حياة بلا معنى
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور السبيعي أرجوك مالحل
أنا فتاة في الخامسة و العشرين من العمر أعيش في أسرة متفاهمة متحابة
مشكلتي أنني أعيش بلا هدف أسعى لتحقيقه أعيش على هامش الحياة لا معنى لحياتي كلها فأنا لم أحقق أي نجاح حتى الآن لدرجة أنني خرجت من الجامعة بسبب استنفاذ سنواتي الدراسية جميعها و المصيبة الكبرى أن أهلي لا يعلمون فليست لدي الجرأة لأخبرهم بذلك
الآن أعيش في جو من التوتر و القلق اللذين لم أعد احتملهما , أغضب و أثور لأتفه الأسباب , دائماً حزينة محبطة يائسة
فما أصعب الحياة لإنسان لا يملك الإرادة لا يملك التصميم و المتابعة ليحقيق ما يريده , و ليس هناك شيْ يأتي من تعب و تصميم و الأهم الإرادة و الإرادة
كيف يكون لي هدف و أنا ليست لدي الإرادة أصلاً
ما أصعب أن يشعر الإنسان بنفسه أدنى من الناس المحيطين به , أقل مستوى من أقرانه , يخجل من نفسه و من الناس و من كل شيْ حوله ,يخجل من مواجة الناس و الأصعب خجله من نفسه
مالفائدة من حياة هكذا إنسان فحياته ليس لها أي معنى
أتمنى أن أكون مثل غيري من الناس أتعب و أتعب و أناضل من أجل تحقيق ما أريده من أجل النجاح الذي أرغب في تذوقه
أتمنى أن أعيش بفرح أن أنسى التوتر و القلق اللذين أصبحا يلازماني
أرجوك مالحل فأنا سئمت من هذه الحياة و مللت

أفضل ماي مكن أن تعمليه في الوقت الحاضر هو أن تخبري اهلك بما أنت فيه من إستنفاذ لفرصك في الدراسة الجامعية ، لعل ذلك يخفف عنك من الخوف و التوجس و يريحك من محاولة إخفاء سرك و خجلك من وضعك.
بعد ذلك إستشيري من تثقين فيه و ناقشي معه او معها إمكاناتك و الخيارات المتاحة لك. حيث من اكثر اسباب الفشل عدم توافق الطموحات او الآمال مع الإمكانات الشخصية او الفرص المتاحة.

ليس المهم أن لا نخطئ يا أخيتي بل المهم ان لا نستمر في الخطأ. أنت لديك رغبات و يمكن بلورة هذه الرغبات إلى أهداف و من الممكن تجزئة هذه الأهداف غن كانت كبيرة أو بعيدة المنال إلى أجزاء صغيرة قابلة للتحقيق أو قريبة المنال. و البدأ في أول خطوات تجاه هذه الرغبات التي نسميها أهدافاً.

لا تضخمي الموضوع و لا تبالغي فالرغبات و المنيات قد تكون هي الهداف ، و كم من أفكار صغيرة تحولت إلى نجاحات كبيرة.

أما الإرادة فلا حل لها عندي فمشكلة أن لا تريدي شيئاً. و مشكلة أن نرقب العالم يحصل على ما يريد و نحن لا ندري ما نريد.

و السلام.