً للقول = = على سبيل المثال بأن المرأة أو الطفل يعاني من مرض روحي ، وهنا تكمن أهمية الدراسة العلمية الموضوعية منذ بداية الحالة فالتسلسل التاريخي لها ثم الرقية والعلاج ، وبناء على كافة المعطيات يستطيع المعالج أن يكون قريباً من عملية تحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وهذا ما تم مع هذه الأخت الفاضلة ، حيث أن كافة المؤشرات دلت على وجود مرض روحي ، ومن خلال اتباع الطرق الشرعية المنضبطة في الرقية والعلاج منّ الله سبحانه وتعالى عليها بالشفاء والعافية ) 0 واستمر الحمل إلى نهاية الشهر التاسع ، وأنجبت طفلة تعاني من تعب شديد ، وعاشت في العناية المركزة لمدة أسبوع ثم فارقت الحياة ، وتلك إرادة الله ومشيئته ، فأسأله سبحانه وتعالى أن يجعلها لنا فرطاً في الجنة 0 بعد ذلك قمت أنا وزوجي بإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية خوفاً من أن تكون هناك أية عوامل أو عوائق وراثية ( قلت : المسلم مطالب عادة باتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية للعلاج والاستشفاء ، ولا يجوز مطلقاً أن يبدأ الإنسان بالوسوسة أو التوهم دون توفر القرائن والأدلة التي تبين الإصابة بمرض عضوي أو نفسي أو روحي ، وكون أن تلجأ هذه الأخت الفاضلة وزوجها إلى الطب العضوي لإجراء كافة الفحوصات والتحاليل المطلوبة فهذا عين العقل ، حيث أن المعاناة الطبية أحياناً تكون بسبب عوامل وراثية عند الرجل أو المرأة أو كليهما معاً ، وهذا مطلب أساسي ملح في حالة تعرض الحمل أكثر من مرة لبعض المشكلات الصحية ، وهذا يقود حتماً إلى عدم الحكم على المسألة برمتها إلا بعد الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية للوقوف على أصل المعاناة والألم ) 0 تؤدي إلى تلك الأعراض والنتائج ، ويتبين بأن كافة التحاليل والفحوصات تؤكد على سلامة الناحية الطبية 0 والغريب في الأمر أنه وأثناء فترة الحمل كنت أحلم بامرأة تضربني وتؤذيني ، وكانت المشاكل بيني وبين زوجي في حالة مستمرة وبشكل متواصل ، إلى درجة الكراهية الشديدة التي يصعب معها الاستمرار في العلاقة الزوجية ، وكانت تصل الأمور في بعض الأحيان من كثرة المشاكل إلى أن تثور ثائرتي ، بحيث أقوم لا شعورياً ودون إرادة مني بضرب بطني بكل ما أملك من قوة ، ( قلت : هناك بعض التصرفات التي قد تحدث من قبل الحالة المرضية تحتم على المعالج بالرقية الشرعية أن يقوم بالدراسة العلمية الموضوعية المتأنية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، ولا يجوز الحكم بناء على جزئية معينة - كتلك التي حدثت مع هذه الأخت - على أن الموضوع يتعلق بمرض روحي ، فقد يعزى مثل هذا التصرف أحياناً إلى اضطرابات نفسية وفقدان الشعور عند المريض بحيث يتصرف لا شعورياً ، والقصد من الكلام السابق المعرفة التامة من قبل المعالج بكافة الظروف والأحداث المحيطة بالحالة المرضية دون الحكم عليها بناء على جزئيات وترك كافة المسائل الأخرى ، ومن خلال اتباع هذه المنهجية في العلاج يستطيع المعالج الوقوف على حقيقة الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ) 0 ولا زلت أجهل السبب الذي يدفعني لمثل هذا التصرف ، وكذلك كنت أشعر بصداع شديد في رأسي ويستمر معي هذا الصداع إلى فترات طويلة ، ولا أخفيكم الأمر فقد كانت فترة الحمل بالنسبة لي فترة قاسية صعبة لم أكن استطع أن أتحملها لولا ركوني إلى الله سبحانه وتعالى 0 وبعد مضي ثلاثة أشهر حملت للمرة الرابعة ، واستمر الحمل وكنت خلال هذه الفترة أتابع المراجعة الطبية في المستشفى ، وبعد فترة من الحمل تبين من خلال الفحوصات الطبية أن الطفل يعاني من تضخم في الكلى ، وبلغ الأمر مني كل مبلغ ، وأعترف بضعفي في هذا الموقف بالذات ، فأنا إمرأة أتلهف شوقاً إلى حنان الأم لأحتضن طفلي على صدري فأشعر بنفسي كإمرأة لا ينقصها شيء ، ولكني كنت أسعى أن يكون المولود بصحة وعافية ، من أجل ذلك طلبت من الطبيب إجهاض الجنين ( قلت : هذه المسألة تحتاج إلى بحث من الناحية الفقهية ، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان : هل يجوز في مثل هذه الحالة أن تطلب تلك المرأة من الطبيب إجهاض الجنين في شهره السادس ؟وهل يحق للطبيب فعلاً القيام بعملية الإجهاض ؟ تساؤلات كثيرة تحتاج إلى نقاش فقهي، إنما القول الملخص في تلك المسألة أنه إذا رأى الطبيب رؤية واضحة جلية لا يشوبها شك أو لبس بأن وجود الجنين في بطن الأم قد يؤدي إلى خطر على حياتها عند ذلك تصبح عملية الاجهاض ضرورة ملحة خوفاً على حياة الأم ، كما نصت عليه القاعدة الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات ) أما إن كان الأمر غير ذلك فلا يجوز مطلقاً أن تتم عملية الإجهاض وقد ناقشت المسألة مع فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان– حفظه الله– فأفاد بالآتي : ( أن الأمر إذا تم بموافقة الأم ففي هذه الحالة يعتبرهذا التصرف قتل عمد للجنين وعليها الدية للورثة، إلا إذا كانت تظن بجواز ذلك ، أو أن أحد أفتاها بالجواز ، كما أفاد بذلك أهل العلم ) ، وهذا بحد ذاته يحتم على المسلم والمسلمة الرجوع إلى العلماء وطلبة العلم العاملين العابدين لسؤالهم عن كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية وما يتعلق بها من أمراض روحية ، كي لا يقع الإنسان في مخالفات أو محظورات شرعية ، وأذكر في سياق هذا الكلام قصة حدثت مع أحد الأخوات الفاضلات حيث قدر الله سبحانه وتعالى عليها بحادث مروري نقلت على أثره إلى المستشفى الذي قام بأخذ عدة صور أشعة للتأكد من سلامتها من الناحية الطبية ، وبعد ذلك علمت هذه الأخت أنها حامل في الأشهر الأولى ، وقد نصحها الأطباء بإجهاض الحمل بسبب تلك الأشعة خوفاً من حصول تشوهات خلقية يصاب بها الجنين ، فاتصلت هذه الأخت بعلامة بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – تستفتيه في هذا الأمر، فكان رده لها قاسياً جداً وذكرها بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه ، وقال لها بأنه لو أن الطب أشار عليها بأن نسبة تلك التشوهات قد تصل إلى 99 % وأن رحمة الله 1 % ، فتقدم رحمة الله سبحانه وتعالى ، ونَصَحها أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وتدعوه تضرعاً وخفيةً وأن تستمر في حملها هذا ، وفعلت ذلك ، ورزقت بمولودة أنثى حباها الله سبحانه وتعالى بصحة وعافية وجمال ، والله تعالى أعلم ) 0 لسببين : الأول لأني كنت أعلم بأنه لن يعيش كسابقه ، أما السبب الثاني فكان للمعاناة والألم من الأحلام والكوابيس التي أثقلت كاهلي إضافة إلى الإرهاق والتعب الذي كان أكثر ما يصيبني خلال فترة الحمل ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسامحني وأن يغفر لي ما قدمته يداي في حق الله ثم في حق نفسي وحق طفلي 0 وفي هذه الأثناء ذكر لي شيخ في المملكة الأردنية الهاشمية يعالج بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ( قلت : هذه المسألة من المسائل التي لا بد أن تحضى باهتمام كبير من قبل كافة فئات المجتمع ، حيث أنه لا يجوز مطلقاً اتباع كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع في التوجيهات المتعلقة بالرقية الشرعية والعلاج ، فلا بد من التثبت والتأكد قبل الذهاب للشخص بعينة من منهجه وطريقته في الرقية والعلاج، أما أن يذكر فلان أو علان وهو أبعد ما يكون عن الكتاب والسنة ، بل قد يعتبر من أخطر السحرة والدجالين والعرافين والمشعوذين كما حصل مع هذه الأخت ، ومن هنا فإنني أوجه النصح لكافة المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي ، وبصفة خاصة النساء من تحري الحق قبل طرق باب أي رجل أو امرأة للرقية الشرعية والتأكد من المنهج والطريقه ، ويحذرن كل الحذر من اتباع كافة الأبواق التي تدل على الشر وأهله 0 وهنا تكمن أهمية العودة إلى العلماء وطلبة العلم والدعاة للتثبت والتأكد من هؤلاء المعالجين ، وتحري الدقة في هذه المسألة ، وقد يقع المسلم فريسة للسحرة والمشعوذين والدجالين وقد يقود ذلك إلى خسران الدين والمال والعرض ، فأسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ) 0 وذهبت من فوري إلى هذا الرجل علّ الله سبحانه وتعالى أن يجعله سبباً في شفائي وتفريج كربتي مما أعاني منه من تعب وإرهاق بدني ونفسي ، وكانت الصدمة حيث تبين لي أن الرجل كغيره من الرجال السحرة والمشعوذين ، فطلب اسم أمي ، واسم أبي ، وقال لي بأنك إنسانة مسحورة ومعك تابعة ، وقام بإعطائي بخور وأوراق ومـاء ، وطلـب مني أن أضع الأوراق في المـاء وأشرب واستحم من هذا الماء طيلة فترة الحمل ، |
( قلت : وتحت هذا العنوان لا بد من الإشارة إلى مسألتين مهمتين :
الأولى : أن الواجب على المسلم إذا طرق باب رجل للعلاج بالرقية الشرعية وتبين له أن الرجل من أصحاب السحر والدجل والشعوذة ، عليه أن يترك الرجل على الفور ، حرصاً على سلامة عقيدته ودينه 0 الثانية : ما ذكرته الأخت الفاضلة فيما يقوم به هذا الرجل من تخرصات وإعطاء البخور والماء والأوراق ونحو ذلك من أمور أخرى لهو تأكيد على أن الرجل من أصحاب السحر والشعوذة والكهانة ، وعلى كل مسلم أن يحرص على معرفة العلامات التي تدل على الساحر والمشعوذ ، وقد تعرضت بتفصيل دقيق لكافة العلامات في هذه السلسلة ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) ، تحت عنوان " كيف تميز بين الساحر وغيره " ) 0 وأيقنت أن كل ذلك دجل وشعوذة وأنه لا فائدة مطلقاً من استخدام كل ذلك حيث أن الحمل لم يحدث أثناء تلك الفترة 0 ( قلت : يلاحظ من سياق الكلام آنف الذكر في قول الأخت بأنه مع مراجعتها لذلك الساحر فلم يحدث حمل خلال تلك الفترة ، وهذا يؤكد أن الأمر لا يتعلق بالساحر ولا بغيره ، إنما الأمر يتعلق بإرادة الله سبحانه وتعالى وهو القائل في محكم كتابه : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) ( سورة الشورى - الآية 49 ، 50 ) ، فالقضية ليست مرتبطة بأحد من الخلق كائن من كائن ، إنما الأمر بيده سبحانه وتعالى وتحت قدرته ومشيئته ، وفي ذلك درس وعبرة وعظة لكل أولئك الذين يطرقون أبواب السحرة والمشعوذين ظناً أنهم يملكون مفاتيح الأمور بأيديهم ، أتوجه لكل هؤلاء بالنصح وليتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم ، وأن يعلموا يقيناً حقيقة التوحيد ( توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ) ، وأن يطبقوا حقيقة ذلك في واقعهم وحياتهم العملية ) 0 وبعد ثلاثة أشهر من تلك الحادثة حملت للمرة الخامسة ، وقد ذكر لي أثناء فترة الحمل شيخ يعالج بالقرآن والسنة في المملكة الأردنية الهاشمية في منطقة يقال لها ( إربد ) ، فذهبت إليه ووجدته كغيره من السحرة والدجالين فأعطاني حجاب ، والأغرب من ذلك كله أنه أعطاني قفل ووضعه على ظهري لتثبيت الحمل 0 ( قلت : حقيقة الأمر عندما قرأت هذا الكلام لم استوعب معناه الحقيقي مما اطّرني أن أتصل بهذه الأخت لكي أستوضح منها هذا الأمر فقالت لي : ( جاء هذا الرجل بقفل حديدي ففتحه بالمفتاح الخاص به ، ثم وضعه عند رقبتي من الخلف ، وبدأ يقرأ من القرآن الكريم ويحرك القفل من أعلى إلى أسفل حتى وصل به إلى أسفل منطقة الظهر ، ثم أعاد إغلاقه ، ثم قدمه لي وقال بالحرف الواحد : لن ينزل الحمل هذه المرة إلا في حالة واحدة إذا فتحتِ هذا المفتاح بالقفل الخاص به ) 0 وأقول في مثل هذا الموقف " عش رجباً ترى عجباً " ويقال هذا المثل استهزاء بما يفعله كثير من الناس في شهر رجب بحيث يذكرون أمور كثيرة جداً على أنها من الدين والشرع وهي أبعد ما تكون عن ذلك ، وكافة ما يذكر بخصوص هذا الشهر هيَّ بدع محدثة ، فنسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ولا أدري حقيقة كيف يفكر أمثال هؤلاء الرجال ، وهل وصل الجهل والانحطاط ببعض رجال هذه الأمة إلى هذا الحد ، هل بلغ الاعتقاد إلى هذه الدرجة التي لا يمكن بأي حال أن توسم بها العقول والأفئدة ، أنا لا أشك مطلقاً أن كثير من مظاهر الشرك التي ترى على الساحة اليوم في كثير من دول العالم الإسلامي لم يأتي بها مشركوا الجاهلية الأولى ، فكيف لبعضنا أن يعتقد بأن مفتاح حديدي أصم يملك حَملاً وقوة وبأساً ، وأين خالق الكون سبحانه وتعالى المتصرف في ملكه وحكمه ، المنصف العدل في تقديره وأمره ، سبحانه وتعالى عن أي أمر أشرك به عباده وخلقُه ، ولا حول ولا قوة إلا به العلي في قدره ، العظيم في شأنه ) 0 وبعد تلك الحوادث أصابني القنوط واليأس والملل ، ( قلت : المسلم مطالب دوماً باللجوء إلى الخالق سبحانه وتعالى ، وتوكيل الأمر إليه ، والاستعانة به في النوائب والنوازل بالتضرع والدعاء والذكر ، ومن تمام توكل العبد على خالقه أن يبادر إلى اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء مع الاعتقاد الجازم بأن الشفاء والعافية من الله سبحانه وتعالى وحده، فإن كان العبد قريباً من خالقه منيباً إليه فأنى له القنوط واليأس والملل، = = إن استشعار المعنى الحقيقي لهذا الدين وهذه العقيدة في القلوب والأفئدة لمما يجعل عند المؤمن الحق يقيناً جازماً بأن مقادير الدنيا بيده سبحانه وتعالى وحده ، ولو علمنا يقيناً المعنى الحقيقي لتوحيد الله سبحانه وتعالى(توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات) لكفانا المؤونة ، ولعشنا في هذه الحياة لا نبتغي إلا رضاه ، ولو تحقق ذلك الأمر في الواقع العملي الذي يعيشه كثير من المسلمين اليوم لعشنا في سعادة لا ينازعنا فيها مخلوق على وجه هذه الأرض ، فلا يأس ولا قنوط ولا ملل مع رحمة الله سبحانه وتعالى ، ورحمته قد وسعت كل شيء ) 0 ولم أعد أتحمل مراجعة المصحات أو المستشفيات فقد سئمت من التحاليل والفحوصات وأخذ العينات ، وأصبحت تنتابني اضطرابات نفسية شديدة نتيجة لتلك المعاناة التي عانيتها لسنوات طوال 0 ونتيجة لذلك أصبحت أصدق كل ما يقال لي ، لدرجة أنني ذهبت إلى امرأة في إحدى مناطق المملكة العربية السعودية تعالج بالكي ، وقامت بكيّ في ظهري وفي منطقة الأرحام بست كيّات ولكن دون فائدة تذكر ( قلت : لا يجوز أن يفهم هذا الكلام على أن اللجوء إلى استخدام الكيّ لا ينفع في العلاج والاستشفاء ، وقد دلت الأحاديث الثابتة في السنة المطهرة على هذه الخاصية ، فقد ثبت من حديث عقبة بن عامر ومعاوية بن خديج - رضي الله عنها - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية تصيب ألما ، وأنا أكره الكي ولا أحبه ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 3 / 335 ، 343 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3026 - السلسلة الصحيحة 245 ) ، وثبت من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده -1 / 245 ، 246 - 3 / 343- 4 / 146- 6 / 401- متفق عليه- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- كتاب الطب ( 3 ) – برقم ( 5680 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 71 ) – برقم ( 2205 ) ، وابن ماجة في سننه – كتاب الطب ( 23 ) – برقم ( 3491 ) ، والطبراني في " المعجم " – 3 / 153 / 1 ، أنظر صحيح الجامع 3734 ، صحيح الترمذي 2813 ، صحيح ابن ماجة 2813 - واللفظ للترمذي وابن ماجة - السلسلة الصحيحة 1154 ) ، مع أن الأولى ترك = = العلاج والاستشفاء بالكي لأن رسول صلى الله عليه وسلم كرهه مع فعله له ، وقد نصت على ذلك الأحاديث الثابتة الصحيحة ، فقد ثبت من حديث عمران بن الحصين - رضي الله عنه - قال : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي 0 فاكتويت 0 فما أفلحت ، ولا أنجحت ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 249 ، والترمذي في سننه - كتاب الطب ( 10 ) - برقم ( 2138 ) ، والنسائي في السنن الكبرى – 4 / 377 – كتاب الطب ( 67 ) - برقم ( 7602 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 23 ) - برقم (3490) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 1669 ، صحيح ابن ماجة 2812 ) ، كما ثبت من حديث سعد الظفري - رضي الله عنه - قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي ) ( أخرجه الطبراني في الكبير - 3 / 153 / 1 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 6897 ) ، وقد ثبت أيضاً من حديث المغيرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 249 ، 253 ، والترمذي في سننه - كتاب الطب( 14 )- برقم ( 2146 ) ، والنسائي في السنن الكبرى - 4 / 378- كتاب الطب ( 67 ) - برقم ( 7605 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 23 )- برقم ( 3489 ) ، والحاكم في المستدرك - 4 / 415 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 6081 ، صحيح الترمذي 1677 ، صحيح ابن ماجة 2811 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 244 ، المشكاة 4555 ) 0 وقد ذكر العلماء جملة من الأقوال في الجمع بين مشروعية التداوي بالكيّ وكراهة ذلك ، وأنقل بعض تلك الأقوال : * قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ :( قال ابن القيم - رحمه الله - : قد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع 0 أحدها فعله ، والثاني : عدم محبته ، والثالث : الثناء على من تركه ، والرابع : النهي عنه 0 ولا تعارض بينها بحمد الله ، فإن فعله له لا يدل على جوازه ، وعدم محبته له يدل على المنع منه 0 وأما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أولى وأفضل ، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة ) ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - ص 96 ) 0 * قال الحافظ بن حجر في الفتح :( ويؤخذ من الجمع بين كراهته صلى الله عليه وسلموبين استعماله له أنه لا يترك مطلقا ولا يستعمل مطلقا ، بل يستعمل عند تعينه طريقا إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالى ) ( فتح الباري - 10 / 139 ) 0 = = * وقال أيضا :( وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : علم من مجموع كلامه في الكي أن فيه نفعا وأن فيه مضرة ، فلما نهى عنه علم أن جانب المضرة فيه أغلب ، وقريب منه إخبار الله تعالى أن في الخمر منافع ثم حرمها لأن المضار التي فيها أعظم من المنافع 0 انتهى ملخصا ) ( فتح الباري - 10 / 139 ) 0 وقد تعرضت لمسألة العلاج بالكيّ في هذه السلسلة ( الفواكه الدواني للطب النبوي والقرآني ) تحت عنوان ( العلاج بالكيّ ) بتفصيل أدق 0 ولنا وقفة تأمل مع ما صرحت به هذه المرأة الفاضلة حيث قالت عن العلاج بالكيّ " دون فائدة تذكر " ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً أن لا فائدة من العلاج بالكيّ ، فهذا أمر قد ثبت نفعه في السنة المطهرة بأحاديث نقلية صريحة ، وكون أن الله سبحانه وتعالى لم يكتب لهذه المرأة الشفاء فقد يعود ذلك لأسباب كثيرة منها : أن الله سبحانه وتعالى لا يريد شفاءها في هذا الوقت بالذات لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى ، وقد يكون الأمر من جهة أخرى بحيث أن الكيّ لم يوافق مكان الداء الذي كانت تعاني منه هذه الأخت الفاضلة ، وبخاصة أن غلبة الظن تشير إلى أن المعاناة معاناة روحية ، والله تعالى أعلم ) 0 وأخيراً