![]() |
الى كل شاعر قبل ان تكتب..قف..!!!!
الى كل شاعر
أمسكت بناني لاسطر ما يجول في جناني .. وما يمليه علي ايماني .. فكتابتي اليوم ليست كأي كتابة لاني أخاطب فيها شخصاً ليس كغيره من الاشخاص وبشر ليس كغيره من البشر . أجل وربي : خطابي معك أنت يا من حباك الله موهبة ً حرمها عن غيرك وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلاً .. اليك : يامن تسمعنا من الحديث حلاوة . اليك : يامن سحرت الالباب وفتنت القلوب . اليك : يا من تعيش همومي بكلماتك وتروي احزاني بألحانك وتنظم أشواقي بقوافيك . اليك : صاحب اللسان الفصيح واللب النصيح . اليك : يامن اذا احببت اسمعتنا ما يرفعنا فوق الافق .. وان كرهت ارديتنا تحت النفق .. واذا فصحت عن اشواقك أدمعت مآقينا . اليك : يامن تحسن وصف الامور اجمل مما هي عليه . اليك : يا من تملك موهبة يغبطك عليها الحبيب ويحسدك عليها الغريب . اظنك علمت انك انت المقصود من حديثي .. أجل خطابي اليك ايها الشاعر يافارس الكلمة ومروض الفكرة وقاهر القوافي . اتعلم ؟ اني لشعرك دائماً مستمعة !! فلطالما كوتنا نار اشواقك الملتهبة من ابياتك .. ولطالما قطعت احشائنا خناجر البعد والفراق الصادرة من اشعارك . فهل تسمح لي ؟ بعد ان رويت معاناتي دون ان اشكي اليك وسطرت عبراتي دون ان اتفوه بكلمة ونسجت احلامي دون ان ابوح لك بسري . بعد طول عناء وبعد هذا المشوار هل لي من كلمة ؟ أما سألت نفسك ؟ من أين لك هذا ؟ والفضل لمن ؟ هل وصلت الى ما وصلت اليه بجهدك وحدك؟ ام ورثته عن آبائك ؟! ام وهبته لك قبيلتك لترفع به رأسها وتسخره للذود عنها ؟! ام كان هدية عيد من صديق ؟ ام ماذا ؟؟! ألا تعلم : أن " هذا من فضل ربي " وان الفضل لله اولاً وآخراً وهبك ما سلبه من غيرك .. فلسانك ياأخي سلاح وهبك اياه المنان .. فهل جزاء الاحسان الا الاحسان .. أأحسنت الى الله كما أحسن اليك ؟ الم تسأل نفسك قبل أن تسأل فيما سخرت هذه الملكة ؟! كم من فتاة سحرت لبها بكلامك المعسول فراحت تطرد أحلام نسجتها قوافيك المنظومة .. وأشواقك المكتوبة .. راحت تصم الآذان عن داعي الرحمن .. وترخي السمع لداعي الهوى والشيطان . وكم من شاب صار يلهث بأبياتك قياماً وقعودا وعلى كل حال .. قف واسمع : لحديث رسولنا ومعلمنا الاول صلى الله عليه وسلم : " من سن في الاسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من تبعها " . ألم تفكر ؟! وأنت تنسج من الحديث حلوه .. ومن الكلام سحره . . أن هناك ألوف مؤلفة مستمعين لما أنت ملقي . . سلمت لك ألبابها قبل قلوبها .. وأرواحها قبل أجسادها .. فهل تكون قائداً لهم للغواية والضلالة ؟! أم للنور والهداية ؟ ! وياترى أيعلو منك كلام الرحمن ؟! أم ترد نداء الشيطان ؟! تأمل : - رعالك الله - كم أهدرت من الوقت لصياغة أبياتك وإخراجها في أحسن صورة . . لتشدو بها السامع وتطرب الحضور .. ر وكم سهرت الليالي .. لتخرج لنا قصيدة .. تضرب بها أندادك من الشعراء .. وليثني عليك الاقرباء .. الا تتق الله ؟! الا تعلم ان وقتك من النعم التي ستحاسب عليها .. اما سمعت بحديث رسولك حين قــــال : " نعمتان مغبوط عليهما : الصحة والفراغ " . ر كما أدعوك أخي أن تقرأ وتستمع لما قاله الشيخ عايض القرني في كتابه " سياط القلوب " تحت عنـوان : ( ماهي الحياة الا الدقائق والثواني وما هي الحياة الا الايام والليالي وما هي الحياة الا الانفاس ، الوقت هو الحياة الوقت اغلى من الذهب والفضة ، الوقت أرفع وأغلى من الشهرة والمنصب " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لاترجعون فتعالى الله الملك الحق لااله الا هو رب العرش الكريم " يا من خلق للعبادة يامن خلق لحفظ وقته مع الله يامن خلق لرسالة عظيمة ، هل حاسبت نفسك في وقتك ؟ في ايامك ؟ وفي لياليك؟ وهل عرفت أين ذهبت دقائقك وثوانيك ؟ ) 1.هـ لكن وأسفاه !! فلــــو كنا جماداً لاتعظنا ولكنا أشد من الجمــاد وأنفاس النفوس الى انتقاص ولكن الذنوب الى ازدياد احذر : فكما ان هناك من على به شعره الى المراتب العلا .. وسمى فوق أقرانه .. فإن هناك من أرداه شعره أسفل سافلين وجعله من الهالكين .. فقد حقت عليه " والشعراء يتبعهم الغاوون " فاسمع للشاعر قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى حين قال : تداويت من ليلى بليلى على الهوى كما يتداوى شارب الخمر بالخمر لقد فضلت ليلى على الناس مثلما على الف شهر فضلت ليلة القدر اللهم انا نعوذ بك من سخطك .. فهو لم يكتف بهذا بل قال : ذكرتك والحجيج لها ضجيج بمكة والقلوب لها وجيب فقلت ونحن في بلد حرام به لله أخلصت القلوب أتوب اليك يارباه عما جنيت فقد تكاثرت الذنوب ولكن عن هوى ليلى وحبي زيارتها فإني لا أتوب فاحذر كل الحذر أن يكون هذا أو غيره قدوتك .. لانهم بئس القدوة .. وشر الصحبة . ارم ببصرك وانظر : لصفحات هذه الامة ليظهر لك جلياً أن الشعر مراتب وأن الشعراء ايضاً طبقات ورتب .. فمنهم من علا بشعره فوق السحاب .. فسخره للذود عن دين رب العباد .. واصفاً أخوة هذا الدين وشارحاً عماده القويم . . فقد نظم علمائنا كتباً في قوافي متصلة وشرحوا العلوم في أبيات متزنة .. أما سمعت بالبيقونية للبيقوني والميمية لابن القيم ونونية القحطاني وغيرها الكثير .. شرحوا أصول الدين في أبياتهم وخدموا هذا الدين بما حباهم الله اياه .. سخروا هذه الملكة في طلب دين ودنيا .. فأنعم بهم وأكرم قائدهم في هذا حسان بن ثابت الذي ذاد عن رسول رب العالمين وإمام الاولين .. وهجا بشعره المشركين والوثنيين .. فلم يسهر الليل في نظم بيت غزل في وجوه النساء وأبدانهن .. ولم تأخذه العصبية القبلية لهجو هذا او ذاك او نظم القوافي وتسطير الملاحم واصفاً قبيلته بما يعجز عنه اللسان .. فهي القبيلة التي لا تلد الا السباع !! وباقي الخلق همج رعاع !! فاق حبه لله ورسوله حب هذه الدنيا وشهواتها .. لم يبك وينزف ا لدمع الا لما سيكون حجة له لا عليه .. وما فقد الماضون قبل محمد ولا مثله حتى القيامة يفقد قارن وأنت الحكم : مع اي الفريقين تحب ان تحشر ؟! ولأي الطريقين تود المسير ؟! هل تكون ممن علا به شعره ؟! ام من علا شعره عليه ؟! ثق أن ما انت كاتب سيكون اما حجة لك او عليك .. فانظر ما انت كاتبه ومن اي مورد أنت ناهل .. وفي أي جدول أنت ساكب تلك الدرر . سارع : وحاسب نفسك قبل ان تحاسب .. فإني اخاطب فيك تلك النزعة البيضاء التي تحب الخير وجبلت عليه .. اذكرها بأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .. فهناك ممن سبقك من فطاحلة الشعر فهجروه ولبوا نداء الرحمن .... أين أنت ؟! عن لبيد بن ربيعة شاعر العرب كتبت قصيدته بماء الذهب وعلقت في جوف الكعبة ، أسلم فترك الشعر وحفظ مكانها القرآن . . إن الجوف ان لم يمتلأ بالقرآن والدين امتلأ بالشعر .. أتدري ما يقول رسولك عن الشعر : " لئن يمتلأ جوف الرجل قيحاً يريه خير من يمتلأ شعرا " رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه . أكله صدق ؟! يا سيد الكلمة واستاذ العبارة .. والمنصة والمنارة .. هل كل ما قلته أنت صادق فيه .. المدح والاطراء والذم والايذاء والوصف والمديح أتراك صادقاً فيما تقوله وما تكتبه ؟! فأدعوك دعوة صريحة أن تكون صادقاً مع الله .. صادقاً مع نفسك .. فتكتب عند الله صديقاً .. تجد الراحة بعيداً عن المهاترات .. وبريق الشهوة . اتق الله في لسانك .. ( فإن أعظم ما ابتلينا به هو اللسان ولذلك يقول بعض أهل العلم : تسعة أعشار الذنوب من اللسان ، واللسان هو الذي يجر على المؤمن الذنوب والخطايا ولذلك يقول سبحانه وتعالى " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " كما أن عقبة بن عامر رضي الله عنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله ما النجاة ؟ فقال له الرسول عليه السلام : أمسك عليك لسانك ") . قال الشاعر : ان اللسان صغير جرمه ولــه جرم كبير كما قد قيل في المثل فكم ندمت على ما كنت قلت به وما ندمت على مالم أكن أقل ارجو ان تسهم في خدمة دينك فهو الفوز الحقيقي وهو العمل الباقي . ختاماً : أرجو اني لم أطل عليك ولكن يعلم الله عز وجل ان القلب ليتقطع وهو يرى أقلاماً واعية وألسناً ناطقة وأفكاراً مروضة ولكنها لم تخدم الدين ولم تقدم له شىء .. بل كانت وسيلة لهدم القيم ونزع الحياء ونشر الرذيلة .. داعية الى التخلي عن تعاليم رب العباد وعادات الآباء والاجداد . أخيراً : هذه رسالتي بين يديك .. فقارن أخي وأنت الحكم .. وأسأل الله سبحانه أن يجند لهذا الدين جنوداً يذودون عنه وأن تكون منهم .. انه ولي ذلك والقادر عليه .. والله ولي التوفيق .. م ن ق و ل |
تحية لكِ أُختى الفاضله الوقااار لنقل هذه الرساله فى ذم الشعر
والشعراء ؛ والحض على إلغائه من حياتنا ؛ وبالتالى إلغاء التعبير عما يجول بالخواطر والنفوس ؛ وتوجيه الكلمه نحو وجهه واحده فقط هى الوعظ والإرشاد مع طرح الإختلاف الفطرى بين البشر جانباً ؛ وقولبة المشاعر والأحاسيس ؛ وصبها فى إطار حديدى لا يجوز تخطيه وإلا كان الويل والثبور وعظائم الأمر ؛ مع الحرص كل الحرص على دفن وإخفاء ومحو ووأد تذوق الجمال والنظر فى بديع صنع الله ؛ لما يؤدى به هذا الفعل الى يقظة المشاعر والرغبه فى التعبير عنها ؛ فيؤدى ذلك الى " الحرام " ؛ وما يؤدى الى الحرام فهو حرام !!! |
اخي اسامة اهلا بك ولكن لما كل هذا الهجوم..
قبل ان تهاجمني اقرأ مانقلته بتمعن لترى ان المقصود الشعر الذي يدعو الى الشر ويثير الى الفتنة ..وليس الشعر المباح.. |
عفواً أُختى الوقاار ..
أنا لم أُهاجمكِ ؛ ولن يكون ذلك أبداً ؛ فالحريه فى طرح الرؤى والأفكار والتوجهات والإختيارات هى حق مكفول للجميع ؛ والإستماع لكافة الآراء ووجهات النظر هو شىء يُثرى الفكر ويزيد من الحصيله المعرفيه للإنسان. ربما شابت كلماتى حده زائده ؛ لكن عفواً ؛ فالتضييق الذى بدا من رأى كاتب المقال الذى تفضلتِ بنقله أثارنى !!!!!! فأرجو المعذره .... |
شكرا لك اخي اسامة
|
.
جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة الوقاار وجزى الله الكاتب خير الجزاء على موضوعه النافع ,, وأود أن أوضح لأخي الكريم أسامة أمر وهو أن الغرض من هذا الموضوع وماشبهه من مواضيع هو ليس ذم الشعر والشعراء جميعهم لكن كما تعلم يأخي الكريم أن غالبية من يكتب الشعر أو الخاطر مؤخراً أصبحوا يكتبون في نوع محدد وهو الغزل وياليته غزل عفيف ولو أخذت جولة في المنتديات الخاصة بالكتابات الأدبية فستجد أن كلام الكاتب في محله ,, لأن كلامه موجه لهم وليس لمن يكتب الشعر عامة وحتى الغزل العفيف لا أتوقع أن أحد يحرمه لكن الغالبية أصبحت تميل للغزل الغير عفيف ,, فنسأل الله الهداية لنا وللجميع ,, |
اقتباس:
والله لايحرمنا من تواجدك العطر.. والله يحفظك ودمتي بود لنا ولاهلك ولمن تحبين.. |
كـل الشكـر لك عزيزتي الوقـــااار،،،،،
عـلى الموضــوع المنقــول،،،،، لمـوافقتــه لبعـض العقـول،،،،،، وعلى التذكيـر والتوضيـح المعقـول،،،،، تقبـلي تحيــاتي الورديــــة،،،،،، caaaaaaaaa |
اقتباس:
على كلامك الجميل المعسول,,,, واحمد الله تعالى انه نال عندك القبول,,,, فاسأل الله ان يبلغنا المأمول,,,, ويحشرنا مع الحبيب محمدا الرسول,,, |
..................للرفع
|
مشكوووررررريين ..
|
بوركتي غاليتي.!
|
بارك الله فيك اخت نجلاء..وشكرا لمرورك..
|
الشعر خلجات نفس ...
والكل له الحريه يقول مايشاء .. لكـــــــــل الغير مقبول غير مقبول تحياتي وتقديري |
كل الشكر الوقار لطرحك لكن اي انواع الشعر الغزل المباح
لاني بصراحه محتاره موعارفه ياليت تفيدني ؟ |
اقتباس:
انا اعرف ان الغزل المباح فقط بين الزوجين وليس على الملآ ..ان شاءالله اكون اجبت على سؤالك.. |
يعني لو زوج كتب في زوجته شعر غزل وانشره على الملاء حرام ؟؟بصراحه مااعتقد
|
اقتباس:
اما ان كان كلام عادي فأظن مافيه شي.. |
اقتباس:
|
اسمحوا لي ان اشارك برأي ولو طويل شوي :)
|
المشكلة هنا ان كاتب المقال لم يبق شعرا مباحا غير شعر الحماسة، مع ان رسول الهدى عليه الصلاة والسلام استمع الى كعب بن زهير وهو ينشد نسيبا في مقدمة لاميته الشهيرة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول الى ان قال: هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكي قصر منها ولا طول واستمع عليه الصلاة والسلام وامتدحه واعطاه وقبل منه اسلامه.. والشعر فنونه كثيره غير الحماسة وغير الغزل .. والشعر مثل بقية افعال الانسان الاصل فيه الاباحة ما لم يستعمل في سخط الله تعالى.. ولمن اراد ان يقرأ كلاما يشفي الصدر في شرح موقف الدين من الشعر فليقرأ مقدمة دلائل الاعجاز لعبد القاهر الجرجاني.. حيث فصل في الفهم المغلوط لآية ذم الشعر في سورة الشعراء.. اخوتي مشكلتنا اننا ندعي ان ما نراه هو كل شيء، وان ما لانراه غير موجود، فنقع في غلطة المدرس الملحد الذي زعم ان الخالق غير موجود، لانه لا يراه، فاحرجه تلميذ صغير بقياس رايه على عقل الاستاذ... رسولنا الكريم لم يقصر حياة صحابته على الجهاد، بل وجه كل واحد منهم لما يحسنه، وعلمنا ان كل ميسر لما خلق له فمن كان شجاعا خبيرا بالحرب وجهه للحرب ومن كان ذكيا باللغات امره بتعلم لغات الاخرين ومن كان ذا حفظ ومحبا للعلم اوقف عليه من بيت المال ليسخر وقته في حفظ الحديث وامرنا بالفقه وشجع الشعراء وشجع على التجارة ولم يقل انها جشع وانشغال بالدنيا لأن كل الطرق يستطيع الانسان ان يسخرها لوجه الله بطريقته، والابداع مكفول للجميع ولأن الانسان عقله محدود ولا