نفساني - المسيره

(المسيرة)

في ليلة كئيبة فقيرة

وبعد أن دعى الهوى أحبابَه

تَجَمّعَ الأصحابُ والخلانُ عندَه

يتسامرونَ.. يضحكونَ..

يرتجونَ سهرةً مثيره

يتجنبون الخوض في الأخلاق

بعد أن ذاقوا أطايب الهوى

شوقاً الى تلك المسيرة

من ضمنهم أنا

****

وبعد أن تقلدنا سلاح العقلِ

وامتطينا صهوة السريره

تعالت الأصوات واختلفنا

حولَ أشكالِ المسيرة

فقائل يقول جنتي في دنيتي

وقائل يقول في صلاتي

جُعِلَتْ عيني قريره

وآخر ٌيرى بأن دنيانا حقيره

مظلمة... كئيبة... لمؤمن أو كافر

سيان.. لاجدوى... ولا مسيره

****

ثم انطلقنا بعد ذاك

باحثين في ظلامٍ دامسٍ

عن الهدى لعلنا نلقى به سلوى

لخاطرٍ مكسورِ لا تَشُده الجبيرة

يقودنا خوفٌ من العودة الى نفس الوتيرة

خوفٌ تَربّى في قُصورِ الجُبنِ

وتلقى العلم من أفواه أصحابِ الرذيلة

لايعرفُ الأرائكَ الوثيرة

أو الغنى، أو لقمةً سائغةً

وإنما عاش فقيراً بائساً مشرداً

فراشه حصيرة، غطاؤها حصيرة

****

وبعد فترةٍ ليست قصيرة

رفعت صوتي قائلاً:

ياإخوتي اتبعونِ

واتركوا الخوف الذي

لايرتجى به خيرٌ ولا له بصيرة

ياإخوتي لن يَطلِعَ الفجرُ

كيفَ ونحن الآن في وقت الظهيرة؟

فلا الظلام ظلمة ولا النهار ظلمة

وما بدا لنا بأنه ليلٌ هي إنما

أوجاع من كانت له نفسٌ غبية

قد أغفلت في جهلها ضميره

ياإخوتي ان كان ماقد قلت شعرا فاتركوه

لاأرتجي لكم غوايةٌ

بل إتركوه واتركونِ

واقرأوا القرآنَ

يامن قد ظننتم أنكم

ستأمنون في فعل الكبيرة

فإن تجنبنا الوقوع فيها

والحرام والعقوق

والتزمنا الحق

عندها حقاً تكون

قد سارت بنا المسيرة

رعـــــــــــــد الغامدي

هذه القصيدة هي التي اعتزلت فيها الشعر بعد أن عشت نقاشا

حقيقيا مع زملاء كانوا يدعون للباطل ويتصدون للحق وكنت سأنجرف

معهم لولا رحمة ربي ولا أزكي نفسي فأنا كما وصف لي أحد الأعزاء

نفسه أصارحكم بأني مثله فأنا إنسان مقصر لاأصلي الفجر في وقته

وأحيانا كثيرة أنسى صلوات وأصليها في غير وقتها وأرتكب زلات

واستغفر ربي وأقصر في شكره على نعمه. وقد تأثرت كثيرا بالآية الكريمة

((والشعراء يتبعهم الغاوون)) فاعتزلت الشعر منذ 12 سنة ولم أكتبه

رغم أن هناك شعر مفيد ولكن خرس لساني عنه والحمد لله على كل حال