نفساني - القلق يسبب المرض

بسم الله الرحمن الرحيم

عوارض القلق، والقلق نوعان، قلق طبيعي ينتاب الفرد عندما يهاب مواجهة أمر ما، مثل التقدم لوظيفة جديدة، أو الامتحان، إلا أنه يقدم على عمله.

وقلق مرضي، عبارة عن شعور مبهم غامر تصحبه أعراض جسدية عديدة، بحيث يتردد الفرد من القيام بما عليه، أو إيجاد الأعذار المختلفة لتجنب المواجهة، أو الامتناع كليا عن المواجهة وعدم القيام بما عليه.

وبجانب الأمر الذي يقلق الفرد، فإن أكثر ما يخيف الشخص المصاب بالقلق هي العوارض الفجائية المصاحبة، وتشمل هذه الأعراض:

- عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، إحساس بالاختناق، ضربات قلب سريعة وعنيفة، ارتعاش أو تنميل الأطراف، غثيان وآلام بالبطن، دوار وشعور بعدم توازن، تصبب العرق، الشعور بعدم القدرة على التحكم، وأنه سيفقد عقله أو أنه سيموت.

الكثير من المرضى يخلطون بين عوارض القلق وعوارض الذبحة الصدرية، وكثيرا ما يتردد مصاب القلق بين الأطباء لعدم تصديق خلوه من الأمراض الخطيرة.

وتختلف حدة العوارض من شخص إلى آخر، فالبعض قد يعاني من عارض أو عارضين اثنين فقط، بينما يعاني آخر من عدد من العوارض التي ذكرناها سابقا.

تظهر نوبات القلق فجأة، تكون متباعدة في بداية الأمر لكنها مع الوقت تصبح متتالية حتى بدون مثيرات حقيقية...

والنصيحة الأمثل تتلخص في التالي:

1- لا تركزوا على العوارض؛ لأن التركيز عليها يضاعفها، كونوا على يقين بأنها تختفي تلقائيا بعد فترة وجيزة، ركزوا على النفس بدلا من العوارض.

2- التنبه والتحكم في عملية التنفس،بمجرد ما تشعرون بالعوارض ابدئوا بأخذ نفس عميق، نفس عميق بالشهيق والزفير، لا تتوقفوا عن النفس العميق الطويل لفترة من الزمن، واعلموا بأن معظم العوارض التي تعانون منها ستنحصر تدريجيا... النفس السطحي هو سبب أساسي في حصول التشنج والغثيان.

3- تحكموا بما يخطر ببالكم من أفكار، فبدل التساؤل ماذا يحصل لكم؟ لماذا هذا الذي يحصل؟ هل أنا مصاب بمرض خطير؟
اعتمدوا جملة إيجابية مثال: "أنا بخير والحمد لله، وأستطيع التغلب على ما يحدث.
أو"..هذه العوارض مؤقتة وإن شاء الله أستطيع التحكم بها..."، الجمل الإيجابية كفيلة بأن تحدث تغييرا في الدماغ تساهم في التحكم السريع بالعوارض.

4-لا تتجنوا أيًّا من المواقف التي تسبب لكم هذه العوارض؛ لأن التجنب لا يساعد أبدا في التخلص من القلق، المواجهة أفضل، حتى وإن كانت صعبة بداية الأمر.
تلازم عملية النفس العميق والجمل الإيحائية الإيجابية أمر في غاية الأهمية، داوموا عليهما بدون ملل، وإن شاء الله تتخلصون مما ينتابكم.

*من المفيد التكلم مع معالج نفسي للتعرف إلى السبب الحقيقي الذي سبَّب هذه النوبات،

الأخصائي النفسي