![]() |
البائعه
الثانية عشرة مساء ليلة بارده مُنذرة بمطر غزير .. أسير فى
طريق العودة لمنزلى ؛ بعد يوم حافل بالعمل الذى لا ينقطع .. الطريق خاليه من المارة ؛ والسكون الشامل لايقطعه سوى صوت نقرات حذائى على الطوار .. وأضواء المصابيح الكهربائيه تلتمع فى السماء الغائمة مُبددةً وحشة الظُلمة الجاثمة التى تلف المدينة .. وبين الحين والآخر تمر بجوارى إحدى السيارات مُحدثةً زمجرة شديدة فى هذا الليل البهيم.. لمحت عن بُعد السوبر ماركت الذى اعتدت أن أراه فاتحاً أبوابه لإستقبال الزبائن مهما تأخر الوقت ؛ والذى يسمح لى تأخُره بشراء عشائى اليومى فى طريق العودة .. اقتربت من المحل لأجد صاحبه " عم أحمد " قابعاً على كرسيه مُتدثراً بكوفيته وطاقيته من برد الشتاء ؛ مُنتظراً زبائن آخر الليل كما يُسميهم .. هممت بطلبى المُعتاد منه ؛ ولكن الكلمات وقفت على لسانى حين لمحت بجوار " عم أحمد " غادةً هيفاء ؛ أحال إشراقُها ظُلمةَ الليل ؛ وأثار وجودُها الفُجائى فى هذا الوقت كوامن النفس البارده برودة الجو القارس .. تُرى من تكون ؟؟!! عاملة جديده أتى بها الرجل لتُساعده فى شيخوخته التى لاتحتملها أعباء العمل ؟! أم تُراها ابنته الطالبه الجامعيه التى طالما سمعته يدعو لها بالنجاح والتوفيق ؛ دون أن أراها أبداً ؟! أياً من كانت ؛ فقد بدد ظهورها الرتابة المألوفه ؛ وأضفى بريقاً انثوياً لهذا المحل العتيق .. كانت عيناى تلاحظانها وهى تُجهز الطلب بمهارة ودُربه وذوق أيضاً يدعو للإعجاب ... تناولتُ منها اللفافة ونقدتها الثمن ؛ بعد أن ملأت عينى من وجهها الصبوح ؛ الذى تزينه ابتسامه حييه خفيفه زادته حُسناً وجمالاً .. تلاقت عينانا؛ ووقعت ابتسامتها من نفسى موقعها ... وددت لو تدوم هذه اللحظه طويلاً .. لكنها تسربت كحبات المطر الذى بدأ يهطل رذاذاً ... عُدتُ لدارى ؛ وأصداء تلك النظرة العذبه والإبتسامه الرقيقه تتردد فى النفس الجامده ؛ مُفجرةً مشاعر طمرها غُبار السنين بركامه ؛ وأخفاها تتابُع الأيام والليالى ... تناولتُ عشائى ؛ وصوت مذياعى الصغير يصدح بصوتٍ شجى ؛ وأثير لطيف يلُف حجرتى الجافه ... لاأدرى كم من الوقت مر بى وأنا اُحلق فى أفكارى اللذيذه ؛ وخيالاتى الجميله ؛ حتى حانت منى إلتفاته الى ساعة الحائط المُعلقة قبالتى على الجدار فوجدتها تدور فى فلك الثانيه صباحاً .. إذن فقد حان وقت النوم؛ لأطوى صفحة يومى هذا ؛ استعداداً ليوم جديد من كفاح الحياة .... *** بقلمى *** |
الله حلوا يلا انا متابعة أنتظر الجزء الثاني
|
اخى اسامه....
أهنيك أخي على القصه الرائعة بنتظار جديدك تحياتي شهرزاد |
اسلوب قصصي ممتع
استمتعت بقرائته واعجبني سردك للتفاصيل دمت بهذا التألق |
يعطيك العافية أسامة،،،،،،،
قصة حلوة،،،،،، تقبل تحياتي العطرة،،،،،،،،ومروري البسيط،،،،،،، |
الأخوات العزيزات :
عروس النيل شهرزاد معانده ورده أسعد الله صباحكن جميعاً ... مع خالص الشكر لمروركن الكريم ؛ ومداخلتكن الأخويه ؛ وتشجيعكن لى.. وأرجو من الله أن يرتفع مستوى ماأُقدمه فى المرات القادمه عن ذلك كثيراً ..... |
قصــه جميلــة
شكــرا لك أسامه |
عفواً أختى الفاضله / دمعة الفراق ...
بارك الله فيكِ ؛ وجزاكِ خيراً .... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......... أخى أسامه....أتمنى أن تكون بخير و عافيه...... القصه بجد أكتر من جميله و أسلوبها يشعرك بكل ما بها من أحاسيس تأتى فى العمر مرات قليله....و تشعر بأنك تريد أن تدوم هذه اللحظات ساعات..بل أيام....... ننتظر منك المذيد من هذه الأحاسيس الجميله...... |
عزيزتى / فرح 2008
حياكِ الله لهذا المرور الكريم ؛ والتعقيب الجميل ...... تقبلى منى أطيب التمنيات ..... |
أستاذي الرائع أسامة
أشكرك على امتاعنا ... أنا بحق استمتعت بهذا الاسلوب الشيق متااابعة بشغف ومنتظرة جديدك |
والله لاأجد مايوازى هذا التشريف بمروركِ ياريانه وإطراءكِ الجميل سوى
الدعاء لكِ بأسعد الأوقات دائماً .... |
الساعة الآن 10:54 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا