قصة الخماسيني الذي يبيع دمه
 

الجزء الثاني من الخماسيني :

نعود بقصة اخرى من قصص هذا الرجل الخماسيني ، الذي كتبت عنه في هذا المنتدى ( حدث في الشارع العام ) .

لقد تعود هذا الخماسيني كما قلت لكم ، أن يبقى فاقدا للوعي ، ولا يوجد من يسأل عنه ، فهو غير متزوج ، ومهمل من اخوانه وأهله حتى مات .

كان لابد له أن يقوم بتأمين لقمة العيش أولا ، ومن ثم ما يجعله يفقد وعيه احساسا منه أنه سوف يفقد شعوره بهذا العيش وبمن حوله من ظلم وظلام ،

وبما أن لقمة العيش تستعصي عليه تحصيلها ، فهو لا يتقن العمل ولا يقوى عليه ، فكان لابد له أن يجد طريقا لتحصيل العيش ، وبعد أن اعتصره الجوع وانهكه التعب من التجوال ، ولأن نفسه عزيزة عليه ، لا يقبل أن يستعطي الناس مالا رغم حبهم واشفاقهم عليه ، توصل اخيرا الى متاجرة ومقايضه تؤمن له فرصة العيش وسد الجوع .

ذهب الى احد المستشفيات الحكوميه ، ليعود مريضا هو احد اصدقائه ، وكان هناك في قسم الطواريء حادث سير مروع ، واحد المصابين كان بحاجة الى نقل دم بأقصى سرعة ممكنه ، فخرج ذوو المصاب صارخين بالحضور يتوسلون أن يقوم الحضور بالتبرع بالدم لابنهم المصاب ، وما كان في صالة الطواريء غير صاحبنا ( الخماسيني ) ، ولأنه من أهل الفزعه قام على رجليه متثاقلا ، وقال لهم أنا اتبرع بالدم ، اخذوه الى الطبيب وقامو عمل الفحص اللازم له ليتأكدو من امكانية سحب دم منه ، وكان قد نجح في هذا الفحص ، فوضعو الابره في وريده واوصلوها بكيس فارغ سرعان ما امتلأ ، وقام اهل المصاب فشكروه كثيرا وكان احساسه كمن انتصر بالحرب ، اليوم هو اعطى ، اليوم انقض شخص من الموت ، اليوم كان لي فائده في الحياة .
جاء احد افراد عائلة المصاب ، واخرج من جيبه مبلغا من المال ، واعطاه لصاحبنا الخماسيني ، فدخل الخماسيني بصراع مع نفسه ، هل يأخذ المبلغ ويسد به رمقه ، هل يقبل المبلغ ويخسر معركته ؟؟؟؟ توقفت لغة الكلام في المكان ، الخماسيني ينظر الى المال ، والشخص الآخر ينظر في وجه الخماسيني ، استمر صراع النفس لدقائق ، واستمر ذاك الشخص يقول للخماسيني ارجوك أن تقبل هذا المبلغ .
اخيرا ،، فاز الجوع على النفس ، وخسر الخماسيني معركته ، فأخذ المبلغ وعاد ادراجه الى السوق وهو يدلدل رأسه بين كتفيه ، ويحدث نفسه ، نعم لقد خسرت معركتي ، نعم ، انني جائع ، وكان الأسى قد ارتسم على وجهه بشكل لم يكن من قبل ، وبقي الأسى على وجهه لأيام ، لا يهتف لأحد ، لا يشجب ولا يستنكر ، صامت مثل عقله ومثل وعيه ومثل معدته الخاويه .
لكنه قال لنفسه ذات صباح ، ولماذا خسرت الحرب .؟ بالأصل لم تكن هناك حرب اخسرها ، أنا اوهمت نفسي ، لابد لي أن اجد عملا اسد به رمقي ،،، لدي الانتاج وهناك من يحتاج ،،،، فصار الخماسيني يذهب الى المستشفى كل اسبوع او اسبوعين ليبيع وحدة من الدماء ،،،،

هذه القصه حين كان يهتف الخماسيني عاش ال........ أي قبل أن يتعود على كلمته المشهوره هسسسسسسسسسس

لا زال لهذا الخماسيني قصص وذكريات كثيره ، لابد أن تروها
http://www.nafsany.cc/vb/showthread....624#post154624

عندما نخسر معاركنا بسبب الجوع ،،، لابد للرؤوس أن تغرق بين الأكتاف خجلا ، ولكنه الجوع سيد المعارك .

ما هذه الدنيا ؟؟؟؟؟

كيف يعيش إنسان فقير لا يملك شيئاً من هذه الدنيا وسط الأغنياء

ألا يخجل الأغنياء إذا رأوا أشخاص معدمين إلى هذه الدرجة !

كيف لا يخجل الشبعان من بطنه الكبير و هو يرى أمامه إنسان جائع !

لو قام الجميع بتطبيق تعاليم الدين الإسلامي ماكنا لنجد شخصاً مثل هذا الرجل الخماسيني

من العار علينا نحن المسلمين أن يوجد بيننا مثل هذا الإنسان و لا نفعل شيء



و شكراً لك أخي الحوراني لأنك ذكرتنا بشريحة من المجتمع ربما ننساها لأننا لا نشعر بشعورها بسبب النعم التي نراها حولنا و التي ربما ننسى أن نشكر الخالق عليها

اخي صالح

نعم ، فليخجل الأغنياء الذين يصرفون الملايين على طاولات البوكر ، ومع الغانيات ، ويبقى مثل هذا الرجل بلا طعام .

أخي الحوراني

كل الأغنياء بلا إستثناء يفترض أن يخجلوا

و لكن لا نجد منهم من يخجل

اخي صالح

لا اعلم كيف ينام الانسان قرير العين وجاره جائعا ،،، لا اعلم

لأن الجار في هذه الأيام لا يطل على جاره و لا يعرف عنه شي ، فلو كان التواصل بين الجيران كما في السابق لم يستطع أحد أن ينام شبعان و جاره جائع .

كم اتمنى أن يتكرر هذا الخماسيني ،،،،، فهو نابغة برغم فقدانه الدائم للوعي ، مسكين يبحث عن لقمة عيشه واستقرار الناس سوية .

رحمك الله ايها الشهم ، لقد فقدناك من شوارعنا ، صوت للحق مغيب بالاراده .

عندما يكون للجوع وقعا كوقع السيف على الرقاب ،،، تنهزم كل جيوش الدنيا ، ويعلن الجميع الانسحاب ...

الحورانى ان الكلامات تعجز عن التعبير اعذرنى...........................


الصالح
نفتخر بمثلك بيننا فى هذا الصرح فل يحفظك الرب

دمتم بخير

اخي العمري

اشكر مرورك الرائع ،،، لا حرمنا الله منك

دمت اخي الحوراني على هذه القصص الرائعة فشكرا لك

اخي راشد

أحييت القديم ،،، اشكرك ،،،

فهذا الرجل عاش بيننا بالفعل ،،،،