ذكر لي أحد الإخوة الذين يعالجون بالقرآن في المملكة العربية السعودية ، فذهبت إليه وطرقت بابه وأملي بالله سبحانه وتعالى أن يرزقني قرة عين يكون عوناً لي في دنياي وآخرتي ، وبدأت مرحلة العلاج ، وكان يركز هذا الأخ الكريم على مسالة هامة وهي عودتي إلى الله سبحانه وتعالى وتوجهي واعتمادي عليه ، وبين لي أنني أخطأت في حق ربي ثم في حق نفسي من حيث ذهابي إلى بعض الأشخاص دون تثبت وتأكد من منهجهم وطريقة علاجهم ، وبفضل الله سبحانه وتعالى حملت للمرة السادسة ، واستمر العلاج طيلة فترة الحمل ، وفي بداية الأمر كنت أشعر بتعب شديد ، مع الشعور بالأحلام المزعجة ، وكذلك ازدياد حدة الخلافات الزوجية المستمرة والمتواصلة ، ولكن بدأ التعب يخف تدريجياً ، وكان الأخ المعالج يُحرّص عليَّ بالاستمرار في التوجه والركون إلى الله سبحانه وتعالى من جهة ، ومن الجهة الثانية مراجعة المستشفى وإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة ، 0 |
( قلت : وهذا هو عين العقل في هذه المسألة بالذات ، والذي ينصح به المعالحون المتمرسون أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة دوماً هو استمرار الحالة المرضية بالمراجعة الطبية وإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية المطلوبة ، حتى في حالة لو أنه قد تبين أن المريض يعاني من مرض روحي فلا يجوز تدخل المعالج بالمسائل الطبية ويكتفي بالجانب الذي يهمه وهو الرقية الشرعية ، ويترك النواحي الطبية الأخرى لأهل الاختصاص والمعرفة والخبرة ، ومثل هذا الإجراء لا بد أن يقود حتماً إلى تعزيز أواصر الترابط والمحبة بين الأطباء العضويين والنفسيين وكذلك المعالجين بالرقية ، والله تعالى أعلم ) 0
وبفضل الله سبحانه وتعالى كانت كافة النتائج إيجابية ، وتبين كافة التحاليل بأن الطفل يتمتع بصحة وعافية وذلك فضل الله سبحانه وتعالى وحده 0 وكنت في تلك المرحلة الحرجة في سباق مع الزمن ، كنت أخاف أن أصدم مرة أخرى بأمر لا أكاد أتقبله ، ولكن أنيسي الوحيد كان في توصيات ذلك الأخ الكريم الذي كان يقدم النصح والإرشاد ليربطني بخالقي ، ويزيد من عزيمتي وقوتي وكان ذلك ، إلى أن حان وقت الولاده ورزقت بمولود ذكر ، ( قلت : وهذا هو عين العقل في هذه المسألة بالذات ، والذي ينصح به المعالحون المتمرسون أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة دوماً هو استمرار الحالة المرضية بالمراجعة الطبية وإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية المطلوبة ، حتى في حالة أن المريض يعاني من مرض روحي فلا يجوز تدخل المعالج بالمسائل الطبية ويكتفي بالجانب الذي يهمه وهو الرقية الشرعية ، ويترك النواحي الطبية الأخرى لأهل الاختصاص والمعرفة والخبرة ، ومثل هذا الإجراء لا بد أن يقود حتماً إلى تعزيز أواصر الترابط والمحبة بين الأطباء العضويين والنفسيين وكذلك المعالجين بالرقية ، والله تعالى أعلم ) 0 فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنيت عليه على ما رزقني ، وكذلك فإني لن أنسى فضل هذا الأخ الكريم الذي وجهني إلى خيريّ الدنيا والآخرة ، وقرأ عليّ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطفلي يبلغ من العمر الآن شهر واحد ، وهو يتمتع بصحة وعافية ، وقد تعلمت من خلال تلك المعاناة درساً لن أنساه ما حييت ، علمت أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، وعلى المسلم أن يسعى إلى اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية المباحة وفي ذلك الخير والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم 0 تلك القصة أرويها لكم كما كتبتها هذه المرأة بخط يدها ، وقد جاءت هذه الأخت الفاضلة لمراجعتي قبل عام ، وحاولتُ قدر المستطاع أن أزرع اليقين في قلبها حيث أنها كانت تعاني من حالة نفسية سيئة نتيجة للظروف التي مرت بها ، وقد استمرت مرحلة العلاج معها إلى أن منّ الله سبحانه وتعالى عليها بمولود ذكر ، وحقيقة الأمر فقد تبين لي بعد المعاينة ودراسة الحالة دراسة علمية مستفيضة أن المرأة قد تعرضت لنوع من أنواع السحر وعِلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، مما أدى إلى حصول كافة الأعراض المذكورة في سياق القصة آنفة الذكر ، وقد ظهرت بعض الأدلة والقرائن والأعراض أثناء الرقية الشرعية حيث كانت تعاني المرأة من آلام وأوجاع شديدة للغاية ، وبدأت تلك الآلام تخف تدريجياً مع الرقية الشرعية ، أما الأحلام والكوابيس التي كانت تأتيها فكذلك الحال خفت تدريجياً إلى أن تلاشت بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه 0 قلت : إن القصد من ذكر تلك القصة وفي هذا الموضع بالذات ، أن تكون عبرة وعظة للأطباء في التخصصات العضوية والنفسية ، لكي يقوموا بمزيد