نداء ..اخير للموتى المفقودين
 

شرفات المستشفى عالية جدا ..
ايقنت تماما انه اخر مكان ساراه من عمري الذي يسير كالدينصورات نحو الانقراض
الافق يبعث في راسى سوال طالما تهربت منه: هل ساولد في جهنم؟ ها انا الان امد خطواتي نحو طريق الرماد لابعث من جديد..ستشهد كل اجزاء جسدي ضدي..قلبي التائه ..راسي الفارغ ككرة سلة..اقدامي الذاهبة مع الريح ويداي..ستحرقني بلا رحمة..وضعت اصابعي على زجاج النافذة ورغبة صادقة وحارة في قطعهما قبل ان يشهدا علي..الرغبة تكبر وتجتاح كل جسدي..لو استطيع احراقة قبل ان يقذف بروحي في النار..ترعبني فكرة ان حياتي لم تكون حياة ..ها انا وحيد كراس مقطوع ..ذليل كمتسول ..تائه كذرة غبار..بلا امل مترع بالخطايا..والذنوب..
اتذكر :
حين سرقت النقود من جيب ابي دون ان اعترف او احس بالذنب حين رايته يجلد اخي الصغير الذي كان برئ..واذكر ايضا حين كنت اهرب من المدرسة واسير خلف نزواتي المبكرة .. صور ممزقة لوحش بلا قلب هو انا ..ماذا اتذكر بعد ..نسياني لاهلي و قذفي لنفسي بعيدا عنهم ..وعن ايامهم..تيهي في سراديب ومغارات الرذيلة..عمري الان ثلاثون..والدكتور يشك ان مرضي لن يمهلني الا اياما معدودة..هذا ما قاله لي بالامس..حينها سقطت كل اوثاني ..ووجدت نفسي في صحراء..لكنني رغم ذلك تبعت شهوتي..وذهبت لاشرب ..وانا اقول :ماذا يعني تليف الكبد ..لن استطيع التراجع ,يجب ان اكمل صورة حياتي المشوهه..وشربت اكثر من المعتاد..وها انا الان متفجر بالندم..لو يمهلني الله واتوب..لا اطلب غير اسبوع ..اسبوع واحد ..ادحرج فيه صخرة حياتي..يا رب..يا رب.
.انتبه من تأملاتي على صوت الدكتورة : اعرف انك قلق جدا ..يبدو ذلك من ملامحك..لكن لا تقلق كل شئ سيكون على ما يرام..النتائج تبشر بخير.]لم اصدق ..كيف ؟
انت بخير..لازلت شابا..وتستطيع ان تشفى ..
اضاءت عيوني بوهج جديد.كانها مست تيار كهربائي..ابتسمت .لابد ان احتفل اليوم..واكون كريما مع نفسي ..اكثر من ليلة امس

مازلت تقود القطيع


او على الاقل...............ما زلت احد افراده

لم افهم !
اي قطيع تقصد؟