نفساني - رسائل ( لاذعة ) من امرأة سعودية !!

رسائل من امرأة سعودية

--------------------------------

أبي الحبيب,
أرجو أن تكون القدوة لي و لإخوتي و أن لا تقضي معظم يومك خارج البيت إما مع الأصدقاء أو في العمل فنحن بحاجة إليك أكثر من حاجتنا إلى المال وأكثر من حاجة أصدقائك إليك. أرجو أن لا تركن إلى السائق في قضاء أموري فقد أصبحت شابة و نظرات السائق باتت تحرقني!
أبي الحبيب,
أرجو أن لا تغالي في مهري و تضع العوائق في وجه كل من يخطبني حتى لا ينتهي بي الحال عانسا مقهورة بين شماتة الحاقدين و شفقة المحبين. أنا أعرف أنك تتمنى لي أفضل زوج و لكن ليس كل غني ذو نسب رفيع يمكن أن يسعدني. تذكر يا أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنته فاطمة ،سيدة نساء أهل الجنة، بأبسط التكاليف كما ورد في كتاب فقه السنة و في العديد من كتب السيرة المعطرة. و أحب أن أقول لك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعظم النكاح بركة، أيسره مؤنة".
و قال رجل للحسن بن علي: إن لي بنتا، فمن ترى أن أزوجها له؟ قال: زوِّجها بمن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، و إن أبغضها، لم يظلمها.
أبي الحبيب،
أرجو أن لا تعضلني عن الزواج لكي تستفيد من راتبي. لقد ربيتني و تعبت من أجلي...نعم و لكن من حقي أن أتزوج حتى و لو كان هذا سيحرمك من راتبي...أنت تستحق كل خير و أنا و كل ما أملك لك و لا أستطيع أن أجازيك مهما فعلت ، فأكمل معروفك و خل سبيلي عندما يدق بابي الرجل المناسب.

أمي الحبيبة،
ابنتك أصبحت شابة تحتاج إلى عقل و قلب أنثى تفهمها ومن غيرك يمكن أن يفهمني؟ و إلى من غيرك يمكن أن أبوح بسري؟ و هل يمكن أن يحل مشاكلي غيرك؟
أرجوك يا أمي كوني لي أختا و صديقة حتى لا أضيع في زحمة الصديقات المزيفات، فأنت الوحيدة التي تخاف على مصلحتي. أرجوك اسمعيني و افهميني و لا تجعليني أرتمي على صدر غير صدرك و ما أكثر من يبدون لي رحابة صدورهم و في أيديهم مخالب تريد نهش لحمي و عرضي!
أمي الحبيبة،
لا تتركي لي الحبل على الغارب حتى و لو تذمرت و اعترضت ...تحمليني فحريتي بدون إرشادك و مراقبتك الواعية يمكن أن تفقدني شرفي...أفهميني و علميني ما هي الحياة حتى لا أتعلمها من غيرك وتأتيني على طبق من فضة محشو بالسموم! أرجوك كوني أختي و صديقتي!

أبي و أمي،
القسوة و العنف و الشك في لمجرد أني فتاة أمور يمكن أن تفقدني صوابي و تهز شخصيتي و ثقتي بنفسي. أعرف أنكما تخافان علي و لكن لن تحمياني بالمنع و القهر بل بتواجدكما الدائم معي و حبكما و حنانكما و بالحوار المنطقي الهادئ.

زوجي الحبيب،
غيرتك علي تزيد من احترامي لك و تؤجج نار الحب التي بيننا فلا تحرمني منها.
ضربك لي و إهانتك بدون سبب أو لأسباب تافهة يقهراني و يفقداني كياني كامرأة و يشوه آدميتي فلا أعود قادرة على العطاء و أفقد بريق الأنوثة و شعاع الدلال و حنان الأمومة...لا أعتقد أنك تريد أن تعيش مع امرأة فاقدة المشاعر...أليس كذلك؟
زوجي الحبيب،
إن عملي خارج المنزل لا يساوي شيئا بالنسبة لي فراحتك هي أولى اهتماماتي...فكن ملاذا لي و لا تجعلني أهرب منك و أزج بنفسي في دوامة العمل حتى أنسى همومي معك ، بل اجعلني أهرب من العمل إليك و أعود إلى بيتي مشتاقة إلى صوتك و أحضانك. و في النهاية أنا لم أعمل إلا لأعينك على أمور الحياة لا لأتكبر عليك أو أستقل عنك ، و تأكد أنه مهما كثر راتبي فلا غني لي عنك، و ماذا أفعل بالمال بدون حبك؟
لقد خضت مجال العمل لأعينك و أساعدك و تركت حياة البيت التي فيها تتألق أنوثتي من أجلك و لكن لا يعني هذا أن تأخذ راتبي مني غصبا و قهرا و تصرفه في أمور لا أهمية لها ...راتبي بين يديك بإرادتي الحرة لنبني أحلامنا معا، لا لتهديني به عشيقة أو زوجة أخرى!
زوجي الحبيب،
أنا إنسانة و لي مشاعر و شخصية و لست مجرد تابعة لك...لك الأمر و الطاعة ..هذا حق و لكن لي الحق أنا أيضا في أن تستشيرني و تأخذ برأيي فيما يخص حياتنا و يتعلق بمستقبلنا معا...أرجوك لا تلغي عقلي و فكري فبدون هذا العقل أعجز عن تربية أبناءنا!
الصراحة يا زوجي الحبيب هي مفتاح السعادة...شاركني همومك و أفراحك...كم يسعدني أن أكون لك الصديقة و الحبيبة و العشيقة و ليس الزوجة فقط.
بالصراحة و التفاهم ممكن أن نحل مشاكل كثيرة...و أكبر المشاكل ممكن أن تحل بوردة تقدمها لي بدون مناسبة و كلمة حلوة تصدر من قلبك تغسل بها كل أحزاني.

إلى مجتمعي...صديقاتي...أهلي و ناسي،
ارحموني ...ارحموني من نظراتكم التي لا أسلم منها إن كنت عانسا أو مطلقة...هذا نصيبي و قدري الذي أراده الله لي فلماذا تضعون اللوم علي إذا طلقني زوج لا يرحم أو منعني من الزواج أب لا يفهم؟ كيف تريدونني أن أصبر على رجل سكير يعاشر النساء بالحرام؟ كيف تريدونني أن أتحمل زوج يضربني حتى لا أنام الليل من كثرة آلامي و جراحي؟ لماذا تلوموني إذا طلبت الطلاق من زوج لا يصلح أن يكون أبا لأبنائي لأنه لا يعلم عنهم شيئا و لا تهمه مصلحتهم؟
و قولوا لي بربكم...كيف تريدوني أن أقف في وجه أبي و أطالبه بأن يزوجني؟ و ماذا تريدون مني أن أفعل إذا لم يتقدم لي خاطب لقلة مالي و جمالي في هذا الزمن الذي لا قيمة فيه للمرأة إلا بجمالها و مالها؟
لماذا لا تقدرونني كما أنا بظروفي و مشاكلي و عنوستي؟ لماذا لا تحترمون قراري في الانفصال عن زوجي؟ هل سأجد منكم من يزيل جراحي عندما يدمر شخصيتي زوج قاس وأناني؟

إلى أهل القضاء...إلى من حمَّلكم الله أمانة الحكم بين الناس،
أرجوكم لا تجعلوا زوجي يأخذ كل ما أملك حتى يسرحني فالشرع أمر بأن أرد عليه مهره فقط لا كل ما صرفه علي و أنا على ذمته يتمتع بي كما يتمتع أي زوج بحلاله.
أرجوكم لا تجعلوني أعيش بين نارين إما أن أعيش مع زوج أكرهه أو أحصل على حريتي و أُحرَم من أطفالي ، فأنا لم أسمع قط أن رسول الله حرم أما من فلذة كبدها لمجرد أنها طلبت الطلاق أو حرم أطفالا من أمهاتهم أو آباءهم بسبب الطلاق!
أيها القاضي الفاضل الموقر...إن الطلاق أبغض الحلال إلى الله و لكن الله لا يرضى أن تُقهر إماؤه و يعشن ذليلات تحت أزواج لم يكونوا على قدر التكليف الإلهي الذي حملهم إياه....لقد خلقنا الله أحرارا لا لنعيش تحت أقدام الرجال و ما أُمرنا بالطاعة لأزواجنا إلا ليكون البيت الإسلامي في نظام و وئام لا لأن تستخدم الحقوق والسلطة في غير مواضعها...أيها القاضي احكم بالعدل و بالطلاق لي من زوج لا يصلي و لا يعرف شرع الله و لا تغلق كل الأبواب في وجهي حتى يضطرني ذل هذا الزوج أن أطلب الخلع و أدفع له ثروة هائلة مقابل حريتي و آدميتي! قال الله تعالى:"وَ لا تَعْضُلوهن لِتذهبوا بِبعض ما آتيتموهن إلا أن يأْتين بفاحشة مبينة" (النساء الآية 19).

الكاتبة / مها نور إلهي

منــ لـ الفائدة ـــقول