من البحث والدراسة العلمية الموضوعية الجادة حول كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية بشكل عام أو ما يتعلق بها من أمراض روحية كالصرع والسحر والعين بشكل خاص ، وحقيقة الأمر فإن اطّلاع الأطباء العضويين والنفسيين على الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذا الأمر من قبل أهل الاختصاص في الرقية الشرعية سوف تثري بلا شك المعلومات العامة حول هذا الموضوع لديهم ، ويستطيعوا معرفة كثير من الحقائق والأمور التي تخفى عليهم والتي تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث 0 أما ما يتعلق بأحداث القصة المذكورة فقد تبين أن المرأة تعاني من مرض روحي وعلم ذلك عند الله ، وبفضله سبحانه وتعالى وكرمه فقد كَتَبَ لها الله ما كانت تتمناه ، فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعله قرة عين لها ولوالده إنه سميع مجيب الدعاء ، وأود الإشارة إلى أن المرأة قد نصحت أثناء فترة العلاج بالرقية الشرعية من الاستمرار بالمراجعة الطبية طيلة فترة الحمل ، واتخاذ كافة الاجراءات الطبية الخاصة بالمتابعة والفحص 0 |
أثناء طوافها ببيت الله الحرام ؟! ذكرها الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) – حفظه الله - ، نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) ، (المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ـ ص 146،147 ) - رحمه الله - ، وهي قصة امرأة أصيبت بالشلل ، وبقيت على ذلك الحال فترة طويلة من الزمن ، وذات يوم … وأثناء طوافها ببيت الله الحرام وفي ساعة معينة شعرت بقدرة على الحركة وبقدرة الله تعالى استطاعت المرأة أن تمشي وتعود إلى سابق عهدها ، وتبين بعد ذلك أن رجل معيانا توفي بالقرية في نفس الوقت الذي استطاعت المرأة أن تمشي وأن تعود لسابق عهدها بعد أن كانت مقعدة لا تستطيع الحراك ، والله تعالى أعلم 0 |
ظهرت على الرجل أعراض العين ؟! وتلك قصة رجل كان يعمل في شركة خاصة ، قد أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بالرزق الوفير ، ففكر في بناء منزل يأويه وأهل بيته ، وابتدأ مشروعه بفرح وسعادة وهو ينظر إلى ذلك المنزل وهو يشيد أمام ناظريه ، وشعر أنه قد أسعد جميع أفراد الأسرة ، لكنه لم يعلم ما يخفي له قدر الله سبحانه وتعالى ، وذات يوم … كان يتفقد البناء الجديد باستبشار وفرح ، ومر عليه رجل من معارفه ، فتفوه بكلمة إعجاب وإطراء تتعلق بهمته ونشاطه مع تجاوزه سن الستين ، وكان قدر الله ، فما أن ابتعد ذلك الرجل بضعة أمتار عن المكان ، إلا والرجل يسقط من الطابق الثاني ، ونقل إلى المستشفى وبقي في العناية المركزة مدة تزيد عن ستة أشهر ، وبعد رقيته بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ظهرت على الرجل أعراض العين والله تعالى أعلم ، وبعد ذلك أنتقل إلى رحمة الله 0 |
كانت سببا في إنقاذ حياته !!!
وأذكر قصة واقعية حصلت قبل سنوات ، قصة شاب يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما ، روى قصته فقال : كنت طفلا في الثالثة من عمري وكنت ألعب في شرفة منزلي ، وسقطت من علو ثلاثة أدوار ، فأخذني والدي للمستشفى وهو متيقن بأني لن أعيش ، وإن عشت فلا بد أن تكون لتلك السقطة مضاعفات خطيرة ، وأدخلني المستشفى ، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة ، فاحتار الأطباء … حيث لم تظهر لهم أية أعراض جانبية ، وأعادني والدي للمنزل ، وبقيت نائما مدة تتراوح ما بين ثلاثة وأربعة أيام ، بعد ذلك عدت إلى سابق عهدي ، إلا أن والدي ووالدتي لاحظوا أمرا ملفتا للنظر وهو عصبيتي الشديدة وفقداني لأعصابي أثناء الغضب بحيث يتغير شكلي وملامحي ، وقد أستخدم أسلوب الضرب والتكسير ونحوه ، وبازدياد عمري زادت الأمور سوءا ، وعند رقية الرجل نطقت على لسانه امرأة تدعي أن اسمها ( فاطمة ) وهي مسلمة ، وعند سؤالها عن سبب دخولها لهذا الشاب ، قالت : عندما كان طفلا صغيرا سقط من شرفة منزله ووقع علي فأصابني بإيذاء في جسدي ودخلت فيه ، وعند ذلك تفطن الوالد بأن وقوع ولده على هذه الجنية كان سببا في إنقاذ حياته بإذن الله تعالى ، وتم تذكيرها بالله سبحانه وتعالى ، وبأن الطفل لم يقصد إيذاءها وأنها كانت سببا في إنقاذ حياته ، وتم إيضاح الأمر لها وأن اقترانها بهذا الشاب من الظلم الذي حرمه الله ، وأن عاقبة الظلم وخيمة في الدنيا والآخرة ، فعادت إلى الله واستغفرت لذنبها ، وبدأت محاولة الخروج ، وبقيت فترة تحاول ذلك إلى أن مضى عليها شهران تقريبا ، وكان ينتابني إحساس بصدق ما تقول ، وبعد ذلك من الله سبحانه وتعالى عليها بالخروج ، وعاد الشاب طبيعيا ، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى وحده ، والله تعالى أعلم 0 |
فارق هذا الشاب الحياة ؟؟؟!
