عزلة ...
 

فلسطين..مكان ما
استلمت البريد اليومي..كالعادة ..فتحت الرسائل ..لم اجد غير ورق ابيض..
لعشرات المرات ينسون كتابة حروف الرسالة ..او حتى اسم المرسل..
انتهى بي المطاف بلا عائلة ولا زوجة ولا اولاد..كل شئ انتهى كما تنتهى صلاحية الاطعمة المعلبة..وبقيت انا اجاوز الاربعين..بانتظار انتهاء صلاحيتي..
وكلبي الصغير يجلس معي داخل هذه الجدارن المعتمة التي ملت بقائي داخلها وملت ايضا من تعسفي الباذخ وثرثرتي الصامته
هكذا يصنع الخوف من الانسان كائن بلا ذات غير ارتجافات تذكره انه كان في يوم من الايام شئ متحرك او محرك لاشياء لم تعد تحت سيطرته..
اتذكر شبابي المفعم بالبطولات والاندفاع كسعم بتجاه الاعداء والشر..
اتذكر الرفاق الاخرون ..كيف كنا نكيل الهزائم تلو الهزائم..ولا نشبع ابدا
الان ..وبعد انتكاسات الزمن العابر على سطوح الحاضر..لم يبق لي غير هذا المكان الحقير..الخالي من الاحداث..كهذه الصفحات الخالية من الاحرف ..بانتظار سلة المهملات..
...............................................
أريد مكنسة ، تنظف الأرض من البشر،
وتترك امرأة في الثلج ور جلا في الصحراء..
أريد قارورة عطره حين أفتحها يخرج منها الجن
والعفاريت ، لأتفرج بدهشة..
أريد موسيقى.. حين أسمعها أعرف كم ضيعت
من شبابي بين أجدادي القدامى..
.............................................