نفساني - بقرة جحا

كثيراً مانسمع عن مثل عربى يقول ( قد بقرة جحا ) و( أغلى

من بقرة جحا ) ...

فهل تعرفون ياأصدقائى ماهى بقرة جحا ؟؟ وكيف صارت هذه

البقرة مثلاً يدور على ألسنة الناس سنين طويلة ؟؟؟؟

لنتابع معاً هذه الحكاية الطريفة :

تقول الحكاية إن جحا سمع يوماً أن البقر الأبيض يجلب الحظ

لصاحبه ... وقد كان البعض فى قديم الأيام ــ كما هو الحال

الآن ــ يؤمنون بالحظ وبالأشياء التى يرون أنها تجلب السعاده

والمال والصحه أو تبعد الحسد...

المهم ؛ أخذ جحا يبحث فى الأسواق عن بقرة بيضاء اللون ؛

لكن بحثه لم يأت بطائل ؛ حيث أن هذا البقر نادر الوجود ..

وكاد جحا ييأس من العثور على بُغيته ...فصار يُفكر ببقرة رماديه

وفجأة ؛ قال له أحد التجار انه سمع عن بقرة بيضاء يملكها

مزارع فى قريه قريبه ؛ ولكنها عزيزه عليه ولا يبيعها إلا بغالى

الثمن ..

على الفور انتقل جحا الى القريه القريبه التى بها هذة البقره

المطلوبه ؛ والتقى بصاحبها ؛ وكان كبير السن ؛ فعرض جحا

عليه شراؤها بثمن باهظ لم يُعرض عليه من قبل ؛ وصادف أن

الرجل كان بحاجه للمال فقبل .....

وعاد جحا ببقرته الى قريته سعيداً بها ؛ ظاناً أنها ستفتح له

أبواب السعاده والحظ والمال ....

وبعد أن انتشرت قصه بقرة جحا فى بلدته ؛ قام أحد اللصوص

بسرقتها من حظيرتها .. وحين اكتشف جحا السرقه حزن حزناً

شديداً ؛ وأخذ يبحث فى بيوت البلده عن بقرته المحبوبه ؛ لكنه

لم يجد لها أثر ....

السارق كان ذكياً جداً .. وضع خطة عجيبه ؛ فقام بصبغ البقرة

باللون الأسود حتى لايعرفها أحد من أبناء البلده ؛ وأخفاها فترة

طويله إلى أن عرف أن جحا يئس من العثور عليها ؛ فقرر تنفيذ

الشق الثانى من خطته ....

ذهب اللص الى بيت جحا ؛ وقال له انه بينما كان فى سوق

الماشيه خارج البلده لمح بقرةً بيضاء معروضه للبيع ؛ فقرر

شراءها على الفور من أجل صديقه وجاره وابن بلدته جحا ....

وساوم البائع طويلاً ؛ لكن الثمن كان باهظا ؛ ورغم ذلك اشتراها

من أجل جحا ؛ وأخذها الى حظيرته وأطعمها وسقاها ثم تركها

تستريح؛ وحضر الى بيت جحا ليبشره بها .....

طار عقل جحا من الفرح ؛ وعلى الفور دفع مبلغاً كبيراً للجار

الصديق دون مناقشه ؛ ثم هرع نحو بيته ليأخذ البقره ...

وكان الجار الكاذب قد غسل البقرة وأزال عنها اللون الأسود ؛

حتى استعادت لونها ناصعة البياض ...

وانطلت الحيلة على جحا ؛ وعاد ببقرته القديمه ظناً منه أنها

غيرها ؛ سعيداً بعودة " الحظ " اليه ؛ واعداً نفسه أنه لن يترك

البقرة وسيسهر على حراستها فى الليل والنهار .....

ومع الأيام عرف الناس قصة جحا ؛ وصاروا يندرون على كل

شىء كلف صاحبه أكثر من قيمته ويقولون ( أغلى من بقرة

جحا ) ......

****** مع تحيات / مكتبة القصص والروايات ********