ذكر لي هذه القصة أحد الأطباء الثقات ، حيث قال : أحضر شاب في مقتبل العمر إلى المستشفى الذي كنت أعمل به ، وكان يعاني من الآم مبرحة في منطقة البطن ، وأثناء فحصه من قبل الطبيب المسؤول ، … فارق هذا الشاب الحياة ، وبعد التحقيق في الأمر ، تبين أنه كان يعاني من اضطرابات عصبية ونفسية أخذ على ضوئها إلى أحد المعالِجين ، فقرأ عليه وبدأ باستخدام أسلوب الضرب والرفس والركل ، يقول الطبيب : ونتيجة لاستخدام هذا الأسلوب الخاطئ في العلاج أثر ذلك على إحدى فقرات القفص الصدري ، فاخترقت هذه الفقرة الكبد واستقرت فيه ، ونتيجة لذلك حصل نزيف داخلي لهذا الشاب وتوفي على أثره 0 ــــ وهذا الكلام لا يعني مطلقا الامتناع عن استخدام الأساليب والوسائل المتاحة والمباحة في رد ظلم الأرواح الخبيثة كالضرب أو الخنق ونحوه ، وتلك أمور فعلها وأقرها علماء الأمة وأئمتها. وللمزيد من الإيضاح حول هذه المسألة انظر السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى ، ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ص ـ 249 |
تجربة طبيب استشاري مع حالة اقتران شيطاني !!! يذكر الدكتور نبيل ماء البارد - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري – حفظه الله تجربته ومعاينته لحالة أصيبت بصرع الأرواح الخبيثة في تقريره فيقول : ( قبل بدء الرقية الشرعية على المريضة ، كانت قلقة متوترة مع نوبات من الهمود النفسي ، تجيب على الأسئلة المطروحة عليها ولكنها غير متعاونة تماما ، ويبدو أنها قلقة ليس على نفسها فقط ، إنما على كل من كان حولها من العائلة 0 أظهر الفحص العصبي المختص سلامتها من جميع النواحي العضوية العصبية ، أما فحص الحدقتين فكانتا بحجم طبيعي ( 4 - 5 مم ) ، مع استجابة عادية للمنعكس الضوئي حيث أنه المتعارف عليه أن تسليط الضوء على حدقة الإنسان المتواجد في غرفة معتمة نوعا ما يؤدي إلى انقباض أو صغر في حجم الحدقة ، وهذا ما كان عليه الحال بالنسبة للسيدة المذكورة 0 وبعد الرقية ، ومحاولة التكلم مع من تواجد بداخلها بدأت بالانفعال الشديد والهيجان ، وقد بدا واضحا أن الشخص الذي يتكلم معنا هو شخص آخر ليس فقط بسبب تغير في نبرة الصوت ؛ وإنما للتعرض لأحداث وإجابات لم تكن تعرف عنها شيئا قبل ذلك ، وخلال هذا الطور كان من الصعوبة تسليط الضوء على العينين لفحص الحدقتين حيث كان ذلك يؤدي إلى هيجان شديد مع صعوبة في السيطرة عليها ، ولكن بالرغم من ذلك تبين بأن حدقتا العينين هما في أشد مراحل التضييق ، ولا يوجد لها أي تفاعل أو تغير بعد تسليط الضوء الشديد عليهما ، وكانت العينان في حالة حركة أفقية مستمرة وهي ما نسميه ( بالرأرأة ) 0 وفي المرحلة الأخيرة وعندما طلب من الجني الخروج منها وذلك عن طريق الساق اليسرى أصابتها حالة اختلاجية تشنجية شديدة وموضعية خاصة في الساق اليسرى 0 وبعد ذلك طرأ تغير شديد على المريضة حيث استفاقت وهي لا تعلم عن كل ما أصابها ، كانت في حالة ذهول شديد ، وأرادت أن تتمم الحديث الذي بدأته قبل الرقية ، بدت عليها علامات الارتياح والطمأنينة ، وعندما سألناها عن الصداع الشديد الذي كانت تشعر به قبل ذلك أجابت بأنه قد اختفى نهائيا 0 تم فحص حدقتي العينين للمرة الثالثة ، ووجد أنهما عادتا إلى الوضع الطبيعي الذي كانتا عليه قبل أن تتم القراءة عليها 0 أما فحص قاع العين فقد كان طبيعيا قبل وأثناء وبعد القراءة عليها وصدق الله تعالى حيث قال في محكم كتابه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0 وقال : ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا ) ( سورة الإسراء – الآية 85 ) 0 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0 كتبه أبو الليث – الدكتور نبيل بن سليم ماء البارد - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري ) ( نقلاً عن كتاب " العلاج القرآني والطبي من الصرع الجني والعضوي " – ص 98 ، 100 ) 0 |
سحر أم ماذا ؟؟؟
ذكر هذه القصة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – حيث يقول : ( هناك قصة لشاب معروف متوسط الحال ، فبعد موت أبواه سعى اخوته وأقاربه له حتى تزوج بفتاة معروفة لديهم ، ولكنه عندما دخل بها لم يجدها بكراً ، مع أنه تجشم الشقة وجمع ما أمكنه واقترض واستدان ، وقد اعترفت الزوجة له بأنها قد علقت قبله شاباً ومكنته من نفسها فأزال بكارتها ، ثم إن الشاب بعد هذا الخبر أصابه قلق واضطراب في نفسه ، فأصبح يفكر في أمره واعتزل أهله ، وساءت حالته ، وأصابه ضيق واكتئاب ففطن له اخوته وظنوه مسحوراً ، فأسرعوا إلى أحد السحرة ومعهم بعض أكسيته حسب طلب الساحر الذي نظر في لباسه فقال : إنه قد عمل له عمل أوقعه في هذا الصدود والإعراض ، وصرف عن أهله ، وأخذ يصف لهم العمل وموضعه ومن عمله ، وطلب منهم مالاً حتى يبطل ذلك العمل ، وطلب إحضار الشاب عنده حتى يتجاوب معه ، فبعد أن أخبروا الشاب بما قال الساحر سخر منهم وأخبرهم حقيقة بالسبب الذي حصل له مما كان سبباً في معرفتهم لحال هؤلاء المشعوذين والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين – ص 262 ) 0 |
هند ومعاناة السرطان !!!
