خوف × خوف
 

السلام عليكم

أريد أن عرض عليكم حالة فتاة تبلغ من العمر 20 سنة ، ووصف حالتها كالتالي :


انها تعاني حالة خوف دائم من الموت مع انها جميلة جدا وملتزمه ومحبوبة من الجميع وعلاقاتها الاجتماعيه اكثر من رائعه وذات شخصية جذابه تهيم بها صديقاتها حبا واحتراما ومتفوقه في دراستها ولكنها تعاني الى درجة لاتصدق من الخوف من الموت والاماكن الضيقه مثل المصاعد وغيرها مما اقض مضجعها حتى انها تبكي من التاثر وخاصة ليلا . واذا سمعت بان احد تعرفه توفى فانها تصاب بحالة مرضية ونفسيه سيئة جدا ولاتاكل ولاتشرب معها وهي تقول انها لاتبرح من التفكير في القبر وضيقه وتخاف على اخوتها وبيت اهلها لدرجة لاتصدق فهي تحرص على اقفال الابواب والتاكد من تواجد الجميع ودائما تصوب نظرها الى اعلى الغرفه خوفا من نزول ملك الموت وتتحسس اطرافها خوفا من بداية موت الاطراف وتفتش غرفتها تحت الاسره وخلف الستائر وفي الادراج , وقد بدأت لديها هذه المعاناة من عمر 12 سنه بعد ان قرأت قصة في كتاب اسمه اللحظة الاخيره يحكي قصة فتاة توفيت حتى انها اصيبت بالبهاق وقد يكون ذلك نتيجة هذا الخوف الزائد ثم خفت الحالة تدريجيا حتى سمعت بموت فجأه لاحد اقاربها فعاودتها الحالة ....... وكل من يعرفها لايمكن ان يصدق انها تعاني الى هذه الدرجه ويرجوا أهل هذه الفتاة من جميع المختصين بعلم النفس ارشادهم الى العلاج وطرق التعامل مع مثل هذه الحالة وكيفية الشفاء من هذا المرض النفسي الذي اقض مضجعهم مع العلم انها عائلتها تعاملها معاملة ممتازه وحالتهم الاجتماعيه اكثر من ممتازه .

و بخصوص موضعها اقول لك يا اخي الكريم : المخاوف شيءٌ منتشر بين الناس ، وإن كانت تتفاوت في درجة شدتها وطبيعتها ، وتلعب الظروف الحياتية والبيئية وشخصية الإنسان دوراً كبيراً فيها من ناحية الأسباب والاستجابة للعلاج . وارجو ايصال لها هذه الكلمات اذا امكن ؟

الخوف من الموت ظاهرة تعتري كل بني البشر ، وبالنسبة للمؤمن من المفترض أن تشكل ظاهرة الخوف من الموت دافعاً وحافزاً إيجابياً من أجل الإكثار من التقوى وصالح الأعمال ، ونحن لا نشك في قوة إيمان تلك الفتاة مطلقاً -بإذن الله- ويظهر أن الأمر قد أخذ منحاً مرضياً لا بد أن تسعي للتخلص منه ، وذلك بمزيد من التوكل على الله ، وأن تنظر للموت كشيء إيجابي يكون بعده المؤمن في نعيم بإذن الله ، وأنت على علم تام أن الأعمار بيد الله .

ولذا أرجو أن تمارسي حياتك الطبيعية وتحرص على طاعة الله، لأن الإنسان إذا كان مطيعاً لله لن يبالي إن وقع الموت عليه، بل سيردد ما قاله الصحابي مرحباً بالموت ، حبيبٌ جاء على شوق .

والمسلم يمارس حياته حتى آخر لحظة منها، ولا يتوقف لأجل الموت، فكوني إيجابية، ومارسي حياتك بصورةٍ طبيعة ،وليست المشكلة في الموت، ولكن على أي خاتمة سنمضي؟ وماذا بعد الموت؟ وهذا النوع من التفكير يجعلنا نجتهد في صالح الأعمال.

والإنسان لا يستفيد إذا علم الطريقة التي مات بها كل إنسان؛ لأن الموت بالأجل، والفلاح في أن نفكر في الذي نجا كيف كان فلاحه ونجاحه؛ لنسير على دربه ، ونعمل بما يرضي الله.

و بخصوص العلاج لا بد ان تعرض تلك الفتاة علي اخصائي نفسي لتحسن بعض السوكيات و يكون بالعلاج الدواء الشفاء الأمثل

أسأل الله العظيم أن يطيل عمرك بطاعته، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله، وبالله التوفيق.