نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   الملتقى الإسلامي (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   عضو و شخصيه اسلاميه :) (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=74600)

عازفة الأمل 13-02-2012 12:44 AM

عضو و شخصيه اسلاميه :)
 
بسم آلله آلرحمن آلرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



•● ۩۞۩ عضو و شخصية اسلامية ۩۞۩ ●•٠·



{} اخوتي اعضـاإء منتدانا الغالي نفساني ~





۩۞۩


أدعوكم هنا إلى فكرة نالت اعجابي


•● ۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩



نتعرف بها على شخصيات إسلامية عظيمة تركوآ بصمتهم وآمجآدهم لنآ لكي نقتدي بهم



•● ۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩



فيجب علينآ آن نتعرف عليهم وعلى بطولآتهم وسيرتهم كي يصبحوآ خير منهج نحتذي به ونسرده لآجيآلنآ
ليتعرفوا اكثر على هذه الشخصيات آلتي جعلت ملوك كسرى تنحني لهآ



•● ۩۞۩۩۞۩



والفكرة هى انى سأختار عضو من المنتدى واطلب منه أن يشرفني




•● ۩۞۩ ۩۞۩


بمعلومات عن شخصية اسلامية تاريخية ويسردهآ هنآ ومن
ثم عليه ان يختار عضو جديد ..


•● ۩۞۩ ۩۞۩


ملاحظة:
اذا لم يلبى آلعضوه آلدعوه لمده 3 ايام سادعو عضو اخر



أرجو أن يروق لكم الفكرة مثل ماراق لي



•● ۩۞۩ ۩۞۩


ونبــدأ
بسم آلله آلرحمن آلرحيم




واختار أول عــضو ويشرفني

أختار أختي الحبيبة واثقة بالله ~


واطلب منها معلومات عن شخصية اسلامية عظيمة



( أبي بكر الصديق ) رضي آلله عنه
أرجوا أن ينال أعجابكم وتفاعلكم



•● ۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩





دمتم بحفظ الرحمن


<object style="height: 390px; width: 640px;">


<embed src="http://www.youtube.com/v/7134lLYeM6g?version=3&feature=player_detailpage" type="application/x-shockwave-flash" allowfullscreen="true" allow??????access="always" height="360" width="640"></object>



منقول للفائدة :


أختكم :

المهاجرة الى الله

المشتاق الى الجنة 13-02-2012 01:29 AM

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اختي في الله

بارك الله فيك و جزاك الفردوس الاعلى

الفكرة اكثر من رائعة سنعيش بها و سنحيا مع خير القرن قرن الرسول عليه افضل الصلاة و السلام

احييك على الفكرة مرة اخرى

ميسون 2 13-02-2012 01:35 AM

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ربي يسعدك و يبارك فيك

فكرة رائعة

وفي انتظآر الاخت الواثقة بالله

تقيمي سبق ردي

تحيتي

عازفة الأمل 13-02-2012 01:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنفس راحلة (المشاركة 753194)
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اختي في الله

بارك الله فيك و جزاك الفردوس الاعلى

الفكرة اكثر من رائعة سنعيش بها و سنحيا مع خير القرن قرن الرسول عليه افضل الصلاة و السلام

احييك على الفكرة مرة اخرى

وجزاك الله كل خير أخي الكريم ..
شكرا جزيلا لك ..

عازفة الأمل 13-02-2012 01:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسون 2 (المشاركة 753196)
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ربي يسعدك و يبارك فيك

فكرة رائعة

وفي انتظآر الاخت الواثقة بالله

تقيمي سبق ردي

تحيتي

جزاك الله كل خير أختي العزيزه ميسون ~
ويارب يوفقك ويرفع قدرك على التقييم
نورتي شكرا جزيلا لكِ

واثقة بالله 13-02-2012 09:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجرة الى الله (المشاركة 753173)
ليتعرفوا اكثر على هذه الشخصيات آلتي جعلت ملوك كسرى تنحني لهآ





واختار أول عــضو ويشرفني

أختار أختي الحبيبة واثقة بالله ~


واطلب منها معلومات عن شخصية اسلامية عظيمة



( أبي بكر الصديق ) رضي آلله عنه




جزاك الله خير وبارك فيك على فكرة هذا الموضوع الراائع والمحفز جعله الله في موازين حسناتك ,,


بالبداية توضيح لكلمة تنحني لها ,,, جاء في الفتوى :

إن المقصود من الانحتاء العبادة فقطعا لايجوز وإن كان الذل والانكسار للمؤمنين فلا مانع ولكن الأولى أن تقول أن تنحني لله ولحكم الإسلام لأن الإسلام جاء لتحرير البشر من عبودية غير الله..



أما بالنسبة لسيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه :
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله :


<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber1 border=3 cellSpacing=0 borderColor=#fff2d2 cellPadding=0 width="95%" bgColor=#fffcf2><TBODY><TR><TD width="100%" align=justify>بسم الله الرحمن الرحيم
</TD></TR><TR><TD width="100%" align=justify>سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

</TD></TR><TR><TD width="100%" align=justify>
اسمه – على الصحيح - :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

كنيته :
أبو بكر

لقبه :
عتيق ، والصدِّيق .
قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
= كان جميلاً
= لعتاقة وجهه
= قديم في الخير
= وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك

ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

مولده :
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

صفته :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

فضائله :
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .

وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .

وهو أول الخلفاء الراشدين

وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه
قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام
فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

قال ابن الجوزي رحمه الله :
أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أبو قحافة
وابنه أبو بكر
وابنه عبد الرحمن
وابنه محمد

أعماله :
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .

وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

زهـده :
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

ورعـه :
كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

وفاته :
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته

أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطف مقتطفات من سيرته ؟
</TD></TR><TR><TD width="100%" align=justify>كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


</TD></TR></TBODY></TABLE>

عازفة الأمل 13-02-2012 02:11 PM

أم عمر جزاك الله خير على الحضور
وعلى هذه المشاركه الغنية بالمعلومات الهائلة عن سيرة أبي بكر الصديق ..
وبارك الله فيك على التنبيه الذي لم انتبه له ..

عازفة الأمل 13-02-2012 02:19 PM

۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩
سوف اقوم بختيار أخي الكريم أبو يوسف ..
واتمنى منه ان يجيب لنا عن سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ..
في انتظرك أخي في الله ..

المشتاق الى الجنة 13-02-2012 02:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجرة الى الله (المشاركة 753323)
۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩
سوف اقوم بختيار أخي الكريم أبو يوسف ..
واتمنى منه ان يجيب لنا عن سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ..
في انتظرك أخي في الله ..



بارك الله فيك على اختيــــاري

http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif
سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين
الشيخ عبدالرحمن السحيم






هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام



هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .

ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !

فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر

انه اسد الله الغالب انه علي بن ابي طالب رضي الله عنه

اسمه : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .

كُنيته : أبو الحسن .


وكنّاه النبي صلى الله عليه و سلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .

مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif ولم يُفارقه .

فضائله :
فضائله جمّـة لا تُحصى



ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .
وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل



من فضائله رضي الله عنه :

أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .


قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم :ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .

وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه و سلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .

وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه :
ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية :( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .

روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم كثيراً .

شهد المشاهد مع رسول الله ضلى الله عليه و سلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له
بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه و سلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .

وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة

قال صلى الله عليه و سلم :


الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما .

رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .

من خصائص عليّ رضي الله عنه :ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .

ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "

اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام .
وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد .
بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر .

وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري ومسلم .

وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟! فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر رسول الله
وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه .

وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر
فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال :


قد علمت خيبر أني مرحب =
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب



فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة =
كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة


ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه .
وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ، فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم .

ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif لما أراد رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif الهجرة .

ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره .

فما أحد أشجع من رسول الله
http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif


للمزيد من المعلومات المرجو تحميل الكتاب



<table style="border: 1px solid rgb(179, 17, 12);" border="1" cellpadding="4" cellspacing="0" width="100%"><tbody><tr><td align="middle" height="25" width="10%">العنوان</td><td align="right" height="25" width="37%"> سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب
</td></tr><tr><td align="middle" height="25" width="10%">المؤلف</td><td align="right" height="25" width="37%"> الشيخ عبدالرحمن السحيم
</td></tr><tr><td align="middle" height="25" width="10%">نبذه عن الكتاب</td><td align="right" height="25" width="37%">هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام
هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .
ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !
فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر

ترجمة وافية لهذا الإمام رضي الله عنه والرد على شبهات الرافضة وتفنيدها بأسلوب علمي وقوي .

http://www.almeshkat.net/vb/images/b...eshkat_lo4.jpg

</td></tr><tr><td align="middle" height="25" width="10%">تاريخ الإضافة</td><td align="right" height="25" width="37%"> 18/5/1425</td></tr><tr><td align="middle" height="25" width="10%">عدد القراء</td><td align="right" height="25" width="37%"> 23382</td></tr><tr><td align="middle" height="25" width="10%">رابط القراءة</td><td align="right" height="25" width="37%"> http://www.almeshkat.net/books/images/html.gif << اضغط هنا >> http://www.almeshkat.net/books/images/msword.gif << اضغط هنا >> </td></tr><tr><td align="middle" height="25" width="10%">رابط التحميل</td><td align="right" height="25" width="37%"> http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >></td></tr></tbody></table>







عازفة الأمل 15-02-2012 01:03 AM

أخي أبو يوسف
جزاك الله كل خير على هالتوضيح ..
ويجعله لك في موازين حسناتك يارب ..

عازفة الأمل 15-02-2012 01:09 AM

۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩
سوف اقوم بختيار أخي الشاكر ..
واتمنى منه ان يجيب لنا عن سيرة ..
عثمان بن عفان رضي الله عنه ..
في انتظارك اخي الكريم ..

الشاكر 15-02-2012 10:15 PM

فصل في الإشارة إلى شيء من الأحاديث الواردة في فضائل عثمان بن عفان ، رضي الله عنه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشي ، الأموي ، أمير المؤمنين ، ذو النورين ، وصاحب الهجرتين ، والمصلي إلى القبلتين ، وزوج الابنتين . وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس ، وأمها أم حكيم ; وهي البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى ، وأحد الثلاثة الذين خلصت لهم الخلافة من الستة ، ثم تعينت فيه بإجماع المهاجرين والأنصار ، رضي الله عنهم ، فكان ثالث الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين ، المأمور باتباعهم والاقتداء بهم .

أسلم عثمان ، رضي الله عنه ، قديما على يدي أبي بكر الصديق ، وكان سبب إسلامه عجيبا ، فيما ذكره الحافظ ابن عساكر ، وملخص ذلك أنه لما بلغه أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، زوج ابنته رقية - وكانت ذات جمال - من ابن عمها عتبة بن أبي لهب ، تأسف إذ لم يكن هو تزوجها ، فدخل على أهله مهموما [ ص: 348 ] فوجد عندهم خالته سعدى بنت كريز - وكانت كاهنة - فقالت له :


أبشر وحييت ثلاثا تترا ثم ثلاثا وثلاثا أخرى ثم بأخرى كي تتم عشرا
أتاك خير ووقيت شرا أنكحت والله حصانا زهرا
وأنت بكر ولقيت بكرا وافيتها بنت عظيم قدرا بنيت أمرا قد أشاد ذكرا


قال عثمان : فعجبت من قولها ; حيث تبشرني بامرأة قد تزوجت بغيري ، فقلت : يا خالة ما تقولين ! فقالت : عثمان


لك الجمال ولك اللسان هذا نبي معه البرهان
أرسله بحقه الديان وجاءه التنزيل والفرقان
فاتبعه لا تغتالك الأوثان
قال : فقلت إنك لتذكرين أمرا ما وقع ببلدنا . فقالت : محمد بن عبد الله ، رسول من عند الله ، جاء بتنزيل الله ، يدعو به إلى الله . ثم قالت :


مصباحه مصباح ودينه فلاح
وأمره نجاح وقرنه نطاح
ذلت له البطاح ما ينفع الصياح
[ ص: 349 ] لو وقع الذباح وسلت الصفاح
ومدت الرماح
قال عثمان : فانطلقت مفكرا فلقيني أبو بكر فأخبرته ، فقال : ويحك يا عثمان ، إنك لرجل حازم ، ما يخفى عليك الحق من الباطل ، ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا ؟ أليست من حجارة صم ; لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ؟ قال : قلت : بلى ، والله إنها لكذلك . فقال : والله لقد صدقتك خالتك ، هذا رسول الله محمد بن عبد الله ، قد بعثه الله إلى خلقه برسالته ، هل لك أن تأتيه ؟ فاجتمعنا برسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال :يا عثمان أجب الله إلى جنته ، فإني رسول الله إليك وإلى خلقه . قال : فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فكان يقال : أحسن زوج رآه إنسان ،رقية وزوجها عثمان . فقالت في ذلك سعدى بنت كريز :


هدى الله عثمانا بقولي إلى الهدى وأرشده والله يهدي إلى الحق
فتابع بالرأي السديد محمدا وكان برأي لا يصد عن الصدق
وأنكحه المبعوث بالحق بنته فكانا كبدر مازج الشمس في الأفق
فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي وأنت أمين الله أرسلت للخلق


[ ص: 350 ] قال : ثم جاء أبو بكر من الغد بعثمان بن مظعون ، وبأبي عبيدة بن الجراح ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي سلمة بن عبد الأسد ،والأرقم بن أبي الأرقم ، فأسلموا وكانوا مع من اجتمع مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ; ثمانية وثلاثون رجلا .

ثم هاجر إلى الحبشة أول الناس ومعه زوجته رقية بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة ، فلما كانت وقعةبدر اشتغل بتمريض ابنة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأقام بسببها في المدينة ، فضرب له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بسهمه منها وأجره فيها ، فهو معدود فيمن شهدها . فلما توفيت زوجه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بأختها أم كلثوم ، فتوفيت أيضا في صحبته ، وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لو كان عندنا أخرى لزوجناها بعثمان . وشهد أحدا وفر يومئذ فيمن تولى ، وقد نص الله تعالى على العفو عنهم ، وشهد الخندق والحديبية ، وبايع عنه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يومئذ بإحدى يديه ، وشهد خيبر وعمرة القضاء ، وحضر الفتح وهوازنوالطائف وغزوة تبوك ، وجهز فيها جيش العسرة . فتقدم في رواية عن عبد الرحمن بن خباب أنه جهزهم يومئذ بثلاثمائة بعير بأقتابها وأحلاسها . وعن عبد الرحمن بن سمرة أنه جاء يومئذ بألف دينار فصبها في حجر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي ، [ ص: 351 ] صلى الله عليه وسلم : ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم . مرتين . وحج مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حجة الوداع ، وتوفي وهو عنه راض .

وصحب أبا بكر فأحسن صحبته ، وتوفي وهو عنه راض . وصحب عمر فأحسن صحبته ، وتوفي وهو عنه راض - ونص عليه في أهل الشورى الستة ، فكان خيرهم ، كما سيأتي - فولي الخلافة بعده ففتح الله على يديه كثيرا من الأقاليم والأمصار ، وتوسعت المملكة الإسلامية ، وامتدت الدولة المحمدية ، وبلغت الرسالة المصطفوية في مشارق الأرض ومغاربها ، وظهر للناس مصداق قوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون [ النور : 55 ] . وقوله تعالى : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون [ الصف : 9 ] . وقوله ، صلى الله عليه وسلم : إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها . وقوله ، صلى الله عليه وسلم : إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله . وهذا كله تحقق وقوعه وتأكد وتوطد في زمان عثمان ، رضي الله عنه .

[ ص: 352 ] وقد كان ، رضي الله عنه ، حسن الشكل ، مليح الوجه ، كريم الأخلاق ، ذا حياء كثير ، وكرم غزير ، يؤثر أهله وأقاربه في الله تأليفا لقلوبهم من متاع الحياة الدنيا الفاني ; لعله يرغبهم في إيثار ما يبقى على ما يفنى ، كما كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يعطي أقواما ويدع آخرين ; يعطي أقواما خشية أن يكبهم الله على وجوههم في النار ، ويكل آخرين إلى ما جعل الله في قلوبهم من الهدى والإيمان ، وقد عابه بسبب هذه الخصلة أقوام ، كما عاب بعض الخوارج على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في الإيثار . وقد قدمنا ذلك في غزوة حنين حيث قسم غنائمها .

إسلام ويب


ولمزيد من المعلومات تحميل الكتاب :

<TABLE style="BORDER-BOTTOM-STYLE: solid; BORDER-RIGHT-STYLE: solid; BORDER-COLLAPSE: collapse; BORDER-TOP-STYLE: solid; BORDER-LEFT-STYLE: solid" border=1 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>العنوان</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right> عثمان بن عفان : شخصيته وعصره</TD></TR><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>المؤلف</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right> د.علي محمد الصلابي</TD></TR><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>نبذة عن الكتاب</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right>
</TD></TR><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>تاريخ الإضافة</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right> 21-9-1427</TD></TR><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>عدد القراء</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right> 23675</TD></TR><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>رابط القراءة</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right> </TD></TR><TR><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="10%" align=middle>رابط التحميل</TD><TD height=25 borderColor=#c0c0c0 width="37%" align=right> http://www.saaid.net/book/images/zip.gif << اضغط هنا >> </TD></TR></TBODY></TABLE>

عازفة الأمل 16-02-2012 04:00 AM

الله يوفقك أخي الشاكر ويجعله في موازين حسناتك يارب ..
حقيقة أول مرة اعرف عن عثمان رضي الله عنه هذا كله ..
ما شاء الله ..اشكرك ..

عازفة الأمل 16-02-2012 11:20 AM

۩۞۩ شخصية اسلامية ۩۞۩
الحين بختار أخي الفاضل صلاح الدين ..
اتمنى منك ان تجيب لنا عن سيرة الفاروق ..
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
في انتظارك أستاذ صلاح ..

صلاح سليم 17-02-2012 01:53 AM

اشكرك اختى الكريمة على الموضوع الرائع جدا ..
وعلى اختيارى فى سيرة الفاروق بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه .. بالتحديد ..
لانى كم اعتبره الفارس والمثل والقدوة (ولله المثل الاعلى ) فى كافة تعاملاته العبقرية فى قيادة وحكم العرب جميعا وليس المسلمين فقط بمنتهى العدل والانصاف والحكمة ..
ولكم ونحن نمر بهذه الفترة الحرجة من تاريخ الامة و نتمعن فى عبقرية حكم وادارة هذا الصحابى الجليل .. ان نكون بامس الحاجة الى من يسير على خطاه ..



السيرة ..
اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي ، الفاروق رضي الله عنه .
استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل ، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة

هو فاروق هذه الأمة، ووزير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومَنْ أيَّد الله به الإسلام وفتح به الأمصار، وهو الصادق المحَدَّث الملْهَم، الذي قال فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" رواه الحاكم،
الذي فرَّ منه الشيطان، وأُعلِي به الإيمانُ، وأُعلن الأذان!
روى الإمام أحمد في (مسنده) أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: "إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه!".

جهوده في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

هو الذي سنَّ للمحدثين التثبتَ في النقل، وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب، فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي سعيد الخدري أنه قال: كنت جالسًا بالمدينة في مجلس الأنصار، فأتانا أبو موسى [الأشعري] فَزِعًا أو مذعورًا، قلنا: ما شأنُك؟ قال: إن عمر أرسل إليَّ أن آتيه، فأتيت بابَه فسلمتُ ثلاثًا، فلم يرُدَّ عليَّ فرجعتُ، فقال: ما منعك أن تأتينا؟" فقلت: "إني أتيتُك فسلَّمتُ على بابك ثلاثًا، فلم يردوا علي فرجعتُ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا استأذن أحدُكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع». فقال عمر: أقم عليه البينة وإلا أوجعتك! فقال أبيُّ بن كعب: لا يقوم معه إلا أصغرُ القوم. قال أبو سعيد قلت أنا أصغر القوم. قال فاذهب به. وفي رواية لأبي داود أن عمر – رضي الله تعالى عنه – قال لأبى موسى: "إني لم أتهمْكَ، ولكن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – شديد!"، وفي رواية أخرى عندأبي داود أيضًا أن عمر قال لأبي موسى: "... ولكن خشيت أن يتقوَّل الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –".

وفي السياق نفسه روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) أن عمر استشار الناسَ في إملاصِ المرأة [أي التي تُضرب بطنُها فتلقي جنينَها]، فقال: مَنْ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في السِّقْط؟ [وهو الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه ذكرًا كان أم أنثى] فقال المغيرة بن شعبة أنا سمعته قضى فيه بغُرَّة عبد أو أمة. قال: ائتِ بمن يشهدُ معك على هذا. فقال محمد بن سلمة: أنا أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا.

وهذه الأخبار وغيرها تظهر لنا بجلاء كيف كان حرصُ عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه - على أن يتثبتَ ويتأكد عنده خبرُ الصحابي بقول صحابِي آخر من غير تهمة للأول، وتوضِّح لنا أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك – أيضًا - حضٌ على تكثير طرق الحديث من أجل مزيد من الاستيثاق والتثبت.

وقد كان عمرُ - رضي الله تعالى عنه - من وَجَلِه أن يُخطِئ الصحابيُّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأمرُ الصحابة أن يُقِلُّوا الرواية عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولئلاَّ يتشاغل الناس برواية الأحاديث عن حفظ القرآن.
فعن قَرَظة بن كعب الأنصاري قال: خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار [اسم مكان]، فتوضأ ثم قال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم، نحن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشيت معنا [ أي لِحَقِّنا وإكرامًا لنا]، قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل!! فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم [يريد: فلا تصدُّوهم بالأحاديث فتشغلوهم]، جردوا القرآن وأقِلُّوا الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وامضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا: حدِّثنا. قال: نهانا ابن الخطاب، رواه الحاكم.

وقد أسس - رضي الله تعالى عنه - لأدب التحديث، فعن سليم بن حنظلة قال: أتينا أُبَيّ ابن كعب لنتحدث عنده، فلما قام قمنا نمشي معه، فلحقه عمر فرفع عليه الدِّرة، فقال أُبَيّ: يا أمير المؤمنين اِعلَمْ ما تصنع؟ فقال عمر: أما علمتَ أنها فتنةٌ للمتبوع ذلةٌ للتابع؟!

وهكذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حافظًا لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحارسًا للشريعة حتى استُشهد – رضي الله تعالى عنه - في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، والأرجح أنه عاش ثلاثًا وستين سنة رضي الله عنه.


صور من عدله ..
ففي كنز العمال عن أنس: أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذاً، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه فقدم، فقال عمر: أين المصري، خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب فو الله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه، فقال عمر: لعمرو مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني. انتهى.

وفي تاريخ الطبري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رحمه الله إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا نار تؤرث، فقال: يا أسلم، إني أرى هؤلاء ركباً قصر بهم الليل والبرد، انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة إلى النار وصبيانها يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول: يا أصحاب النار، قالت: وعليك السلام، قال: أأدنوا؟ قالت: ادن بخير أو دع، فدنا فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع، قال: وأي شيء في هذا القدر؟ قالت: ماء أسكتهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر! قال: أي رحمك الله، ما يدري عمر بكم! قالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا! فأقبل علي، فقال: انطلق بنا، فخرجنا نهرول، حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً فيه كبة شحم، فقال: أحمله علي، فقلت: أنا أحمله عنك، قال: احمله علي، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك أقول: أنا أحمله عنك، فقال لي في آخر ذلك: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة، لا أم لك! فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه نهرول، حتى انتهينا إليها، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فجعلت أنظر إلى الدخان من خلل لحيته حتى أنضج وأدم القدر ثم أنزلها، وقال: ابغني شيئاً، فأتيته بصفيحة فأفرغها فيها، ثم جعل يقول: أطعميهم، وأنا أسطح لك، فلم يزل حتى شبعوا، ثم خلى عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه، فجعلت تقول: جزاك الله خيراً! أنت أولى بهذا من أمير المؤمنين! فيقول: قولي خيراً، إنك إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله، ثم تنحى ناحية عنها، ثم استقبلها وربض مربض السبع، فجعلت أقول له: إن لك شأنا غير هذا، وهو لا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ويضحكون ثم ناموا وهدؤوا، فقام وهو يحمد الله ثم أقبل علي فقال: يا أسلم، إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت ألا أنصرف حتى أرى ما رأيت منهم. انتهى.

وفي الطبقات الكبرى لابن سعد: أن أبا هريرة كان يقول يرحم الله ابن حنتمة يعني عمر لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليعتقب هو وأسلم فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة، قلت: قريباً قال فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا صرم نحو من عشرين بيتاً من محارب فقال عمر: ما أقدمكم قالوا الجهد، قال: فأخرجوا لنا جلد الميتة مشوياً كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يسفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك. انتهى.

وفي الطبقات أيضاً عن عيسى بن معمر قال: نظر عمر بن الخطاب عام الرمادة إلى بطيخة في يد بعض ولده فقال بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين تأكل الفاكهة وأمة محمد هزلى فخرج الصبي هارباً وبكى. انتهى.

وروى ابن الجوزي في صفة الصفوة عن ابن عمر قال: قدمت رفقة من التجار فنزلوا المصلى، فقال عمر لعبد الرحمن: هل لك أن تحرسهم الليلة من السرق؟ فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما، فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لأمه: اتقي الله وأحسني إلى صبيك، ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها مثل ذلك؟ ثم عاد إلى مكانه فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه فأتى أمه فقال لها: ويحك ما لي أرى ابنك لا يقر منذ ليلة؟ قالت: يا عبد الله قد أبرمتني منذ الليلة إني أريغه عن الفطام فيأبى، قال: ولم؟ قالت: لأن عمر لا يفرض إلا للفطم، قال: وكم له؟ قالت: كذا وكذا شهراً، قال: ويحك لا تعجليه فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء فلما سلم قال: يا بؤسا لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين، ثم أمر منادياً فنادى أن لا تعجلوا صبيانكم على الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك إلى الآفاق أن يفرض لكل مولود في الإسلام.

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كان عمر يصوم الدهر وكان زمان الرمادة، إذا أمسى أتى بخبز قد ثرد في الزيت إلى أن نحروا يوماً من الأيام جزوراً فأطعمها الناس وغرفوا له طيبها فأتى به فإذا قدر من سنام ومن كبد فقال: أنى هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين من الجزور التي نحرنا اليوم، قال: بخ بخ، بئس الوالي أنا إن أكلت أطيبها وأطعمت الناس كراديسها، ارفع هذه الجفنة هات لنا غير هذا الطعام، فأتى بخبز وزيت فجعل يكسر بيده ويثرد ذلك الخبز ثم قال: ويحك يا يرفأ ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام وأحسبهم مقفرين فضعها بين أيديهم.



اعذرونى على الاطالة ..
لكن لا تكفى عدة مجلدات للاسترسال فى سيرة الفاروق رضى الله عنه ..
واشكرك اختى الكريمة على اتاحة هذه الفرصة ..
بارك الله فيك ..




المصدر .. اسلام ويب ..

عازفة الأمل 17-02-2012 04:47 AM

جزاك الله كل خير
على حضورك للموضوع والله يجعل مشاركتك ..
هذه في موازين حسناتك يارب أخي الكريم ..
اشكرك ..

عازفة الأمل 27-02-2012 01:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



سيرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=274579

معاوية رضي الله عنه هو الميزان في حب الصحابة


وهذه فيديوهات للشيخ المغامسي :


http://<iframe width="420" height="3...reen></iframe>

سيرة معاوية بن أبي سفيان ..
رضي الله عنه للشيخ صالح المغامسي ..


http://<iframe width="420" height="3...reen></iframe>



جزاك الله كل خير يا أم عمر
لمساعدتك لي في البحث عن سيرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..

المشتاق الى الجنة 04-03-2012 05:16 PM

رجال حول الرسول


رجال لا كالرجال , مصابيح الهدى و مشاعل تنير لنا عتمة طريقنا في هذه الحياة , نجوم ضوؤها يملؤ فضاءات الكون الفسيح كانوا رجالا حول الرسول بهم ارتفعت رايات الحق و سطروا لمن بعدهم اروع الامثلة في الاخلاص و العمل و العزم و القوة في الحق , باعوا انفسهم لله فربحوا البيع فكان حقا على من بعدهم ان يهتدي بهديهم و يسير على اثرهم و يتتبع خطاهم

صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضي عن اصحابه لكل منهم تجليات يجب ان نسلط الضوء عليها و اضاءات يجب ان نستنير بها
و بعد هذه المقدمة الوجيزة اترككم مع هذه الشذرات لتقطفوا من غناء حدائق فضائلهم بعض الزهرات و اسألكم الدعاء لمن كتب و نقل و اخرج و كل من له يد في هذا العمل



ادعوكم لتتعرفو على اول سفير في الاسلام

انه

مصعب بن عميـــر


المشتاق الى الجنة 04-03-2012 05:29 PM

مصعب بن عمير - أول سفراء الاسلام

هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.
غرّة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا، وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..
ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..
ذلك الفتر الريّان، المدلل المنعّم، حديث حسان مكة، و لؤلؤة ندواتها و مجالسها، أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان و الفداء..؟

بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير"، أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.
انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..
ولكن أي واحد كان..؟

ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..
لقد سمع الفتى ذات يوم، ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..
"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها، ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه، زينة المجالس والندوات، تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها، ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير" التي تفتح له القلوب والأبواب..

ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في درا "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد، ولا التلبث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه...
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن، ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه، ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!

ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه وعمره، ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!
**

كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، وكانت تهاب الى حد الرهبة..
ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.
فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها، استحالت هولا يقارعه ويصارعه، لاستخف به مصعب الى حين..
أما خصومة أمه، فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!
ولقد فكر سريعا، وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.
وظل يتردد على دار الأرقم، ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قرير العين بايمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..
ولكن مكة في تلك الأيام بالذات، لا يخفى فيها سر، فعيون قريش وآذانها على كل طريق، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة، الواشية..

ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، فسابق ريح الصحراء وزوابعها، شاخصا الى أم مصعب، حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...
ووقف مصعب أمام أمه، وعشيرته، وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته، القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمة وشرفا، وعدلا وتقى.
وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت كالسهم، ما لبثت أم استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام، وهدوءا يفرض الاقناع..

ولكن، اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى، فان في مقدرتها أن تأثر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..
وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها، وحبسته فيه، وأحكمت عليه اغلاقه، وظل رهين محبسه ذاك، حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ، وغافل أمه وحراسه، ومضى الى الحبشة مهاجرا أوّابا..
ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين، ثم يعود معهم الى مكة، ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة، فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان، ولقد فرغ من اعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار، واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى، وخالقها العظيم..

خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..
ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا، وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة، وألقا وعطرا..
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة، شاكرة محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة، وقال:
" لقد رأيت مصعبا هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!

لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها، حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!!
ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..
وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم، فودعته باكية، وودعها باكيا..
وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجهمن بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّاه اني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي بأنه لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله"...
أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي، ويضعف عقلي"..!!

وخرج مصعب من العتمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر، لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما، ويجوع أياماو ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...
**

وآنئذ، اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره الى المدينة، يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم في دين الله، ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..
كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها، وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير، وهو يعلم أنه يكل اليه بأخطر قضايا الساعة، ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة، ومنطلق الدعوة والدعاة، والمبشرين والغزاة، بعد حين من الزمان قريب..
وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق، ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجا..

لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة، ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة، كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب ابن عمير".
لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..
فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها و عرف أنه داعية الى الله تعالى، ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى، والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به، ليس عليه الا البلاغ..

هناك نهض في ضيافة "أسعد بن زرارة" يفشيان معا القبائل والبويت والمجالس، تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه، هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..
ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه، لولا فطنة عقله، وعظمة روحه..
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرا حربته و يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم، ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل، ولم يألفوه من قبل..!
ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمهاو اذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها، فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..
أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذا السفير الوافد اليهم، فما أحد يعرف مكانه، ولا أحد يستطيع أن يراه..!!

وما ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي، وثورته المتحفزة، حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا، متهللا..
وقف اسيد أمامه مهتاجا، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:
"ما جاء بكما الى حيّنا، تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا، اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!
وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:
"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".
الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!

كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره، فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع، تركه لاقتناعه و وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم، وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..
هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..
ولم يكد مصعب يقرأ القرآن، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم، وتكتسي بجماله..!!

ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:
"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟
وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا، ثم قال له مصعب:
"يطهر ثوبه وبدنه، ويشهد أن لا اله الا الله".
فعاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله..
وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وتمت باسلامهم النعمة، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير، وسعد ابن معاذ، وسعد بن عبادة قد أسلموا، ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب، فلنؤمن معه، فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!
**

لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاحا هو له أهل، وبه جدير..
وتمضي الأيام والأعوام، ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة، وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر، قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر،و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير، فيتقدم ويحمل اللواء..
وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا، سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتعمل فيهم على حين غرّة، السيوف الظامئة المجنونة..
حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين، ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..

وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليا، وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل، ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..
يد تحمل الراية في تقديس..
ويد تضرب بالسيف في عنفوان..
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!

يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال:
[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء].
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء..!!
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..
كان يظن أنه اذا سقط، فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها، ويكملها، ويجعلها، قرآنا يتلى..
**

وبعد انتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا، وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!
أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله، وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!
لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**

وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..
وعند جثمان مصعب، سالت دموع وفيّة غزيرة..
يقول خبّاب بن الأرث:

[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله، نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه، واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة، وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام، وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..
على الرغم من كل هذا، فقد وقف على جثمان أول سفرائه، يودعه وينعاه..
أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقاللقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنت ذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة، الا ردوا عليه السلام"..
**
السلام عليك يا مصعب..
السلام عليكم يا معشر الشهداء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


عازفة الأمل 07-03-2012 07:08 AM

ربي يوفقك يا اخي على هذا المجهود ويجعله لك في موازين حسناتك يارب ..

المشتاق الى الجنة 07-03-2012 12:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس ^ (المشاركة 760002)
ربي يوفقك يا اخي على هذا المجهود ويجعله لك في موازين حسناتك يارب ..


امين و اياكم يارب

لقد قرات اختي الكتاب المنقول منه هذه التعاريف بخصوص الصحابة عنوانه رجال حول الرسول كتاب اكثر من رائع سبحان الله كان السبب في صبري على استقامتي
و ان شاء الله انقل جميع الاعلام ان قدر الله ذلك لانها بالفعل رائعة

المشتاق الى الجنة 07-03-2012 01:07 PM

بلال بن رباح - الساخر من الأهوال


كان عمر بن الخطاب، اذا ذكر أبو بكر قال:

" أبو بكر سيدنا وأعتق سيّدنا".
.

يعني بلالا رضي الله عنه..

وان رجلا يلقبه عمر بسيدنا هو رجل عظيم ومحظوظ..

لكن هذا الرجل الشديد السمرة، النحيف الناحل، المفرط الطول الكث الشعر، الخفيف العارضين، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، وتغدق عليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل:

"انما أنا حبشي.. كنت بالأمس عبدا"..!!

فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبدا..!!


انه "بلال بن رباح" مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام..
انه احدى معجزات الايمان والصدق.

احدى معجزات الاسلام العظيم..

في كل عشرة مسلمين. منذ بدأ الاسلام الى اليوم، والى ما شاء الله سنلتقي بسبعة على الأقل يعرفون بلالا..

أي أن هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا بلالا، وحفظوا اسمه، وعرفوا دوره. تماما كما عرفوا أعظم خليفتين في الاسلام: أبي بكر وعمر...!!

وانك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى في مصر، أ، باكستان، أ، الصين..

وفي الأمريكيتين، وأوروبا وروسيا..

وفي العراق ، وسوريا، وايران والسودان..

في تونس والمغرب والجزائر..

في أعماق أفريقيا، وفوق هضاب آسيا..

في كل يقعة من الأرض يقتنها مسلمون، تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم: من بلال يا غلام؟

فيجيبك: انه مؤذن الرسول.. وانه العبد الذي كان سيّده يعذبه بالحجارة المستعرّة ليردّه عن دينه، فيقول:

"أحد.. أحد.."



وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الاسلام بلالا.. فاعلم أن بلال هذا، لم يكن قبل الاسلام أكثر من عبد رقيق، يرعى ابل سيّده على حفنات من التمر، حتى يطوي به الموت، ويطوّح به الى أعماق النسيان..

لكن صدق ايمانه، وعظمة الدين الذي آمن به بوأه في حياته، وفي تاريخه مكانا عليّا في الاسلام بين العظماء والشرفاء والكرماء...

ان كثيرا من عليّة البشر، وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم، لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلال العبد الحبشي..!!

بل ان كثيرا من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله بلال..

ان سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الانس كعبد رقيق، لم يحرمه حين آثر الاسلام دينا، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه ويقينه، وطهره، وتفانيه..


ان ذلك كله لم يكن له في ميزان تقييمه وتكريمه أي حساب، الا حساب الدهشة حين توجد العظمة في غير مظانها..

فلقد كان الناس يظنون أن عبدا مثل بلال، ينتمي الى أصول غريبة.. ليس له أهل، ولا حول، ولا يملك من حياته شيئا، فهو ملك لسيّده الذي اشتراه بماله.. يروح ويغدو وسط شويهات سيده وابله وماشيته..

كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئا..

ثم اذا هو يخلف الظنون جميعا، فيقدر على ايمان، هيهات أن يقدر على مثله سواه.. ثم يكون أول مؤذن للرسول والاسلام العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول..!!

أجل.. بلال بن رباح!

أيّة بطولة.. وأيّة عظمة تعبر عنها هذه الكلمات الثلاث بلال ابن رباح..؟!




انه حبشي من أمة السود... جعلته مقاديره عبدا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم..

كان يعيش عيشة الرقيق، تمضي أيامه متشابهة قاحلة، لا حق له في يومه، ولا أمل له في غده..!!

ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الانس في مكة يتناقلونها، وحين كان يصغي الى أحاديث ساداته وأضيافهم، سيما "أمية بن خلف" أحد شيوخ بني جمح القبيلة التي كان بلال أحد عبيدها..

لطالما سمع أمية وهو يتحدّث مع أصدقائه حينا، وأفراد قبيلته أحيانا عن الرسول حديثا يطفح غيظا، وغمّا وشرا..


وكانت أذن بلال تلتقط من بين كلمات الغيظ المجنون، الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد.. وكان يحس أنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها.. كما كانت أذنه تلتقط من خلال أحاديثهم الراعدة المتوعدة اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته..!!

أجل انه ليسمعهم يعجبون، ويحارون، في هذا الذي جاء به محمد..!!

ويقول بعضهم لبعض: ما كان محمد يوما كاذبا. ولا ساحرا..ولا مجنونا.. وان ام يكن لنا بد من وصمه اليوم بذلك كله، حتى نصدّ عنه الذين سيسارعون الى دينه..!!

سمعهم يتحدّثون عن أمانته..

عن وفائه..

عن رجولته وخلقه..

عن نزاهته ورجاحة عقله..

وسمعهم يتهامسون بالأسباب التي تحملهم على تحديّ وعداوته، تلك هي: ولاؤهم لدين آبائهم أولا. والخوف على مجد قريش ثانيا، ذلك المجد الذي يفيئه عليها مركزها الديني، كعاصمة للعبادة والنسك في جزيرة العرب كلها، ثم الحقد على بني هاشم، أن يخرج منهم دون غيرهم نبي ورسول...!




وذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله، ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه، فيذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم..

ولا يلبث خبر اسلامه أن يذيع.. وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح.. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور..!! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أميّة بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعا بالخزي والعار..

عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد..؟!

ويقول أميّة لنفسه: ومع هذا فلا بأس.. ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق..!!

ولكن الشمس لم تغرب قط باسلام بلال بل غربت ذات يوم بأصنام قريش كلها، وحماة الوثنية فيها...!



أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للاسلام وحده، وان كان الاسلام أحق به، ولكنه شرف للانسانية جميعا..

لقد صمد لأقسى الوان التعذيب صمود البرار العظام.

ولكأنما جعله الله مثلا على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة لا ينالان من عظمة الروح اذا وجدت ايمانها، واعتصمت بباريها، وتشبثت بحقها..

لقد أعطى بلال درسا بليغا للذين في زمانه، وفي كل مان، للذين على دينه وعلى كل دين.. درسا فحواه أن حريّة الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهبا، ولا بملئها عذابا..

لقد وضع عريانا فوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى..


لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام، والاسلام، من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذا للبشرية كلها في فن احترام الضمير، والدفاع عن حريته وسيادته..

لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة.. فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره..

ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه، فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم، ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم واصراره..


ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه، ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد ايمانه، ويتخلى عن اقتناعه..

حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها..!

نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:"أحد أحد"

يقولون له: قل كما نقول..

فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية:

"ان لساني لا يحسنه"..!!

ويظل بلال في ذوب الحميم وصخره، حتى اذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها. وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:" أحد أحد".


وكأني اذا جنّ عليهم الليل يساومونه:

غدا قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزى، لنترك وشأتك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المعذبون!


فيهز رأسه ويقول:" أحد.. أحد..".

ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غمّا وغيظا، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء..؟واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا.

ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس:

"أحد.. أحد.."

ويعود للحديث والمساومة، من وكل اليه تمثيل دور المشفق عليه، فيقول:

خل عنك يا أميّة.. واللات لن يعذب بعد اليوم، ان بلالا منا أمه جاريتنا، وانه لن يرضى أن يجعلنا باسلامه حديث قريش وسخريّتها..


ويحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة، ويفتر ثغره عن ابتسامة كضوء الفجر، ويقول في هدوء يزلزلهم زلزالا:

"أحد.. أحد.."


وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة، ويؤخذ بلال الى الرمضاء، وهو صابر محتسب، صامد ثابت.

ويذهب اليهم أبو بكر الصديق وهو يعذبونه، ويصيح بهم:

(أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)؟؟

ثم يصيح في أميّة بن خلف: خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا..

وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة..


لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره اذ كان اليأس من تطويع لال قد بلغ في في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته..

باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار...


وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال منطلقا به الى الحرية قال له أمية:

خذه، فواللات والعزى، لو أبيت الا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها..

وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل وكان حريّا بألا يجيبه..

ولكن لأن فيها مساسا بكرامة هذا الذي قد صار أخا له، وندّا،أجاب أمية قائلا:

والله لو أبيتم أنتم الا مائة أوقية لدفعتها..!!



وانطلق بصاحبه الى رسول الله يبشره بتحريره.. وكان عيدا عظيما!

وبعد هجرة الرسول والمسلمين الى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها..

فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم..؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته..؟

انه بلال.. الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن: "الله أحد..أحد".

لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للاسلام.

وبصوته النديّ الشجيّ مضى يملأ الأفئدة ايمانا، والأسماع روعة وهو ينادى:

الله أكبر.. الله أكبر

الله أكبر .. الله أكبر


أشهد أن لااله الا الله


أشهد أن لا اله الا الله


أشهد أن محمدا رسول الله


أشهد أن محمدا رسول الله


حي على الصلاة


حي على الصلاة


حي على الفلاح


حي على الفلاح


الله أكبر.. الله أكبر


لااله الا الله...



ونشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذي قدم الى المدينة غازيا..

وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية..وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام، غزوة بدر.. تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها: "أحد..أحد".




في هذه الغزوة ألقت قريش بأفلاذ أكبادها، وخرج أشرافها جميعا لمصارعهم..!!

ولقد همّ بالنكوص عن الخروج "أمية بن خلف" .. هذا الذي كان سيدا لبلال، والذي كان يعذبه في وحشيّة قاتلة..


همّ بالنكوص لولا أن ذهب اليه صديقه "عقبة بن أبي معيط" حين علم عن نبأ تخاذله وتقاعسه، حاملا في يمينه مجمرة حتى اذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى الجمرة بين يديه وقال له: يا أبا علي، استجمر بهذا، فانما أنت من النساء..!!!

وصاح به أمية قائلا: قبحك الله، وقبّح ما جئت به..

ثم لم يجد بدّا من الخروج مع الغزاة فخرج..

أيّة أسرار للقدر، يطويها وينشرها..؟

لقد كان عقبة بن أبي معيط أكبر مشجع لأمية على تعذيب بلال، وغير بلال من المسلمين المستضعفين..

واليوم هو نفسه الذي يغريه بالخروج الى غزوة بدر التي سيكون فيها مصرعه..!!

كما سيكون فيها مصرع عقبة أيضا!

لقد كان أمية من القاعدين عن الحرب.. ولولا تشهير عقبة به على هذا النحو الذي رأيناه لما خرج..!!

ولكن الله بالغ أمره، فليخرج أمية فان بينه وبين عبد من عباد الله حسابا قديما، جاء أوان تصفيته، فالديّان لا يموت، وكما تدينون تدانون..!!

فعقبة الذي كان أمية يصغي لتحريضه، ويسارع اى هواه في تعذيب المؤمنين الأبرياء، هو نفسه الذب سيقود أميّة الى مصرعه..

وبيد من..؟

بيد بلال نفسه.. وبلال وحده!!

نفس اليد التي طوّقها أميّة بالسلاسل، وأوجع صاحبها ضربا، وعذابا..

مع هذه اليد ذاتها، هي اليوم، وفي غزوة بدر، على موعد أجاد القدر توقيته، مع جلاد قريش الذي أذل المؤمنين بغيا وعدوا..

ولقد حدث هذا تماما..


وحين بدأ القتال بين الفريقين، وارتج جانب المعركة من قبل المسلمين بشعارهم:" أحد.. أحد" انخلع قلب أمية، وجاءه النذير..

ان الكلمة التي كان يرددها بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة الجديدة كلها..!!

"أحد..أحد"؟؟!!

أهكذا..؟ وبهذه السرعة.. وهذا النمو العظيم..؟؟




وتلاحمت السيوف وحمي القتال..

وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول الله، فاحتمى به، وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته..

وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره، ثم سار به وسط العمعمة الى مكان السرى.

وفي الطريق لمح بلال فصاح قائلا:

"رأس الكفر أميّة بن خلف.. لا نجوت ان نجا".

ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي لطالما أثقله الغرور والكبر، فصاح به عبد الرحمن بن عوف:

"أي بلال.. انه أسيري".

أسير والحرب مشبوبة دائرة..؟

أسير وسيفه يقطر دما مما كان يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟

لا.. ذلك في رأي بلال ضحك بالعقول وسخرية.. ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية..

سخر حتى لم يترك من السخرية بقية يدخرها ليوم مثل هذا اليوم، وهذا المأزق، وهذا المصير..!!

ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف، فصاح بأعلى صوته في المسلمين:

"يا أنصار الله.. رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت ان نجا"...!

وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر سيوفهم المنايا، وأحاطت بأمية وابنه ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا.. بل لم يستطع أن يحمي أذراعه التي بددها الزحتم.

وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة، ثم هرول عنه مسرعا وصوته النديّ يصيح:

"أحد.. أحد.."


http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/jiS...images/173.gif

لا أظن أن من حقنا أن نبحث عن فضيلة التسامح لدى بلال في مثل هذا المقام..

فلو أن اللقاء بين بلال وأمية تمّ في ظروف أخرى، لجازنا أن نسال بلالا حق التسامح، وما كان لرجل في مثل ايمانه وتقاه أن يبخل به.

لكن اللقاء الذي تم بينهما، كان في حرب، جاءها كل فريق ليفني غريمه..


السيوف تتوهج.. والقتلى يسقطون.. والمنايا تتواثب، ثم يبصر بلال أمية الذي لم يترك في جسده موضع أنملة الا ويحمل آثار تعذيب.

وأين يبصره وكيف..؟

يبصره في ساحة الحرب والقتال يحصد بسيفه كل ما يناله من رؤوس المسلمين، ولو أدرك رأس بلال ساعتئذ لطوّح به..

في ظروف كهذه يلتقي الرجلان فيها، لا يكون من المنطق العادل في شيء أن نسأل بلالا: لماذا لم يصفح الصفح الجميل..؟؟



وتمضي الأيام وتفتح مكة..

ويدخلها الرسول شاكرا مكبرا على رأس عشرة آلاف من المسلمين..

ويتوجه الى الكعبة رأسا.. هذا المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام..!!

لقد جاء الحق وزهق الباطل..

ومن اليوم لا عزى.. ولا لات.. ولا هبل.. لن يجني الانسان بعد اليوم هامته لحجر، ولا وثن.. ولن يعبد الناس ملء ضمائرهم الا الله الي ليس كمثله شيء، الواحد الأحد، الكبير المتعال..

ويدخل الرسول الكعبة، مصطحبا معه بلال..!

ولا يكاد يدخلها حتى يواجه تمثالا منحوتا، يمثل ابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام، فيغضب الرسول ويقول:

"قاتلهم الله..

ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام.. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين".



ويأمر بلال أن يعلو ظهر المسجد، ويؤذن.

ويؤذن بلال.. فيالروعة الزمان، واملكان، والمناسبة..!!

كفت الحياة في مكة عن الحركة، ووقفت الألوف المسلمة كالنسمة الساكنة، تردد في خشوع وهمس كلمات الآذان ورء بلال.

والمشركون في بيوتهم لا يكادون يصدقون:

أهذا هو محمد وفقراؤه الذين أخرجوا بالأمس من هذا الديار..؟؟

أهذا هو حقا، ومعه عشرة آلاف من المؤمنين..؟؟

أهذا هو حقا الذي قاتلناه، وطاردنبه، وقتلنا أحب الناس اليه..؟

أهذا هو حقا الذي كان يخاطبنا من لحظات ورقابنا بين يديه، ويقول لنا:

"اذهبوا فأنتم الطلقاء"..!!


ولكن ثلاثة من أشراف قريش، كانوا جلوسا بفناء الكعبة، وكأنما يلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه، ويرسل من فوق ركامها المهيل صوته بالأذان المنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع..

أما هؤلاء الثلاثة فهم، أبوسفيان بن حرب، وكان قد أسلم منذ ساعات، وعتّاب بن أسيد، والحارث بن هشام، وكانا لم يسلما بعد.


قال عتاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه:

لقد أكرم الله اسيدا، ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث:

أما والله لو أعلم أن محمدا محق لاتبعته..!!

وعقب أبو سفيان الداهية على حديثهما قائلا:

اني لا أقول شيئا، فلو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى!! وحين غادر النبي الكعبة رآهم، وقرأ وجوههم في لحظة، قال وعيناه تتألقان بنور الله، وفرحة النصر:

قد علمت الذي قلتم..!!!

ومضى يحدثهم بما قالوا..

فصاح الحارث وعتاب:

نشهد أنك رسول الله، والله ما سمعنا أحد فنقول أخبرك..!!


واستقبلا بلال بقلوب جديدة..في أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول أول دخول مكة:

" يامعشر قريش..

ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء..


الناس من آدم وآدم من تراب"..


http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/jiS...images/173.gif

وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشهد معه المشاهد كلها، يؤذن للصلاة، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات الى النور، ومن الرق الى الحريّة..

وعلا شأن الاسلام، وعلا معه شأن المسلمين، وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة"..

لكن بلالا بقي كما هو كريما متواضعا، لا يرى نفسه الا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبدا"..!!

ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما:

"أنا بلال، هذا أخي عبدان من الحبشة.. كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!!



وذهب الرسول الى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا، ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..

وذهب بلال الى خليفة رسول الله يقول له:

" يا خليفة رسول الله..

اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل عمل لبمؤمن الجهاد في سبيل الله"..


فقال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال..؟

قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتىأموت..

قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع، اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.

قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا يا بلال..

قال بلال: ان كنت أعتقتني لأكون لك فليكن لك ما تريد. وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له..

قالأبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال..

ويختلف الرواة، فيروي بعضهم أنه سافر الى الشام حيث بقي فيها مجاهدا مرابطا.

ويروي بعضهم الآخر، أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة، فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج الى الشام.


على أية حال، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الاسلام، مصمما أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عمل يحبانه.


ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ المهيب، ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهد أن محمدا رسول الله" حتى تجيش به الذمؤيات فيختفي صوته تحت وقع أساه، وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته.

وكان آخر أذان له أيام زار أمير المؤمنين عمر وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة.

ودعا أمير المؤمنين بلال، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها.

وصعد بلال وأذن.. فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له.. بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا.. وكان عمر أشدهم بكاء..!!



ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد.



وتحت ثرى دمشق يثوي اليوم رفات رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف الى جانب العقيدة والاقتناع...





واثقة بالله 07-03-2012 03:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنفس راحلة (المشاركة 760051)
امين و اياكم يارب

لقد قرات اختي الكتاب المنقول منه هذه التعاريف بخصوص الصحابة عنوانه رجال حول الرسول كتاب اكثر من رائع سبحان الله كان السبب في صبري على استقامتي
و ان شاء الله انقل جميع الاعلام ان قدر الله ذلك لانها بالفعل رائعة



أخي كريم بالنسبة لكتاب رجال حول الرسول فيقول الشيخ عبدالرحمن السحيم عنه :


الكتاب له وعليه

ولو اخترت كتابا آخر أنفع منه لكان في نظري أولى وأنفع

وعلى سبيل المثال كتاب أصغر منه حجما وأكثر نفعا ، وهو كتاب :

( العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي http://www.almeshkat.net/vb/images/salla.gif للقاضي أبي بكر بن العربي رحمه الله .

وهو يزيل كثيرا من الشبهات حول مواقف الصحابة ، خاصة مع جُرأة بعض الكتاب للنيل من بعض الصحابة نتيجة شبهة في ذهنه .

والكتاب مفيد ونافع

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=23814


ويقول أيضا :

كتاب العواصم من القواصم كتاب جيد حافل في بابه .
ومؤلِّفه إمام من أئمة المسلمين , وهو :
القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري ، المالكيّ .
وله مؤلّفات كثيرة في التاريخ وفي التفسير وفي الحديث .
وله تأويلات على غير منهج السَّلَف ، والله يغفر له بما ذبّ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
قال محب الدين الخطيب : والقاضي أبو بكر بن العربي مُؤلِّف " العواصم من القواصم " إمام من أئمة المسلمين ، ويَعتبره فقهاء مذهب الإمام مالك أحد أئمتهم الْمُقتَدَى بأحكامهم ، وهو من شيوخ القاضي عياض مؤلِّف كتاب " الشفا في التعريف بحقوق المصطفى : ، ومن شيوخ ابن رُشد العالِم الفقيه ، والد أبي الوليد الفيلسوف ، ومن تلاميذه عشرات من هذه الطَّبَقة ... وكتابه " العواصم من القواصم " مِن خِيرة كُتُبِه ، ألَّفَه سنة 536 هـ ، وهو في دَور النضوج الكامل ، بعد أن امتلأت الأمصار بمؤلّفاتِه وبتلاميذه الذين صاروا في عصرهم أئمة يُهتدى بهم . اهـ .

وقد اسْتَلّ الأستاذ محب الدين الخطيب جزءا من كتاب " العواصم من القواصم " وهو ما يتعلّق بتحقيق مواقف الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد طُبِع الكتاب مراراً ، طَبَعَتْه دار الإتاء ، ثم وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية .

وأما من يُهاجِمه فهم أهل البدع ، لأنه ألْجَم أفواههم ! ودحض شُبهاتهم ، وأبطَل حُججهم .

وقد يَختلِط اسم هذا الإمام باسم شخص آخر ، وهو الصوفي الملحد الـنَّكِرة " ابن عربي " .
فابن العربي ( الْمَعْرِفة ) معروف
وابن عربي ( النَّكِرة ) مُنكَر !
قال الإمام الذهبي عن ابن عربي الصوفي : ومن أردأ تواليفه كتاب ( الفصوص ) فإن كان لا كـُـفْــر فيه فما في الدنيا كفــر!!! نسأل الله العفو والنجاة . فواغوثاه بالله ، وقد عَظَّمَه جماعة وتكلّفوا لما صَدَرَ منه ببعيد الاحتمالات . اهـ .

والله تعالى أعلم .
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=43950

<RIGHT>


وهذا رابط كتاب العواصم من القواصم اذا أردت الاستفادة منه :

<TABLE style="BORDER-BOTTOM: #b3110c 1px solid; BORDER-LEFT: #b3110c 1px solid; BORDER-TOP: #b3110c 1px solid; BORDER-RIGHT: #b3110c 1px solid" border=1 cellSpacing=0 borderColor=#f7f0e8 borderColorLight=#ffbf80 cellPadding=4 width="100%"><TBODY><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>العنوان</TD><TD height=25 width="37%" align=right>العواصم من القواصم </TD></TR><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>المؤلف</TD><TD height=25 width="37%" align=right>أبو بكر بن العربي المالكي </TD></TR><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>نبذه عن الكتاب</TD><TD height=25 width="37%" align=right>كتاب في المناقب والتاريخ، يبحث فيه الكاتب القاضي ابن العربي مسألة هامة وهي العصمة فالعصمة لا تكون إلا للأنبياء ولكن ذلك لا يعني أن يطعن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فالطعن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو طعن بالنبي ذاته والعياذ بالله، فعندما كثر من دخل بالدين وادعى الاسلام " تقية " واخذ يطعن بالصحابة رضوان الله عليهم ليسقط هذا الدين من قلوب اصحابه فذكر المؤلف مناقب الصحابة رضوان الله عليهم ورد على " مواضع الفخر التي يتكلم عنها اعداء الدين وبين وجه الحق فيها، فسمى الدعوة " قاصمة والرد عليها " عاصمة " حتى وصل في ردوده الى العصر العباسي، فجاء الكتاب على صغر حجمه غاية في الاهمية.
http://www.almeshkat.net/vb/images/b...eshkat_lo4.jpg


</TD></TR><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>تاريخ الإضافة</TD><TD height=25 width="37%" align=right>22/08/1424</TD></TR><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>عدد القراء</TD><TD height=25 width="37%" align=right>18265</TD></TR><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>رابط القراءة</TD><TD height=25 width="37%" align=right></TD></TR><TR><TD height=25 width="10%" align=middle>رابط التحميل</TD><TD height=25 width="37%" align=right>http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >></TD></TR></TBODY></TABLE>

واثقة بالله 07-03-2012 03:17 PM

ضَعْف رِّوَاية " اذهبوا فأنتم الطُّلقاء " على شُهْرَتِها .

قال الشيخ الألباني : هذا الحديث على شُهرته ليس له إسناد ثابت ، وهو عند ابن هشام مُعْضَل ، وقد ضعفه الحافظ العراقي . اهـ


الشيخ عبدالرحمن السحيم .

المشتاق الى الجنة 07-03-2012 03:43 PM

بارك الله فيك اختي ام عمر على حرصك

نفع الله بك و احسن اليك

عازفة الأمل 07-03-2012 10:04 PM

يارب من كل قلبي اقول الله يؤمنكم من هوول جهنم ..
يا أخي كريم وأم عمر فأنتم ما شاء الله مثل المطر اينما وقع نفع الله يثبتكم وينفعنا بكم ..

واثقة بالله 23-03-2012 07:09 AM

<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber1 border=0 cellSpacing=0 cellPadding=2 width="100%"><TBODY><FORM method=post name=myform action=index.cfm?fuseaction=action><TR><TD width="100%">التفريغ النصي - حياة خديجة رضي الله عنها ونشأتها - للشيخ محمد حسان ...

حياة خديجة رضي الله عنها ونشأتها





</TD></TR><TR><TD width="100%">أيتها الأخت المسلمة! أسألك الآن: ماذا تعرفين عن خديجة ؟ هذه أمك أم المؤمنين، وهذه قدوتك، فأنا أسألك الآن وأجيبي بصدق، ماذا تعرفين عن خديجة ؟! والجواب إن صدقنا سيكون مؤلماً للغاية، لأننا انصرفنا في هذا الزمان عن هذه القدوات الطيبة والمثل العليا، فانتبهي معي أيتها الأخت الفاضلة لأعرف لك أمك خديجة رضي الله عنها في لمحات سريعة:




</TD></TR></FORM></TBODY></TABLE>

<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber1 border=0 cellSpacing=0 cellPadding=2 width="100%"><TBODY><FORM method=post name=myform action=index.cfm?fuseaction=action><TR><TD width="100%"><TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber5 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="98%"><TBODY><TR><TD width="100%"><TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber6 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR><TD width="98%">زواجها قبل رسول الله ولقبها قبل الإسلام بالطاهرة </TD><TD width="2%">




</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD width="100%" align=right>فلقد نشأت خديجة رضي الله عنها في مكة المكرمة، في مكانة وشرف ومال، فتزوجت بـعتيق بن عائذ المخزومي فمات عنها، فتزوجت أبا هالة بن زرارة التميمي وأنجبت منه هند بن أبي هالة رضي الله عنه، ثم مات عنها زوجها، فأعرضت عن الزواج بعد ذلك، وتقدم لخطبتها كثير من أشراف قريش؛ لشرفها ونسبها وخلقها، فلقد كانت تسمى في الجاهلية قبل الإسلام بالطاهرة.




</TD></TR></TBODY></TABLE>
<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber5 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="98%"><TBODY><TR><TD width="100%"><TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber6 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR><TD width="98%">زواج خديجة بالنبي صلى الله عليه وسلم



</TD><TD width="2%">http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif



</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD width="100%" align=right>ولكنها لما سمعت بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام أرسلت إليه ليتاجر لها في مالها، فرأت أمانته وصدقه وعفته، فرغبت في الزواج منه عليه الصلاة والسلام. واتفقت الروايات كلها على أن خديجة رضي الله عنها هي التي خطبت النبي صلى الله عليه وسلم لتتشرف بالزواج منه، وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت خديجة في صحبة عمه حمزة وأبي طالب الذي قام خطيباً في قوم خديجة ، وكان مما قاله أبو طالب: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوباً، وحرماً آمناً، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل من قريش شرفاً ونبلاً وفضلاً إلا رجح به محمد، ومحمد من قد عرفتم، وله في خديجة رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعليه. فقال عمها عمرو بن أسد موافقاً على هذا العرض الكريم: هو الفحل لا يقدح أنفه. أي: هو الكفء الكريم الذي لا يرد. والجمهور من العلماء يقولون: إن خديجة رضي الله عنها كانت في الأربعين من عمرها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين من عمره، وكان زواجاً سعيداً ميموناً مباركاً، ضربت فيه خديجة أروع المثل في الوفاء والبر والصلاح، والإيثار والكرم.



</TD></TR></TBODY></TABLE>

<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber5 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="98%"><TBODY><TR><TD width="100%"><TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber6 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR><TD width="98%">أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة



</TD><TD width="2%">http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif



</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD width="100%" align=right>وأكمل الله السعادة، فولدت له خديجة : القاسم ثم زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة؛ عليهم جميعاً سلام الله وصلواته. وامتلأ البيت بالحب والرحمة والحنان، ودبت في جنباته حياة جديدة مزينة بأسمى العواطف وأنبل المشاعر، عواطف الأبوة الرحيمة من رسول الله، ومشاعر الأمومة الكريمة من خديجة ، وضم هذا البيت المبارك إلى جانب أولادها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدها من زوجها السابق هند بن أبي هالة ، وكذلك ضم هذا البيت علياً بن أبي طالب رضي الله عنه، وزيد بن حارثة و أم أيمن ، وهي حاضنة النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو بيت خديجة.



</TD></TR></TBODY></TABLE>

<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber5 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="98%"><TBODY><TR><TD width="100%"><TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber6 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR><TD width="98%">وقوف خديجة إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم عند بعثته



</TD><TD width="2%">http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif



</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD width="100%" align=right>ومرت الأعوام تلو الأعوام على أكرم زوجين، ولما اقترب النبي عليه الصلاة والسلام من الأربعين من عمره الشريف بدأت إرهاصات النبوة تلوح في أفق حياته، فكان أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح كما في صحيح البخاري. وحبب إليه في هذه المرحلة الخلاء، فخلا بنفسه واعتزل الناس، فكان يخرج إلى غار حراء يتعبد فيه الليالي ذوات العدد، وتزوده الزوجة الوفية المخلصة بما يحتاج إليه من طعام وشراب، فما سفهت رأيه، وما احتقرت عمله، فهو الذي كان يترك الدار والأولاد وينطلق بعيداً عن مكة بأصنامها ليتعبد لله جل وعلا في هذه الخلوة في غار حراء. وكانت خديجة تقطع هذه المسافة على قدميها لتقدم له الطعام والشراب بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. ومرت الشهور الستة للرؤيا الصادقة، وجاء شهر رمضان، وخلا النبي في غار حراء، وفي ليلة كريمة مباركة خيم على الكون هدوء خاشع، ثناه جبريل عليه السلام يقف أمام الغار، ويضم النبي المختار ضمة شديدة ويقول له: اقرأ. والرسول يقول: ما أنا بقارئ، قال: (فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ))[العلق:1-5]، فرجع النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الآيات الكريمات يرجف فؤاده، فدخل على خديجة -رمز الوفاء وسكن سيد الأنبياء- وهو يرتعد ويضطرب ويقول: زملوني زملوني! فزملته حتى ذهب عنه الروع). فسيدتنا خديجة رضي الله عنها ما صرخت في وجهه وما قالت: ما الخبر؟ وإنما هدأت من روعه فلما استيقظ واستراح وذهب عنه الروع، قالت له: ما الخبر؟ فقال لها: (لقد خشيت على نفسي وأخبرها بما كان، فقالت الزوجة الصابرة الوفية الذكية: كلا! والله لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل -أي: تساعد العاجز الضعيف- وتكسب المعدوم -أي: تعطي المحروم- وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)، وهاهي الزوجة العاقلة التي تذكر زوجها بفضائله ومناقبه إذا وقع في وقت عسرة أو أزمة أو في شدة، فلا تصرخ في وجهه ولا تعنفه ولا توبخه إذا رأته في أزمة أو ضيق. ولم تكتف خديجة بهذا، بل ذهبت برسول الله إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، وكان شيخاً كبيراً قد فقد بصره، فقالت له خديجة : (يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة : ماذا ترى يا ابن أخي؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى، فقال له ورقة : هذا هو الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً -أي: شاباً صغيراً- ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال المصطفى: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب أن توفي ورقة ، وفتر الوحي، أي: انقطع)، والحديث رواه البخاري . ثم بعد ذلك نزل على رسول الله قول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المدثر:1-4]، وبهذا بعث النبي عليه الصلاة والسلام. وفي ميدان السبق الإيماني كانت الطاهرة الفائزة بالدرجة العليا، برتبة صديقة المؤمنات الأولى، لم يتقدمها رجل ولا امرأة كما قال جمهور أهل العلم، ومن يومها قامت بدور جديد في تثبيت وتبشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومؤازرته ومعاونته في تبليغ الدعوة إلى الله، والصبر على عناد المشركين، وقدمت لرسول الله مالها وعقلها وفكرها ونفسها ووقتها، بل وجعلت من دارها حصن أمن وهدوء واستقرار، بل ومن دارها سطع نور الإسلام، ومنها أضاء على الدنيا كلها. وازداد أهل مكة عداء وإيذاء للنبي عليه الصلاة والسلام، وتمادت قريش في طغيانها، وقاطعت بني هاشم مقاطعة اقتصادية كاملة مدة ثلاث سنوات، ودخلت الحصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته الصابرة الطاهرة، التي راحت تبذل مالها كله، ووقفت تشد أزره، وتشاركه في تحمل الأذى بنفس راضية صابرة محتسبة، حتى انتهى هذا الحصار الظالم وقد ازداد حب النبي صلى الله عليه وسلم لها، وازداد النبي صلى الله عليه وسلم تقديراً لمواقفها. وهكذا تعلمنا خديجة درساً آخر من دروس الوفاء والصبر -أيتها الأخت المسلمة المؤمنة- فإن وقع الزوج في شدة وضيق فالزوجة الصابرة هي التي تقف إلى جوار زوجها، هي التي ترفع عنه الكرب بكلمة حانية طيبة، ولا تفرط في بيته، وسرعان ما تهرول إلى بيت أبويها حتى يرجع إلى الزوج خيره وماله، ويسترد عافيته! فهذا ليس من الوفاء، بل يجب على الزوجة أن تصبر مع زوجها في السراء والضراء على الخير والشر، لتعاونه وتؤازره إذا مر بضيق أو بأزمة من الأزمات! صبرت خديجة رضي الله عنها راضية مطمئنة، وخرجت من هذا الحصار مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد ازداد النبي صلى الله عليه وسلم حباً لها وتعلقاً بها.



</TD></TR></TBODY></TABLE>

<TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber5 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="98%"><TBODY><TR><TD width="100%"><TABLE style="BORDER-COLLAPSE: collapse" id=AutoNumber6 border=0 cellSpacing=0 borderColor=#111111 cellPadding=0 width="100%"><TBODY><TR><TD width="98%">وفاة خديجة رضي الله عنها



</TD><TD width="2%">http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif



</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD width="100%" align=right>ثم ما لبثت خديجة بعد هذا الحصار أن لبت نداء الله تبارك وتعالى راضية مرضية، مبشرة من سيد النبيين بجنات ونهر بمقعد صدق عند مليك مقتدر. وبكى النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم عليها كثيراً، وحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها حزناً شديداً، ونزل النبي بنفسه إلى قبرها، وأدخلها بيديه إلى القبر لعشر خلون من رمضان، وهي في الخامسة والستين من عمرها الكريم المبارك. ثم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعدها، ولكنها لم تفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد ظلت ذكراها العطرة في قلبه إلى آخر أيام حياته، وظل النبي صلى الله عليه وسلم وفياً لها أشد الوفاء، ولم لا وهي نبع الوفاء، وسيدة النساء، حتى غارت منها عائشة بعد موتها من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً : (لقد رزقت حبها).



</TD></TR></TBODY></TABLE>

http://<IFRAME height=315 src="http://www.youtube.com/embed/vwggsDkO5rA" frameBorder=0 width=420 allowfullscreen></IFRAME>



</TD></TR><TR><TD dir=ltr width="100%">





</TD></TR></FORM></TBODY></TABLE>

المشتاق الى الجنة 23-03-2012 10:58 PM



بحث يشمل سيرة امنا عائشة رضي الله عنها اعداد الاخت ام خليفة السلفية جزاها الله كل خير



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله لمن أنار دروبنا، الحمد لله لمن أشرق دنيانا، حمداً وثناءً عليه، ثم الصلاة والسلام على خير الأنام محمد عليه أفضل الصلوات، وعلى صحبه الطيبين الأفاضل، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،

فإن ما ينشر اليوم من أقوال الرافضة وغيرهم – هداهم الله- حول أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- أمرٌ ليس بالهين، وإن قلوبنا لتحترق حينما نسمع أو نقرأ من مثل هذه الكلمات التي لا نسمح لأنفسنا أن نكتبها في مقام هذه الشبكة المباركة، وإننا لنشكر إدارة الدليل السلفي على هذه المبادرة الطيبة لإنشاء حملة للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها-، ونضم صوتنا مع صوتهم، ولهذا أعددنا بحثا متواضعا يشمل سيرة حياتها المطهرة بشكل موجز ومبسط من النواحي التالية:

* نسبها .
* نكاحها بالنبي صلى الله عليه وسلم.
* فضلها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
* غيرة زوجات النبى صلى الله عليه وسلم على عائشة.
* حادثة الإفك بشكل مفصل-.
* علمها رضي الله عنها.
* كرمها وزهدها رضي الله عنها.
* خوفها من الله تعالى.
* تعبدها وإجتهادها رضي الله عنها.
* مواعظها وكلامها رضي الله عنها.
* وفاتها رضي الله عنها.

هذا ونسأل الله جلَّ وعلا- منه القبول، ونرجو من الإخوة والأخوات نشره بأيسر الطرق وأنفعها حتى ينتفع به المسلمون ، فإن أصبنا فمن الله وإن قصرنا فمن أنفسنا والشيطان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

من هنا رابط تحميل البحث :


http://www.ajurry.com/vb/attachment....3&d=1284412522




عازفة الأمل 24-03-2012 06:12 AM

جزاكم الله كل خير اخوتي ام عمر وكريم بجد نورتم الموضوع من جديد ..

الشاكر 12-05-2012 02:00 PM

ابن عباس.. قدوة الشباب
 
ما أحوج شباب الإسلام إلى استحضار سير العظماء من الشباب، واستبدالها بسير العابثين من الرياضيين والممثلين والمغنين وأضرابهم؛ فإن من أسباب تأخر المسلمين إهدار طاقات الشباب، وإفسادها بالشهوات، وإبراز القدوات السيئة للشباب عبر الإعلام.

وما أحوج الآباء والمربين إلى إبراز هذه النماذج الوضيئة من الشباب لتكون قدوة لشباب اليوم.


وهذا حديث عن شاب عطرت سيرته الكتب، وملأت أخباره مجالس العلم والذكر، استثمر شبابه فيما ينفعه فعاد نفعه عليه بالذكر الطيب، والرفعة والمجد، وعلى أمته بما خلف من علم غزير تنهل الأمة منه منذ قرون ولم ينفد.

ذلكم هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ولد في الشعب أثناء حصار قريش بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنوات، ولم يهاجر هو وأمه للمدينة إلا بعد فتح مكة وعمره عشر سنوات، وقال: ((كنت أنا وَأُمِّي من الْمُسْتَضْعَفِينَ، أنا من الْوِلْدَانِ وَأُمِّي من النِّسَاءِ)) رواه البخاري
.

وفي حجة الوداع كان قريبا من البلوغ، يقول رضي الله عنه: ((أَقْبَلْتُ وقد نَاهَزْتُ الْحُلُمَ أَسِيرُ على أَتَانٍ لي وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي بِمِنًى)) رواه البخاري. وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمر ابن عباس ثلاث عشرة سنة فقط.


نبوغ مبكر
هذا الغلام كان له شأن عظيم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلامات النبوغ والنجابة بدت عليه منذ صغره، في سرعة بديهته، وحضور ذهنه، مع قوة في المناقشة والمناظرة، يزين ذلك أدب جم يأسر القلوب، ويستولي على النفوس، صلى مرة آخر الليل خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بيده وجره وجعله حذاءه (بجانبه)، فلما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على صلاته تراجع ابن عباس، فلما سلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((
ما شأني أَجْعَلُكَ حذائي فَتَخْنُسَ؟ فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ ينبغي لأَحَدٍ أَنْ يصلي حِذَاءَكَ وَأَنْتَ رسول اللَّهِ الذي أَعْطَاكَ الله؟ قال: فَأَعْجَبْتُهُ فَدَعَا اللَّهَ لي أن يزيدني عِلْماً وَفَهْماً)) رواه أحمد. هذا الجواب وهو ابن ثلاث عشرة سنة أو أقل.

ومن عادة الشباب غفلتهم عن المستقبل، ورؤيتهم للحاضر، ومحبتهم للهو مع أقرانهم، وشعارهم: عش وقتك، ولا تنظر أمامك.

ومن خرج عن هذه العادة فنظر بعين وقته للمستقبل، واشتغل بما ينفعه؛ نبغ من بين أقرانه، واستقامت له أحواله، وكان ذا شأن في الناس، وهكذا كان الفتى ابن عباس رضي الله عنهما؛ فإنه نظر بعين وقته لمستقبله، ولم يغتر بواقع حاضره، فصان نفسه عن البطالة والعبث، وأقبل على الجد في الطلب، بنفس لا تعرف السأم، وهمة لا يخلطها الملل، قال رضي الله عنه يحكي قصة طريفة له: ((لَمَّا تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قلت لِرَجُلٍ من الأَنْصَارِ: يا فُلَانُ، هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمْ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، فقال: واعجبا لك يا بن عَبَّاسٍ! أَتَرَى الناس يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وفي الناس من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم من تَرَى؟ فَتَرَكَ ذلك وَأَقْبَلْتُ على الْمَسْأَلَةِ، فَإِنْ كان لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عن الرَّجُلِ فَآتِيهِ وهو قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي على بَابِهِ فَتَسْفِي الرِّيحُ على وَجْهِي التُّرَابَ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فيقول: يا بن عَمِّ رسول اللَّهِ ما جاء بِكَ؟ ألا أَرْسَلْتَ إلي فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: أنا أَحَقُّ أن آتِيَكَ، فأسأله عن الحديث قال: فَبَقِيَ الرَّجُلُ حتى رَآنِي وقد اجْتَمَعَ الناس عَلَيَّ فقال: كان هذا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي)) رواه الدارمي وصححه الحاكم وقال: على شرط البخاري.