هند ) طفلة كويتية ؛ أصيبت بأشد أمراض السرطان في إحدى ساقيها وقد أجريت لها فحوصات طبية مكثفة في مركز ( حسين مكي جمعة ) لجراحة السرطان بالكويت ، كما تلقت علاجا مكثفا في مركز ( أجلستون ) التخصصي لمعالجة السرطان في مدينة ( أتلنتا ) بولاية جورجيا الأمريكية ، وقد بلغت تكاليف العلاج حوالي نصف مليون دولار ، كما تعرضت لعمليات فحص وتشخيص حصيلتها ملف ضخم من التقارير ، وما يربو على مائتين وخمسين صورة أشعة تؤكد أصابتها بالمرض 0 وفي إحدى مراحل العلاج ، وبعد تشخيص دقيق ، خضعت هند لمرحلة علاج كيماوي ( كيموثيروبي ) ( CHMOTHERAPY ) لم يؤد إلى أي نتيجة ، في الوقت الذي ذكر فيه الأطباء المختصون في المركزين المذكورين أن هذه النوعية من العلاج يجب أن تؤدي إلى نتيجة رئيسة خلال ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير 0 وفي مرحلة ثالثة نصح الأطباء والدي هند ببتر ساقها مع احتمال ظهور الخلايا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في وقت لاحق لا يتعدى السنوات القليلة 0 إحدى عناصر المأساة تمثلت في وجود عدد غير قليل من أقرباء هند مصابين بالمرض نفسه 0 حالة الحزن التي بدت على وجه الطفلة الصغيرة هند جعلت والدها يتعثر في برنامجه لتقديم أطروحة الدكتوراه في الكمبيوتر في إحدى الجامعات الأمريكية ، في حين كانت الليالي الطويلة تمر على والدة هند وسط هاجس من الخوف والقلق على مستقبل ابنتها الصغيرة ، ولكن إيمانها بالله جعلها تسلم بقضاء الله وقدره 0 وفي ليلة من الليالي أوت أم هند إلى فراشها ؛ فسافر ذهنها بعيدا ، وأخذت تسبح في بحر من الأوهام والخيالات ، فتمثلت لها صورة ابنتها الصغيرة وهي تمشي على ساق واحدة وتتوكأ على عصا ، فانهمرت عيناها بالدموع حتى بللت الفراش ؛ فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وأخذت بذكر الله - عز وجل - 0 وفجأة 000 تذكرت أم هند شيئا مهما قد نسيته 00 إنها الاستخارة 00 فقامت مسرعة وبادرت إلى أدائها 0 وفي الصباح كرهت أم هند جميع أنواع العلاجات والأدوية التي تقدم لابنتها ، وقررت عدم الإقدام على بتر ساق ابنتها ؛ فقد هداها الله إلى علاج آخر يختلف عن سائر الأدوية والعلاجات 00 إنه القرآن الكريم الذي جعله الله شفاء ورحمة للمؤمنين 0 فقد ذكر لها شيخ فاضل يعالج بالقرآن والرقى الشرعية فانطلقت بابنتها إليه ، وبعد عدة جلسات قام فيها الشيخ بالقراءة والنفث على ساق هند ودهنها بالزيت كانت المفاجأة 000 فقد بدأ التحسن يطرأ على ساق هند ، وبدأ الشعر ينمو في رأسها بعد أن تساقط معظمه بسبب العلاج السابق ، ثم شفيت بإذن الله وعادت إلى حالتها الطبيعية 0 لقد كانت النتيجة مذهلة للجميع 00 للطفلة التي عادت إليها الحيوية والنشاط ونضارة الطفولة 00 ولذويها الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في شفائها من هذا المرض العضال بعد أن أجمع الأطباء على أن لا علاج إلا البتر ، أما الشيخ فابتسم وهو يقول : إن الأمر غير مفاجئ له ؛ فمعجزات القرآن عادية لكل مؤمن ؛ وهي أكثر من أن تحصى ، وقد جعل الله آياته شفاء لكل داء 00 قال سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0 اختصاصي كبير في مستشفى ( أجلستون ) الأمريكي أكد أنه لا يستطيع تصديق التطور الذي طرأ على صحة هند حتى يرى الحالة على الطبيعة ، وعندما علم أن هندا تستطيع الركض الآن ، وأن الشعر برأسها وأجزاء جسمها الأخرى قد نما بعد سقوطه أصيب بحالة من الذهول ، وطلب هند بأية طريقة ) ( سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح - بتصرف - ص 3 - 6 ، نقلا عن بعض الصحف الكويتية ) 0 |
أخ خالد كيفك
لدي استفسار أولي .. هل هذه القصص هي من تجاربك أنت في الحياة كمعالج شرعي أم هي منقولة عن معالجين ؟! لأني لدي عدة استفسارات لكن احتاج معالج شرعي يجاوب عليها شكرا |
اقتباس:
اهلا وسهلا فيك اختي الجريئة.. اخر كل قصة..مكتوب من اين تم نقلها..., |
الساعة الآن 02:34 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا