نفساني - الحسد .. نار تشتعل في القلب وتحرق الجسد !, موضوع يناقش أسباب هذه الظاهرة السيئة

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحسد وما أدراكم ما الحسد .. هذه الصفة المذمومة جعلها الله سبحانه وتعالى في عباده منذ أن حسد عدو الله إبليس اللعين وأخرج ( أبونا آدم ) عليه السلام و ( أمنا حواء ) من الجنة و هذه الصفة الشيطانية التي أشعلها الشيطان بين ابني آدم عليه السلام عندما حسد هابيل أخيه قابيل وقتله في قصة ذكرها القرآن الكريم في سورة المائدة .. وتوارثتها ذريته أجيال بعد أجيال .

هذه الصفة البغيضة .. كم قتلت من أنفس بريئة وهدمت بيوت آمنة وفرّقت أٌسر مستقرة وحطمت قلوب ساكنة وزرعت فيها المآسي والآم وانتزعت الآهات من الأعماق وأسالت من العيون دموع الحسرات ..

أحبتي الكرام ..
ما دعاني للتطرق لهذا الموضوع هو ما أشاهده وأسمع عنه في كثير من المجالس والمناسبات من القصص العجيبة والغريبة التي تجعل الحليم حيران .. خصوصا انتشار مرض ( السرطان ) في أجساد كثير من الأبرياء بسبب عيون الحسّاد والعياذ بالله !

فإذا نظرنا لواقع بعض الأسر في كثير من مجتمعاتنا ..
لوجدنا الحسد لا يخلو من نفوس الأقارب بعضهم لبعضهم ! فهذا محسود لثروته وذاك محسود لتجارته والآخر محسود لوسامته وهذه محسودة لحب زوجها لها وتلك محسودة لعلاقتها الطيبة مع والديها .. ولو ذكرت لكم كثير من القصص والأسباب المختلفة التي ليس لها آخر .. لاحتجت إلى تأليف كتب !! بل حتى الأطفال الأبرياء لم يسلموا من عيون الحاسدين والحاسدات ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
يقول جلّ وعلا : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض )

وإذا نظرنا لواقع مدارس أبناءنا وبناتنا ..
لوجدنا الحسد موجود في نفوس كثير من الطلاب والطالبات لزملائهم وزميلاتهن المتفوقين والمتفوقات إما في التحصيل العلمي أوفي المواظبة على الحضور وقلة الغياب أو في طريقة اللبس واختيار الملابس !! بل حتى في أسلوب التعامل مع المدرسين والمدرسات والزملاء والزميلات .. لم يسلموا من عين الحسد وكم من الأبرياء وقعوا ضحايا لعيون الحاسدين والحاسدات القاتلة ..!

ولو تحدثنا عن الحسد في مجال العمل ..
فحدث ولا حرج عن الحسد بين بعض الموظفين في أماكن أعمالهم .. إما أن يكون الموظف مجتهد ونشيط في عمله أو بسبب حصول أحدهم على ترقية أو فرصة للإبتعاث لمواصلة دراسته أو لأي سبب آخر .

فلماذا يحسد بعضنا بعضاَ ويقتل بعضنا البعض عندما نرى غيرنا يملك ما لا نملكه ..؟

ولماذا لا نجعل ذكر الله – دائما – على ألسنتنا حتى ندحر شياطين الحسد والغيرة والأنفس المريضة ؟

لماذا لا نتوقف عند قول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )

ولماذا لا ننتهي عند قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال : ( لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا )

أحبتي الكرام ..

أعلم أن الموضوع ينقصه الكثير .. ومازال بحاجة إلى تغطية نقاطه من جميع جوانبه بحواركم ونقاشكم الهادف .