وكان له منهج في طلب العلم يدل على الحرص والتوثيق، وتنويع مصادر العلم، والإكثار من الشيوخ؛ ولذا أخذ عن كثير من كبار الصحابة علمهم، فاجتمع له من العلم ما لم يجتمع لغيره، يقول رضي الله عنه: ((إِنْ كُنْتُ لأَسْأَلُ عَنِ الأَمرِ الوَاحِدِ ثَلاَثِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).


وقِيلَ له: ((كَيْفَ أَصَبْتَ هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: بِلِسَانٍ سَؤُولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ)). وقال: ((كُنْتُ أَلْزَمُ الأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ)).


كبر الغلام وكبر معه عقله، واتسع علمه، حتى أدرك في العلم من سبقوه من كبار الصحابة رضي الله عنهم، وعجبوا من علمه، وأقروا له به وهو شاب في العشرين أو دونها، حتى قال له عمر رضي الله عنه: ((لقد علمت علماً ما علمناه)). وقال ابنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه: ((لَوْ أَدْركَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَسْنَانَنَا مَا عَشَرهُ مِنَّا أَحَدٌ)).


وكان من سياسة عمر رضي الله عنه في إدارة الدولة اهتمامه بذوي العلم والرأي دون السن والنسب، فيولي الأكفاء ويقربهم ويدنيهم، فلما رأى كمال عقل ابن عباس، وسداد رأيه، وغزارة علمه؛ جعله من خاصته، واتخذه بطانة له، وقدمه على الشيوخ الكبار في الرأي والمشورة وهو شاب صغير، قال يَعْقُوْبُ بنُ زَيْدٍ: ((كَانَ عُمَرُ يَسْتَشِيرُ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الأَمْرِ إِذَا أهمَّه)).


ويبدو أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه جعل ابن عباس يلازمه للمشورة؛ ولذا لما مرض ابن عباس زاره عمر وقال: ((أَخَلَّ بِنَا مَرَضُكَ، فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ)).


ولأجل هذه الحظوة لابن عباس عند عمر، وكثرة مشاورته له وهو شاب صغير اعترض بعض كبار الصحابة؛ لأنهم قارنوا سنهم بسن ابن عباس، وخبرتهم في الحياة بخبرته، فأراد عمر أن يثبت لهم عمليا لم قدمه وجعله في مجلس الكبار دون غيره من أقرانه، قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((كان عُمَرُ يُدْخِلُنِي مع أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فقال بَعْضُهُمْ: لِمَ تُدْخِلُ هذا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟ فقال: إنه مِمَّنْ قد عَلِمْتُمْ، قال: فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ، قال: وما رُئِيتُه دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إلا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي، فقال: ما تَقُولُونَ في
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا)[النَّصر:1-2] حتى خَتَمَ السُّورَةَ فقال بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إذا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وقال بَعْضُهُمْ: لَا نَدْرِي، أو لم يَقُلْ بَعْضُهُمْ شيئا، فقال لي: يا بن عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ؟ قلت: لَا، قال: فما تَقُولُ؟ قلت: هو أَجَلُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ الله له (إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالفَتْحُ) فَتْحُ مَكَّةَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)[النَّصر:3] قال عُمَرُ: ما أَعْلَمُ منها إلا ما تَعْلَمُ))رواه البخاري.

وكان بعض جلة التابعين يلازم ابن عباس وهو غلام دون كبار الصحابة، وما ذاك إلا لعلمه، قُيل لِطَاوُوسٍ: ((لَزِمْتَ هَذَا الْغُلامَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، وَتَرَكْتَ الأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: ((إِنِّي رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ صَارُوا إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ)). وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: ((مَا سَمِعْتُ فُتْيَا أَحْسَنَ مِنْ فُتْيَا ابْنِ عَبَّاسٍ، إلا أَنْ يَقُوْلَ قَائِلٌ: قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).


وما حاز ابن عباس هذا العلم الغزير، ولا نال هذه الحظوة الكبيرة عند سادة الأمة من الصحابة والتابعين إلا لأنه حفظ وقته من الضياع، وصان شبابه عن اللهو والغفلة، واستثمر ما أعطاه الله تعالى من قدرات عقلية فيما ينفعه، فعاد نفعه على نفسه بعلم هو أنفس علم وأجله، وهو العلم بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأورثه خشية وخشوعا، ورقة لقلبه وصلاحا حتى قال أَبِو رَجَاءٍ العطاردي رحمه الله تعالى: ((رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَسفَلَ مِنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الشِّرَاكِ البَالِي مِنَ البُكَاءِ)). وقال ابْنُ أَبِي مليكة رحمه الله تعالى: ((صحبت ابن عباس من مكة إلى المَدِيْنَةِ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ...وقَرَأَ:
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)[ق:19]، فَجَعَلَ يُرَتِّلُ وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكَ النَّشِيْجَ)).

ونفع الله تعالى بعلمه الأمة فهي من عصره إلى يومنا تقتات على علمه، وتستنير بفقهه، فهو قدوة لكل شاب مسلم، ونعم القدوة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاللهم ارض عنهم، واجمعنا بهم في الآخرة
(فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر:55].




إسلام ويب

واثقة بالله 13-05-2012 09:38 AM

تم دمج مشاركتك مع هذا الموضوع أخي الشاكر ,,

بارك الله فيكم وجزاك خيرا ,,

عازفة الأمل 14-05-2012 12:46 AM

جزاك الله كل خير أخي الشاكر ..
والله يجعله في موازين حسناتك ياارب فعلا أخي كلامك صحيح أين نحن منهم :(

الشاكر 15-05-2012 02:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثقة بالله (المشاركة 781104)
تم دمج مشاركتك مع هذا الموضوع أخي الشاكر ,,

بارك الله فيكم وجزاك خيرا ,,

الله يبارك في أيامك أختي الكريمة

الشاكر 15-05-2012 02:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس ^ (المشاركة 781309)
جزاك الله كل خير أخي الشاكر ..
والله يجعله في موازين حسناتك ياارب فعلا أخي كلامك صحيح أين نحن منهم :(


ربي يسلمك أختي الكريمة من كل بلاء وشر ولكِ بالمثل

عازفة الأمل 04-06-2012 04:39 AM

ياليتني كنت معكم يا خير البشر ..

واثقة بالله 05-06-2012 09:39 AM

حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه هو صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم،

والنبي صلى الله عليه وسلم قد ائتمن حذيفة على أسماء المنافقين،
وكان حذيفة يشتهر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه صاحب السر الذي يعلم أسماء المنافقين.
ولذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه الخليفة الراشد الورع التقي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (لو سلك عمر فجاً سلك الشيطان فجاً غير فجه)،
قال عمر لـحذيفة: بالله عليك يا حذيفة ! أسماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يخشى على نفسه أن يكون قد سماه النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين،
فقال: لا والله! يا أمير المؤمنين! ولا أزكي أحداً بعدك.

وكان حذيفة من فقهه أن الصحابة كانوا يذهبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عن الخير، وكان حذيفة يخالف سؤال هؤلاء الصحابة عن الخير فيسأل هو عن الشر، وكان يقول: كان الناس يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أقع فيه،

وأنشد بعضهم: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه و حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه أسلم قديماً لكنه لم يشهد بدراً؛ لأنه أبوه لما ذهبا إلى المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم مرا بقريش فما أرادوا أن يتركوهما حتى قالا: ما ذهبنا إلا إلى المدينة، فقالوا: ذهبتما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما ذهبنا إلا إلى المدينة، فلما ذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصا عليه القصة قالا: لو أردت يا رسول الله! لقاتلنا معك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (نفي لهم)، أي: للمشركين، وهذه تبين عظم الوعد، وأن المؤمن من خصاله ومن شيمه أنه يفي بوعده حتى ولو كان للكفار.

و حذيفة بن اليمان بعد ذلك شهد أحداً وما بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان تقياً ورعاً عابداً ناقلاً لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أمّره عمر بن الخطاب ذهب إلى إمارته على بغلته،

وكانت الأموال تأتيه والغنائم، فبعدما رجع حذيفة أرسل إليه عمر فقال: ائتنا، وكان عمر يختبر الصحابة بهذا، فينظر في الصحابة هل غيرتهم الدنيا أم لا؟ ثم اختبأ عمر له، حتى ينظر في حاله، فجاء حذيفة على البغلة التي سار فيها إلى إمارته لم يتغير حاله بعدما تأمر على الناس، فذهب عمر فاحتضنه وقال: أنت أخي وأنا أخوك.

مات حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه بعد مقتل عثمان بأربعين يوماً.

وكفاه فخراً بأنه صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم،

وكان عمر بن الخطاب ينظر في الجنازات فينظر هل صلى حذيفة على هذه الجنازة أم لا؟

فإن صلى حذيفة صلى عليها، وإن لم يصل حذيفة لم يصل عليها، فلو صلى عليها فهذا ليس من المنافقين فيصلي عليه، وإن لم يصل عليها حذيفة لم يصل عمر ؛
لأنه يأتمر بأمر الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[التوبة:84].

( ترجمة حذيفة بن اليمان ) جزء من محاضرة : ( فضل وأحكام السواك ) للشيخ : ( محمد حسن عبد الغفار )



<a href="%3Ciframe%20width=" 420"="" height="315" src="http://www.youtube.com/embed/yHlUQWkaK6w" frameborder="0" allowfullscreen="">"><a href="%3Ciframe%20width=" 420"="" height="315" src="http://www.youtube.com/embed/yHlUQWkaK6w" frameborder="0" allowfullscreen=""><iframe src="http://www.youtube.com/embed/yHlUQWkaK6w" allowfullscreen="" frameborder="0" height="315" width="420"></iframe>

ابنة الاسلام 05-06-2012 10:35 AM

حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
وكان والده " حسل " قد أصاب دما في قومه ، فهرب إلى المدينة ، وحالف بني عبد الأشهل ، فسماه قومه " اليمان " لحلفه لليمانية ، وهم الأنصار .

شهد هو وابنه حذيفة أحدا ، فاستشهد يومئذ . قتله بعض الصحابة غلطا ، ولم يعرفه ; لأن الجيش يختفون في لأمة الحرب ، ويسترون وجوههم ; فإن لم يكن لهم علامة بينة ، وإلا ربما قتل الأخ أخاه ، ولا يشعر .

ولما شدوا على اليمان يومئذ بقي حذيفة يصيح : أبي ! أبي ! يا قوم ! فراح خطأ . فتصدق حذيفة عليهم بديته.





سأل رجل حذيفة ،، فقال : ما النفاق ؟ قال : أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به .

عن النزال بن سبرة ، قال : قلت لأبي مسعود الأنصاري : ماذا قال حذيفة عند موته ؟ قال : لما كان عند السحر ، قال : أعوذ بالله من صباح إلى النار . ثلاثا . ثم قال : اشتروا لي ثوبين أبيضين ; فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما ، أو أسلبهما سلبا قبيحا .

عازفة الأمل 08-06-2012 05:35 AM

بلال المؤذن الأول..

إن الله سبحانه وتعالى نظر إلى خلقه فوجد الصحابة أطهر الناس قلوباً، فاختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهم أعظم من عرفت البشرية؛ فلذلك اعتنى أهل السير والتراجم بحياتهم وتدوينها في الكتب لأخذ العبر والعظات والاقتداء بهم في هذه الحياة.

وفي هذا الدرس قصة المؤذن الأول ألا وهو بلال بن رباح، وفيها كيف كانت حياته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبعد بعثته، وكيف عاشر النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وأحبه، وكيف كانت حياته بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

حياة بلال مع النبي صلى الله عليه وسلم



الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وسلم ما فاحت الأزهار وما تناغمت الأطيار، وما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أيها المؤمنون: عنوان هذه الخطبة: المؤذن الأول.

من هو المؤذن الأول؟

من هو أول من صدح بصوت الحق على منارة الحق في دنيا الحق؟......

الصبر على هذا الدين


إنه ذاكم المولى الضعيف المسكين الذي رفعه هذا الدين، فأصبح من ورثة جنة النعيم.

بلال بن رباح اسم يحبه المؤمنون وصوت تعشقه آذان الموحدين، ولا بد للمسلم أن يولد ميلادين اثنين وأن يعيش حياتين:

الميلاد الأول: يوم ولدته أمه.

الميلاد الثاني: يوم ولد في هذا الدين الجديد.

وبلال رضي الله عنه وأرضاه ولد ميلادين، وعاش حياتين، وصاحب عالمين، ولد مولى، وأستأسره الجبابرة وسلطوا عليه سياط الكبر والعنجهية، فكان مولىً لا حساب له ولا تأثير في الحياة، وأخذ إلى مكة مفصولاً ومعزولاً عن أهله وأمه، وعاش في مكة .

وفجأة صدع الرسول عليه الصلاة والسلام من على الصفا بلا إله إلا الله محمد رسول الله.

