ثلاث فتية
بجوار مدخل الموت
يقفون
وفقط ينتظرون
من سيدخل وكيف سيكون؟؟
رغم أن من سيدخل قد لا يخرج أبداً
يظل على السرير لمدة طويلة
جداً طويلة
أو قد يخرج محمولاً على الأكتاف
أو قد يعود لداره مهشماً ومحطماً
يقتات على ما يتقيأه الآخرون من شفقة وعطف
رغم ذلك كله...ذاك المدخل...ظل يسعد أولئك الفتية..!!
ومن سيأتي يعدونه فرصة
ولابد أن يغتنموها

صراخ..بكاء..تكبيرات..شِجار هنا وآخر هناك
كان هذا هو الوضع قريباً من المدخل
.
.
أحدهم لم يستوعب ما جرى
لم يصدق أن ابنه رحل ولن يعود
يسأل من حوله ليؤكدوا له الخبر
لقد كان صغيراً..صغيراً والله..!!
ألن يعود؟!
هل فعلاً ذهب وكل هؤلاء يكذبون..!!
أعطوه أي شيء..أي شيء
فقط أعيدوه
لا حد يرد..
يستمر يسأل نفسه
هل هذا حلم أم حقيقة؟!
وهل إذا عدت للبيت سأجدك يا ابني
خلف الباب تنتظرني
سأضمك يا حبيبي إلى صدري
سأضمك وبقوة
حتى لا تغادرني مرة أخرى
كنت أظنه سيدفنني وها أنا ذا أدفنه
وكلمات كثيرة اغتالها في صدره
ودمعة خرجت تتهادى
ثم أسدلت الستارة
.
.
ومع ذلك بقي الفتية إلى جوار المدخل
ينتظرون الفرصة
يريدون أن يضغطوا على صدر أحدهم
ولا بأس إن هشموه
.
.
وسيدة يغلفها السواد..ومع ذلك تشعر بحزنها
تمشي بقلق
توشك أن تقع
يطمئنها الطبيب ولكنها لا تسمعه
ولا تبالي بما يقول
فقط تريد أن تراه
أن ترى الحبيب
الابن الصغير
طائش أمسك بسيارة وظنها لعبة
فقادته للسرير
.
.
يمر مريض بالفتية
وهم إلى جوار المدخل معتصمون
ينتظرون..
يسألهم؟؟
أين أجد قسم الأشعة؟؟
فيرد أحد الفتية
اتبع يا سيدي الخط الأحمر
وستجد ما تريد
فيثير الجواب في نفس ثاني الفتية الشجن
فيسأل؟؟
ونحن أي خط علينا أن نتبع
لنجد ما نريد
فيرد ثالثهم
ليس علينا أن نتبع أي خط
لابد أن نبقى هنا
إلى جوار المدخل
وننتظر..!!