الحقد
 

و بخصوص ما جاء في رسالتك : فالمشكلة و الله اعلم ... ليست الحقد والحسد فلا تحمل نفسك كثيراً في هذه الموضوع ، فالحقد يا عزيزي هو كراهية الشخص وبغضه , والحسد تمني زوال نعمة الغير , وهذان ليسوا فيك إن شاء الله .
اخي الكريم أنت ببساطة لا تحتمل أن تجرح كبريائك , أو الإهانة, وذلك لحساسيتك , ورقة نفسك ، فأنت بلا شك لا تؤذين الناس , وتحب لهم الخير , وتقوم بالخدمة , وبالمقابل تجد القسوة في المعاملة , والتجرؤ عليك , فتغضب على نفسك , وتنقهر من نفسك التي فعلت وفعلت ، ثم لم تقدر ولم تحترم
1- أحب نفسك واحترمها ، ولا تفعل لأحد شيئا حتى تنظر هل يضرك أم يمكنك القيام به دون مشاكل ? طبعا ليس هذا الكلام للوالدين أو للمقربين منك .

2- انزل الناس منازلهم فلا تبالغ في احترام من لا يستحق ذلك ، لا اقصد أن تحقرهم وإنما اقصد أن تعامل كل إنسان بالحسنى مع عدم الزيادة ، فالإنسان الذي ينسى نفسه ، ويهتم بكل من حوله ، ويضحي بكل ما يملك يجد نفسه فريسة سهلة للوساوس ، وأنواع الضغوط النفسية ، فهو يتوقع من الناس أن يعاملوه كما يعاملهم ، ولكن دون جدوى ، ولأنه تعلم أن يعطي فهو لا يمنع نفسه من إنزالها لرغباتهم، وإنكار ذاته , هذا يدعى بالشخصية الغيرية ، ومن أهم صفاتها أنها وسواسية تفكر بما يقوله الناس عنها إن لم تخدمهم ، أو تقوم بما يجب أن تفعله لهم من وجهة نظرهم هم ، فنصيحتي لك أن تبدئ في مراعاة نفسك قبل مراعاة الناس , ولكن كون لطيف في رفض طلباتهم .

نصيحة : توقع الأفضل دائما : يقول تعالى في حديث قدسي ( أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن عبدي ما يشاء) هذا الحديث يعلمنا أن نتوقع الخير من الله ، وأن نتوقع الخير من الناس ، لأنك إن توقعت الخير وجدته وإن توقعت الشر وجدته, فإذا قلت في نفسك لن يعامليني فلان بطريقة صحيحة فستجد فلان يبادلك نفس المشاعر السيئة ، ولن يعاملك إلا بما توقعته ، ولك أن تتفحص كل خبراتك وتجاربك ، ستجدا كلها نتيجة توقعاتك ، فأرجو أن تتوقع الأفضل دائما.

أسأل الله أن يزين الإيمان في قلبك ، ويرزقك اليقين والرضى بعد القضاء ، اللهم آمين. سأنتظر منك رسالة تبشرينا بنتائجك الطيبة ، وبالتوفيق مقدما.