وذهب صلى الله عليه وسلم إلى سادات مكة يدعوهم إلى لا إله إلا الله، فكفروا بلا إله إلا الله، واعترضوا على رسول الله وكذبوه، وافتروا عليه وآذوه، وشتموه، فأنزل الله عليه: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28].

معنى الآية: ما عليك من هؤلاء الكبار؛ فإنهم صغار عند الله، لا تعبأ بهم أبداً، ولا تعطهم شيئاً من وقتك ما دام هذا صنيعهم.

ولا تظن أن الإسلام سوف ينتصر على أكتاف المتكبرين المتجبرين، لكن اذهب إلى أناس يريدون وجه الله، من المساكين والفقراء والموالي، من الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً.

وذهب صلى الله عليه وسلم يبحث عن أحبابه وأتباعه وجنده وتلاميذه، فوجدهم في أصناف من الناس، في عالم الفقر والزهد والضعف والمسكنة، ومنهم بلال .

ورأى بلال محمداً عليه الصلاة والسلام فأحبه، والسر الذي زرعه رسول الهدى عليه الصلاة والسلام في القلوب هو الحب، فجر أنهار الحب في قلوب أصحابه حتى كان الواحد منهم يقدم صدره أمام صدر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويقطع أمامه بالسيف إرباً إرباً، ويقول:

نفسي لنفسك الفداء يا رسول الله!!!

حب أجراه في قلوبهم، فأحبه بلال حباً استولى على سمعه وبصره وقلبه، فأصبح يتحرك في حب الرسول صلى الله عليه وسلم، يأكل وشخص الرسول أمام عينه، ويشرب وشخص الرسول في سمعه وبصره، ولسان حال بلال يقول:

أحبك لا تسأل لمـاذالأنـني أحبك هذا الحب رأيي ومذهبي

أو كما قال الأول:

أحبك لا تفسير عندي لصبوتي أفسر ماذا والهوى لا يفسر

فلما أحبه شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وعرض عليه الدين، فأحب هذا الدين؛ لأنه يرفض الرق، والعبودية لغير الله، ولأنه ينبز الظلم ويحارب الظلمة.

فلما أحبه، وشهد أن لا إله إلا الله، اجتمع الجبابرة على بلال ، وضربوه ليعود عن لا إله إلا الله، فأبى، سجنوه وعذبوه، فأبى، ربطوه بالحبال وجرجروه على صخور مكة السوداء في الظهيرة وجهاً لبطن ليعود، فكان يتلفظ بقوة: أحد..أحد.

من هو الواحد الأحد؟ إنه الذي أرسل هذا الرسول، وأنقذ الإنسان، والذي دعا قلبه ليؤمن بالواحد الأحد.

لطموه على وجهه فيرتفع صوته متأثراً ثائراً مجروحاً: أحدٌ.. أحد.

حب يجري في الدم لله ولرسوله، يسحبونه في الظهيرة جائعاً عارياً قد أثرت السياط في ظهره، تمزق لحمه على الصخور، وهو يقول: أحد.. أحد.

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
[الإخلاص:1-4]

إنها إرادة تكسر الحديد! وهذه هي المعجزة الكبرى التي أتى بها رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهي تحويل الأعراب والموالي والفقراء والمساكين إلى جيش ضارب رهيب يفتح الدنيا بلا إله إلا الله.

يقول إقبال :

وأصبح عابدو الأصنام قدماً حماة البيت والركن اليماني

يقول: إنك يا محمد! حولت عباد الأصنام إلى حماة للركن اليماني والحجر الأسود.

ولما أسلم بلال أمام هذا التعذيب الهائل مر به أبو بكر وهو يعذب، فقال أبو بكر : أشتريه منك يا أمية - أمية بن خلف المجرم- قال: خذه ولو بعشرة دنانير، قال أبو بكر : والله لو جعلت ثمنه مائة ألف دينار لاشتريته بذلك، فدفع القيمة وأخذه، فأنزل الله: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:17-21] من هو الذي سوف يرضى؟

وهل أراد أبو بكر من بلال كلمة شكر؟

لا، بل أعتقه لوجه الله، وأتى به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام معذب الجسم ومنخور اللحم، السياط قد أثرت في مواضع من جسمه، فأخذه عليه الصلاة والسلام واحتضنه كما تحتضن الأم طفلها، وقبله ودعا له، وعينه مؤذنه الأول الذي أذن في فجر التاريخ، وهو أول مؤذن حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وكلما حانت الصلاة قام بلال يهتف: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر. فتنتفض أجسام المؤمنين من صوت بلال كما تنتفض الأجسام من التيار الكهربائي.

المؤذن كلما اهتم الرسول عليه الصلاة والسلام وأصابه كرب، قال: {أرحنا بها يا بلال! } فيؤذن، كان يتقدم أمام الرسول عليه الصلاة والسلام بماء الوضوء والعنزة، وكان يأخذ حذاء الرسول بيده، ويرى أنها أشرف خدمة يقدمها في تاريخه.

يجلس عليه الصلاة والسلام فيقول: أين بلال ؟

كان يحبه، وهو الحب الذي سرى في جسم بلال وعوضه عن كل شيء، عن جاهه ونسبه وماله، فما دام أن الرسول عليه الصلاة والسلام يحبه فكفى.

عازفة الأمل 08-06-2012 05:37 AM

رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه في الجنة


وفي ذات يوم جلس عليه الصلاة والسلام يخبر أصحابه في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر عن رؤيا رآها في المنام، فقال: {رأيت البارحة، كأني دخلت الجنة -وهي رؤيا حق ما زاغ البصر وما طغى- فسمعت دف نعلك يا بلال ، فماذا كنت تصنع } إذاً فهو من أهل الجنة.

وشهد أهل السنة أن بلالاً من أهل الجنة، وقد جعل الله له الذكر الحسن في الدنيا، فمسلمو اليابان والشام والجزيرة ومصر واليمن والمغرب ، وكل مسلمي العالم يعرفون من هو بلال .

قال: {سمعت دف نعليك البارحة يا بلال ! فماذا كنت تصنع؟ قال: يا رسول الله والله ما أنا بكثير صيام ولا صلاة ولا صدقة، ولكن ما توضأت في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بعد الوضوء ركعتين }متفق عليه

كلما توضأ صلى ركعتين.

كان خفيف الجسم ممشوق القامة، أسود اللون، لكنه أبيض المبادئ.

وكَّله عليه الصلاة والسلام أن يحرس الجيش في المعركة في غزوه من الغزوات، قال: من يوقظنا للصلاة؟

قال بلال : أنا يا رسول الله! فنام الجيش، وقام بلال يصلى طيلة الليل، فلما أقبل الفجر واقترب السحر حدث بلال نفسه، أن يضطجع قليلاً ليرتاح، فاضطجع فنام، وأتت صلاة الفجر والرسول عليه الصلاة والسلام نائم، والجيش نائم، وطلعت الشمس والأمة نائمة، وبعد طلوعها وارتفاعها كان أول من استيقظ عمر ، فرأى هذه المأساة التي يراها لأول مرة، وهي أن الرسول المعصوم نام ولم يصل الصلاة والجيش معه، وهي حكمة من الله، ليكون قدوة للناس إذا ناموا، وأن تصيبه صلة من النوم ليكون عذراً لمن غلبه النوم.

يستيقظ عمر ويقترب من الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستحي أن يقول للمعلم الأول: قم للصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم لا يوقظ، والرواية في البخاري قال: فأخذ عمر يقول وهو بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام: الله أكبر.. الله أكبر.. ويعيد التكبير حتى استيقظ الرسول عليه الصلاة والسلام، ودعا حبيبه، ومؤذنة، وأجلسه أمامه، فقال: {يا رسول الله! أخذ بعيني الذي أخذ بعينك، فتبسم عليه الصلاة والسلام } فهو يقول: العذر واحد، أنت نمت وأنا نمت، والذي غلبك غلبني، والذي انتابك انتابني، فتبسم صلى الله عليه وسلم وأقره، وأدى الصلاة فأذن بلال بعد طلوع الشمس وصحت صلاتهم وقبلت.

عازفة الأمل 08-06-2012 05:38 AM

ارتفاع منزلة بلال بالتقوى


ويجلس بلال في مجلس، ويقول أبو ذر لـبلال : يا بن السوداء!

هل في الإسلام حمراء وسوداء وبيضاء؟

هل هناك أسود أو أبيض أو أحمر؟

من هو الكريم عندنا في هذه الملة المشرفة؟

إنه المتقي، قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

إننا لا نعترف بالألوان أو الأجناس أو البلدان، بل نعترف برجل يحمل لا إله إلا الله، هويته إياك نعبد وإياك نستعين، وغضب بلال وقال: والله لأرفعنك إلى خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفع أمره فغضب النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم غضباً شديداً، لأنه يؤسس منذ عشرين سنة مبدأ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] فيأتي هذا بكلمة يهد هذا البناء وهذا الصرح الشامخ، لا يجوز هذا.

ويستدعي أبا ذر ، قال أبو ذر رضي الله عنه: والله ما أدري هل رد علي النبي السلام أم لا من شدة الغضب، وقال: {أعيرته بأمه؟ إنك امرأ فيك جاهلية }.

إن هذه خطيئة في الإسلام لا أكبر منها، إنها هدم للكتاب والسنة، ولكن بلالاً يزداد مع الأيام رفعه لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يحبه.

يصلى النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم صلاة العيد، ويخطب الناس، ثم يتكئ على بلال ويذهب يخطب النساء، وهو متكئ على بلال ، ويرى بلال أن السعادة البشرية قد حصلت له؛ لأن رسول البشرية ومعلم الإنسانية وضع رأسه في حجره.

أي كرم؟!

وأي تشريف؟!

وأي عطاء؟!

وأي تبجيل؟!!

ويفتح الرسول عليه الصلاة والسلام مكة في اليوم المشهود الذي حطمت فيه الأصنام، فلا معبود بحق إلا الله، فيدخل الرسول عليه الصلاة والسلام على ناقته، ومعه عشرة آلاف من المؤمنين، أصبحت العقيدة جزءً من أجسامهم، أواضاً من جماجمهم التي على أكتافهم.

يدخل فيرى الأصنام فيطعنها برمحه فتتساقط وتتناثر، قال تعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً [الاسراء:81] وتحين صلاة الظهر، ويجلس الناس أجمعون في صرح الكعبة المشرفة في الحرم، مؤمنهم ومشركهم، ويقول عليه الصلاة والسلام: أين بلال ؟

فيقول: هاأنا يا رسول الله! قال: اصعد وأذن على سطح الكعبة.

أليس هذا دين الموالي؟!

أليس هذا انتصار للفقراء؟!

أليس هذا عدل للمساكين؟!

أليس هذا رفع لرءوس المستضعفين؟!

أليس هذا هو العدل بعينه؟!

أن يقوم المولى الأسود على الكعبة السوداء وهي بيت الله ليهتف بنداء الحق.

أين أبو جهل ؟!

أين أبو لهب ؟!

أين أبو طالب ؟!

وصعد بلال واستوى على الكعبة لكي يخاطب الدنيا بشهادة الحق إلى يوم الدين، فلما أذن بكى الناس، ومن الذي يرى المشهد، ويرى الصورة ويسمع الصوت ويعيش التفاصيل ثم لا يبكي؟!!

هل قلوبهم من الحجارة؟!

هل سدت أسماعهم وأبصارهم حتى لا يروا؟!

إنه شيء عجيب يوم الفتح الأكبر.

الفاتح:رسول الله عليه الصلاة والسلام.

الدين: الإسلام.

المؤذن: بلال المولى الأسود.

أين يؤذن؟ على سطح الكعبة.

قال: الله أكبر، وكان صوته جميلاً يسبي القلوب يأخذ الأرواح ثم لا يتركها، يشدها ثم لا يرسلها.

أول من بكى الرسول عليه الصلاة والسلام، سالت دموعه حارة؛ لأنه تذكر المعاناة، وتذكر الصدمات الهائلة، وتذكر أيام الجوع والوجع والتعذيب، وأيام الإرهاب الفكري والمعنوي والجسدي، ثم يرى أنه قطع مرحلة هائلة وأنه انتصر، وأن مولاه وحبيبه أصبح مؤذناً، ويبكي الصحابة، ويشارك النساء والأطفال في البكاء، وهذا الصوت يتلجلج في هضاب مكة وأوديتها، يسبح كالتيار في الماء.

لا إله إلا الله.

يقول أحد المشركين وكان ما يزال على شركه: ما كنت أظن أن الحياة تطول بي حتى أرى هذا الغراب الأسود، ينعق على الكعبة.

قاتلك الله! أغراب هو؟!

بل هو إنسان العيون.


حياة بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم


وأتت وفاته عليه الصلاة والسلام، فيموت الإمام، ويبقى المؤذن، وتصور المشهد، ولك أن تتدبر ما شئت، ولك أن تعرف رجلين متحابين، معلم وتلميذ، وإمام ومؤذن، عاشا الحياة حلوها ومرها، ليلها ونهارها، حلها وسفرها، وفجأة يموت الإمام ويبقى المؤذن.......


الساعة الآن 10:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا