عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2004, 01:46 AM   #1
جروح تبتسم
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية جروح تبتسم
جروح تبتسم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2326
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 07-06-2006 (01:48 PM)
 المشاركات : 2,518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
كيف تتصرفون إذا تعرضتم للنقد؟



يواجه الانسان في حياته الاجتماعية والسياسية وغيرها حالات من النقد والاعتراض وتختلف ردود الأفعال تجاه ذلك النقد حسب طبيعة الشخص المتلقى. فالبعض من الناس يستشاط ويغضب ويبرز حالات من الامتعاض والانفعال ويعتبر النقد تجاوزاً عليه ولا يتقبل النقد والاعتراض. ومن الناس من يفتح قلبه وعقله لاستقبال النقد والملاحظات التي تورد عليه ومن الناقد من يرسل نقد على أسس علمية بناءة ومهم من يستعمل النقد أداة لتجريح الآخرين والنيل منهم.

المنهج الصحيح في النقد والتعامل معه يرتبط بأمور شتى، منها:

ـا لإحاطة بالموضوع ومعرفة كيفية التعبير عنه:
تقويم شخصية المنتقد والمساعدة على حل الاشكالات الموجودة وتطوير فكره وثقافته ومعرفته وسلكه الشخصي وغيرها...

فالنقد مرة في السلوك والتعامل ومرة في الفكر والثقافة والآراء وفي كلا المجالين يجب أن نتعامل معه بالروح الإيجابية ونعتبر ذلك شكلاً من أشكال التسديد ووسيلة للتصحيح.

هناك أسئلة تطرح نفسها عندما نناقش قضية الانتقاد وهي:

ـ كيف تكون ردود أفعال الناس تجاه النقد غالباً؟
ـ هل ينزعج الناس عندما يتعرضون للنقد؟
ـ لماذا يتصور الناس بأنهم يجب أن يتظاهروا بالموضوعية عند مواجهتهم النقد؟
ـ الشخص المنتقد كم هو موثوق؟
ـ وكم يكون الانتقاد الذي يوجه للمرء هاماً وقابلاً للانبتاه؟

مع أن الانتقاد أمر طبيعي في حياة كل شخص، لكن ليس هناك من أحد يعجبه الإصغاء إلى النقد الذي يوجه إليه ومعهذا لايقل الذين يواجهون النقد بالوقار والسكينة ويحاولون أن ينظروا من خلال مرآة النقد إلى حقيقة ذاتهم بشكل خلاق ومقبول ويأخذون الانتقاد بعين الاعتبار.
الذين يمتعضون وينفعلون بشدة عند مواجهتهم للنقد انهم في الواقع يجعلون الآخرين مطمئنين بأن هناك نقطة ضعف فيهم تثير حساسية الناس.
ولا يخفى أن المرء عندما يحاول أن يتصرف بجدارة وسكينة عند تعرضه للنقد، تحدث في خلده خلجات عاطفية وغيرها من التي لايدرى بها أحد.

يقول عالم نفساني بأن هذه الطريقة في مواجهة الانتقاد (يعني الضغط النفسي) ضارة من الناحية العاطفية وليست الطريقة السليمة في قبول الانتقاد أن نكظم غيظنا ونتظاهر بأننا عقلاء ونتصرف موضوعياً إلى حد بعيد، بل إن قبول النقد هو أن نتعلم كيف نستفيد من الانتقاد كمادة حفازة والتي يسمونها (كاتاليزور) لتنمية ذاتنا ونهدي الطاقات العاطفية التي انبعثت إثر الانتقاد إلى طريق بناء ومثمر.

على كل حال يجب أن نعتمد رؤيتين في هذا السياق:

ـ أن نغير وجهة نظرنا بالنسبة للانتقاد يعني لانحسبه في أول نظرة أداة للتجريح والنيل من شخصيتنا من قبل الآخرين.
ـ أن نغير كيفية تفكيرنا بالنسبة لتصرفاتنا وتصرفات الآخرين مثلاً بدل أن نثق بأن تصرفاتنا دائماً تكون مناسبة نعترف بأن لنا أفعالاً وسلوكيات غير مقبولة وغير سليمة.

لتقييم مدى وثوق واعتبار انتقاد ما هناك طرق مختلفة:

1ـ الانتباه إلى الظروف العاطفية: يعني أن ننظر في أي ظروف وجه الانتقاد إلينا؟ لأن الشخص الذي ينتقدنا يمكن أن يكون في ذاك الوقت يعاني من التوترات والضغوط العاطفية. ففي مثل هذه الظروف ومع التعرف على حالات المنتقد الروحية وغيرها، بإمكاننا أن نصل إلى ردّ فعل موضوعي ومطلوب تجاه النقد.

2 ـ الانتباه إلى عدد المرات التي يكرر الانتقاد:
وهذا يعني، إذا انتقدونا مرات عديدة حول تصرف وسلوك معين يجدر بنا أن نبحث عن السبب ونحاول اصلاحه بمساعدة فهم الظروف وعلل التصرفات. مثلاً إذا تعرضنا للنقد كراراً من قبل رئيس الدائرة بسبب التأخير يجب أن نعيد النظر في سلوكنا وننتبه إلى قصد المنتقد.

3 ـ تقييم الجوانب الإيجابية والسلبية:

يمكن أن يتصور المرء إنه إذا استسلم أمام انتقاد الآخرين يجب أن يضحّي كثيراً في مجال قبول النقد ولهذا يصمم على أن يغير الظروف بدل أن يغير تصرفاته وإعادة النظر فيها. مثلاً الموظف الذي دائماً يتعرض للنقد من قبل الرئيس يمكن أن يصل إلى هذه النتيجة بأنه لايناسب هذه الوظيفة ويجب أن يبدل عمله ويبحث عن عمل آخر.
على كل حال إذا تعلمنا كيفية مواجهة الانتقاد واتخاذ ردّ فعل بناء تجاهه نستطيع أن نمتلك مصدراً عظيماً للنمو الذاتي والحقيقة أننا ما دمنا في علاقة مع الآخرين، يعني ما دمنا أحياء نواجه الانتقاد ونفتقر إليه كي نصحح سلوكياتنا ونصل إلى الدرجة المنشودة في المجتمع أولاً كإنسان ومن ثم كمواطن، زميل، قرين، جار و...


منقول..للفائدة
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس