مشكلة أختي !
 

أختي مشكلتها كبيرة ومحيرة في نفس الوقت : منذ صغرها وهي تريد أن تصبح صبياً والان هي في الجامعة ولازالت الفكرة تراودها غير أنها مؤمنة بالقضاء والقدر وأن الله خلقها أنثى ، لكن ما يزعجها هو أنها لا تنسجم مع مجتمعات النساء وتحب الصداقات مع الجنس الآخر وترتاح لذلك ، أما الإناث فإنها تتخوف منهم بشكل غريب .
ما يزعجعها أنها لا تحب ارتداء الفساتين والملابس الضيقة ولا تحب التجمل بالمساحيق ، وهذا ما يشكل الحرج الأساسي لها كونها طالبة في الجامعة ( فالفتيات هناك يظنون أنها شاذة جنسياً ) فأصبح يقلقها وجودها في أي مجتمع نسائي خوفاً من تفكير الآخرين وما يظنون بها .
لا تريد الزواج لأنها لا تظن أنها جميلة وأن الرجال لا يريدون شخصاً تنقصه الأنوثة ( على أنها تملك الأنوثة فهي أنثى ! ) لكن تبقي فكرة أنها ستكون مرتاحة أكثر وستسلك في حياتها إذا كانت شاباً ، وهذا ما يضايقني منها .... الحل المفيد أرجوكم ... :(

إضطراب الهوية
 

نعم. هي مشكلة مزعجة.
أختك قد يتبادر للذهن أنها تعاني من إضطراب جنسي أو شذوذ. لكن الحقبقة كما ورد في وصفك أنه تعاني من إضطراب في الهوية. هي تعلم انها انثى و لا تميل للإناث جنسياً ، لكنها لا تميل للذكور أيضاً لعدم إرتياحها لكونها انثى.

قد تسألني لماذا و هذا ما لا نعرفه قطعاً. قد يكون وراء ذلك تفسيرات تتعلق بتعرضها أثناء الحمل لخلل في هرمونات الوالدة. و لكن ذلك تفسير نظري في بعض الحالات يفتقر لما يسنده قطعاً.

كذلك فقد يكون مرد ذلك لطغيان العنصر الذكري في السرة إما من ناحية العدد او من ناحية السلطة. ما نوع علاقة الوالد بالوالدة؟ و ما نوع علاقة الذكر بالأنثى في أسرتكم؟

لست مضطراً للإجابة و لكنها تساؤلات أطرحها قد تفسر ما بداخل اختك.

المشكلة الحقيقية هو الصراع الذي تعيشه بين رغبتها في ممارسة الدور الذكري في الحياة و إضطرارها للإستسلام للواقع الذي يقيدها بقيود الأنثى التي لا ترغبها.

الحياة امامها تتطلب زواجاً و حمل وولادة و ممارسة الدور النثوي في العلاقة الزوجية. هي لن تنسجم مع هذا الدور. هل ستعيش عازبة أم زوجة غير سوية.؟

ما يمكن ان يساعدها هو العلاج التحليلي الذي يجعلها تكتشف أسباب هذه النزعات و يسير بها نحو تقبل الدور الذي لم تختره بل إختاره الله لها.

أعانها الله و اعانكم و السلام.