![]() |
تقلب الشخصية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
انا شاب ابلغ من العمر 24 عاما . ابتلني الله - سبحانه - بتقلب الشخصية . كنت قبل فترة انسان ملتزم بشرع الله و سنة رسوله - صلى الله عليه و سلم - . فما لبثت الا و قد انقلب كل شيء على عقب . لا اعرف ماذا حدث لي . اصبحت غير محافظ على الصلاة و دخنت و شييشت . مع العلم ان ذلك يحدث لي كثيرا . التزم ثم بعد فترة ( من اسبوع الى شهر ) انتكس . و يعلم الله اني احن الى ايام الطاعة و الالتزام . انصحوني و ارشدوني . و جزاكم الله خير . اخوكم متيم . |
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بك اخي الحبيب (( متيم )) والله نسأل أن يصرف عنك هذا الفتور و النتكاسة، وأن يعيد إليك الهمة والنشاط والرغبة في الطاعة وطلب العلم ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ، وأوليائه المقربين ، ومن الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم . و بخصوص ما جاء في رسالتك اخي الكريم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل شيء شره ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى ستني فقد رشد ...) فالشاهد من هذا الحديث أخي الحبيب أن الإنسان تمر به حالات قوة ونشاط تعقبها حالات ضعف وفتور ، والمهم ألا يصل الفتور إلى ترك التكاليف الشرعية ، أو التفريط في الواجبات ، والوقوع في المحرمات ، والفتور بلا شك علامة نقص وضعف وتراجع ولا يبشر بخير ، والدليل على ذلك ما أنت فيه ، ولذلك لكي نعالج هذا الفتور لابد من الآتي : 1- البحث عن أسباب النشاط والقوة التي كانت عندك وحصرها، وماالذي بقي منها ، وماذا ضاع . 2- البحث عن الأسباب المؤدية إلى الفتور ، وتاريخ حدوثها، وملابساتها، ومعرفة كيف تسربت إليك دون أن تدرى حتى وصلت إلى ما أنت عليه . 3- دراسة المساحة التي كنت تعطيها لنفسك من حيث تزكيتها وتهذبيها ، وهل كانت كافية أم أنك كنت مشغولاً بأمر الدعوة على حساب نفسك . 4- أن تعلم درجة الفتور الذي أصابك حيث أن الفتور درجات بيانها كالتالي : 1- الدرجة الأولى وهي أخطرها: وتتمثل في كسل وفتور عام في جميع الطاعات . 2- الثانية: كسل وفتور في بعض الطاعات ، مع عدم كره لها وهذه مآل كثير من فساق المسلمين . 3- كسل وفتور سببه بدني ، فهناك الرغبة في العبادة مع تكاسل وفتور عنها ، وهذا حال كثير من المسلمين . والخطير في الفتور أن العمر يمضي ، والأيام تنقضي دون إنتاج ولا عمل يذكر ، والأخطر من ذلك الانتقال إلى حالة أشد منها فتعظم المعصية ، لذا كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل يومياً صباح مساء ، ويعلم أصحابه ذلك ، واعلم أن أخطر ما يكون الفتور على الدعاة وطلبة العلم مما يجعل تفاديه قبل حلوله ، أو تلافيه بعد نزوله أمراً ضرورياً ، والدفع أسهل من الرقع ، ومن هنا وجب تعاهد النفس ، لئلا تقع في فتور ينقلها من مرحلة إلى مرحلة ، لذا كان الواجب علينا ? معشر الدعاة ? أن نتفحص أنفسنا، ونتأمل أحوالنا أولا بأول ، هل نجد شيئاً من مظاهر الفتور فنعالج الأمرفوراً ، وإليك أخي بعض العلاجات إضافة إلى ما سبق ذكره . 1- الدعاء ، والاستعانة بالله ، والإلحاح عليه بشدة أن يرد عليك ما سلب منك . 2- مراقبة الله تعالى ، والإكثار من ذكره مما يستلزم الخوف والخشية من التفريط 3- تنظيم الوقت ، ومحاسبة النفس على كل ما يضيع من الوقت بغير فائدة . 4- الصحبة الصالحة ، وقراءة كتب السلف الصالح ، خاصة كتاب علو الهمة. 5- الإخلاص والتقوى . 6- تعاهد الفاترين ومتابعتهم لئلا يؤدي بهم الفتور إلى الانحراف . 7- وضع برنامج علمي ودعوى وعبادي يحدد ولو بصورة مصغرة والالتزام به . 8- أن تعلم أنك فقدت شيئاً عظيماً فجاهد النفس قدر الاستطاعة . اسأل الله ان يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اللهم أمين |
الساعة الآن 01:50 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا