نفساني - رحلتي مع الإرشاد الجزء العاشر 0


	رحلتي مع الإرشاد( الجزء العاشر ) من الغريب أن وزارة التربية والتعليم جعلت من مدارسها ميدانا واسعا للتجريب ، فطبقت برامج ومدارس حديثة ، ثم لايمضي على هذه المدارس وهذه التجارب فترة من الزمن إلا وقامت بإلغاء هذه التجارب أو المدارس ، فيذهب ضحيتها أبناؤنا الطلاب ، أضرب على ذلك أمثلة للتجارب التي طبقتها الوزارة الجليلة وألغيت أو قل فشلت واستمرت الوزارة على هذا المنوال مثل المدارس الحديثة- اليوم الكامل- التغذية المدرسية- المدارس الشاملة- المدارس المطورة- ولم يبق منها الآن إلا المدارس الرائدة والفصول الذكية والتوجيه والإرشاد ، كان التوجيه والإرشاد محكوما عليه منذ زمن بالفشل ، ولكنه لم يلغ ولا أدري عن السبب بالضبط في عدم إلغائه، ولكني أعتقد أن الوزارة سوف تواجه مشكلة في إلغائه وهي مشكلة وظائف المرشدين هل تلغيها أم تبقيها وكيف ؟، كما أن الإرشاد لايكلف الوزارة مصاريف مالية لذا هو بقي مكسور الجناح ، مسكوت عنه حتى هذه الساعة ، كأن الوزارة بعد جهد جهيد من قبل المسئولين بالإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بدأت تهتم به ،وكأن العواصف بدأت تهدأ والموج بدأ يخف، وهذا هو البصيص والأمل الذي نتعلق به للرفع من مستوى الإرشاد بمدارسنا ، وأنا أكرر دائما وأبد ا( لاتسب الظلام بل أشعل شمعه) الغريب في الأمر أنك عندما تتحدث مع بعض المسئولين عن الإرشاد يقول لك: الإرشاد مهم جدا ، ولكنه لايفعل شيئا من أجل هذا المهم 0 أنا على قناعة أكيدة بأن مشرف الإرشاد إذا كان يزور المدرسةو لايترك أثرا حميدا في نفس المدير والمرشد والمعلمين فلا داعي لزيارته للمدرسة ، إذا لم يستفد منك المرشد أيها المشرف وأيتها المشرفة فما الداعي لزيارتكما ، أم أنها تحصيل حاصل ، يقول بعض المشرفين: أنا أزور المرشد لأقومه فالمرشد إذا لم يجد من يحاسبه نام ، هذا كلام منطقي ومعقول لكن المرشد تواجهه صعوبات في عمله من يساعده ؟ أنت المشرف الفني صاحب الخبرة لابد أن يجد منك المرشد الطلابي العون والمساعدة ، أما أن تكون زيارتك له لتصيد أخطائه فلا ليست هذه مهام المشرف الإرشادي ، إن مهامك أكبر من هذا بكثير أنت ناقل معرفة وخبرة ، أنت تذلل الصعوبات أمام المرشد لاأن تضع أمامه العراقيل 0 قال لي أحد الزملاء إن مشرفا إرشاديا دخل على أحد المرشدين ، وعند حديثه مع المرشد ، سأله المشرف كم خدمتك في ا لإرشاد قال المرشد: عشر سنوات قال المشرف ما شاء الله أنت أحسن مني ، إذا لاداعي لزيارتك مرة أخرى ، هل معنى ذلك أن المرشد صاحب الخبرة الطويلة في الإرشاد لاداعي لزيارته ، أو لايحتاج إلى توصيات وتوجيهات ، شيء عجيب فعلا ، وهناك أحد المشرفين يقول للمرشد دراسة الحالة لاداعي لها ، ما رأيكم ؟ هل هذا مشرف ؟ ثلاثة أرباع المرشدين لايحسنون دراسة الحالة ، وهذه حقيقة استشفيتها من الواقع من خلال مروري على المرشدين في مدارسهم ومن خلال طلبي منهم نماذج لدراسة الحالة ، لما كنت مشرفا للإرشاد في الوزارة ، وهذا سبب رئيسي ودافع قوي لوجود وحدات للخدمات الإرشادية لمساعدة المرشد في دراسة الحالة الفردية ، لاحظت أثناء زياراتي للمرشد أن بعض المشرفين يطلب من المرشد عددا من الحالات لكن كيف تكون هذه الدراسة الله أعلم المهم أن هذا المشرف ينظر للكم لا للكيف ، عند اطلاعي على بعض الحالات الفردية لا أجد أن هناك ملاحظات وتوجيهات ذات بال يمكن أن يسترشد بها المرشد في دراسة الحالة غير كلام عام يكتبه بعض المشرفين مثل ، آمل ا لاهتمام بدراسة الحالة، اكما ل تدوين المعلومات في سجل المرشد ، تشكيل مجلس المدرسة أو مجلس الآباء والمعلمين ، حضرت ندوة في مدرسة ثانوية اليمامة في المربع ( سابقا) وقد شارك في هذه الندوة أساتذة كرام من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وكانوا يتحدثون عن المشكلات الاجتماعية والنفسية وكنت مستمعا ولم أشارك إلا بمداخلة فقط حينما قال أحدهم : إن أسباب المشكلة الاجتماعية تعود إلى بيئة المريض / فالبيئة هي التي تشكل المرض ، وأنا لاأختلف مع الدكتور في أن البيئة لها تأثير واضح في مشكلة المسترشد بينما لم يتعرض للمشاكل النفسية ، وأنا في الحقيقة لاأستطيع أن أقطع بأن المشاكل الاجتماعية تنفصل عن المشاكل النفسية فبينهما تداخل واضح يتمثل هذا التداخل بأن المشاكل الاجتماعية يتسبب عنها المرض النفسي ، لكن كيف نميز بين عمل الاختصاصي الاجتماعي والاختصاصي النفسي ؟ عندما نعالج مشكلة ما ، الحقيقة لاينبغي أن ينظر إلى المشكلات الاجتماعية على انفراد كما أنه لاينظر إلى المشكلات النفسية على انفراد –أيضا- ولكن في نظري أن المعالج الاجتماعي يختلف في علاجه للمسترشد عن المعالج النفسي فالمعالج الاجتماعي يحاول أن يحسن بيئة المسترشد لتزول المشكلة ، يؤثر في الضغوط الاجتماعية ليخفف منها على المسترشد ويعتقد أنه بتخفيفها يستطيع أن يساعد المسترشد ، وهذا علاج جميل ورائع يقوم به الاختصاصي الاجتماعي ولكن الاختصاصي النفسي ينظر للمشكلة على أن المسترشد يعاني من خلل في شخصيته وأن عليه أن يعيد بناء الشخصية من جديد أما المرشد الطلابي فيرى أن المسترشد بحاجة إلى بناء شخصيته وعادة الثقة إلى نفسه ولكن الذي يبني الشخصية في نظر المرشد الطلابي هو المسترشد نفسه لا المرشد الطلابي وهذا هو الفرق ، قال لي أحد الدكاترة ياأستاذ/ إبراهيم المفروض أن تكون مشاركا معنا في هذه الندوة فقلت له أنا مشارك المداخلة مشاركة وليس شرطا أن أبقى دائما ملقيا ومفيدا بل لابد أن أستفيد من الآخرين وهذه سنة الحياة 0 القى أحد الحاضرين على أحد الدكاترة المشاركين في الندوة سؤالا ، هذا السؤال ، د0 كيف يستطيع المرشد الطلابي أن يدرس حالة طلاب مدرسة تحوي 800 طالبا ؟ من الصعب أن يقوم بدراسة حالة 20 طالبا من هذا العدد إلى جانب الأعمال الكتابية الأخرى التي كلف بها ، فكان رد سعادة الدكتور : يا أخي الرسول – صلى الله عليه وسلم بعث لكل الناس في أرجاء المعمورة ووصلت دعوته إلى كل الناس في بقاع الأرض انتهى كلام الدكتور ، لقد قال كلاما غير مقنع أولا : لايمكن أن أقارن المرشد الطلابي بالرسول الكريم ، وبمعنى آخر المرشد ليس برسول الأمر الثاني: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - لديه من الحجج والبراهين ما مايستطيع ان يقنع بها أعتا الناس وأذكى الناس كما أن الرسول أعطي من الحكمة مالم يعط غيره ، والشيء الآخر هل المعلمون في هذا الزمان أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع الصحابة رضوان الله عليهم إذا المقارنة هنا تسقط من هنا لايستطيع المرشد الطلابي أن يقوم بكل الأعمال المسندة إليه لاسيما بعدم وجود التعاون من قبل المعلمين وجهل بعض أولياء أمور الطلاب فالحمل أثقل من الحامل ، كنت أفكر دائما لماذا المرشد يحمل جميع هذه الأحمال التي معظمها كتابية ثم نطالبه أن يكون ميدانيا ، زرت مدرسة في غرب الرياض عدد طلابها 1000طالب و لايوجد بها إلا مرشد واحد ، ماذا يفعل هذا المرشد مع هذا الكم الهائل من الطلاب ؟، المفروض أن يحدد عمل المرشد ولا يسند إليه إلا ماله ارتباط وثيق بعمله إذا أردنا له الإبداع والإنتاج الجيد ، والله أعلم 0