نفساني - رسـالـة الـبـتـار إلـى أمــه ..!!

كأنني بك يا أخي (البتار) وقد وقفتَ على ذكراها الطاهرة الطيبة وتقول :
- نزل عليّ خبركِ يا أمي كالصاعقة ،، ووقفت من هول الخبر غير مصدقا نفسي أنكِ رحلتي من دنيايَ .. من يشعر بحالي بعد اليوم يا غالية ....؟
لانكِ انتي الوحيدة التي كنتي تشعرين بي وبخلجات فؤادي فقد رحل ذلك الشعور مع رحيلك يا أغلى من عرفتها بحياتي...
لن تسطع أي كلمه عزاء أن تخفف من هول ما عشته الآن وقد عرفتُ أنكِ في عداد الراحلين ... كنتي تخففي من مصابي وتواسي حزني الذي لا يعادله حزن ولن يعادله حزن بعد اليوم... مالذي أصابني الآن يا أمي ؟
لاأشعر أنني سأرجع لبيتكِ الكبير ولن أجدكِ ،، لن أصدق نفسي أنني بعد اليوم لن ارتمي بحضنكِ الدافيء ..
يا سلسبيل حياتي سأظمأ بعد اليوم من كلمة (يمه) لن أنطقها وسأشعر حينها بالظمأ الحقيقي لكي أروي بها قلبي قبل لساني ..
- نظرتُ في وجوه أشقائي وشقيقاتي وجميعهم يشعرون بظلمة المكان ووحشة الموقف ،، لاح بصري في أطراف البيت وكأننا نشعر أن أهم عمود فيه قد سقط على رؤوسنا ،، يا الله ما اشد هذا الموقف ..
الحمد لله على كل حال ،، ولا يحمد على مكروه سواه ،، الموت حق ونحن يا والدتي نرضى بالقضاء والقدر خيره يوم أن كنتِ معنا وشره يوم أن غابت عنا شمسكِ الساطعة ،،

يقول أخوك في الله أبو مروان :
هناك مواقف تعلمنا الصبر ،، وهناك كلمات تجعلنا نستشعر ماهو الصبر ،، وهناك خلجات تعطينا معنى خفيّ من معاني الصبر ــ وفي كل أجر عندما يكون الرجوع غلى الله بإن ما اصابنا لم يكن ليخطئنا وأن ما أخطانا لم يكن ليصيبنا ،،
لم يطاوعني قلبي أن اكون مثل اخوانك وأخواتكِ الأعضاء بكتابة سطر أو سطرين تقديما للعزاء وإن كان ذلك كافيا ،، ولكن احببت ان اسطرّر على لسانك الرطب بذكر الله ما تجول به أناملنا المتواضعة من مشاركة متواضغة تعبّر عن مايكن قلبي لشخصك الكريم ..

أخي الحبيب الصابر :
- مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ،،
- مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا " إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ..

بهذه الوصايا النبوية اوصي نفسي وأياك بالصبر والإحتساب وأبشر بخيري الدنيا والآخرة وأسأل ربك أن يلحقك بالصالحين والصالحات ،، والآن جاء دور برك الحقيقي لها .. والحمد لله رب العالمين ..

أخوك المحب أبو مروان