
اللهم أهلك اليهود والنصارى، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا أبدًا، اللهم عليك باليهود والنصارى ومن والاهم، اللهم... اللهم...
أتسائل ..
يسكن بعض اخواننا المصريين في حي واحد أو مدينة واحدة على الأقل مع طبقة كبيرة من النصارى ، وربما تكون زوجة الرجل المسلم نصرانية وربما أمه نصرانية .. فهل من الاسلام أن ندعو عليهم بقولنا ( اللهم أهلك اليهود والنصارى ، اللهم اقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحداً ، اللهم ثكل نسائهم ، ويتم أطفالهم .. )
أتسائل ..
يتعالج أحد أقربائي عند طبيب ألماني ، ولا أتخيل نفسي خارجاً من باب الغرفة أدعو على هذا الطبيب بقولي ( اللهم أرنا في النصارى يوماً أسوداً .. )
أتسائل ..
درسني في المعهد دكتور أمريكي .. ولا أتصور نفسي أدعو بالهلاك عليه ..
هنا اقف وقفة واقول :إن علينا أن نفرق جيداً بين النصارى والنصارى المحاربين ، وبين الأمريكان والجنود الأمريكان ..
إن الدعاء وسيلة من أقوى وسائل المسلم ومن أجل العبادات والقربات إلى الله ولكن لا ينبغي أن نحولها بحماسنا إلى وسيلة للظلم و الحقد ..
ولقد نصت الآية 55 من سورة الأعراف على ذلك: "ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية إنه لا يحب المعتدين". يقول القرطبي: "يريد في الدعاء.. والاعتداء في الدعاء على وجوه منها: الجهر الكثير والصياح، ومنها: أن يدعو الإنسان في أن تكون له منـزلة نبي، أو يدعو في مُحَال، ونحو هذا من الشطط، ومنها: أن يدعو طالبًا معصية، وغير ذلك". ونضيف: أن من وجوه الاعتداء في الدعاء أن تدعو على بريء مسالم غافل لم يظلمك، ولم يفكر في ظلمك، ولم يفرح بظلمك.
رأى خبير بشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن الدعاء بالهلاك على الأمريكيين أو على غير المسلمين بشكل عام ليس من الإسلام فى شىء، بل إنه يخالف كل أصول الإسلام وقواعده. جاء ذلك فى رد على أسئلة ثلاثة من زوار "إسلام أون لاين.نت" عن تعميم الدعاء على غير المسلمين فى المساجد وخطب الجمعة.
كما كان هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم الهداية؛ لذلك كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ اهدِ قومي فإنَّهم لا يعلمون" فدعا لهم بالهداية ولم يدع عليهم.
وروى البخاريُّ ومسلم أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رفض أن يدعو على المشركين يوم العقبة، بل رفض ما عرضه عليه ملَك الجبال: ذلك فيما شئت، إن شئتَ أن أطبق عليهم الأخشبين (جبلين)؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".
كما روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "قالوا: يا رسول الله أحرقَتْنا نبال ثقيفٍ فادع الله عليهم فقال: اللهمَّ اهد ثقيفا" [رواه أحمد والترمذيُّ بسندٍ صحيح].
لذلك قال العلماء: لا يجوز الدعاء على شخصٍ بعينه أو لعنه إلا إذا بدر منه الإيذاء الخاصُّ بالمسلمين، والأولى أن يدعو له بالهداية.
وإذا كان قد ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قد دعا على المشركين كما دعا لهم، كما روى عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال: لمَّا كان يوم الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس" رواه البخاريُّ ومسلم.
فليس في ذلك تناقض وقد قال العلماء: إنَّ الدعاء للمشركين بالهداية هو الأساس، أمَّا الدعاء عليهم فلا يكون دعاءً عامًّا، وإنَّما على من أضرَّ بالمسلمين وحاربهم. وهذا ما يثبته فعل الرسول صلى الله عليه
ويقول الإمام القرطبيُّ في "ولا يجرمنَّكم شنآن قوم.." [الآية]: "ودلَّت الآية أيضاً على أنَّ كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه، وأن يقتصر بهم على المستحقِّ من القتال والاسترقاق، وأنَّ المثلة بهم غير جائزةٍ وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا وغمُّونا بذلك؛ فليس لنا أن نقتلهم بمثله قصداً لإيصال الغمِّ والحزن إليهم".
[HR]
قد يقول الكثيرون: إنَّنا لا نقصد التعميم في دعائنا وإن بدا أنَّه عامّ. والإجابة على ذلك أنَّ هذا ما في قلوبكم فمن يوصله لغير المسلمين؟؟ كيف سيفهمه غير المسلمين وهم يسمعون الدعاء عليهم وعلى أهلهم ليل نهار؟؟ وكيف سيفتح نور الإسلام قلوبهم وهم يرونه ديناً عنيفاً لا يبقي منهم ولا يذر، لا أنفس ولا أولاد ولا أموال ولا شيء؟!!!".
هذا وأتمنى ممن لديه أي ملاحظة شرعية على ما كتبت أن ينبهني .. وأن يفيدنا لعلي غفلت عن أمر ما ..
والسلام عليكم ورحمة الله .
صوت الشباب