نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   الغضب وعلاجه (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=34525)

بحر الاشواق 11-07-2006 08:14 PM

الغضب وعلاجه
 
الغضب وعلاجه

--------------------------------------------------------------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم ..

.×.×.×.×.×.×.×.×.×.

السلام عليكم ورحمـــة الله وبركاته



مضار الغضب

للغضب كثيرٌ من المضار العظيمة التي تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة الفردية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والنفسية ، والفكرية والتي تؤكد جميعها أن الغضب مفتاح الشرور لأنه يجمع الشر كله كما أشار إلى ذلك أحد عُلماء السلف بقوله:

" إن الغضب جماع الشر ، وإن التحرُّز ( التوقي ) منه جماع الخير "



فمن مضاره الفردية أنه يُفقد الإنسان صوابه ، ويسلبه عقله ، ويدفعه إلى السب ، والشتم ، والسخرية ، والتلفظ بالألفاظ البذيئة وغير المؤدبة التي قد تُسبب له الحسرة والندامة فيما بعد ، وقد تُسقطه من أعين الناس ؛ إضافةً إلى ما قد يقوم به الإنسان حين غضبه من التصرفات الطائشة البعيدة عن الحكمة ، والمُجانبة للصواب ..


ومن مضاره الاجتماعية أنه " يوَّلد الحقد في القلوب ، وإضمار السوء للناس ، وهذا ربما أدى إلى إيذاء المسلمين وهجرهم ، ومزيد الشماتة بهم عند المصيبة ، وهكذا تثور العداوة والبغضاء بين الأصدقاء ، وتنقطع الصلة بين الأقرباء ، فتفسد الحياة وتنهار المجتمعات "

.

أما مضاره الجسمية و النفسية فكثيرةٌ جداً حيث " ثبت علمياً أن الغضب كصورةٍ من صور الانفعال النفسي يؤثر على قلب الشخص الذي يغضب تأثيراً يُماثل تمامًا تأثير العدْو أو الجري في إجهاده للقلب لا يستمر طويلاً ؛ لأن المرء يُمكن أن يتوقف عن الجري إن هو أراد ذلك "


كما أشارت بعض الدراسات إلى أن للغضب العديد من المضار الجسمية على صحة وسلامة الإنسان التي منها التعرض لارتفاع ضغط الدم ، واحتمال الإصابة بالأزمات القلبية نتيجة التوتر الشديد الذي يُصاب به الإنسان الغاضب الذي يتعرض " لتغير لونه ، وطفح دمه ، وانتفاخ أوداجه ، وارتعاد أطرافه ، واضطراب حركته ، وتلجلج كلامه "


وليس هذا فحسب ؛ فهناك بعض المضار الأُخرى التي ربما أودت بحياة الإنسان حيث يمكن أن تؤدي " شدة الغضب والانفعال إلى سرعة خفقان القلب أو انفجار شرايين المخ ، أو الإصابة بالجلطة القلبية إذا كان الغاضب يشكو من ضعفٍ في القلـب "


وللغضب تأثيراتٌ سيئة على الجانب الفكري عند الإنسان إذ أن "الانفعال الشديد يُعطل التفكير، ويُصبح الإنسان غير قادرٍ على التفكير السليم أو إصدار القرارات السليمة، وبذلك يفقد الإنسان أهم وظائفه التي يتميز بها وهي الاتزان العقلي"


وهذا معناه أن الإنسان الغاضب غير قادرٍ - في الغالب - على ضبط نفسه ، والتحكّم في تصرفاته نتيجةً لقوة غضبه ، وشدة انفعاله ، التي تحول دون ضبطه لنفسه والتحكم في تصرفاته ، وتدعوه في الغالب إلى المواجهة أو الانتقام أو نحو ذلك من الأقوال أو الأفعال



.×.×.×.×.×.×.×.×.×.



علاج الغضب



تكون معالجة الغضب بأمور وطرق كثيرة .. دلّنا عليها الإسلام .. ومنها :

ترويض النفس وتدريبها على التحلّي بفضائل الأخلاق .. وتربيتها على الحلم والصبر وعدم الاندفاع أو التسرع في الحكم .. وحثّها على التأني .. وقدوتنا في هذا الأدب الرفيع رسول الله عليه السلام الذي كان يسبق حلمه غضبه .. وعفوه عقابه .. ولذلك ورد أن لقمان الحكيم قال : "لا يعرف الحليم إلا عند الغضب" .. قال الشاعر :

ليست الأحلام في حال الرضا....إنما الأحلام في حال الغضب

وقال غيره : من يدّعي الحلم أغضبه لتعرفه ..

لا يُعرفُ الحليم إلا ساعة الغضب ..

أن يتذكر الإنسان ما جاء في ثواب العفو وفضل كظم الغيظ .. فقد روي عن النبي عليه السلام قوله : "ما كظم عبد لله إلا ملأ جوفه إيماناً" (رواه أحمد) .. وعند أبي داود : "ملأه الله أمناً وإيماناً" .. وقال عليه السلام : "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" (رواه مسلم) .. وهذا فيه تربية للمسلم على التحكم في النفس وقهر الغضب رغبة في الجزاء الحسن والثواب العظيم من الله سبحانه ..

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .. وذكر الله جل وعلا .. لما في ذلك من الخوف منه سبحانه .. وتذكر لعظمته وسطوته وقدرته .. قال تعالى : (..... واذكر ربك إذا نسيت .....) (الكهف 24) .. وقال عبدالله بن مسلم بن محارب لهارون الرشيد : "يا أمير المؤمنين .. أسألك بالذي أنت بين يديه أذل مني بين يديك .. وبالذي هو أقدر على عقابك منك على عقابي لما عفوت عني" .. فعفا عنه .. وكان قد غضب عليه غضباً شديداً .. كما أن في قوله تعالى : (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) (الأعراف 200) ..

علاج عظيم لأن الإنسان عندما يستعيذ بالله فإنما هو يلوذ بجناب الله سبحانه .. فيطرد الشيطان ويندحر .. ومن ثم يسكن الغضب وتزول أسبابه .. روى البخاري ومسلم أنه استب رجلاً عند النبي عليه السلام .. وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد أحمر وجهه .. فقال عليه السلام : "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد .. لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ..

لا يكون الغضب محموداً إلا في حالة واحدة .. وهي أن تنتهك حرمات الله سبحانه أو يُعتدى على أمر من أوامره أو يُعطل حكم من أحكامه .. عندها يكون الغضب محموداً .. وعلى المسلم حينها أن يغضب لله وأن يثور على من انتهك محارم الله أو اعتدى على حرمات الدين .. وكما جاء في الحديث "ما انتقم رسول الله لنفسه .. إلا أن تنتهك حرمة الله .. فينتقم لله تعالى"

(رواه البخاري ومالك) ..



منقوووول

tmeem 11-07-2006 08:44 PM

بحر الاشواق

مشكور اخوي على ها الموضوع المفيد

ويعطيك الف عافيه

تقبل خالص تحياتي

تميم

بحر الاشواق 12-07-2006 01:49 PM

اشكر اخي تميم لحن متابعتك

ولكن اخت وايس اخ

youpee 12-07-2006 06:19 PM

مشكورة بحورة

ان شاء الله استفيد من موضوعك الحلو

*sawsan* 13-07-2006 04:24 AM

مرحبا بحر
موضوع مهم
راح اقراءه مره اخرى
وكذالك اهديه الى اختي بائعه الهموم
وكذالك لنفسي
00
ادعي لي بالهدايه والبعد عن الغضب
00
جزاك الله خيراً
00


الساعة الآن 11:16 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا