.




أما كراتشي فهي مدينة مليئة بالذباب
يعشقها الذباب .. والعشق متبادل مع سكانها
كبيرة إلى حد كبير
ما أجمل دخولها بليل
تراها مشعة من الأعلى في يوم غير ذي بدر
تحتك أنوارها متوهجة
تتمتع بجمال منظرها لأنك تحتاج إلى مدة ليست بالقصيرة
كي تقطعها من جهتها الغربية إلى مطارها
خرجت من مطارها والشمس بدأت تنشر نورها الأول
تطهر ليلة مليئة بالقذرات
ليبدأ يوم جديد
يحمل بين طياته بؤسا
يقتسمه الغالبية من سكان تلك المدينة المعذبة بالتساوي
وفرحا هو محصور على قلة

نمر في شوارعها ..
ونشاهد ذلك المنزل المشيد على احدث طراز
وبجواره هناك أكثر من خيمة يسكنها الجوع والمرض
أصحابها .. اعتقد أنهم سيدخلون الجنّة

خرجنا من حصار دام ثلاث ليل بسبب الانتخابات وقتها
والتي فازت فيها السيدة بوتو

لفت انتباهي ذلك الشاب الليبي الذي يبدوا انه يعرف أسرار
المدينة المعذبة ..
حرصت أن يأخذني في جولة نطوف فيها كراتشي بدون تحفظ
لم يقبل بسهولة .. لأنه يعتقد أني وهابي متشدد .. هكذا كان انطباعه
نحوي .. جيد أني تركت ذلك الانطباع حتى يكون أكثر حذرا معي

وما بين العصر والمغرب والوقت يميل إلى الغروب أكثر
مررنا بمزار بداخله قبر من فوقه قبة مزخرفة .. وقفت مندهشا
لم تفتني تلك القبة الجميلة
ولكن فتنتي تلك الشابة التي ربما هي ملاك يطوف على الأرض
وبين الناس وفي الاسواق
لم تكن بنجابية ولا من إقليم السند هكذا اعتقدت
بل هي من إقليم كشمير .. ربما

التفت إلى صاحبي وأخبرته أني سأدخل و أطوف بالقبر سبعين
لم انتظر منه جوابا ..
توجهت نحو مدخل المزار .. وهو ينادي
ووهابيتك ..


قلت ..


خلعتها عند باب هذا القبر







يعرُب