نفساني - رسالة إلى أميرة مشاعري وصاحبة الحب الكبير

رسالة إلى أميرة مشاعري وصاحبة الحب الكبير
من أين أبدأ؟ وما الكلمات التي اختارها لترقى إلى أبهتك ومقامك العالي؟ وما العبارات التي تلامس شفافيتك وصفاء روحك الطاهرة؟ فهل يسعفني القلم؟ وهل تسعفني الدموع وهل يحدوني الأمل الذي ارجوه في كتابة بعض ما يحمله ويكنه قلبي المتضرع إلى رضاك؟ وهل تساعدني أناملي الخجلى؟
شيء وحيد اظنه عوناً لي في كتابة كلماتي إليك هو فيض كلم ولهج لسان الشكر في عون من ينابيع صبح مشرق مبارك، وما الإصباح منك بأمثل.
والدتي، حبيبة قلبي، حسنة أيامي، أميرة مشاعري، ملكة احساسي، تعجز السطور عن الوفاء بحق لك، عرفته منذ قرأت القرآن ووعيت مقالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فأيقنت أني فيك أجاهد، أنا فقط هنا أسعى لأطوع الكلمات وابسطها بين يديك الكريمتين لتطلب وتلتمس رضاك عني، لأنني في محادثتي إليك قد أقسو وأتأفف من حيث لا ادري وقد نهينا عن اصغر كلمة تؤذي مشاعرك ذات الإرهاف الدائم "ولا تقل لهما أف".
والدتي الغالية حملتني أحشاؤك وكان حملاً مما ينوء به كاهلك الضغين، صبرت علي وغفرت لي ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور؛ لأخرج إلى نور الحياة في صحة وعافية، ولم تقفي عند هذا الحد؛ بل واصلت مسيرتك المباركة ورحلتك الجادة حتى لاح مني عارض بياض وصلع. لكنك مازلت أما بحنانك الدافئ، وقلبك الصافي كصفاء اللبن؛ وكأنني أعيش داخل أحشائك مرة أخرى وعلى طول حياتي، يا الهي كم أنت رائعة يا أمي؟.
والدتي تحلو الحياة وأنت بدر منير فيها؛ لكني اعلم أن فيها منغصات وهموماً، وأقسى ما فيها على صفحات القلوب البيضاء ظلم وسواد ذوي القربى، فالكلمة القاسية والجفوة القوية من القريب تقع كوقع الحسام المهند على النفس الرقيقة، وصدق القائل:
وظلم ذوي القرى اشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
ولكن يا أمي من يكون للصبر غيرك، وأبواب عفوك أوسع وأرحب وهي مفتحة يدخلها أبناؤك بسلام آمنين، تؤنسهم ابتسامتك المشرقة، وترافقهم كلماتك العذبة التي ننطلق من فيك كالماء من في السقاء وهي تردد "اللهم أهد قومي" وقد ذابت تلك الجفوة والقسوة في أنهار حلمك وعفوك.
والدتي الحبيبة.. رفع الله قدرك وجزاك عني وعن أخوتي وأقاربي خير الجزاء، وجزاك الله خير ما جازى أما رؤوما عن أولادها، فنحن جميعاً تلاميذ عصاة يرجون الصفح في مدرستك العامرة المتدفقة حباً وعطاءً فلك العتبى حتى ترضين تمام الرضا.
والدتي.. أملي متأجج أن تقبلي كلماتي بقبول حسن وتفيضي عليها من رضاك، وإنني أرى نفحاته تتراقص بين أحرف الكلمات فرحاً وطرباً، فهلا رضيت.. ورضيت.. ورضيت!
والدتي.. لم ابدأ بعد في كتابة كلمات إليك فكيف أنتهي؟ فكيف أنتهي! سامحيني ألست صاحبة الحب الكبير.

منقوووووووووووووووووووول