نفساني - القوامة بين.. الإفراط والتفريط

الحمد لله رب العالمين ، وصلاة ربي وسلامه على محمد وعلى آله اجمعين ..
وقعت في يدي تلك الكلمات فاحببت ان أسطرها على مسامع من يريد الإتعاظ والفائدة ..

صورتان متناقضتان تدلان على جهل الكثير من الرجال بمعنى القوامة وواجباتها.

الصورة الأولى:

تبدأ عند باب المنزل حيث خرجت الزوجة تاركة زوجها في فراشه نائماً فقد تأخرت عن موعدها، وكان السائق في انتظارها عند الباب.
الزوجة تخاطب السائق: إلى السوق بسرعة.. أدار السائق مفتاح السيارة واتجه حيث أمرته سيدتُه.. و قبيل المغرب جلس الزوج من نومه فنادى الخادمة قائلاً: "سيري أين ماما"؟
فأجابت سيري: ماما يروح للسوق.
لبس الزوج ملابسه دون اكتراث لخروج زوجته مع السائق دون إذنه و علمه ودون أن يبالي بخلوتها معه في السيارة فقد اعتاد على ذلك.. بل هو الذي عوّدها عليه يوم أن تنازل عن قوامته غليها بحكم رجولته فلم يعد المرء يفرّق كثيراً بين بعض الرجال وزوجاتهم في مظاهر القوامة.. هذه صورة تتلاشى فيها القوامة.. فلا يبالي الزوج بزوجته أو أبنائه ومن ولاّهم الله أمرهم.. من يخالطون؟ ماذا يرون ويسمعون؟ ماذا يلبسون؟ ألعباداتهم وما أوجبه الله عليهم يؤدون؟!
كل هذا لا يبالي به.. وكأن الغيرة والأمانة قد انتزعتا من قلبه..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة الثانية:

في الطرف الآخر.. الذي فهم فيه أصحابه أن القوامة استعباد واسترقاق..

أضنى الزوجة المسكينة طول فراقها لأهلها فهي لأكثر من شهرٍ لم ترى أمها وأخواتها الذين يسكنون معها في نفس المدينة.. فطلبت من زوجها أن تذهب لزيارتهم.. وكأنها سبته وشتمته.. فانهال عليها بكلمات جارحة.. وعبارات نابية تتناسب مع ما انطوت عليه نفسه من أخلاق،..

ياجماعة :
فالقوامة ظلمت برجال قد أهملوها حتى ضعفت أو تلاشت في نفوسهم، وآخرون اتخذوها ستاراً لجبروتهم وطغيانهم وغطرستهم.

الشيخ / مازن الفريح
الرياض