نفساني - من قديمي

رأيت فيما يرى النائم

((أني أسير في طريق مظلم
لوحدي
والسكون يخيم على المكان
لا أسمع إلا وقع أقدامي على الأرض
أنظر للسماء
لا يوجد قمر
ولا نجوم

لم يكن الطريق مظلم فحسب
بل كان أيضاً متعرجاً
ينحرف ذات اليمين وذات الشمال
ويأخذ في العلو ثم الانخفاض
ألاقي ما ألاقي في عبوره

ومع هذا واصلت المسير
غير آبه بما قد أواجه
وإن تعثرت بحجر
أمسك به وأرميه بعيداً
لأنهض من جديد
وأواصل المسير

أتطلع أمامي
وأنتظر أن ينجلي هذا الظلام المخيف
وأن يستوي هذا الطريق

وفجأة لمحت بصيصاً من نور أمامي
بدأت أعدو لأصل إليه
لكن كلما اقتربت منه
يبتعد عني
حتى مللت المسير
وأيقنت أن هذا النور إنما هو سراب
لن أستطيع الوصول إليه
جلست إلى جانب الطريق
حتى مللت
الحل الوحيد أن أتجه إلى الأمام
وإن أعياني التعب
أرتاح قليلاً
ثم أكمل المشوار
حتماً هناك نهاية

فجاءه تلاشى هذا الظلام

وكاد النور أن يذهب ببصري من شدته
ورأيت أناس مصطفين إلى جانب الطريق
يحيوني وكأنني متسابق وصل إلى خط النهاية))

صحوت من نومي وأنا في غاية السعادة
حاولت أن أعود لنومي لأكمل الحلم
لم أستطع
ومنعني التفكير فيه من العودة لإكماله

بدأ لي أن تفسيره في متناول يدي
لا حاجة لي بشيخ ليفسره لي

فالطريق المظلم وتعرجاته
دلالة على الهم والحزن الذي يغلف أجواء حياتي
وإصراري على عبوره
يعني أني سوف أتغلب على أحزاني لوحدي
سوف أتغلب عليها جميعها
لن ألتف من حولها
بل سوف أوجهها

وأما النور الذي ظهر فجاءه
فيعني أن الفرج والخلاص بات وشيكاً

والناس المصطفين
هم المنافقون
الذين يكونون معك عندما تملك ماتعطيهم إياه
ويتخلون عنك إذا أصبحت معدماً

هاتفة مفسراً ورويت له حلمي وتفسيري
انتظرته أن يهلل ويكبر
ويبشرني بالخلاص
لكنه اكتفى بالصمت
وبعد إلحاح مني تحدث
وقال تفسيرك صحيح
لكنك أخطأت التوقيت

فأنت
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لم تبدأ بعبور هذا الطريق بعد؟؟؟