نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   الملتقى الإسلامي (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   من الظلال : تفسير [ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ] (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=132496)

عمر عبدالله 28-07-2018 02:14 PM

من الظلال : تفسير [ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]
 
[ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ]

إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله سبحانه وتعالى لا خازن لخزائنه , ولا حاسب لعطاياه . الفضل الفائض من ذاته تعالى
بلا سبب ولا موجب إلا أنه هكذا هو سبحانه فياض العطاء .

وفي الصحيح يقول الله تعالى :" من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ".

وفي الصحيح أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :" يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي , وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال في خير منه - وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا , وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا , وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولة .."

إنه ذلك الفضل الذي لا يصفه لفظ ولا يعبر عن شركه الحق إلا سجود القلب ..

وذكر الله ليس لفضا باللسان , انما هو انفعال القلب معه أو بدونه , والشعور بالله و وجوده والتأثر بهذا الشعور
تأثرا ينتهي إلى الطاعة في حده الأدنى , وإلى رؤية الله وحده ولا شئ غير لمن يهبه الله الوصول ويذيقه
حلاوة اللقاء ..

[ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]

والشكر لله درجات , تبدأ بالاعتراف بفضله والحياء من معصيته . وتنتهي بالتجرد لشره والقصد إلى هذا الشكر في كل حركة بدن , وفي كل لفظة لسان , وفي كل خفقة قلب , وفي كل خطرة جنان .

والنهي عن الكفر هنا إلماع إلى الغاية التي ينتهي إليها التقصير في الذكر والشكر : وتحذير من النقطة البعيدة
التي ينتهي إليها هذا الخط التعيس !والعياذ بالله !

ومناسبة هذه التوجيهات والتحذيرات في موضوع القبلة واضحة . وهي النقطة التي تلتقي عندها القلوب
لعبادة الله , والتميز بالانتساب إليه , والاختصاص بهذا الانتساب .

وهي كذلك واضحة في مجال التحذير من كيد يهود ودسها : وقد سبق أن الغاية الأخيرة لكل الجهود هي رد
المؤمنين كفارا , وسلبهم هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم .. نعمة الإيمان أكبر الآلاء التي ينعم الله بها على فرد أو جماعة من الناس .
وهي بالقياس إلى العرب خاصة النعمة التي أنشأت لهم وجودا , وجعلت لهم دورا في التاريخ , وقرنت اسمهم برسالة يؤدونها للبشرية , وكانوا بدونها ضائعين , ولولاها لظلوا ضائعين
وهم بدونها أبدا ضائعون . فما لهم من فكرة يؤدون بها دورا في الأرض غير الفكرة التي انبثقت منها : وما
تنقاد البشرية لقوم لا يحملون فكرة تقود الحياة وتنميها . وفكرة الإسلام برنامج حياة كامل , لا كلمة تقال
باللسان بلا رصيد من العمل الإيجابي المصدق لهذه الكلمة الطيبة الكبيرة .


سيد قطب رحمه الله

سعيد رشيد 28-07-2018 04:03 PM

جزاك الله خيرا

الشاكر 13-08-2018 10:14 AM

بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء


الساعة الآن 01:11 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا