|
المتنبي وعلاج الخوف معرفياً!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
العلاج المعرفي من أنجع العلاجات للمخاوف والرهابات بأنواعها وهو الذي يقوم على تغيير الأفكار السلبية وتفنيدها ومواجهة المخاوف وتحليلها وقد لفت انتباهي بيت شعر رائع للشاعر الحكيم المتنبي يقول فيه :
وما الخوف إلا ما تخوّفه الفتى ***وما الأمن إلا ما عدّه الفتى أمنا
وهو هنا يشير إلى أمر تحدث عنه علماء التنمية البشرية كثيراً بل هو محور رئيس في منهجهم وهو أن كل مشاعر سلبية هي نتيجة فكرة سلبية في الداخل نتيجة حدث أو أمر ما في الخارج تفاعل معه العقل بشكل سلبي فنتج عنه مشاعر سلبية وسلوك سلبي ولعلاج هذا الأمر ينبغي تغيير الفكرة تجاهه إيجابياً وبهذا تتحول المشاعر والسلوك تبعاً لأمر إيجابي أو لأمر طبيعي ..
المتنبي يقول : وما الخوفُ إلا ما تخوّفه الفتى .. فهو هنا يحصر الخوف في داخل الانسان ونظرته وتفكيره وكأنه يقول : ليس هناك خوف إلا بحسب انفعال وتفاعل المرء فالخوف لا يسمى خوف إلا إذا خافه الانسان لذلك يقال : ليس هناك شيء ينبغي أن نخشاه سوى الخوف نفسه!!! لذلك كل خوف هو تفاعل داخلي تجاه أمر ما وهذا الأمر بحد ذاته لا يخيف إلا إذا خافه الإنسان والدليل هو اختلاف الناس اختلاف عظيم فيما يخيفهم ، وأنا شخصياً مؤمن تماماً بهذا المعنى إلا أنني أميل للمدرسة التي تعتبر الجانب العضوي في المخاوف( دور الموصلات العصبية وخللها) ولا تلغيه وبنفس الوقت تعتبر العلاج المعرفي وتراه علاج ضروري وفعال بل إن كثيراً من المخاوف تزول تماماً من خلال العلاج المعرفي فالدمج بين الأسلوبين أسلوب علاجي فعال خصوصاً في حالات المخاوف القوية والمؤثرة..
|