القطار...
 

كل يوم..
هناك امرأة يتوقف بها القطار في منتصف الطريق..
فتنزل منه في غير محطتها..
وتبقى وحيدة...
تنتظر عودة القطار الذي رحل..
او ان يأتي قطار جديد..
فشعور الوحدة يقتلها..
والرصيف مثلها وحيد..

اناس كثيرون قد يكونوا حولها..
عشرات او مئات..
فلا تراهم..
لا تشعر بوجودهم..
ماقيمة ان نرى الاشياء.. ان لم نشعر بها؟

معضم من يتوقف بهن القطار يسألن:
هل سيأتي قطار آخر؟
ام رحل القطار.. والوقت والعمر؟

الشباب لا يرحل..
والقطار ان ذهب سيأتي غيره اليوم او غداً..
فعلى الرصيف امرأة وحيدة..
وخلف الرصيف الف وحيدة اخرى تنتظر..

القطار سيأتي..
وليس "متى" هو السؤال..
السؤال هل سيأتي على القطار من ننتظر؟
ام سيمضي قطار وراء قطار؟

ليس للحب شهادة ميلاد فنعرف له عمراً..
هو هواء نتنفسه..
او طعام نأكله في شبابنا وكهولتنا..
نحن من غيره لا نعيش.. وهو ايضاً لا يعيش من غيرنا..
في وقت ما سيأتي..
ولو بقينا على الرصيف يوماً..
او ثلاثة ارباع عمرنا...


هاني نقشبندي..