طالبتي تعيش تقمص أو أحلام يقظه
 

السلام عليكم ورحمته وبركاته
تحية طيبة وبعد
تقابلنا يوميا في سلك التربية والتعليم الكثير من المشكلات والمعضلات أحيانا, ويعجز أخصائيوا الإرشاد الإجتماعي عن معالجة مثل تلك المواقف لضعف الخبرة أو قلة الإطلاع والأهمال أحيانا أخرى, وباتت بعض المشكلات مقلقة ونقف نحن المربون في حيرة أمام الجهة المسئولة عن تبني مثل هذه الحالات مع غياب أولياء الأمور وإصرار بعضهم عن تجنب المعالجة أو الإستشارة النفسية .
حكاية طالبتي هذه تقلقني نذ أكتشافها
هي فتاة من أسرة فقيرة وتكاد توفر قوت يومها في 18 من العمر ولكن لكثرة إخفاقها الدراسي المرتبط بالإهمال هي في الثاني الإعدادي ( المتوسط) بدأت تمثيل دور أتعجب من إتقانها له منذ بداية العام وهو إنها مخطوبة من شخص (..............) وكلما نبهتها لوجود آثار المكياج أحيانا وكثرة الغياب وتكرره في منتصف الأسبوع أعلنت بأنه يوم إجازة خطيبها , وبدات بجلسات جانبية لتوجيهها وإرشادها بعد التحقق من المعلومة لدى الإشراف وتبين مع نهاية الفصل الدراسي الأول أن الفتاة واهمة تدعي أحداث تعيشها أختها حتى إدعت أخيرا بأنها حامل وحالما أحلت الموضوع لإدارة المدرسة تبينت الكثير من خيوط الرواية التى تنسجها من احلام ووقائع تعيشها أختها .
لم تنته المشكلة بل إستمرت بعد عودتها للمدرسة في سرد الحكايات على الطالبات علما بأنا شرحنا لصديقاتها حقيقة وضعها.
تنقصني الكثير من الخبرة لمعالجة مثل هذه القضايا التى يكون لفقر والرفض والسن أضلع فيها

يا أختي الكريمة / نور اليقين ............. سلمها الله
انا لا اختلف معك من أن مدارسنا ومرشدينا غير مهيئين لعلاج مثل هذه المشاكل التي تعانين أنت وغيرك من المدرسات منها ، ولا يفوتني أن أقدم لك شكري وتقديري على اخلاصك وحبك لمساعدة الغير ، واسمحي لي أن اعتبرك معلمة مثالية لان بعض أو كثير من المعلمات والمعلمين مع الأسف الشديد لايهتمون بمشكلات الطلاب والطالبات يهمهم فقط القاء الدرس يفهم من يفهم ولايعنيهم امر طالب او طالبة متخلفة أو تعاني من مشكلة ما، أما بخصوص هذه الطالبة التي تتحدثين عنها فهي بلا شك تعاني من مشكلة قد يكون الفقر سببا فيها أو الحالة الاجتماعيةللأسرة أو غير ذلك من الاسباب التي لاأعلمهاالمهم هي بحاجة إلى دراسة حالة ومقابلات إرشادية من مختص في الارشاد ليساعدها على ماتعانيه من صعوبات وربما المساعدات المالية تخفف عليها قليلا ولكن بطريق غير مباشر ، يمكن طلب حضور الأم للمدرسة وتقديم بعض المساعدة المالية لها من غير أن تشعر البنت ، وإذا تعذر وجود مرشدة مختصة في المدرسة فلا بأس من أن تراجع أخصائية نفسية في إحدى العيادات النفسية لتشخيص حالتها ومن ثم علاجها بالتعاون مع المدرسة.....وفي الختام اشكرك مرة ثانية وإلى اللقاء لمتابعة مايستجد من احداث.

المستشار / ابراهيم الدريعي