نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   ملتقى الأدب (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   حكم المنية في البرية جاري .. (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=106721)

الجنووبي 09-05-2015 08:36 PM

حكم المنية في البرية جاري ..
 
لابو الحسن التهامي، احد الشعراء في الدولة العباسية

القصيدة يرثي فيها ابنه، وتعتبر من افضل قصائده




حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ.*** ما هذه الدنيا بدار قرارِ
بينا يُرى الانسانُ فيها مخبراً *** حتى يُرى خبراً من الاخبار
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدُها *** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها ***متطلّبٌ في الماءِ جذوة نار
وإذا رجوتَ المستحيل فإنما ***تبني الرَّجاء على شفيرٍ هار
فالعيشُ نوم والمنيّة يقظة *** والمرءُ بينهما خيالٌ سار
والنفسُ إن رضيت بذلك أو أبت *** منقادة ٌ بأزمة المقدار
فاقضُوا مآربكم عجالاً إنما *** أعماركم سفرٌ من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تستردَّ فإنهن عوار
ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً *** خُلق الزمان عداوة ُ الأحرارِ
قد لاح في ليل الشباب كواكب ***إن أمهلت آلت إلى الاسفار
يا كوكباً ما كان أقصرَ عمره ***وكذا تكون كواكبُ الأسحار
وهلالَ أيام مضى لم يستدر ***بدراً ولم يُمهل لوقت سرار
عجل الخسوفُ عليهِ قبل أوانهِ *** فمحاه قبل مظَّنة ِ الإبدار
فكأنّ قلبيَ قبرهُ وكأنَّهُ *** في طيِّه سرٌّ من الأسرار
إن يُحتقر صغراً فرب مفخّم ***يبدو ضئيلَ الشخص للنظار
إن الكواكبَ في علوّ محلّها ***لتُرى صغاراً وهي غيرُ صغار
أبكيهِ ثم أقول معتذراً له *** وُفِّقتَ حين تركتَ ألئم دار
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربّهُ *** شتّان بين جوارهِ وجواري
أشكو بُعادك لي وأنت بموضعٍ *** لولا الرّدى لسمعتَ فيه سراري
والشرقُ نحو الغرب أقربُ شُقَّة *** من بُعدِ تلك الخمسة ِ الأشبار
ولقد جريتَ كما جريتُ لغاية ٍ *** فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقتُ فأنت أوَّلُ منطقي *** وإذا سكتُّ فأنت في إضماري
أخفي من البُرَ حاء ناراً مثل ما ***يخفي من النار الزنادُ الواري
وأخفِّضُ الزفراتِ وهي صواعد ***وأُكفكفُ العبراتِ وهي جوار
وشهاب زندِ الحُزن أن طاوعتهُ ***وارٍ وإن عاصيتهُ متوار
وأكفُّ نيران الأسى ولربّما *** غُلب التصبُّرُ فارتمت بشرار
ثوبُ الرياء يشفُّ عما تحتهُ *** فإذا التحفت به فإنك عار
قصرت جفوني أم تباعد بينها ***أم صوِّرت عيني بلا أشفار
جفتِ الكرى حتى كأنَّ غرارها ***عند اغتماض العين حدُّ غرار
ولو استزارت رقدة لرمى بها ***ما بين أجفاني إلى التيار
أُحيي ليالي التمِّ وهي تميتني ***ويُميتهنَّ تبلّجُ الأنوار
حتى رأيت الصبحَ يرفع كفّهُ *** بالضوء رفرفَ خيمة ٍ من قار
والصبح قد غمر النجوم كأنهُ ***سيلٌ طغى فطما على النُّوار

وتلهّبُ الأحشاء شيَّبَ مفرقي ***هذا الضياء شواظُ تلك النار
وتودّ لو جعلت سوادَ قلوبها ***وسوادَ أعينها خضابَ عذاري
لا تنفر الظبياتُ عنهُ فقد رأت *** كيف اختلافُ النبت في الأطوار
شيئان ينقشعان أول وهلة ٍ ***شرخُ الشباب وخُلَّة ُ الأشرار
لا حبذا الشيبُ الوفيُّ وحبذا ***ظلُّ الشباب الخائن الغدار
نزداد هماً كلما ازددنا غنى ً*** والفقرُ كلُّ الفقر في الإكثار
ما زاد فوقَ الزاد خلَّف ضائعاً ***في حادثٍ أو وارثٍ أو عار
إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما ***ضمت صدورهُمُ من الأوغار
نظروا صنيعَ اللهِ بي فعيونهم ***في جنة ٍ وقلوبهم في نار
لا ذنبَ لي كم رمتُ كتم فضائلي *** فكأنَّما برقعتُ وجهَ نهار
وسترتها بتواضعي فتطلَّعت *** أعناقها تعلو على الأستار
ومن الرجالِ معالمٌ ومجاهلٌ ***ومن النجوم غوامضٌ ودراري
والناس مشتبهون في إيرادهم*** وتباين الأقوام في الأصدار
عمري لقد أوطأتهم طرُقَ العلى ***فعموا ولم يقفوا على آثاري
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا ***وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلاَّ سعوا سعي الكرام فأدركوا ***أو سلّموا لمواقعِ الأقدار
ذهب التكرُّم والوفاء من الورى ***وتصرّما إلا من الأشعار
وفشت خياناتُ الثقات وغيرهم ***حتى اتهمنا رؤية الأبصار
ولربما اعتضدّ الحليمُ بجاهل ***لا خير في يُمنى بغير يسار
لِلَّهِ دُرُّ النائِباتِ فَإِنَّها *** صَدأُ اللِئامِ وَصيقل الأَحرارِ

الجنووبي 09-05-2015 08:40 PM

هنا القصيدة من انشاد نايف الشرهان

http://www.youtube.com/watch?v=c9VzyZLKxv0

حنين الشمري 09-05-2015 08:54 PM

جميل جداً اسال الله لك الاجر اخوي .


الساعة الآن 07:46 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا