نفساني - ومات عامر قبل أن يصلي العيد غدا .. !!!


	كان عامرا زوجا صالح ، وأبا حنونا ، اشترى بالأمس بدلة جديدة لأبنته لجين ، وأشترى لبنه سعد ثوب الأصيل ، كان يامل أن يكون مع المصلين غدا في مصلى العيد ، كان يعشق التكبير والتهليل والتحميد .. كان يحب أهله .. ولكن مالذي حصل ؟ نام البارحة في غرفة نومه ، وصلى الفجر مع جماعة ونوى صيام يوم عرفة " اليوم" ولكنه كان على موعد مع ربه قبل شروق يوم عرفة . فأسلم الروح لباريها ..!! أم سعد حاولت ان تيقظه فلم يستيقظ .. حركّ ت فيه كل شيء ولكن روحه كانت في السماء .. نظرت اليه أم سعد وقد حبست ادمعها في مآقيها .. ورات البيت بدونه ن ورات الأولاد بدون ابيهم .. رات الدنيا وقد توشحت بالسواد .. تريد ان تصرخ .. تريد ان تبكي ولكن غلب عليها شريط من الذكريات جميل جدا .. رأت في وجهه المضيء فرحة الرضا .. رأت في عينيه النائمتين أبتسامة سعد و دلع لجين .. قومي يا أم سعد تحركي .. اطلبي الأسعاف .. أطلبي المساعدة .. قومي يا أم سعد تصرفي ..!! مسحت على جبينه الصافي وطبعت عليه قبلة الوداع .. يا الله ما أجملك ياعامر وأنت حي .. وما أجملك يأجملك وانت تفارقني الآن ..!! جلست أمامه وهو مسجى وقد بدت ابتسامة جميلة من محيا أبا سعيد وكأنه يقول لها : أنني قد رضيت عنكِ يا أم لجين .. جلست وهي تتأمل أولادها في حنان من رحل .. جلست وقد ضمت يديه الناعمتين على وجنتيها وقد نزلت علي يدا عامر أدمعا حرّا وهي تقول : من سيعطي بعدك العيدية للأولاد يا عامر ؟ هنا أستفاقت أم سعد للسكرة التي كانت عليها .. وأستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وعلمت أن إكرام الميت سرعة دفنه ، وعلمت أن الموت حق .. فبكت بحرقت على صدر زوجها طويلا وهي ترى في فقده ألم العاطفة .. ألم الحنان .. ألم الوحشة .. ألم الحب .. ألم الفقد ..!! وسالت دموعها الطاهرة على صدره الدافيء .. وذهبت لأولادها في فراشهم وهي تنظر اليهما وقد غلبها البكاء .. تريد أن تقول لهما : تعالوا أنظروا ألى أبيكم قبل أن يواري التراب .. تعالوا أمنحوا أعينكما من حبه وحنانه .. تعال يا سعد وأركب على ظهر أبيك كما كان يفعل معك البارحة .. أنهظ ياسعد وأجلس في حظن أبيك وقل له أريد أن أقود السيارة يابابا .. !! أنهظي يالجين وألبسي فستان العيد ليراه أبيك ، ولاتنسي ان تري أباكِ الحناء الملفوفتانِ في يديكِ الآن .. هيا ياأولاد قوما وودعا أباكما قبل أن يوضع في التراب .. يااااااااااااه ماأصعب هذا المنظر عليكِ يا أم سعد .. رجعت ام سعد لزوجها المسجى وهي غير مصدقة أن زوجها قد مات .. وقالت : الله حسبي حينما تترجـلُ ، والصبرُ أجبرُ للفؤادِ و أجمــــلُ ، والله حسبي حينما يجتــالني أسفٌ عليك و حرقةٌ و تمــلمـلُ.. والله حسبي حين أجترع الأسى ، غصصا، ودمعي في ركابــك يهملُ .. حقّا رحلت يا أبا سعد ؟ وأسرتكَ مـكلومـةٌ ،، و كأن في لب الحشاشة مرجلُ ؟ اذهب إلى الله الكريم وفضــله ،، فلعل في لقياه ما تتأمــل ،، والله حسبي حين ينثر مهجـتـي،، سهم الردى فيمن أحبُّ و أحفلُ ..والله حسبي في جليل مصـائـبٍ ،، مما مضى منها وما يُستقـــبلُ

---------
أخواني / اخواتي / أعضاء نفساني لاأريد أن أزيدكم ألمت وسكبا للدموع ماقرأتموه آنفا والله هو حلم رأيته البارحة في منامي وضايقني جدا جدا ..
فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأت المعوذتين ورجعت نائما ولله الحمد .. !!!
أظن أنني أضحكتكم الآن كما أبكيتكم قبل قليل ...!!!!

كل عام وأنتم جميعا بخير .. وأسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..

أخوكم / احمد الحسينان
منقولة من موقع المسنين
http://www.mosneen.net/forum/index.php?