نفساني - عالم الملائكة

عالم الملائكة
الملائكة عالم كبير واسع من الغيب الذي حجب الله عنا علمه، وليس لنا سبيل إلى هذا العالم الواسع والعجيب إلاّ من خلال الوحي، وهو من الغيب الذي أمرنا الله تعالى أن نؤمن به، ومن أفدح الأخطاء أن يعتمد الانسان الحس اعتماداً مطلقاً، سلباً وايجاباً في المعرفة فينفي ما لا يتلقاه بحسّه، ويجعل من الحس أساساً للمعرفة.
إن مصادر المعرفة ثلاثة:
1 ـ البرهان: وهو المصدر العام الذي يعتمده عامة الناس للمعرفة.
2 ـ الكشف (الحس): وهو السبيل الذي يسلكه روّاد المعرفة إلى المعرفة.
3 ـ الوحي.
والغاء أي مصدر من هذه المصادر الثلاثة يؤدي إلى حجب الانسان عن آفاق واسعة من المعرفة وحرمانه منها.
وهذا المصدر الأخير هو سبيلنا إلى عالم الملائكة، وهو من أوسع عوالم الغيب.
وقد ورد في النصوص الاسلامية: أن هذه السماء على سعتها تزدحم بالملائكة، فليس فيها موضع قدم إلاّ وملك قائم بين يدي الله أو ساجد خاشع للّه ، يذكر الله تعالى ويسبّحه ولا يلهو عن ذكره وتسبيحه.
عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ: ((أطّت السماء، وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربعة أصابع إلاّ وملك واضع جبهته للّه ساجداً، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، وبكيتم كثيراً، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله))(1).
وعن أبي عبدالله الصادق ـ عليه السلام ـ: ((مافي السماوات موضع قدم إلاّ فيها ملك يسبّحه ويقدّسه، ولا في الأرض من شجر ولا مدر إلاّ وفيها ملك موكل بها))(2).
الملائكة يحفظون الناس
وقد أوكل الله تعالى بالناس ملائكة من ملائكته يحفظونهم من الأخطار من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحت أقدامهم، والانسان لا يرى هؤلاء الملائكة معاينة، ولكنه يدرك حراسة الله له وحفظه إياه في سعيه وحركته بشكل واضح.
يقول تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)(3).
--------------------------------
(1) بحار الأنوار 59: 199.
(2) بحار الأنوار 59: 176.
(3) الرعد: 11
-------------------منقول===============