07-04-2004, 09:42 PM
|
#12
|
................
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 328
|
تاريخ التسجيل : 07 2001
|
أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
|
المشاركات :
3,903 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
تتمة ..
فجاء ابن المشاط فـي كتابه (( إدرار الشروق على أنوار الفروق )) 4/283 بردِّ كلام القرافي هنا ردَّاً مبيناً مستقيماً ، حيث قال بعد إيراد جميع كلام القرافي : قلت : لقد كلَّف هذا الإنسان نفسه شططاً ، وادَّعى دواعي لا دليل عليها ولا حاجة إليها وهماً منه وغلطاً ، وما المانع من أن يكلف الله تعالى خلقه أن يطلبوا منه المغفرة لذنوب كل واحد من المؤمنين مع أنه قد قضى بأن منهم من لا يغفر له ؟! ومن أين تَلزَمُ المنافاة بين طلب المغفرة ووجوب نقيضها ؟؟ هذا أمر لا أعرف له وجهاً إلا مجرد التحكُّم بمحض التوهم .. اهـ . قلت : رحم الله ابن المشاط ، لقد أصاب وأجاد فـي ردِّ الخلط بين الأمر الشرعي والأمر الكوني ، بما هو معروف عند أهل السنة والجماعة . فالأمر الكوني لا يُؤخذ منه حكمٌ ، فضلاً عن كونه يعارض به الأمر الشرعي ويقضي عليه . ومما يرد كلام القرافي صراحةً قولـه تعالى : ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)[محمد : 19] أي : ولذنوب المؤمنين والمؤمنات . وحديث : (( اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دِقَّه وجُلَّه ، سرَّه وعلانيته ، أولَه وآخره )) ، فلو كان كلام القرافي حقاً لما جاز لجميع المؤمنين والمؤمنات أن يدعو بهذا الدعاء ، بل بعضهم ، وهذا باطل . وقول القائل : إن الدعاء على الكفار بإهلاك أموالهم بالتعميم فيه معارضة لآثار أسماء الله . غير صحيحٍ لأمور : الأول : إنَّ آثار أسماء الله تكون فـي الخلق والأمر ، فالخلق هو الأمر الكوني، والأمر هو الأمر الشرعي . فالرازق اسم من أسماء الله يتعلق أثره بالخلق فيرزق جميع خلقه ، كما يتعلق أثره بالأمر فـي نحو قولـه تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)[الطلاق : 2-3] . فالخلط بين الآثار المترتبة على الأمر الكوني والأمر الشرعي خطأٌ بيِّن ، وقد تقدَّم إبطال ذلك . قال ابن القيِّم رحمه الله فـي (( مدارج السالكين )) 1/208 : وأنت إذا فرضتَ الحيوان بجملته معدوماً ، فمن يرزق الرازقُ سبحانه ؟ . وإذا فرضتَ المعصية والخطيئة منتفية عن العالم ، فلمن يَغْفِر ؟ وعمَّن يعفو ؟ وعلى من يتوب ويحلم ؟ . وإذا فرضتَ الفاقات سُدَّتْ ، والعبيد أغنياء معافون ، فأين السؤال والتضرع والابتهـــال ، والإجابة ، وشهود الفضل والـمِنَّة ، والتخصيص بالإنعام والإكرام؟. اهـ . فهذا هو الفهم الصحيح لآثار الأسماء الحسنى ، فدعْ عنك ما سواه . الثاني : أن فـي ذلك لازماً شنيعاً وهو استجهال من هو من أولي العزم من الرسل . فموسى عليه الصلاة والسلام دعا بقطع أرزاقهم ، فهل أنكر بذلك آثار اسم الله تعالى الرزاق ؟ ومحمد صلى الله عليه وسلم دعا بقطع أرزاقهم ، فهل يقال فيه ذلـــك . سبحانك هذا بهتان عظيم ! . الثالث : ما تقدم فـي دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام . هذا ما تيسر فـي هذه المسألة على جهة الاختصار . وعليه : فنحن اليوم ندعو على اليهود والنصارى فنقول : (( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تُبقي منهم أحداً ، اللهم اشدُد وطأتك عليهم ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف )) . وهذا الدعاء هو المناسب لأحوال الأمة الإسلامية مع هؤلاء الأرجاس ، وأما الدعاء بهدايتهم فـي هذه الظروف فلا أراه . والله أعلم .
قاله وكتبه الدكتور/ عبدالسلام بن برجس العبدالكريم
_____
ولأنني من عامة الناس ولستُ من علماؤه فأنني أرى أن كلام الدكتور البرجس (يرحمه الله) يطمئن له القلب في هذا الوقت بالذات لأن مذهب العوام هو مذهب من يفتيهم ..
أحمد
|
|
|