حديث النفس
 

‏ مالي يا نفسي أتيه في أعماقك كلما التأم جرح فإذا بآخر ينزف! يقولون ضريبة الحياة ‏بالعيش بين البشر.. ألم يفضل الله من يعيش بين الناس ويتحمل مضايقاتهم وكيدهم فينال ‏أجراً أكثر من ناسك يتعبد الله معتكفاً عن العالم؟ نحن في عصر ضاعت فيه المباديء ‏والضمائر وأصبحت المادة هي المسيطرة على كل ما هو ملموس ومرئي.. ولكن ‏الهروب إلى الماضي ولو بالذاكرة يجلب على ساحة القلب كثيراً من الحقائق التي تؤكد ‏بأنه كان يوجد يوماً شيء اسمه مثاليات وقيم.. كم من مرضى النفوس يعيشون بيننا كم ‏من حساد النجاح يقتلهم نجاحنا فهم لا يكفون أذاهم عن الناجحين وكأن ارتقاء الناجحين ‏يحط من أقدارهم، فيبدأون برمي سهامهم المسمومة علهم يصيب بعضها هدفهم.‏
‏ لا أدري كيف يمكن لقلمي أن يعبر؟ لقد وجدت في أعماق نفسي الذكريات القريبة ‏والقديمة بحذافيرها رأيت التمعن في روحي المتعبة التي تريد أن تنطلق لتحقيق أحلامها ‏وبدون قيود.. الإصرار على الحرية رغم الأسوار لعالية التي تحيط بنفسي من كل ‏الاتجاهات.. أعلنت التمرد وبدون تفكير، مهما بلغت الأسوار عنان السماء ولو اختفت ‏خلف السحاب ولربما وراء السماء السابعة.. أعلنت التمرد على الحزن وجعل التفاؤل ‏يحل شعاعه أمام عيني .. ونجحت ومرت المأساة ونلت أجر التسامح.‏