نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   ملتقى أصحاب الإكتئاب (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=57)
-   -   الابتلاء والهم والاكتئاب سُنَّة ربانية (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=120365)

امتياز 08-10-2016 03:27 AM

الابتلاء والهم والاكتئاب سُنَّة ربانية
 
يقول الله عز وجل في محكم

التنـزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين)

هل يمكن أن نعتبر هذه الآية أصل في تفسير الحكمة مما يصاب به المرء من البلاء ومن الغم ومن الحزن -قبل أن نأتي إلى تفصيلات وأسباب هذا الهم وهذا الاكتئاب الذي يبتلى به المسلم-؟


لاشك أن كل إنسان معرَّض في هذه الحياة الدنيا للابتلاء، الإنسان من حيث هو إنسان لابد أن يُبتلَى، حياته نفسها قائمة على الابتلاء (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه) والله تعالى يقول (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي في مكابدة ومعاناة منذ يولد الإنسان كما قال الشاعر:

يكون بكاء الطفل ساعة يولد

لما تؤذن الدنيا به من صروفها

لأفسح مما كان فيه وأرغــد

وإلا فما يبكيه منها وإنهــا

منذ يولد الإنسان يولد باكياً فهذه الحياة الإنسانية قائمة على هذا الابتلاء "ما كل ما يتمناه المرء يدركه" والحياة فيها مفاجآت كثيرة، يفقد عزيزاً يصاب بشيء كثير لديه، يفقد مالاً، يفقد أهلاً، يفارق وطناً، طبيعة الحياة الدنيا كطبيعة الإنسان أيضاً، هي بالبلاء محفوفة وبالكَدَرِ موصوفة، كما قال الشاعر أبو الحسن التهامي:

صفواً من الآلام والأكدار

جبلت على كدر وأنت تريدها

متطلب في الماء جذوة نار

ومكلِّف الأيام ضد طباعهـا

هذه هي الدنيا، قيل للإمام علي رضي الله عنه:
صف لنا الدنيا، فقال للسائل: وماذا أصف لك من دار أولها بكاء وأوسطها عناء وآخرها فناء.
هذه هي الدنيا، فطبيعة الإنسان أنه معرض للابتلاء،
طبيعة الدنيا أنها لا تخلو من الآفات، الإنسان المؤمن أشد بلاءاً من غيره
لأنه صاحب رسالة، وهذه الرسالة تعرضه للأذى،
ومن هنا أقسم الله في هذه الآيات وكان الخطاب للمؤمنين لأنه تعالى قبلها يقول: (
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)
ثم قال بعد ذلك (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات)
وعلماء اللغة يقولون (لنبلونكم)
اللام للقسم والنون للتوكيد كما قال تعالى (
لتبلوُن في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُون من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيراً،
وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)

فإذا كان الإنسان معرضاً للابتلاء فإن المؤمن أكثر عرضةً للابتلاء
ولذلك جاء في الحديث الشريف "أشرُّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على قدر دينه
فإن كان دينه صلباً اشتد بلاءً وإن كان في دينه رقَّة ـ يعني ضعف ـ ابتُلي على قدر دينه
وما يزال البلاء ينـزل بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"
ومن هنا القرآن المكي حينما استكثر المؤمنون ما نزل بهم من بلاء وتعذيب
وتشديد من الكفار عليهم نزلت أوائل سورة العنكبوت،

يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
(ألم، أحَسِبَ الذين آمنوا أن يُترَكوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون)
أهناك إيمان بلا فتنة وابتلاء (ولقد فتـنَّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
هذا في العهد المكي، في العهد المدني أيضاً حينما استقر الحال بالمسلمين
وظنوا أنه قد سلمت لهم الأمور جاءتهم ابتلاءات ..
غزوة أحد، ابتلاء غزوة الخندق (هناك ابتُلي المؤمنون وزُلزِلوا زلزلاً شديداً)
فنـزل قول الله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مَثَلُ الذين خلوا من قبلكم مسَّتهم البأساء والضراء
وزُلزِلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله)

يستبطئون النصر "متى؟" والتعقيب
(ألا إن نصر الله قريب) ولذلك إذا نظرنا إلى حياة الأنبياء
نجد أن حياة الأنبياء كلها سلسلة من المحن والابتلاءات ..
انظر إلى حياة سيدنا يوسف عليه السلام، حلقات دامية،
حلقة تتصل إلى حلقة أخرى،
في أول الأمر أخوته من أبيه تآمروا عليه وقالوا (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً)
وقال قائل منهم أرق وأرأف (لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجُب)
وألقوه في غيابة الجُب كما تُلقى الأحجار،
ثم بيع هذا النبي الكريم بعد ذلك كما تباع الشياه
(وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين)
وخدم في البيوت كما يخدم العبيد
واتُهِم وأُلقِي في السجن كما يُلقى المجرمون، ولبث في السجن بضع سنين،

وهناك محنة أخرى وهي محنة امرأة العزيز وهي محنة من نوع آخر
فهذه سلسلة من المحن،

لو نظرت إلى موسى عليه السلام وُلِد في المحنة،
وهو من يوم أن وُلِد وفرعون مستعد للذبح،
فأوحى الله إلى أمه ألقيه في اليم
(ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) ،،
وترى حياة موسى عليه السلام هرب إلى مدين وهكذا..،
هذه حياة الأنبياء

ولذلك لا ينبغي للإنسان المؤمن أن ينتظر حياة سالمة من كل هم وغم وكرب،
فهذه ليست طبيعة الحياة الدنيا إنه يريد الجنة في الدنيا والجنة لم تأت بعد
فلابد أن يوطِّن نفسه على الصبر والاحتمال (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).

فى ملكوت الله 08-10-2016 03:48 AM

مشكور ولنا عوده ان شاء الله

آبوبدر ..~ 08-10-2016 06:59 AM

الله يجزاك خير
كلااام يشرح الصدر ..

نسال الله الشفااء من بلاء وهم ومحنه

السنيور 08-10-2016 11:49 AM

أشد الناس ابتلاءً هم الأنبياء
ثم الأمثل فـ الأمثل

لكن الله جل جلاله وعدنا بشيء عظيم
قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

لاحظ : بغير حساب .. اي بلا موازين للحسنات والسيئات

ويقول تعالى ( وبشر الصابرين )

اللهم اجعلنا من الصابرين

امتياز 08-10-2016 08:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فى ملكوت الله (المشاركة 1199657)
مشكور ولنا عوده ان شاء الله

العفو اخوي في ملكوت الله

امتياز 09-10-2016 02:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آبوبدر ..~ (المشاركة 1199678)
الله يجزاك خير
كلااام يشرح الصدر ..

نسال الله الشفااء من بلاء وهم ومحنه

الله يشرح قلبك بالأيمان وطاعة الرحمن

الفدعوسي 09-10-2016 05:31 AM

لكن الانسان له طاقه انا خلاص استويت

نفرٌ من الجن 09-10-2016 10:06 AM

جزاك الله خير يا اختنا العزيزة على قلوبنا امتياز
موضوعك هذا افرحني واحزنني في نفس الوقت
أفرحني لأنه يحمل في طياته بشرى زوال الابتلاء
واحزنني ان بلوى من قبلي طالت بهم الى ارذل العمر
يعني الله يعين ابتلائي هذا يمكن ما يروح مني الا وانا عمري 60 سنة
ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مؤمنين

عبدالعزيزززعلي 09-10-2016 11:20 AM

كلام رائع ومريح جداً اشكرك اختي امتياز وموضوعك يستاهل امتياز كما هو اسمك اتمنى استمرارك في طرح مواضيع مثل هذه لأنها تواسي وتجلي كثيراً من الهم .

شكراً لك .

امتياز 09-10-2016 06:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السنيور (المشاركة 1199711)
أشد الناس ابتلاءً هم الأنبياء
ثم الأمثل فـ الأمثل
لكن الله جل جلاله وعدنا بشيء عظيم
قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

لاحظ : بغير حساب .. اي بلا موازين للحسنات والسيئات

ويقول تعالى ( وبشر الصابرين )

اللهم اجعلنا من الصابرين


مشكور على اضافة الفائده في موضوعي

امتياز 09-10-2016 10:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفدعوسي (المشاركة 1199933)
لكن الانسان له طاقه انا خلاص استويت

الطاقه تنبع من قوة الايمان

وعلى قوة ايمانه تكون قوة تحملك

الفدعوسي 10-10-2016 06:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امتياز (المشاركة 1200112)
الطاقه تنبع من قوة الايمان

وعلى قوة ايمانه تكون قوة تحملك




طيب واذا انا ايماني ضعيف لماذا ابتلى بهذه المصائب



صدقيني يا اختي انشالله انك ماتجربين المرض لو تجربين عذرتيني على كل كلمه اقولها

امتياز 10-10-2016 06:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفدعوسي (المشاركة 1200194)
طيب واذا انا ايماني ضعيف لماذا ابتلى بهذه المصائب

صدقيني يا اختي انشالله انك ماتجربين المرض لو تجربين عذرتيني على كل كلمه اقولها

ايمانك يزيد من قربك ولجوئك من الله والانطراح والانكسار لخالقك

فكلما زاد البلاء زاد القرب وقرب الفرج،

اخي الفدعوسي

كلما زاد إيمان الشخص زاد واشتد بلائه

وانت تقول لو جربتي كان عذرتيني

انت يا اخي اجتمع عليك المرض النفسي والادويه التي هدت حيلك

وسلبة ايمانك وجعلتك شبه ميت كما تقول

انت الي دمرك ليس المرض النفسي بل الدوء الذي اصابك بالشلل الإيماني و الحسي

من منا لم يمر بحاله نفسيه

الله ذكر القوم الذين ضاقت عليهم الارض بما رحبت

وذكر الله القوم الذي بلغت القلوب الحناجر

وما زادهم الا إيمان وتسليم لخالقهم فا فرج عنهم

واثابهم وجازاهم خير الجزاء

اخي الفدعوسي تذكر حالك قبل الادويه

وتذكر حالك بعد الادويه وبتشوف الفرق

امتياز 10-10-2016 08:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفرٌ من الجن (المشاركة 1199980)
جزاك الله خير يا اختنا العزيزة على قلوبنا امتياز
موضوعك هذا افرحني واحزنني في نفس الوقت
أفرحني لأنه يحمل في طياته بشرى زوال الابتلاء
واحزنني ان بلوى من قبلي طالت بهم الى ارذل العمر
يعني الله يعين ابتلائي هذا يمكن ما يروح مني الا وانا عمري 60 سنة
ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مؤمنين

اخي نفر هل اقدارك مثل اقدارهم طبعا لا

الله خلق كل شي بقدر معلوم

فلا تحزن وما في احد بالدنيا يسير نفس قدر غير

فا ارتاح وأقر عينك وفرجك قريب بحول الله وقوته

الفدعوسي 10-10-2016 11:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امتياز (المشاركة 1200202)
ايمانك يزيد من قربك ولجوئك من الله والانطراح والانكسار لخالقك

فكلما زاد البلاء زاد القرب وقرب الفرج،

اخي الفدعوسي

كلما زاد إيمان الشخص زاد واشتد بلائه

وانت تقول لو جربتي كان عذرتيني

انت يا اخي اجتمع عليك المرض النفسي والادويه التي هدت حيلك

وسلبة ايمانك وجعلتك شبه ميت كما تقول

انت الي دمرك ليس المرض النفسي بل الدوء الذي اصابك بالشلل الإيماني و الحسي

من منا لم يمر بحاله نفسيه

الله ذكر القوم الذين ضاقت عليهم الارض بما رحبت

وذكر الله القوم الذي بلغت القلوب الحناجر

وما زادهم الا إيمان وتسليم لخالقهم فا فرج عنهم

واثابهم وجازاهم خير الجزاء

اخي الفدعوسي تذكر حالك قبل الادويه

وتذكر حالك بعد الادويه وبتشوف الفرق




حالي قبل الادويه تعاسه وبعد الادويه تعاسه


الساعة الآن 09:49 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا