الهدوء الروحى
 

في بعض الأحيان نسمع رسائل ، وكأن أحدهم يتكلم من داخلنا ، وذلك عندما نكون في جوٍّ يسوده الصمت والهدوء ، ونحن نحتاج لهذا الهدوء والجو الساكن ِ لتهدأ نفوسنا وأرواحنا ونتوازن مع ما يمر معنا كل يوم ، وبالتالي مع أنفسنا .
بعض الناس يجدون هذا الهدوء الروحي عندما يمارسون رياضتهم اليومية أو حتى الأسبوعية ، أو خلال شرب قهوتهم الصباحية ، أو عندما يقومون بعمل يحبونه كالطبخ أحياناً والرسم مثلاً .. بالفعل .. فبعضنا قد يحب التأمل الروحي والدعاء لله قبل النوم ، وهذه هي ساعة الهدوء عنده ، وآخر يحب تلك الساعة التي يجلس في سريره قبل النوم مع نفسه ليقرأ كتابه الذي اختار بشغف .
وأنت .. إن لم تجد بعدُ هذه اللحظات الهادئة في حياتك فما عليك إلا أن تجدها لتجعلك هادئ البال ولو في تلك اللحظات فقط .
التأمل مثلاً طريقة من هذه الطرق لتوصلك إلى السكينة والهدوء المطلوبين . وليس في التأمل صحيح أو خطأ ، بل وبكل سهولة لتتأمل فقط أغلق باب غرفتك عليك واجلس أو استلق .. اغمض عينيك وضع نفسك في وضعية الاستراحة أو الاسترخاء ، وإذا وصلت لدرجة النوم فذلك مقبولٌ جداً لأن المطلوب من كل هذا هو أن تخفف من السرعة التي تعيش فيها وأن تجد السلام في داخلك ، وأخيراً هو الاستماع إلى تلك الرسائل التي ذكرتها وإعطاءها الاهتمام اللازم ، وعندما تفعل ذلك ستتعود على فعله وستجد أنك لا تستطيع الانتظار حتى تجلس مع نفسك تلك اللحظات في كل يوم ؛ وقريباً جداً ستلاحظ النتائج الإيجابية من خلال قيامك بعمل الأشياء المطلوبة منك أو التي تحب عملها بشكل أفضل وأصحّ .
وبعد إعطاء نفسك هذه الفرصة للهدوء ستدرك أنك كنت وكأنك تقود حصانك الهائج كل يوم رغم إرادته وتصر على قيادته بأي حال ، أخيراً سينهار هذا الحصان المسكين ويقع وأنت ستنهار كذلك .
ويؤدي ذلك في أغلب الأحيان إلى الشكال التالية من الأمراض : نوبات قلبية ، سرطان ، انهيار عصبي . لذلك يجب أن تهتم بنفسك وجسمك بأي شكل من الأشكال . فكن جيداً مع نفسك وخصص وقتاً كل يوم فقط لتشحنها من جديد .
مع كل ذلك أوقف الشعور بالأسف على نفسك وقرر أن تبدأ هذا التغيير الصغير في حياتك وبالتركيز على أصغر الأشياء حولك التي تجعل حياتك ممتعة ومفرحة .
ابدأ مثلاً بالطبيعة ، تمتع بضوء النهار ، بشدو العصافير كل صباح ، بصوتٍ عذب يتلو القرآن .. وبالأشخاص الذين هم حبك وابتسامتك .
ثق أن هؤلاء الأشخاص هم الذين تستحق أن يكونوا في حياتك وأن تكون في حياتهم .