عطر
 

وجدته على منضدتي ، بين أوراقي و أقلامي ، و رسوم بياني .، مغلفا بطريقة طفولية ، بل بأصابع آنسة صغيرة ، تركت عليه حروفا تحمل اسمي ، و عبارات تهنئة بالعيد ، مصبوغة صبغات حاسوب .


شذا الزهر مقطرا ، و عبق النَوْر مسالا ، يحتويه رداء صفيق ، فنور بغير نار ، و سناء بغير إشراق . يحمل أنفاسا تعرفها ، هي توأم و أنفاس الأحبة .
غمسة ، و كل رياض الأرض تضمك بين أذرعها ، فتغفو العين و تستيقظ الرؤى و الأحلام ، لترى استنشاقا جمال الكون ، و عظيم الخلق ، و تطرق صور البهاء باب خيالك و تزور الذكريات مرابعك ، فتتلون حوائطك بشتى الورود و الأزهار ، و ترتسم في أفنيتك دوحات الظل و أفانين الدعة ، و يجري الصفاء سلسبيلا ، و تسوق الصبا إليك التفاؤل و الرضا ، فتغدو ضيف ساعة ، يردد سبحان الله .. خلق فأبدع ، و برى فأتم ، و وهب فجاد .


سقطت رقعة صغيرة مطوية طيات عديدة ، و تبعثر الحبر على نافذة عيني ، فلملمت أشلاءها ، و جمعت شتات حروفها ، لأرى طلاسم مفاتيحها عهد طويل بخطوط كتبة صغار ، لهم في ( وحي الفلم و رسائل الأحزان و الأوراق الورد ...) أول قضمة في تفاحة .



لقطرات العطر بقية ...

انا با نتظار البقيه من عطرك

(تقبلي هديتي)

http://pcs.fares.net/pcs/images/flow001s.gif

بانتظارك ايتها الحرة

وانــا ايضــا بانتظــار المزيد من قطـــرات عطركِ



http://hwarat.osrty.com/images/smilies/ib1/0030.gif


http://hwarat.osrty.com/images/smilies/ib1/002006.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
 

خطوط عبثية لكنها جميلة ، تنطق بروح فنانة ، أزتوزرتها البوح و قد ألجمها الخجل . ثلاثة أسطر أعجمية الحروف لمثل سائر ، تعتذر عن عدم الحضور زمن الربيع . و بقية الحبر قطرات من ندى على زهرة ود ، نظمت بها عقود فل ، سقتها ماء محبتها . و جال يراعها بالبقية الباقية من مداده يحكي ذكرى قطرات عطر ، عبق بكفها ذات نهار ، من مرج زهور مودتي .



أصابتني سهام الحيرة ، بل حاك في نفسي الأثم ، و خشيت أن يطلع عليه من حولي ، فدسست مودتها في ثنايا أشيائي ، و خرجت أطلبها ، فإذا هي جاءت تطلبني . و ما ردعني خجلها من أن أقذف بحروفي القاسية صميم فؤادها : " أي شيء أفعل بها ؟ " .


لقطرات العطر بقية ...

بسم الله الرحمن الرحيم
 

سهام الحروف أصابت منها شغاف الفؤاد ، فنطق الدمع بالأنين ، و تحيّر في المقلتين تحيّر قطرات المطر في أحداق الأرض . راعني حزنها و خشيت قسوة تسكن بعض منازلي ، هي نزل الأحباب قبل المقام بين جنان مودتي . و علق بعض ماء العين في الأهداب ، و علقت أكثر الحروف بين الأنفاس ، تارة عذر و تارة أخرى اعتذار .
و عادت أرضي تنبت الأشواك ، لأغرس نصالها في قسوتي مرة ، و في رفقي أخرى ، و في صميم فؤادها أخيرا ، فأسكب العطر بين يدي الروح .


غادرتني دامعة العينين ، و قد عزمت على ألا تعصر الزهر عطرا ، و غادرتها مثخنة الجراح بأشواك عزمت على بريها سهاما .


لم يبق من العطر إلاعبق .