الابتعاد عن الناس
 

أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الوقت الذي تخصصوه للرد على الإستفسارات و المساعدة في حل المشاكل و لو من خلال النصيحة التي قد لا تملكون غيرها أحياناً
لي صديقة عزيزة علي جداً و هي تعاني من مشكلة في النطق , و هي التأتأة أثناء الكلام , و إن كانت قليلة نوعاً ما , هذه المشكلة تسبب لها الكثير من الإحراجات , كما تحد من علاقاتها الإجتماعية , فأنا صديقتها الوحيدة , مع بعض الزملاء القليلين جداً , الذين لا يتجاوزوا الأربع زملاء .
باستمرار أقول لها هذه مشيئة الله أن تكوني هكذا و لا يجوز الاعتراض عاى مشيئة الله , و لكنها لا تقبل بهذا الكلام أبداً , و تقول هل يعقل أنه لا يوجد حل لهذه المشكلة , لم يبقى مرض إلا و وجدوا له الدواء , إلا هذه المصيبة لم يجدوا لها حل .
بالإضافة إلى أنها أصبحت تكره والدها و تقول أنه السبب لأنه أيضاً يتأتىء .
مع العلم أنها غير مستقرة نفسياً , تعاني الإكتئاب و الإحباط .
أنا خائفة عليها من الانعزال التام عن الناس , فهي أصبحت تبتعد عنهم تدريجياً , و أنا لا أعلم كيف أساعدها .
أرجوكم أرشدوني كيف أساعدها .
و لكم جزيل الشكر .

هي ليست وحدها و الله
 

التاتاة من مشاكل النطق الشائعة. و لا شك انها قد تشكل مشكلة نفسية إذا ما أعطيت أبعاداً اكثر مما تستحق. هي مثلها مثل أي مشكلة اخرى. قد ينظر إليها صاحبها بمنظار مكبر فيجعلها تبدو كالمصيبة و قد ينظر إليها بالمنظار المكبر نفسه مقلوباً فيراها بعيدة ، صغيرة لا تكاد تؤثر عليه.

التأتأة لها علاج عند متخصصي و عيادات النطق و التخاطب ، من خلال التدريب و تعلم المهارات اللازمة لذلك. و لا بد من قدر من التحسن على الأقل بإذن الله تعالى.

يأتي بعد ذلك دور العلاج المعرفي الذي يساهم في تعليم المتأتئ كيف ينظر لمشكلته بمنظار لا يعطيها اكبر من حجمها على الأقل. و يدربه على التحكم فيها و في تأثيرها على نفسيته.

ما ذنب والدها بالله عليك؟ ألا يكفيه ما هو فيه؟ أهو الذي إختار أن يكون متأتئاً و أن تكون هي كذلك؟ يا سبحان الله ما اظلم الإنسان.

إنصحي صديقتك بالتوجه لعيادات التخاطب و النطق و من ثم للعيادة النفسية إن لزم الأمر. و إنصحيها ان تتقي الله في نفسها و في والدها المسكين.

و الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـلام.