09-04-2004, 03:21 AM
|
#7
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
آساير
هو انعكاس نورك يا غالية
-----------
النشمي
بل هي صياغتي غير المتقنة أخي
-----------
رسيل
يسعدني حقاً اهتمامك
----------
هناء
نعم الأخت أنتِ هناء
لو تعلمين كم اشتقتُ لكِ
أعتذر منكِ لتقصيري
قد وجهتُ تحيتي بشكلٍ عام لكل إخوتي من خلال موضوع قديم مرفوع في المنتدى العام
عاجزة عن شكرك هناء
الله يوفقك و يسعدك
ـــــــــــــــــــــ
استكمالاً لما سبق:
*والدة موسى عليه السلام عند عجزها عن التصدي لرجال فرعون، جعلت ابنها في تابوت و ألقته في اليم مستودعةً إياه الخالق.
*أهلنا قبل نظام البنوك كانوا يتكتمون على مقتنياتهم الثمينة و يخفونها كأن يحفروا لها في باحة الدار و يدفنوها.
إذا لم يتسنى للنفس أن تبتكر مبكراً أي في سنوات النمو الأولى وسيلةً ما تحمي الذكاء في ظل ضعف الأداء فقد تلجأ لمداراته تماماً و التكتم عليه، و في هذا إخلال بجوانب أخرى. إنّ في إخفاء المقتنيات بدفنها مثلاً وسيلة للحفاظ عليها دون تكبد كثير من خسائر أو مخاطرة، فقط نهيل عليها التراب و لن يفكر أحد أنها ترقد تحتهم في باطن الأرض. أما في إخفاء طفلٍ في منزل مخاطرة، لأنّ الطفل قد يبكي فيكشف عن وجوده، لذا هنا بهدف حمايته نتخذ خطوة أصعب و فيها تضحية.
الإنسان ليس دائماً يخفي طفلاً، إنما في حالات معينة تضطره الظروف لذلك..
الذكاء ليس شيئاً يكره الانسان كشف نفسه اللا واعي له عادةً لكن في حالات معينة يختلف الأمر..
و إخفاء الذكاء قطعاً لن يكون بذات السهولة التي ندفن بها مجوهرات نخشى عليها
بل هو أصعب من إخفاء الطفل
فهنا لا نتعامل مع أمور واضحة تماماً، بل ملعبنا هنا هو اللا وعي أو ما قبل اللا وعي بقليل..
هنا الأداء العفوي اللا إرادي..
إذن الحكاية هي عندما تعلمك الحياة متأخراً أنّ البون شاسع بين ذكائك و بين أدائك.
لماذا متأخراً؟
ثمة دروسٍ في الحياة نتعلمها بشكلٍ عفوي إثر التجارب التي نمر بها. فليس بالضرورة أننا نعي كل ما تكتسبه نفسنا من خبرات و إن كنا نلمس آثارها هذه الخبرات. مجموع التجارب التي نمر بها منذ مولدنا و نوعيتها و توقيتها ليس في معظمه من اختيارنا. خبرات عاطفية لا واعية ضرورية لتكامل نمونا النفسي، قد لا نتحصل عليها إلا في مراحل لاحقة.
فمثلاً عدم الاحتكاك الفعلي مع الآخرين منذ سنٍ باكر يحرم الإنسان من تقييمٍ مناسب لأدائه الاجتماعي، و هو تقييم كما أسلفت لا واعي لا يشعر به الإنسان لكنه يلمس آثاره.
هذا الحرمان من خبرات عاطفية ضرورية يؤدي الى أنه يقطع شوطاً طويلاً من حياته يكشف من نفسه في براءة ساذجة ما يتعلم في مرحلةٍ متأخرة أنه ينبغي إخفاؤه، أو على الأقل كشفه بطريقة مناسبة. و هنا تذكير بأنّ كل هذه أمور تحدث في اللاوعي، فنفسنا في دأبٍ مستمر تتكيف لتوازن بين رغباتنا و مقدراتنا الفعلية، وعينا ذلك أم لا.
إذن هو إنسان ساء تكيفه مع هذا الأمر لعدم توفر خبرات عاطفية ضرورية للنفس لتبني عليها جنباً إلى جنب مع خبراتٍ عاطفية أخرى شتى تكيفها الهادف دوماً إلى إيجاد التوازن و تحقيق الحد الأدنى على الأقل من إشباع الحاجات الضرورية.
إثبات الذكاء يكون بالقدرة على أدائه. و عندما يكون هنالك ضعف في الجهاز الذي يؤدي و تكتشف النفس مبكراً في سنوات النمو الأولى هذا الخلل، فالانسان عادةً يتعلم تلقائياً و عفوياً كيف يتعامل مع هذا الخلل..
لكن عندما تكتشف النفس متأخراً هذا الخلل فهنا مشكلة..
لأنّ التعلم لمواجهة الخلل لا أظنه يعود عفوياً.
و ثانياً يكون الانسان قطع شوطاً لا بأس به من حياته فأصبح لديه تاريخ ليس يخصه فحسب و إلا لهان عليه أن يلغيه، بل مرتبط بأحداث يشاركه إياها آخرون، هم هؤلاء من كان يقتّر في لقائهم كي لا يشهدوا معه اللحظة إياها، لأنهم أدركوا من خلال مواقف معينة ماضية مدى ذكائه و لذا يفترضون فيه مستوىً مقابلاً من الأداء، الاجتماعي على وجه الخصوص، رغم أنهم لم يتبينوا بعد مستوى أدائه، فهو مقتر في مقابلتهم لا يلبث معهم طويلاً حتى يغادرهم متعللاً بأي شيء، المهم أن لا تطول لحظة اللقاء كي لا ينكشف ضعفه من خلال مواقف مفاجئة تكشف هوته الداخلية-التي لم يتعرفها جيداً بعد- بوضوح للآخرين
و هنا يتبين بوضوح أنّ المشكلة الحقيقة ليست في الهوة بحد ذاتها بقدرِ ما هي في تأخر اكتشافها و بالتالي تأخر النضج في التكيف معها..
فالاكتشاف لا يحدث فجأة، بل يبدأ بشك، شك مبهم، شك مرعب لذا هو يضطرب لهذا الشك و يرفض بحثه بينه و بين نفسه، و هذا ليس في صالحه..
يظل يطمئن نفسه و يكذب شكوكه
فيبدأ لا إرادياً يسرف في مراقبة تصرفاته العفوية منها قبل الإرادية، و أيضاً يدقق في تصرفات الآخرين نحوه، كل هذا و هو يرجح احتمال أن تكون شكوكه و ظنونه في غير محلها، و لذا فهو سيرى في تصرفات الآخرين ما يلبي رغبته هذه، فالناس عادةً ترى ما تريد أن تراه، و ليس ما يحدث فعلاً. و هذا ليس في صالحه، لأنّ الهوة موجودة فعلاً..
في هذه المرحلة التي تبدأ بالشك و تنتهي بالاكتشاف و اليقين، يعيش هذا الإنسان في تذبذب يرهقه و يكبده خسائر فادحة، فمثلاً قد يغامر بعناده و رفضه تصديق وجود مشكلة و كمحاولة ليثبت لنفسه بما لا يدع مجالاً للشك عدم وجودها، قد يدفعه هذا كله ليغامر بمشاركة الآخرين مساحةً لا محدودة من نفسه، و كما قلنا هذا يتجسد خارجياً أيضاً من خلال أشكال عديدة، و هنا يسرح ضيوفه و يمرحون قبل أن يسقط أحدهم في الهوة! و هنا الصدمة
فأي دليلٍ أبلغ من ذلك؟ لكن و لأنها كما أسلفت أمور لا واعية، أو في منطقة تتراقص فيها الظلال المنطقة الفاصلة التي بين الوعي و اللاوعي، هناك حيث تتشوه أبعاد الصور و تتداخل، فمن السهل أن يمعن في التمسك بالاحتمال الأول، أي يمعن في تكذيب وجود مشكلة فلن يرى جراح ضيفه الذي سقط رؤيا العين، فهنا مجال غير المجال الواعي الواضح الذي لا يقبل أنصاف التفسيرات و التعليلات، فجراح ضيفه ستتبدى إن تبدت من خلال تغير مفاجىء في المعاملة مثلاً، قسوة مفاجئة، جفاء ..
و هنا و لأنّ هذا الإنسان يسرف في ملاحظة ردود الفعل للأسباب التي ذكرتها، سيتأثر دون شك، لكنه و رغبةً في إثبات عدم وجود مشكلة سيقنع نفسه بأسباب أخرى بعيدة لتغير صاحبه عليه
هنالك طرفة عن رجل أضاع مفتاحه ثم أخذ يبحث عنه دون جدوى فلما سألته زوجته هل نظرتَ في جيوبك؟ فقال نعم ما عدى في هذا الجيب. لماذا؟ لأني أخشى أن أنظر فلا أجده!
حسناً إنها طرفة لكنها تعكس واقعاً ما
إنّ إشفاقنا على أنفسنا من عدم تحمل الصدمة و خيبة الأمل يجعلنا أحياناً نفتش في احتمالات بعيدة و نترك الاحتمال الأقرب للشك لآخر لحظة.
هنا و في هذه المرحلة المتذبذبة، يبلغ القلق أقصاه، فالأمور تختلط عليه، لأنه يرفض تصديق وجود مشكلة و ليس متيقناً بل لا زال يبحث عن الإثبات، الإثبات لما يرغب به و ليس لما يحدث فعلاً. و علاقاته مع الآخرين تبعاً لذلك ليست على منوالٍ واحد
هكذا أحياناً عندما يجتمع بعدة أشخاص مرة واحدة يسقط في يده و يضطرب بشدة، فهو يشعر بأنّ عليه التحرك في عدة اتجاهات تتفرق و لا تلتقي، و هذا مستحيل بالطبع. و هكذا يكون الأسلم أن يتظاهر بالانشغال بأي شيء قبل أن ينسحب في أول فرصة تتاح له من هذا الكابوس. و كل هذا مجرد "شعور" باطني عميق ليس محدداً في شكلٍ أو لفظ، و لذا بمجرد انخراطه في مجرياتِ يومه ينسى تماماً ما حدث! و يتفاءل بأنّ غداً سيكون أفضل، كيف؟ لا يعرف! هذا إن لم يسقط قلقه على أسباب غير حقيقية و ينهمك في معالجتها أملاً في التخلص مما هو فيه.
الموضوع متشعب
و قد أكون تسرعت بطرحه بهذا الشكل..
لكن ليس باستطاعتي حالياً صياغته بطريقة أفضل
هل لديكم تعليقات؟
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 09-04-2004 الساعة 03:52 AM
|