نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   التمرد السلبي في حياة الشباب.............. كيف يمـــــكن معالجتــــه ؟ (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=38725)

ام عبدالله الاحسائيه 05-04-2007 05:06 PM

التمرد السلبي في حياة الشباب.............. كيف يمـــــكن معالجتــــه ؟
 
تثير كلمة التمرد تصورا سلبيا لدى السامع عند اطلاقها ، فهي تعني عند المتلقي العصيان والرفض السلبي دائما ، والتمرد بمعناه الاسلامي المرفوض : هو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة ، أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به . فليس التمرد هو مجرد الرفض ، وعدم الانصياع لما ألفه الناس ، فهناك من المألوفات أو القوانين والعقائد والقوى غير الصحيحة ما يجب رفضه ، والتمرد عليه . لذا فإن ظاهرة التمرد التي تظهر في حياة الشباب ، المنطلقة من الشعور بالقوة والتحدي ، وضرورة التغيير ، تتجه اتجاهين متناقضين اتجاها سلبيا ضارا وهداما ، واتجاها ايجابيا مغيرا يساهم في تطوير المجتمع ، والدفاع عن مصالحه . وظاهرة التمرد السلبي التي تنشأ في اوساط المراهقين والشباب هي من أعقد مشاكل الأسر والمجتمعات.



وللتمرد السلبي ، او التمرد على ما ينبغي الالتزام به من عقيدة سليمة ، وقوانين وقيم ، اسبابه الذاتيه والموضوعية التي تنبغي دراستها ، للتعامل معها بوعي وتخطيط .
فإن ظاهرة التمرد في أوساط المراهقين مسألة خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع . وتبدأ ظاهرة التمرد السلبي في أحضان الأسرة ، وذلك برفض أوامر الوالدين ، أو تقاليد الأسرة السليمة ، وعدم التقيد بها عن تحد وإصرار . ثم التمرد على الحياة المدرسية ، بما فيها من قوانين الحضور ، واعداد الواجبات المدرسية ، واطاعة القوانين المرعية في قاعة الدرس ، وحرم المدرسة ، والعلاقة مع الطلبة والاساتذة . ويأتي معها في هذه المرحلة التمرد على القانون والمجتمع والسلطة بشقيه السلبي والايجابي .
وللتمرد اسبابه التي تبعث عليه وتغذيه ، لعل ابرزها ما يأتي :

أ- ممارسة بعض الآباء للدكتاتورية في التعامل مع الأبناء:

ومصادرة ارادتهم ، والاكثار من منعهم من غير موجب مشروع للمنع . فالأب لا يغير طريقة تعامله مع المراهق والشاب ، ويظل يتعامل معه كما يتعامل مع الطفل الذي لا يملك وعيا ولا ارادة ، من خلال الأوامر والنواهي ، والتدخل في شؤون الأبناء كشؤون الدراسة والزواج والعمل ، والحياة اليومية ، والصرف المالي ، بل ونوع اللباس .. مما يضطر بعض الأبناء الى التمرد والرفض ، وعدم الانصياع لآراء الآباء وأوامرهم ، فتحدث المشاكل وتتعقد العلاقة بينهم ، وقد تنتهي الى نتائج سيئة من التشرد ، وسقوط الاحترام المتبادل ، والخروج من بيت الأسرة ، أو غير ذلك .
وقد تناول الفكر الاسلامي هذه المسألة بالدراسة والبحث والتوجيه لتحصل الطاعة والاحترام بين الطرفين ، فقد فرق الفكر الاسلامي بين بر الوالدين ، وبين الطاعة لهما ، كما فرق بين الارشاد والتوجيه والتربية وبين فرض الارادة على الأبناء والاملاء عليهم .
وأوجب الفقه الاسلامي برّ الأباء ، ولم يوجب الطاعة بغير طاعة الله ، فمثلا التشريع الاسلامي لم يوجب على البنت أو الابن طاعة والديهما اذا رغبا بزواجهما من زوج او زوجة لا تتوفر الرغبة فيه .
ان واجب الآباء هو ارشاد أبنائهم الى الطريق السوي ، وتجنيبهم ما يضر بحاضرهم ومستقبلهم ، انطلاقا من المسؤولية الشرعية وواجب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر والتوسل بكل الوسائل السليمة للحيلولة دون وقوعهم في مهاوي السقوط والفشل في الحياة ، وعليهم ان يفهموا الابناء ان المنطلق للمعارضة لارادة الابناء ورفض اختيارهم ، انما هو لصالحهم وعليهم ان يوضحوا لهم ذلك بالنصيحة ، وبالتي هي أحسن ، ويحولوا دون الوقوع في الانحراف ، والتورط بالمشاكل والممارسات السيئة . وان من الخطأ ان يحاول الآباء ان يفرضوا علـى الأبناء قناعاتهم ، ونمط تفكيرهم ، وطريقة حياتهم الخاصة التي ليس لها مبرر مشروع ، بل لمجرد الالفة ، والاعتياد ، فتصطدم بما يحمله الأبناء من تطلعات واهتمامات ، وبما يفرضه العصر من أوضاع وطريقة خاصة للحياة. وقد حذر الامام علي رضي الله عنه الآباء من ذلك بقوله: ( لا تقسروا اولادكم على آدابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ) فهذا التشخيص الاسلامي للتطور في اساليب الحياة ، وما يحدث من تحول فارق في الوضع الاجتماعي بين جيلين ، يلقي الضوء التشخيصي على أعقد مسألة في الصراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، المؤدي الى التمرد بشقيه السلبي والايجابي .
والفكر الاسلامي عندما يشخص هذه الحقيقة ، انما يدعو لأخذها بنظر الاعتبار والتعامل معها كحقيقة حضارية في حياة الانسان ، ضمن الأسس والقيم السليمة ، ولقد شدد الاسلام على تحذير الآباء، ومنعهم من سوء التعامل مع ابنائهم الذي يجر الى التمرد والعصيان ، فيصل الى العقوق . فقد ورد في التوجيه النبوي الكريم : " يا علي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما" كل ذلك لتحصين الجيل الجديد من الدخول الى دائرة التمرد السلبي الذي تعاني منه الأسر والدول والمجتمعات في حضارة الانسان المادية ، والفهم المخالف للمنهج الاسلامي في التعامل مع هذه القضية . وكما يتحمل الآباء هذه المسؤولية ، فإن توعية الأبناء وتربيتهم على حب الوالدين ، واحترامهم والاستماع الى نصائحهم منذ الطفولة ، وتحاشي التمرد عليهم ، مسألة مهمة .
ان تربية الطفل ، وتعريفه بحقوق الوالدين ، وأدب التعامل معهما بالقول والتصرف معهما ، هي من الأسباب المساعدة على حل مشكلة التمرد . ولظروف البيئة العائلية ، لا سيما العلاقة بين الأبوين والاحترام المتبادل بينهما ، أو العلاقة السيئة التي تكثر فيها المشاكسة والعصيان والمشاكل ، أثرها البالغ في تعميق او معالجة هذه المشكلة .

ب- المدرسة :

وكما يساهم تعامل الآباء في ايجاد روح التمرد السلبي الهدام فان للمدرسة دورها الفاعل في هذا المجال ، بما فيها من نظام وطريقة تعامل معقد يلمس فيه التجاوز على شخصيته وطموحه الدراسي ، او لا ينسجم مع الظرف الواقعي له فيساق بهذه الاسباب وغيرها الى تحدي النظام المدرسي ، واحداث المشاكل ، فترك الدراسة . لذا كان من الضروري ان تكيف المدرسة وضعها ونظمها مع روح العصر ، وظروف المجتمع ، وتتعامل مع الطالب في هذه المرحلة بوعي لطبيعة الصبا والمراهقة ومشاكلها ، من خلال التربية والتعامل ، كموجه وخبير يحل المشاكل ، وليس طرفا مواجها يريد الانتقام ، وفرض العقاب ، الا اذا كان العقاب ضرورة للاصلاح .

ج- طبيعة المراهق وتكوينه النفسي والسلوكي :

للطبيعة النفسية والعصبية ، ومستوى التعليم والثقافة للمراهق ، اثرها البالغ في التمرد والرفض والتحدي .
فمرحلة المراهقة هي مرحلة الاحساس بالغرور والقوة ، وهي مرحلة الاحساس بالذاتيه ، والانفصال عن الوالدين ، لتكوين الوجود الشخصي المستقل ، وهي مرحلة تحدي ما يتصوره عقبة في طريق طموحاته ، على مستوى الأسرة والدولة والمجتمع ، لذا ينشأ الرفض والتمرد السلبي كما ينشأ الرفض والتمرد الايجابي .
ومعالجة ظاهرة التمرد السلبي ، تكون بالاهتمام بالتربية السليمة المبكرة وتوعية المراهقين على مشاكل المراهقة ، وابعاد المثيرات من الاجواء المحيطة بالمراهق .
فالشاب والشابه اللذان يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهمان الحوار والمشاكل ويتقبلان الحلول المعقولة من غير تمرد واساءة ، في حين يتصرف الشاب الهابط الوعي والثقافة بعنجهية ، وسوء تصرف .

د- الظروف والاوضاع :

ان لطبيعة الظروف والاوضاع الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية ، وللقوانين والاعراف ، تأثيرا بالغا ، وبالاتجاهين - السلبي والايجابي - على سلوك الشباب ، وموقفهم من السلطة والقانون والاوضاع القائمة .
فالظروف التي يشعر فيها جيل الشباب بالفقر والحاجة ، وتضييع أحلام مستقبله ، وبالارهاب الفكري والسياسي ، والاضطهاد العنصري ، أو الطائفي ، يندفع وبقوة ، الى تحديها والتمرد عليها بالرفض ، وعدم الانصياع ، والرد بالعنف والقوة احيانا ، كما يحدث في كثير من بلدان العالم . لذا فإن الحرية المعقولة ، وتحسين الأوضاع الاقتصادية ، وتوفير الحقوق الانسانية ، ومشاريع التنمية الخدمية ، التي تستوعب مشاكل الجيل وتطلعاته ، وليس وسائل القمع والارهاب الفكري والبوليسي هي السبيل لمعالجة حالة الرفض ، والتمرد السلبي .

الحوراني 05-04-2007 05:16 PM

التعامل مع المراهقين من أصعب التعاملات بين الناس فيما بينهم ...

فالمراهق يحتاج الى رقابه حثيثه ، ولكن عن بعد ، لأنه بدأ يشعر بوعيه وأنه قادر على الاعتناء بنفسه بعيدا عن أعين الوالدين ،،،

هذا ما يشعر به هو المراهق نفسه ، ولكنه طبعا شعور مراهقين ....

خواطر العشاق 05-04-2007 09:07 PM

فترة المراهقه صعبه ع المراهق نفسه لانها فترة انتقال من الطفوله الى مرحلة الشباب..... فهو يريد ان يثبت نفسه ولو بطريقه خاطئه

وايضا تعتبر صعبه ع الاباء في طريقة التوجيه والتربيه ...لانهم يتعاملون مع مزاج ونفسيه متقلبه نوعا ما

الله يعيني عليك يا ابو عابد لما تكبر

صابر (بقايا انسان) 08-04-2007 12:27 AM

ربنا يعطيكي الف عافيه وعن جد معلومات قيمة وانا صراحه احب المواضيع الي تتكلم عن المراهقين لاني ارى ان سن المراهقة والمراهق لغز يقف احيانا امام الاهل يصعب حله


الساعة الآن 04:46 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا