نفساني - مسمار صدئ !!!! بقلم القديس

يرن الهاتف في صالة الجلوس بجنون لايسمعه غيري..
وحين التقطه باصابعي المنهكة ..يصمت ترتسم على وجوههم ابتسامه ساخرة
اصرخ في وجوههم: لكنه كان يرن ؟
وحدها امي ..تاخذني بين ذراعيها ..بينما اخوتي يتهامسون فيما بينهم : لا فائده منه !
لا اذكر كم مر علي وانا هكذا؟ ..احساس يطحن صخور اعماقي. ياكل ملامحي يذروني للتيه والضياع ..تخرجت من كلية الطب بدرجة امتياز..وخطبت حنان زميلتي في الجامعه بعد قصة حب احتوتها سنين الجامعه وكانت سبب تفوقي..وقد كانت قصة حبنا قصة ..عاندنا فيها الجميع ..واولهم خالتي ام سميرة التي كانت تريدني زوجا لابنتها سميرة التي ليس بيني وبينها اي شئ مشترك..المهم كنت المح كل شر العالم في نظرات خالتي لي حين تزورنا ..كانت تحبني لدرجة تدميري ان لم اكن من نصيب سميرة..ورغم ذلك ..خطبت حنان..وتواعدنا على ان نتزوج حين افتح عيادتي ..لكن الامور تدهورت بعد حفلة الخطوبة مباشرة..
اشياء غريبة تخطر على بالي..لا يحس بها غيري..
اذكر مرة كنا نجلس انا وحنان في احد المطاعم ..وفجاء رايت النار تلتهم قميص حنان ..يالهي ماذا افعل ..مسكت بانية الماء وارشقتها بها لكن النار لم تنطفئ وصرت كالمجنون اركض من طاولة لاخرى اقذف بماء الاواني على حنان التي كانت تحاول الامساك بي ومنعي من اطفاء النار ..بعد ذلك يوكد لي الجميع انه لم تكن هناك نار ولا شئ..وحنان تنظر لي نظرات كره وتعجب ..وخجل ..كيف ..كيف لقد كانت تحترق ؟
ومرة كنا في المختبر ..
وبينما كنا نعمل تجربة رايت الدخان يملاء الغرفة ..خفت على الجميع ..ركضت نحو انذار الحرائق وكسرته ..لكنهم بدل ان يشكروني وجهو لي الفات نظر ..
هذا جزائي؟..في البيت ..ينسون جهاز التلفزيون مفتوح كل ليلة ..لا انام ..يلعبون باعصابي..اقوم لاغلقه ..فيفتحوه بعدي ولا انام ..
تاخذني حنان الى طبيب نفساني..يعجز عن تفسير حالتي..يصف لي حبوب منوم..ولا انام ؟
تاخذني امي الى امراة عجوز اسمها ام الخير ..اجلس قبالتها : تنظر لي بحزن
تقراء علي ايات بصوت مكهرب , تقول لامي: ابنك مسحور ...في بيتكم مسمار صدئ..لابد ان تجدوه وتحرقو الدماء التي عليه..
لا زلنا نبحث ..
ولازلت ارى النار على قميص حنان
ولازال اخوتي يتركون التلفزيون مفتوح في الليل
ولازالت خالتي تحبني لدرجة تدميري
ولا زال الهاتف يرن في راسي وحدي!