يزعم الواحد منا انه مطلع في كل شيء، فلا يحلل احدنا اعمال الناس برؤيته المحدودة ولنحسن الظن فقد عرفت وقرأت لمن ينصح الصحفيين بان اقلامهم ووقتهم مضيع ويأثمون على ما يكتبون فقط لأنه ليس وعظا وارشادا وقد قرأت لمن ينكر على كتاب القصص والنقاد أن علمهم حسرة عليهم عند الله.. وهذا لأنهم لم يحسنوا الظن فيعلموا ان الناقد الادبي حين يقدم الادب الجيد للناس هو يعطيهم البديل للادب الهابط ولان الاسلام لا رهبانية فيه، فكلنا نقرأ ونلعب ونمزح .. ونصلي ونتعبد الله تعالى.. ونعمل ونكد.. فنحن بحاجة للواعظ وللفقيه ولمن يدلنا على ما نقرأ.. ولمن يكتب لنا في شؤون اعمالنا ويبصرنا كل في تخصصه.. ولمن يبتكر لنا الالعاب المباحة ووسائل المرح البريء.. اعتذر عن التطويل ولكنه رأي .. صادف اهتماما اعتكف عليه حاليا يتعلق بالادب ... فمنكم العذر على الاطالة :) |
سؤال: ما حكم شعر الغزل ؟
الجواب : الحمد لله أولا : الشعر في أصله مباح ، فهو كلام موزون ، والأصل في الكلام الإباحة والجواز ، ولكن تجري فيه الأحكام الفقهية الخمسة بحسب موضوعه ومقصوده والغاية منه . ولذلك قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة : " الشعر كلام ، حسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام " انتهى . "الأم" (6/224) ، ورويت هذه الكلمة مرفوعة مرسلة ، ورويت عن بعض السلف أيضا. ثانيا : لا حرج في شعر الغزل بالضوابط الآتية : 1- ألا يكون تشبيبا بامرأة معينة ، ينتهك فيها الشاعر حرمة من حرمات المسلمين ، ويعتدي على عرض مصون من أعراضهم ، فإذا كان تغزلا معروفا بامرأة معينة كان من كبائر الذنوب ، فقد قال الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/58 . 2- ألا يكون من الغزل الفاحش الذي يشتمل على وصف جسد المرأة بما يثير شهوة السامع والقارئ ، أو يصف فيه الشاعر شيئا من علاقته الآثمة مع تلك المرأة ، فهذا كله من فاحش الكلام الذي جاء الإسلام لصيانة ألسنة الناس وأسماعهم عنه ، حفظا للمجتمعات من انتشار الرذيلة والافتخار بها كما هي عادة أهل الجاهلية القديمة والمعاصرة . 3- ألا يرافقه الغناء والمعازف على الطريقة المعروفة اليوم مما يعتاده أهل المعاصي والشهوات . 4- وإذا كان الشاعر يتغزل بمن يحل له التغزل بها كالزوجة : فلا حرج إذا كان الشعر محصورا بينه وبينها ولا يطلع عليه أحد ، فإذا أراد نشره فلا يجوز أن ينشر منه ما يصف فيه جمال زوجته ، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنعت المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها ، فمن باب أولى عدم جواز نعت الرجل زوجته للسامعين . فإذا عرفت هذه الضوابط تبين أن الكثير مما ينتشر اليوم من أشعار الغزل الفاحش ، كأشعار نزار قباني وغيره ، هو من قبيح الكلام الذي لا ينشر في المجتمعات إلا لغة الشهوة والرذيلة ، وأنه من الشعر الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا ) رواه البخاري (6154) ومسلم (2257) . قال ابن القيم رحمه الله : " غالب التغزل والتشبيب إنما هو في الصور المحرمة ، ومن أندر النادر تغزل الشاعر وتشبيبه فى امرأته وأمَته وأُمُّ ولده ، مع أن هذا واقع ، لكنه كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود " انتهى. "مدارج السالكين" (1/486) . ثالثا : ننقل هنا بعض نصوص الفقهاء الدالة على التفصيل السابق : قال ابن قدامة رحمه الله : " التشبيب بامرأة بعينها والإفراط في وصفها ذكر أصحابنا أنه محرم ، وهذا إن أريد به أنه محرم على قائله فهو صحيح ، وأما على راويه فلا يصح ، فإن المغازي تروى فيها قصائد الكفار الذين هاجوا بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا ينكر ذلك أحد ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في الشعر الذي تقاولت به الشعراء في يوم بدر وأحد وغيرهما ، إلا قصيدة أمية بن أبي الصلت الحائية ، وكذلك يروى شعر قيس بن الحطيم في التشبيب بعمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة ، وأم النعمان بن بشير ، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة كعب بن زهير ، وفيها التشبيب بسعاد ، ولم يزل الناس يروون أمثال هذا ولا ينكر ، وروينا أن النعمان بن بشير دخل مجلسا فيه رجل يغنيهم بقصيدة قيس بن الحطيم ، فلما دخل النعمان سكتوه من قبل أن فيها ذكر أمه ، فقال النعمان : دعوه ، فإنه لم يقل بأسا ، إنما قال : وعمرة من سروات النسا ءِ تنفح بالمسك أردانها وكان عمران بن طلحة في مجلس ، فغناهم رجل بشعر فيه ذكر أمه ، فسكتوه من أجله ، فقال : دعوه ، فإن قائل هذا الشعر كان زوجها " انتهى . "المغني" (12/44) . وقال الخطيب الشربيني رحمه الله – في ذكر صور من الشعر المحرم المستثنى من الجواز الأصلي - : " ( أو ) إلا أن ( يُعَرِّض ) وفي " المحرر " وغيره : يُشَبِّب ( بامرأة معينة ) غير زوجته وأمته ، وهو ذكر صفاتها من طول وقصر وصدغ وغيرها ، فيحرم ، وترد به الشهادة ، لما فيه من الإيذاء . واحترز بالمعينة عن التشبيب بمبهمة ، فلا ترد شهادته بذلك ، كذا نص عليه ، ذكره البيهقي في سننه ، ثم استشهد بحديث كعب بن زهير وإنشاده قصيدته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن التشبيب صنعته ، وغرض الشاعر تحسين الكلام ، لا تخصيص المذكور . أما حليلته من زوجته أو أمته فلا يحرم التشبيب بها ، كما نص عليه في " الأم " ، خلافا لما بحثه الرافعي ، وهو قضية إطلاق المصنف ، ونقل في " البحر " عدم رد الشهادة عن الجمهور ، ويشترط أن لا يكثر من ذلك ، وإلا ردت شهادته ، قاله الجرجاني . ولو شبب بزوجته أو أمته مما حقه الإخفاء ردت شهادته لسقوط مروءته ، وكذا لو وصف زوجته أو أمته بأعضائها الباطنة ، كما جرى عليه ابن المقري تبعا لأصله ، وإن نوزع في ذلك " انتهى . "مغني المحتاج" (4/431) وجاء في "الموسوعة الفقهية" (12/14) : " يحرم التشبيب بامرأة معينة محرمة على المشبب أو بغلام أمرد ، ولا يعرف خلاف بين الفقهاء في حرمة ذكر المثير على الفحش من الصفات الحسية والمعنوية لامرأة أجنبية محرمة عليه ، ويستوي في ذلك ذكر الصفات الظاهرة والباطنة ، لما في ذلك من الإيذاء لها ولذويها ، وهتك الستر والتشهير بمسلمة . أما التشبب بزوجته أو جاريته فهو جائز ، ما لم يصف أعضاءها الباطنة ، أو يذكر ما من حقه الإخفاء ، فإنه يسقط مروءته ، ويكون حراما أو مكروها ، على خلاف في ذلك . وكذا يجوز التشبيب بامرأة غير معينة ، ما لم يقل فحشا أو ينصب قرينة تدل على التعيين ؛ لأن الغرض من ذلك هو تحسين الكلام وترقيقه لا تحقيق المذكور ، فإن نصب قرينة تدل على التعيين فهو في حكم التعيين . وليس ذكر اسم امرأة مجهولة كليلى وسعاد تعيينا ، لحديث : كعب بن زهير : وإنشاده قصيدته المشهورة " بانت سعاد . . بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم " انتهى . وانظر جواب السؤال رقم : (101720) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
الساعة الآن 01:40 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا