[SIZE=3]وحدها الأحزان قادرة على احتلال منابت ذاكرتنا !!
و كأنه كتب على تلك الذاكرة المنهكة الحلم أن ترتدي سواد دائم .
وحدها الغربة متمكنة من أرواحنا ..
تجتر الباقي منا و ترسله إلى منفي لا يحتوي سوانا !!
و كأن الوطن يأبى إلا أن يكون مرتعاً للغرباء !!
وحده الحلم يستطيع إيهامك بأنك مازلت هناك ..
دائماً ما أرهقتني نقطة البداية ..
أما الآن فما عاد يرهقني غير النهايات .
فهنا .. من منبت القلب ..
وعبر وريدي أشتاق منفاي ..
الذي كان فيما مضي لي وطناً .
قررت أن أعود لتلك الشوارع و المقاهي ..
أجوب الطرقات ..
يملأ صخبي ضجيج النهار ..
و يشق صوت فرحي درب المحال .
آه .. آه
كم تشقيني مرارة السؤال ..
ما هو الوطن ؟!
ما هو الوطن ؟!
ما هو الوطن ؟!
تباً لوطن لا يعترف إلا بوريقات و أختام ..
و تباً لمنفي يستوطنك بذات الأوراق.
فالوطن هو صدرها..
وحدوده عيناها..
و احتوائة دفء أحضانها..
و الغربة ..غربة صوتها.
و هطول الدمع على خد لها.
يوماً من ذاكرة الماضي ..
أمسكت بكفي الصغير بين يديها ..
كانت قابضة بشدة ..
و كنت أبكى لا من شدة القبض..
و لكن من أعين قاسية ترمقني ..
تستنكر ذاتي ..
ملابسي ..
حتى ملامح وجهي!! .
طبعت على قلبي عبارة حمراء ..
/SIZE]
____(خروج نهائي) ____
أبكتني بحرقة..
لم أدرك مرارة الدموع إلا لحظتها ..
معلنة ً نفيي عن عينيها ..
عن وطني.
حينها ..
أقسمت أني عائد ..
إلي ذات المكان ..
ممزقة تلك الأوراق ..
ماسحآ تلك الدموع المنهمرة على خدي .
و الآن ..
و بعد سنوات قحط و اغتراب ..
واقفآ أنا عند حدود الصمت..
وحيد ..
لا أملك غير أحلامي الممزقة ..
و آهات تشق سكون ليلي الكالح..
و طيري الجميل ..
عله يوماً بجناحيه يحملني إليها .
ليس أمامي غير التحاف ألمي و صمتي ..
أدثره و يدثرني ..
وحدي أنا وطيري ..
علي حافة الوجع ..
نلتمس دفء الغريب ..
علة يوماً من منفاه يؤوب .
***
( أنامل مجهولة الهويه )